أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - الثمن: (سوريا ستان)!















المزيد.....

الثمن: (سوريا ستان)!


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 21:45
المحور: الادب والفن
    


- أنا يا " عليا" إنسانٌ حزين.. خلقتُ هكذا.. بكيتُ أبي شهيد "التشرين"..
بكيتُ أمي شهيدة غربة أولادها عنها..
بكيتُ أختي شهيدة الفقر و العوز..
بكيتُ نفسي أحب الحياة و لا أريد الاختيار بين طرق الشهادة!
اليوم أبكي وطني شهيد تاريخٍ مزوّر.. و حاضرٍ يزوّر..
أنا يا صديقتي لا أصلحُ قاضياً في محاكمٍ دوليّة، و لا تاجراً للنفط و لا للنساء..
أنا عندما احترفتُ السباب لم أسبّ الأمهات قط، بينما اتسخ لساني بملايين " ابن العاهر".. هم الذكور من يصنعون الحروب.. بينما يخسر الرجال حيواتهم فيها...
ربما لو بقيتُ هناك كنتُ اليوم معلماً في رياض الأطفال.. أغنّي كلّ صباحٍ :
موطني.. موطني..
فيما يتساقط زجاج النوافذ مع قذائف حقد يأكل الطباشير..
أنا يا " عليا" ثائرٌ للوطن، و لستُ عميلاً لذكرى قبور الأوليّن...
أنا هامشيّ أطرش في زمن أرادت الغالبية فيه أن تسمع التصفيق.

من رواية " علي السوري" ل " لمى محمد"
**********


آراءٌ لا تحمل السلاح:

- ما يحدث اليوم في " سوريا" لم يعد ثورة كرامة منذ زمن طويل.. هو عورة بكل المقاييس.. صراع من أجل الكرسي يذهب ضحيته الفقراء و البسطاء فقط، فيما يهرب المتنفعون القدامى و الجدد بأطفالهم خارج البلاد..
اليوم أعلن ( العلماء) الجهاد بالنفس، و لكنهم نسوا أن يخبرونا هل سيقومون بأنفسهم بقيادة الكتائب ككتيبة "ابن تيمية"، و غيرها من الكتائب ( العرعوريّة)...

يبدو أنّ الأزمة الاقتصاديّة العالميّة رأت الحل على أرض "سوريا".. حرب سنيّة شيعيّة تمنح مافيا السلاح العالمية ملايين الدولارات، ثم تجارة رائجة للدين و المخدرات و ملايين ( اليوروات).. هكذا ينتعش الاقتصاد العالمي و يُنقذ من ورطته الكبيرة، في مقابل تشكل " سورياستان" ...

- ماذا تقول؟! كأنك ترفع المسؤولية عن النظام ؟! هل أصبحت فجأة موالٍ.. أم أنك لم تكن يوماً من المعارضة؟! بالنسبة لي:
لن أوالي النظام الذي شاهد فقرنا.. و (تعتيرنا) .. شاهدنا كيف نتمنى الهجرة من وطننا بحثاً عن مكان لا نذل فيه لتحقيق أحلامنا.
 
النظام الذي أفرغ " سوريا" من مثقفيها و أصحاب الكلمة فيها، و عندما احتاج الشعبُ إلى مرجعيّة عقليّة لم يجد إلا أصحاب اللحى الفاشلة.. و الفنانيين - أقصد الممثلين-.. لماذا؟! لأن عقول " سوريا" و أقلامها إما سُجِنَتْ أو فرّت خارج القفص.. لم يبقَ أحد ليسند حجة الفقير و يلغيّ جهالات اللحى.. 

- لا يا صديقي.. لست موالٍ و لا من المعارضة.. أريد الخير لوطني هذا جلّ الأمر.. 
لم أؤيد النظام يوماً و لكني لن أوالي معارضةً ساقطة تحوي من الطائفيين أكثر مما تحوي من النساء..
لن أوالي معارضةً هاربةً من الموت و داعية للقتل.. 
معارضة معارصة كلامهم على التلفاز غباء.. و إجرام..
صفحاتهم على ( الفيسبوك) أنا متضخمة، و نكت.. ( نكتيون) ماشاء الله..
 هل تعلم.. أصبحتْ الفتيات مضطرات لإرتداء الحجاب، و النقاب أيضاً في بعض الأماكن الخاضعة لسيطرة جبهة ( النصرة) و من لف لفها و أيدها لمصلحة أو لغباء..
هل تعلم أنّ القتل على الهويّة أصبح طابع المكان و الزمان.. قتل و اغتصاب لمن يعدونهم خارجين عن الإسلام...
هل تعلم..  النظام يستحق كل ما يقال عنه، لكنه ليس طائفياً أبداً هذه ميزته عن ( الثورة)، و لذلك ترى المغتربين من كل الطوائف.. المستفيدين من كل الطوائف.. المعتقلين و المدافعين عنه من كل الطوائف  و من طرح فكرة النظام الطائفي طرحها إما لكونه هو الطائفي و يثور ضد طائفة لجهل ديني، و ابتعاد عن " الله".. أو أنه يريد حرباً أهلية تحرق البلاد، لكنه حتماً لم يبغِ يوماً حرية و لا ديمقراطية...
أنا يا صديقي ضد النظام الديكتاتوري في " سوريا" لكني لست ضد " سوريا".
**********


آراءٌ من الياسمين:

ايه يا حبيبي.. هل تعلم ما لون " الحزن"؟!
-أسود!
- كأول ثوب التقيتكَ به!! طيب ما لون الفرح ؟!
- أبيض!
- كالكفن !!.. طيب هل تعلم أنه في فلم الرجل الحديدي " the iron man" و الذي يُعرضُ اليوم في الصالات العالمية، و في إحدى المشاهد عندما يحاول البطل معرفة مكان الإرهابي (الإسلامي) يذكر عدة دول كأفغانستان ثم  يقول في النهاية " سوريا"!!.. ما تعنيه لك هذه الجملة: ستصير أو صارت ؟!.. أسود كثوب الجنائز لونها، أو أنه أبيض كالكفن؟!

