هل نتصدى ونحارب التعصب ؟ أم نحارب ونتصدى لمن يثيره؟

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل نتصدى ونحارب التعصب ؟ أم نحارب ونتصدى لمن يثيره؟
السلام عليكم ورحمة الله:
يقال الفتنه نائمه,فلعنة الله على من يوقضها
اذا تخبرنا هذه الحكمه ان الفتنه موجوده ولكنها نائمه فالمشكله اذا لاتكمن في الفتنه ولاخطر منها ولكن الخطر كل الخطر منها ممن ينبش ويفتش عنها ويثيرها وينفض عنها الغبار ليثيرها
ويقال ايضا ان هناك نار تحت الرماد
اذا تخبرنا هذه الحكمه ان هناك نار ولكن الرماد يحتجزها ويمنعها من الاشتعال ثانية فلاخطر منها مازال الرماد يغطيها ولاخطر منها ولكن كل الخطر ممن يكشف عنها الرماد ويعيد أورارها ويسعى لااشعالها ثانية
وكذالك التعصب فلاخطر منه لانه متجذر في النفوس البشريه ولكنه كامن في اعماق البشر يغط في نوم عميق ولايشكل اي خطر الا اذا اثير وتم استفزازه
فالخطر ليس في التعصب ولكن الخطر يكمن فيم يثيره ويوقظه من نومه العميق ويستحثه ويستفزه ويدفع به للظهور
وحتى نحارب ونتصدى للتعصب علينا معرفة انواعه فانواع التعصب كثر وكل تلك الانواع اذا اثيرت تشكل خطرا على الانسانية مابعده خطر وكل نوع من التعصب اذا اثير او استفز تراق لسبب اثارته الدماء وينعدم الامان المجتمعي وسوف تضيع جهودنا وتصدينا في حربنا ضد التعصب سدى لاننا لن نقدر بكل تلك الجهود بالتغلب على التعصب لتعدد انواعه واتساع رقعتها ولكننا لوكثفنا جهودنا تلك في محاربة من يثير التعصب ويستفزه ثتمر جهودنا وتثمر
لنمر على انواع التعصب حتى يتبين لنا مدى صعوبة التصدي له ومحاربته
**:التعصب للعائله وهي اصغر وحده مجتمعيه(الاب ,الام,الاولاد) فهل منا لايتعصب لوالديه ,وهل منا من لايتعصب لااخوته, وهل منا يلتزم الصمت اذا تعرض احد والديه للاعتداء سواء بالفعل او بالقول اذا الخلل والخطر ليس بالتعصب للعائله ولكن الخلل والخطر يكمن فيمن يثير ويستفزهذا التعصب
**: التعصب للقبيله(وهي اكبر وحده مجتمعيه ولكنها اقل من العشيره) فهل منا من لا يتعصب لقبيلته وهل منا يلتزم الصمت عندما يساء الى قبيلته اذا فالمشكله والخطر لايكمن بالتعصب للقبيله ولكن المشكله والخطر يكمن فيمن يثير ويستفز هذه العصبيه بالاسائه للقبيله بالقول او بالفعل
**:التعصب للعشيره(وهي وحده مجتمعيه كبيره ولكنها اقل من حجم القريه) فهل منا من لايتعصب لعشيرته وهل منا من يلتزم الصمت اذا اسيئ لعشيرته
اذا المشكله والخطر لاتكمن في التعصب ثللعشيره ولكن المشكله والخطر تكمن فيمن يثير ويستفز هذا التعصب وقدم لنا التاريخ اثار استفزاز التعصب القبلي والعشائري(حروب داحس والغبراء,و حرب بني أصفهان و حرب البسوس و حرب الفجار و حرب بعاث) ولم يكن حينها اسلام فلم تكن حروب بسبب الدين ولا المذهب اذا هي حروب سببها التعصب القبلي العشائري واكيد هناك من اثار هذه التعصب وايقضه من غفوته فهم كانوا يعيشون معا بكل سلام وامان مع تعصبهم هذا ولكن عيشهم الامن طيلة عقود انفرط عقده بعدما اثار واستفز تعصبهم القبلي العشائري اصحاب النفوس الخبيثه
**:التعصب للقريه(تجمع مجتمعي يضم لفيف من قبائل وعشائر مختلفه) ومن منا لايتعصب لقريته ومن منا لاينزعج ويثور اذا مست قريته بسوء فالمشكله والخطر لايكمن بالتعصب للقريه ولكن المشكله تكمن فيمن يثير ويستفز هذا التعصب بالاسائه بالقول او بالفعل الى القريه
**: التعصب للمدينه(تجمع مجتمعي اكبر من القريه ويضم لفيف من الفسيفساء العشائري )فمن منا لايتعصب لمدينته ومن منا لاينزعج ولايثور حد التعارك اذا اسيئ لمدينته بالقول او بالفعل اذا المشكله والخطر ليس بالتعصب للمدينه ولكل المشكلة والخطر الحقيقي تكمن فيمن يثير ويستفز هذا التعصب
**:التعصب للبلد(تجمع مجتمعي كبير يضم قرى ومدن واعراق ذات انتماء شتى واديان شتي ومذاهب شتى) فمن منا لايتعصب لبلده ومنا منا لايستفز ولايثور حد الغضب اذا تعرض بلده لااساءه سواء بالقول او بالفعل اذا المشكله والخطر لايكمن بالتعصب للوطن ولكن