أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - المرتزقة وتجار الدين من بغداد إلى دمشق مرورا بالقاهرة














المزيد.....

المرتزقة وتجار الدين من بغداد إلى دمشق مرورا بالقاهرة


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 14:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


«الخروج» من الحيز المصرى إلى الامتداد السورى، ليس ابتعادا عن الشأن المحلى، إنما هو محاولة لتلمس أبعاده الأكثر أهمية.
تقف مصر على أطراف أصابعها تترقب بأمل مشوب بحذر وقلق، يوم 30 يونيو، بينما الجماعة الخارجة على القانون، والتى آلت إليها مقاليد الحكم فى مصر، تواصل الهروب إلى أمام، فتدعو الأهل والعشيرة للاحتشاد فيما قالت إنه «مؤتمر الأمة المصرية لنصرة سوريا»، لتقدم لنا واحدة من أطرف مساخر الكوميديا السوداء فى الزمن الأغبر، حيث يقرر محمد مرسى قطع العلاقات مع سورية، ثم يعلن أن دمشق قد أصبحت وجهة «الجهاد الإسلامى» بدلا من القدس، وكأن ما تتمتع به جماعة بديع – الشاطر - مرسى من جهل وفشل قد فاض عن احتياجات الدولة المصرية، فراحت توزع ما لديها من فائض على الأهل والعشيرة أينما كانوا.
الوضع على الأرض السورية الآن يبدو لى أقرب ما يكون تشابها مع ما كانت عليه الحال فى العراق عشية وأثناء الغزو الأمريكى عام 2003، وإن كانت الثورة السورية النبيلة التى انطلقت قبل أكثر من عامين، مع الحصاد المرير لخبرات الاحتلال العسكرى المباشر، قد فرضت بعض التعديلات على سيناريو التعامل مع سورية. وكذلك قامت دول النفط، وقطر خاصة، بدور الراعى والداعم للثورة السورية –فى مسخرة أخرى من مساخر التاريخ- وفتحت خزائنها بلا حساب، ثم نجحت فى النهاية أن تحيل الاتهامات الخرقاء التى وجهها نظام بشار الأسد إلى الثورة النبيلة فى بدايتها إلى حقائق ملموسة على الأرض.
كان بشار يواجه شعبه بالطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة، ويتهم الثوار أنهم عصابات إجرامية وافدة على البلاد، فإذا بالدعم الخليجى والرعاية الأمريكية «للثورة» تحيل تلك الاتهامات الخرقاء إلى حقائق، وتخلق للنظام الدموى الفاشى مبررات لجوئه إلى الأسلحة الثقيلة، بعدما أصبحت دمشق برعاية أمريكية وتمويل خليجى، قبلة «الجهاد الإسلامى»، وتحولت الثورة السورية النبيلة إلى «جهاد المتناكحين»، وتدفق على الأراضى السورية «مجاهدون» أو «متناكحون» من حوالى 50 دولة، بينما لم يتجاوز عدد البلاد التى شاركت فى غزو العراق تحت القيادة الأمريكية 32 دولة.
كان «المجاهدون المصريون» قد صدعوا رؤوسنا طويلا بشعارات تحرير فلسطين، تارة بالملايين التى سوف تتدفق على القدس لتحريرها، وتارة بجيش محمد العائد لمواجهة اليهود، لكنهم لم يصلوا إلى السلطة، إلا بعد تعهدهم بحماية أمن إسرائيل، فكان أنهم بالفعل حموا أمن إسرائيل وعجزوا عن حماية أمن مصر، وعندما اكتشفوا ان مصر قد ضاقت بهم، ألقوا بأنفسهم سريعا و«ع المكشوف» فى أحضان واشنطن، التى ما أن أعلن رئيسها موافقته على تزويد «المجاهدين» فى سوريا بالأسلحة، حتى رد «المجاهدون المصريون» بقطع العلاقات مع دمشق، وفتح باب الجهاد لإسقاط نظام الأسد.