- مصابةٌ بعمى الألوان أنتِ، بلادي لها لون " الياسمين"، و لا تشبه في الهوى أحدا...
**********


رأيّ للحداد.. و سنرتديه جميعاً:

و قبل أن ترحل ربطت شالها الأبيض على (خصر) غصن صنوبر أخضر، أرادته أن يعرفَ أنها كانت هنا، و أنها انتظرته.. هو لأول مرةٍ لم يأتِ...
لم تعلم أن راية استسلامها لن تصمد طويلاً في زمن القذائف و الأعاصير.. ها قد طارتْ الراية، و انحنى الخصر الحزين..
(مش) مهم.. ليس مهم.. غير مهم، فحبيبها أصبح ذاكرة منسية.. طلقة مسدس فارغة .. و الحرب لن تترك ( نطرة) للعشاق..
 الحرب ليست ملعباً للتشجيع، و لا للتصفيق.. بل شاهد آخر على عناد البشريّ.. و بساطة الإنسان.. حماقة و ستنتهي كما انتهت جميع الحروب عبر التاريخ:
شهداء.. أرامل.. معاقون.. شهداء.. أوبئة.. أمراض..شهداء..  فقر.. حقد.. شهداء.. جهل.. تخلف.. شهداء.. و طاولة يتفاوض عليها الملوك.
**********


آراءٌ في تاريخ يكرر نفسه:

-ألا ترى أن الشعب السوري خرج من أجل حقوقه و أحلامه؟!.. ألا ترى أن الجميع مشترك في تفريغ الحراك الثوري من كل (بوارق) الإنسانية؟!

- لحظة التحوّل في مسار المطالب المحقّة كانت في غير الزمان و غير المكان- فقط ذات الغرائز - :
عندما تحوّل الاحتجاج على حزب البعث " السياسي" الحاكم بقدرة نفط و بترول إلى احتجاج ضد حزب ( سنيّ) في " العراق".. ثم  تصيّر الاحتجاج بذات القدرة حرباً على حزب ( شيعيّ) في " سوريا" !!
 
عندها أصبح من حق البسطاء -أقليّات كانوا أم أكثريات- أن يروا في  المطالب المحقة مجرد أداة تبرر شتى الغايات.. و عندها مشت " سوريا" في طريق " العراق" بخطوات مسرعة.. بينما استمر تقسيم ملوك النفط للناس حسب طوائفهم و تقديمهم قرابيناً للموت.
 تحوّل الجميع إلى أرقام، و في لغة الأرقام احتاج الأمر تجّار.. و لم يعد في حاجة -في كثير منه- إلى ثوّار.
**********

رأيّ شخصيّ:

كانت " أفغانستان" في يوم ما دولة واعدة، كان للنساء فيها الكثير من الاحترام و الأحلام..
لكن تجارة الدين و السلاح أثناء الحرب الأهليّة فيها.. ثم تجارة المخدرات فيما بعد جعلت من معظم الشعب الأفغاني مفعولاً به في سوق تحسين الاقتصاد العالمي.

اقتباس:
(في أواخر القرن ال19 أضحت أفغانستان دولة حاجزة في لعبة الأمم ما بين "روسيا" و "بريطانيا"
مع أواخر سبعينات القرن الماضي عاشت أفغانستان تجربة مريرة من الحرب الأهلية الأفغانية تخللها احتلال أجنبي تمثل في الغزو السوفيتي تلاه الغزو الأمريكي لأفغانستان .).
انتهى الاقتباس.

الحرية في وجه ما:
تقتضي أن تعترف بحق الجبان في أن يكون جباناً.. و أن تنقد بحرية لا أن تقتل من يخالفك الرأي..
الدين السليم لا يطلب هوّيتك ليحدد مدى إيمانك..و إن فعل ذلك فهو سياسة متنقبة بدين...

يا أحفاد الأبجدية الأولى:
 من غيّر علم وطنكم غيّره كي ينافس علم دول أخرى في الجدّة .. 
يحرق حضارة عريقة، لتصبح الحضارات الجديدة هي الأعرق!.. سنرحل جميعاً و ستبقى كلماتنا تذكروا هذا جيداً.

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيه.. نحن -المبعثرون-
- لغة - الله-
- تكبير...
- غجرية.. و وطن
- رقص آخر
- ذات الضفيرة البنية
- تعويذة
- و رصاص...
- -فياجرا-
- كونوا ( عقولكم)...
- هكذا نتخلف
- جرس الغوص و الفراشة -برسم الأمل-
- الدردك ليس للمؤخرات.. و الثورة كذلك
- ذكريات عن عاهراتي الحزينات
- أزمنة مائية - محض تشابه-
- تدنيس المقدس
- هيروين و مكدوس.. و دوائر
- -غيرنيكا-
- التيار - الرابع-
- سلام عليكم...


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - الثمن: (سوريا ستان)!