كل المشكله والخطر يكمن فيمن يستفزويثير هذا التعصب
**: التعصب للعرق والقوميه(كل مجتمع يضم في حنياه اناس من اعراق وقوميات مختلفه,عربي ,كردي/ فارسي,تركي,اوروبي, امريكي ألأى غيرها من المسميات) فمن منا لايتعصب ولاينحاز لعرقه الايعيش كلهم معا في ذات الرقعه الجغرافيه بأمان وسلام رغم ان الكل محتفظ بتعصبه لعرقه وقوميته ولكن عندما يتدخل احد ويسيئ الى قومية او عرق احد بسوء الايستفزويثير هذا التعصب وعندها يخرق هذا التعايش السلمي بين الاعراق والقوميات اذا المشكله والخطر لايكمن في هذا التعصب للعرق والقوميه ولكن يكمن الخطر كل الخطر فيمن يثير ويستفز هذا التعصب للعرق وللقوميه
**: التعصب الرياضي(لكل شخص اومجموعة اشخاص ميول لفريق رياضي ما ويطلق عليها برابطة المشجعين) فكم صراع مميت حصل بين انصار هذا الفريق وذاك الفريق في كل بقاع المعموره واخيرها وليس اخرها ماحصل في مصر بين مشجعي فريقي الاهلي والزمالك في بور سعيد
اليس هذا نوع من التعصب الذي بهدد السلم الاهلي وكانت احداثها مجزره حقيقيه مؤلمه غيره مبرره واكيد هناك اطراف لايمكن الاوصفها بالخبيثه كان وراء استفزازواثارة هذا التعصب
هل كل المبارايات التي تجمع تلك الفرق تحدث فيها مجازر اومعارك بين المشجعين اكيد لا لو لم يكن هناكمن يستفزويثير التعصب الرياضي
**: التعصب السياسي(التعصب للحزب) فلكل حزبه السياسي الذي ينتمي اليه وكل متعصب لحزبه ولو من يتدخل لاثارة التعصب الحزبي لما حدث اي صراع بين الاحزاب السياسيه وخير مثال لنا على انه هناك تعصب حزبي مايحصل في امريكا من تنافس حزبي بين الحزبين فيها الجمهوري والديمقراطي ولكنه تنافس وتعصب نزيه شريف ولايوجد من يثير هذا التعصب فلا اتباع هذا الحزب يسئون لهذا الحزب ولااتباع ذالك الحزب اذا لايوجد من يثير ويستفز عندهم هذا التعصب للحزب كما لدى الدول الناميه
**: التعصب للجنس(المجتمع ذكر وانثى)فترى الرجال يتعصبون لجنسهم والنساءيتعصبن لجنسهن
**:التعصب للمهنه
**: التعصب للون البشره(السود والبيض)
**:التعصب للقاره(اسيوي,افريقي,اوروبي,امريكي جنوبي ,امريكي شمالي,استرالي)
**: التعصب للدين والمذهب: وهو اخطر اوانوع التعصب لان الكل مشترك فيه (العرق والقوميه) وكما بينا ان المشكله لاتكمن في التعصب للدين او للمذهب فكل بلد اوكل قاره فيها من كل الديانات ومن كل المذاهب وبالتأكيد مرت بهم فترات من التعايش السلمي قد تطول وقدتقصر ويتوقف هذا اي طول فترة التعايش بين مكونات المجتمع الدينيه والمذهبيه في اي مجتمع على اختفاء الاطراف التي تثير وتستفز هذا التعصب من اي طرف منهم ولايمكننا ان ننكر انه لايوجد تعصب ديني اومذهبي من هذا الطرف اوذاك فلا مشكله ولاخطر من هذا التعصب ماطال كل طرف بحاله وماطال هذا الطرف لايتجاوز على الطرف الاخر ولذالك لانجد الصراع الديني او المذهبي صراع غير دائمي فنجده يخبوا سنين ثم مايلبث ان يستعر وحتى ان استعر فنجده لايستمر طويلا واطول مده زاد فيها الصراع الديني هوماتمثل بالحروب بين المسلمين والمسيحين بما اصطلح عليها بالحروب الصليبيه
واطول مدة حروب مذهبيه هي الحرب
التي حدثت في اوروبا بين الدين المسيحي الواحد والتي اصطلح عليها بحرب الثلاثين وسرعان ماخبت والصراع بن السنه والشيعه ايضا صراع قصير الامد يخبوا كثيرا ويستعر احيانا لان هناك اطراف تثير وتستفز هذا الصراع من هذا الطرف او ذاك وعلى ماتقدم يكون علينا التصدي ومحاربة من يثير التعصب باي شكل من اشكاله او باي صوره من صوره لمن يحاول ان يثير ويستفز هذا التعصب لان هناك الكثر من الشواهد والوقائع التي اثبتت لنا امكانية التعايش السلمي البشري بين بني البشر على اختلاف اعراقهم واديانهم والوانهم ومذاهبهم ولغاتهم وعندها ستكون حربنا وتصدينا للتعصب والتطرف ناجعا اذا ماوحدنا جهودنا في توجهنا الى من يثير الفتنه والى من يحاول ايقاضها وضربنا بمن يحاول ان يزيح الرماد عن النار بالكلمه

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات