ظلال محنطة

ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 15:50
المحور: الادب والفن
    

ثلاث عجائز خرجن من العزاء .. اشترين آيس كريم وجلسن في الحديقة العامة .. هل كان ذلك احتفالا، أم أن تلك هي عادتهن بعد الخروج من عزاء .. انتبهت إحداهن إلى أن بعض الناس ينظرون إليهن باستغراب .. عجائز يأكلن آيس كريم بملابس سوداء، التي لسبب غامض لا يُفهم من سوادها أنها ثياب عادية، وإنما خاصة بحضور المآتم .. خلعت واحدها حذاءها، وبدأت تفرك قدميها بلذة .. تبعتها الأخريتان قبل أن يقررن مواجهة العيون المستغربة بابتسامات خفيفة .. كانت ابتساماتهن واضحة رغم التجاعيد .. بعد انتهاء الآيس كريم وارتداء الأحذية والمشي خارج الحديقة .. سيعدن إلى بيوتهن بيقين أنهن أصبحن ميتات تماما .. ظل كل فقدان أحد ينتمي إليهن يقرّب من اكتمال ذلك اليقين .. ربما كان المأتم الذي غادرنه منذ قليل هو الأخير، ولم يعد لديهن أحياء .. كانت ثلاثتهن شخصا واحدا للدرجة التي جعلت كل عجوز تستبعد أن تكون الأخريتان لا تزالا على قيد الحياة بل تعتبرهما ميتتين مثلها .. لم يعد هناك مجال لأن يأتيهن الموت إذن بعد الآن .. كان احتفالا.

#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل