|
حتمية الدولة المدنية
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 20:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فاقد الشيء لا يعطيه ولا يسمح به هذا ما يحدث الآن في دول الربيع العربي وخصوصا في مصر . فالثورة جاءت من أجل بناء دولة مدنية توفر الحرية والكرامة للشعوب وليس كما نرى وقد مضى عام كامل على خلع الطغاة والمستبدين . وما أتت به رياح الربيع العربي لا يخدم هذه الشعوب في شيء عندما اعتلى سدة الحكم رؤساء جدد يحملون أفكارا تقليدية لا يمكن لها أن تضمن للمواطنين ما كانوا يحلمون به من عدالة اجتماعية وديمقراطية وحرية وكرامة تشعر الشعوب بالطمأنينة على مصيرهم ومصير الأجيال القادمة . فالرئيس الجديد لمصر من خلال خطابه الأخير أكد للأمة المصرية بأنه متمسك بالحكم ومرجعيته الدينية ضاربا عرض الحائط بمصالح عشرين في المائة من المصريين الأقباط غير آبه يهذه الشريحة العريضة من الأمة وقد إستهل خطابه بأسلوبه الديني كما لو أنه إمام يخطب من على منبر من منابر المساجد وليس كرئيس دولة يأخذ بعين الإعتبار موقعه كمنظر سياسي كرئيس لجميع المصريين وليس كزعيم للإخوان المسلمين كحركة دينية محضة تريد أخونة البلد على حساب مختلف الأطياف السياسية الأخرى التي تتشبث بمنظور سياسي مختلف . كان على هذا الرئيس المجنون على السلطة أن يسمح للجنة تمثل جميع المصريين أن تضع دستورا للبلد يخدم مصالح الجميع ويراعي جل المكونات المختلفة للنسيج الإجتماعي للمصريين . لكن وعلى ما يبدو فإن هذا الرئيس تسبب في انقسام الشعب المصري إلى شطرين فاتحا الطريق لحرب أهلية سوف لا تبقي ولا تدر . إضافة إلى تصرفه كديكتاتور لا يعرف إلا التهديد وتزييف الحقائق وعدم الإعتراف بالمعارضة كقوة ضاربة تستطيع أن تؤثر وتغير من موازين القوى السياسية للبلد. فالرجل لا يملك الكفاءة العلمية والسياسية لإدارة البلد بالشكل الطبيعي والمطلوب. كما أن الرجل لا يريد أن يقتنع بأن مرحلته هي مرحلة انتقالية في حين هو يريد الهيمنة على كل مرافق الدولة وأخونتها بما في ذلك الشأن الفني والثقافي . فكيف يعقل أن يقوم بإنزال رجال بمنظور ديني على كل القطاعات ليتسنى لحركته أن تقبض على السلطة إلى الأبد متجاهلة تداول الحكم بينها وبين الإتجاهات السياسية الأخرى كما تقضي العملية الديمقراطية التي بالأساس لا تؤمن بها الحركة التي ينتسب إليها هو وجماعته . رغم الفشل الدريع في إدارة شؤون البلاد ورغم اعترافه هو نفسه بالأخطاء الفادحة في تسيير مقاليد وشؤون البلد فهو لا زال متعنتا ومهددا ومتجاهلا القوى السياسية لمصر كبلد عربي قوي ورائد ونمودج يحتدى به من طرف الدول العربية الأخرى . كما أن المعارضة المصرية على اختلاف أنواعها تقف اليوم في بوتقة واحدة بطريقة سلمية وحضارية بينما المؤيدين للرئيس الجديد القديم أظهرتهم الفضائيات وهم يهرولون حاملين العصي والأسلحة البيضاء يتوعدون بالإعتداء على المناوئين للنظام الحالي . في الدول المتقدمة من طبيعة المسؤول أن يقدم إستقالته كلما شعر بأنه عاجز عن إيجاد الحلول للمعضلات التي هو منوط بها مهما كان حجمها صغيرا أو كبيرا . بينما هذا الرجل يصر على البقاء في السلطة مهما كلف الثمن . أين نحن من الزعيم جمال عبد الناصر عندما خسر الحرب مع العدو الصهيوني تقدم إلى شعبه بخطاب يعلن من خلاله إنسحابه من السلطة إلى صف المواطنين العاديين معترفا بتقصيره ومسؤوليته . فما كان من الشعب المصري العظيم إلا أن يخرج عن بكرة أبيه رافضا لرئيسه التخلي عن قيادة البلد . إذن كيف نقارن بين الزعيم العظيم جمال وهذا الرئيس المجنون على السلطة وهو غير قادر على تحملها ؟ أين هي كرامة هذا الرئيس ؟ وكيف ننتظر منه أن يحقق الحرية والكرامة للمواطنين وهو يفتقدهما ؟ إن الشعب المصري العظيم في هذا اليوم الأغر/ 30 يونيه 2012 / يعلن عدم رضاه على هذا الرئيس الضعيف والقوي فقط بجماعته المبلطجة ويقول له / إرحل/ فعليه أن يرحل لأن الشعب المصري العظيم يريد له أن يرحل وقد سحب منه الثقة لأنه غير مؤهل لكي يحكم ويدير شؤون البلاد ولسيما في هذه المرحلة الصعبة وعلى هذا الرجل إن كان مسلما حقيقيا فليذهب إلى المسجد هو وجماعته فهناك مكانهم المناسب حيث يجب أن يكونوا أما مصر عليها أن تكون دولة مدنية بالضرورة لكي تتبوأ مكانتها اللائقة كدولة رائدة كما كانت دائما وكقدوة للعالم العربي برمته . هذا العالم العربي اليوم ما أحوجه إلى مصر أكثر من أي وقت آخر . ورحم الله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي كان زعيما بالفعل لكل المواطنين العرب بإخلاصه وحبه وزهده ورجاحة عقله .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياج البخار
-
هذا كل ما في الموت
-
حكومة تعميق الأزمة
-
إنهيار العلامات
-
رجل الثلج
-
حكومة سوقها خاوي
-
العلم الصحيح يحيي الناس ولا يفتي بقتلهم
-
وبكت الدالية
-
رد على مقال - كمال كبريال - مبارك ومقارنات لابد منها
-
دفاعا عن الناشط الحقوقي أحمد عصيد
-
ليل الحب
-
الإنفجار القادم
-
زوبعة في فنجان
-
قطار العفونة
-
من تكون ؟
-
في الهواء
-
تطاون المغتصبة
-
الحكمة السوداء
-
الصحفيون الجدد
-
حلم ويوم عيد
المزيد.....
-
مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي
...
-
-رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
-
-حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م
...
-
زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات
...
-
تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
-
أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد
...
-
حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو
...
-
المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و
...
-
إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي
...
-
في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا
...
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|