أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مشعلوا الحرائق














المزيد.....

مشعلوا الحرائق


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسوء ما يمكن أن يتعرض له إنسان في حياته أن يقع في قبضة شخص أو شخوص يسلبونه حريته وإرادته ويتفننون في الضغط عليه ومحاولة إخضاعه وتجريده من كل ما له قيمة في حياته .. في المنزل .. في العمل .. والأكثر مآساوية أن يكون أمثال هؤلاء يتحكمون في بلد بأكملها ويمارسون ساديتهم وتسلطهم على شعب بأكمله .. لا يقرأون ولا يسمعون ولا يعون ويدفعون بالناس دفعاً نحو الإنفجار .. ماذا تنتظر من إنسان سلبته الأمان .. سلبته حقوقه الأولية .. سلبته كرامته وأدميته .. ماذا تنتظر من إنسان وضعك في مكانة عالية فوضعته تحت أقدامك ومارست عليه كافة فنون الإستعلاء والتكبر والغطرسة .. ولم تكتفي بأن أغرقته في أزمات الماء والكهرباء ورغيف الخبز وجعلت حياته سلسلة لا تنقطع من الجحيم وحرب يومية يخوضها ليصل إلى حد الكفاف .. فإذا ما صرخ محتجاً مطالباً إياك بالوفاء بتعهداتك خلعت عنه دينه وحتى حقه في الحياة !!

منذ أن أعلنت القوى الثورية عن حشدها للخروج لإسقاط الفاشية الدينية والتصريحات والفتاوى الإرهابية الدموية تتدفق سيولاً وحمماً من كل حدب وصوب .. وتصدرت الشاشات وافتتاحيات الصحف وجوه ذات باع في عمليات التفجيرات والإغتيالات تحلل سفك دماء من يطالبون بحقوقهم ومن يعارضون هذا الإقصاء والكذب وإخلاف العهود والإفشال العمدي للدولة وإسقاط جميع إجهزتها بشكل غير مسبوق .. يتحدثون عن ديمقراطية وديمقراطيتهم صالحة للإستخدام مرة واحدة فقط . والكل يعرف الظروف والملابسات التي أوصلتهم للحكم بنسبة مشكوك في أمرها بعد وضع لجنة عليا للإنتخابات حصنوا قرارتها ضد الطعن عليها - وأينما وجدت الحصانة فتح الباب على مصراعيه للتلاعب والفساد - رفضت اللجنة التحقيق في كافة التجاوزات وانتهى الأمر بإعلان فوز مرشحهم بالرغم من كل علامات الإستفهام التي تدور حوله .. ومرت الشهور لا تحمل لنا الا التراجع والنكسات والخيبات في كافة المجالات .. تحققت أسوء كوابيسنا بل تحقق ما هو ألعن وأصبح الوضع كارثي تماماً .. لم تبذل الجماعة أي جهد أو تقدم أي حلول لتوحيد الصف أو تهدأة الشارع .. على العكس تماماً جعلوا من الشعب بأكمله كفاراً يجوز إهدار دمائهم ولم تتوقف آلتهم الإعلامية عن سباب المعارضة وتوعدها ليل نهار ببحور من الدم وإغراق البلاد في حرب أهلية يتحقق فيها النموذج الأفغاني .. ليس من عجب إذاً أن كل البلاد التي وصل فيها هؤلاء للحكم فشلت وانقسمت وانسحبت لعصور الظلام .. فهم في حرب مقدسة ضد الحق والحرية والنور والعلم والفن وكل ما يرقى بالبشر .. ليس من عجب أن يؤيدهم ويدعمهم ويمسك بأيديهم أعدى أعداء البلاد فمهما فعل هؤلاء لن يستطيعون تخريبها وإفشالها كما يفعلون .. يحرقون كل ما تمتد إليه أيديهم ويخرجون هم بأموالهم وأهاليهم لم يمسسهم سوء .. فهم يحملون جنسيات أخرى يقفذون بها عند الضرورة من المركب الغارقة .. ولا تهتز ضمائرهم إذا ما فقد من يضلونهم ويستخدمونهم كوقود يشعلون به الفتن حياتهم ويكفي أن يعدوهم بجنات تجري من تحتها الأنهار وحور العين الذين ينتظرونهم على الجانب الآخر إذا ما قاتلوا أبناء الدين والوطن الذي يعارضون أوليائهم وكبارهم ففقدوا حياتهم جراء ذلك .. لم يبقى للشعب شئ يخسره وبراكين الغضب التي تعتمل في نفوسهم كافية لإحراق الكوكب بأكمله .. فليحذر هؤلاء الذين يعتقدون أنهم بمنأى عن الحرائق التي يشعلونها من أنها ستطالهم مهما تصوروا أنهم أمنون.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الفرسان
- السقوط في الفخ
- أنا لم ألوث مياه النيل
- افتح للضوء نافذة
- وكأن شيئاً لم يكون
- الصدع
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم
- مسرحيات هابطة
- خواطر
- في سبيل الكرسي
- مستغرقون في التعاسة
- تأملات في عام جديد
- من الصدمة الى الغضب
- جروح دامية
- في غياب القائد


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يرفع رسوم دخول الزوار إلى ثلاثة أضعاف قبل ب ...
- -عصير رمان وزيت زيتون-.. الرئاسة العراقية تعلق على هدية من ا ...
- نتنياهو يتهم حماس -بتجويع متعمَّد- للمحتجزين في غزة، وواشنطن ...
- أوكرانيا: الكشف عن مخطط فساد -كبير- في صفقات شراء طائرات مسي ...
- ريبورتاج: درعا تحتضن الفارين من معارك السويداء بجنوب سوريا
- نتانياهو يعبر عن -صدمة عميقة- بعد نشر حماس تسجيلات لرهينتين ...
- الكونغرس يقر تعيين مقدمة برامج سابقة في أبرز منصب قضائي بواش ...
- معظم حالات انتحار الجنود الإسرائيليين مرتبطة بالحرب في غزة
- مع مفاوصاتها النهائية.. هل تضع المعاهدة الدولية حدا لطوفان ا ...
- -الأكثر تأثيرًا في هذا القرن-.. شاهد كيف يُعيد ترامب تشكيل أ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مشعلوا الحرائق