دعك الآن من بوصلة الجهاد الإسلامى التى دائما ما تتوافق مع الهوى الأمريكى، من أفغانستان وحتى سورية، ودعك الآن من تجار الجهاد ومناكحيه، الذين لا يجرؤ واحد فيهم عن الإشارة إلى فلسطين، مجرد إشارة، وتأمل قليلا موقف هؤلاء الذين يصدعون رؤوسنا بالحديث عن تدخل إيران وحزب الله إلى جانب النظام البعثى الفاشى فى دمشق، لكنك لا تسمع لهم صوتا عن ألوف «المجاهدين» المتدفقين إلى سورية من أكثر من خمسين دولة يريدون إسقاط النظام، ولا تعرف لهم رأيا فى ثورة نبيلة وعظيمة أحالتها واشنطن وتجار الجهاد وسماسرة الحروب إلى ثورة متناكحين، ثم حاول أن تبحث فى قواميس اللغة عن الوصف المناسب لهؤلاء.
عشية غزو العراق لإسقاط النظام الفاشى من أجل إقامة ديمقراطية على النمط الأمريكى، كانت شعوب العالم من أقصى الأرض إلى أقصاها، تتظاهر فى الشوارع رافضة إسقاط نظام بهذه الطريقة البربرية، دون أن يعنى ذلك أن العالم كان يؤيد ديكتاتورية صدام حسين ودمويته، بينما كان بعض العراقيين، وفيهم شيوعيون، يرحبون بالغازى الأمريكى، ويحلمون بديمقراطية واشنطن الوردية ويروجون لها. كان هؤلاء فى الواقع لا يرون أمامهم فى المشهد سوى نظام فاشى دموى، وقد سقط الشعب العراقى من حساباتهم، فكانوا يهربون إلى أمام من عجزهم وفشلهم، فسقطوا جميعا فى مزبلة التاريخ.
والموقف الآن من سوريا لا يختلف كثيرا ولا قليلا، لا لإسقاط نظام الأسد الفاشى عبر «ثورة النكاح» وعلى أيدى المرتزقة وتجار الدين وسماسرة الحروب، أرفعوا أيديكم جميعا عن سوريا، فالشعب السورى وحده دون غيره، هو صاحب الحق الأصيل فى الإبقاء على النظام أو إسقاطه.
أما هؤلاء الذين لا يرون أمامهم سوى نظام الأسد الفاشى، ولا يعرفون كيف تحولت ثورة نبيلة إلى جهاد نكاح، والذين يهربون من أزماتهم المحلية بالعودة إلى وظيفتهم الحقيقية، تجار دين وسماسرة «جهاد» أمريكى، سرعان ما سوف يواجهون الحقيقة، عندما يقفون فى مواجهة المصريين يوم 30 يونيو وما بعده.
وحدهم الأغبياء هم من يعيدون تكرار ذات التجربة وينتظرون فى المرة الثانية نتائج مختلفة.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقعة وزارة الثقافة... دروس لمن يستوعب
- «تمرد» داخل جبهة الإنقاذ... هل من سبيل؟
- تجار العملة والدين عندما يصدرون قانونا!!
- عن جريمة خطف الجنود: عشر حقائق ثابتة
- سحل مواطن ونطاعة سلطة وهموم نائب عام
- وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام
- عن العنف والحوار والإنقاذ
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... جبهة «إنقاذ» من؟
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... مقدمة فى نقد الذات
- خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟
- ضع القلم!!
- بين سفاح دمشق وطاغية القاهرة: طريق واحد ونهاية واحدة
- «أرحل»... كشف حساب الرئيس الإخوانى
- هل تستطيع الجماعة حكم مصر؟
- حاكموا الرئيس
- دماء غزة والموقف المصرى المطلوب
- عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه
- الرئيس يناشد الفاسدين ويهددهم بثورة جديدة!!
- وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على
- دستور 2012.. قراءة أولية فى مسودة أولى


المزيد.....




- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ
- جيروزاليم بوست: محادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
- تقييم مخابراتي أمريكي: الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية ...
- 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
- كيف يستثمر ترامب مديح الناتو لتكريس زعامته؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - المرتزقة وتجار الدين من بغداد إلى دمشق مرورا بالقاهرة