أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - «تمرد» داخل جبهة الإنقاذ... هل من سبيل؟














المزيد.....

«تمرد» داخل جبهة الإنقاذ... هل من سبيل؟


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 14:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يوم 25 يناير 2011 اجتمع المصريون على هدف «إسقاط النظام» لكنهم لم يجتمعوا على الخطوة التالية، البديل. وقد كان ذلك –فى حينه- مبررا ومفهوما بعد ثلاثين عاما من حكم مبارك، أصيبت خلالها البلاد بحالة من تصلب الشرايين، وتحولت أحزاب المعارضة إلى ما يشبه الدكاكين التى تصدر صحفا تهتم بأخبار رئيس الحزب ومكتبه السياسى أو هيئته العليا.
لكن المشهد، وبعد ما يقرب من ثلاثين شهرا على الثورة، يعود مرة أخرى ليتكرر بذات التفاصيل، إذ يجتمع المصريون ثانية على هدف سحب الثقة من محمد مرسى، لكنهم لا يلتفون على «بديل» مازال غائبا، رغم ما شهدته مصر من حالة حراك سياسى واجتماعى لعلها غير مسبوقة فى تاريخها، ورغم وجود «جبهة إنقاذ» كان المفترض فيها أن تكون القطب البديل حال إسقاط سلطة المرشد.
للأسف فشلت الجبهة فى أن تكون بديلا، بعدما تحولت إلى مقهى، أو فى أحسن الأحوال نادى سياسى، يرتاده كل عابر سبيل، أو كل من يحمل شهادة أنه «مارس يوما العمل السياسى» حتى ولو كان ذلك عبر أجهزة أمن دولة مبارك، وسعيا وراء مقعد فى برلمانه، فوضعت نفسها بنفسها فى مؤخرة حركة الجماهير، وبقيت عاجزة عن قيادتها أو حتى المساهمة فيها بفاعلية. الجبهة لم تطلق حركة تمرد، لكنها حاولت جاهدة الالتحاق بقطارها عندما تبدى لها أنه يسير بسرعة الملايين، نحو هدفه، ومع ذلك بقيت تتأرجح ما بين سحب الثقة من مرسى وجماعته، وبين تحسين شروط التفاوض مع الجماعة.
تقترب حملة تمرد من تخوم تجميع توقيعات 15 مليون مواطن يطالبون بسحب الثقة من الجماعة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بينما هناك فى «جبهة الإنقاذ» من يبدى استعدادا للذهاب إلى الدكتور مرسى، والتفاوض معه إذا ما استجاب لطلبات المعارضة!! حسبما صرح الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى، و«القيادى البارز فى جبهة الإنقاذ»، وفى تصريحاته بعض دهشة من كيفية الحوار مع «الرئيس» بينما هو يصر على التمسك بوزير الثقافة!!. الشارع لا يتوقف عن المطالبة بإسقاط حكم المرشد، لكن الأستاذ عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر و«القيادى البارز فى جبهة الإنقاذ» يفاجئك باجتماع مع نائب المرشد، كان مخططا له أن يكون اجتماعا سريا!! فلا تعود تعرف إن كان هؤلاء يعتقدون حقا أنه من الممكن الحوار مع عصابة حاكمة، أم أنهم يلعبون سياسة فيشيعون –بوعى أو بدونه- أوهاما وخرافات بين الناس عن إمكانية إعادة الثورة إلى مسارها تحت حكم المرشد وزبانيته؟ ربما تكمن مأساة هؤلاء أنهم لا يعون أن ألاعيب السياسة لا تصلح فى زمن الثورات، فضلا عن أنها لا تنطلى على أحد، لكن المؤكد أنها تضع «القيادات البارزة» فى جبهة الإنقاذ فى مكان أخر مختلف تماما، ربما إلى حد التناقض، مع ملايين المصريين الذين سحبوا ثقتهم من مرسى مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة.
من حق الأستاذ عمرو موسى أن يقابل من يشاء، سرا أو علنا، ومن حقه أن يذهب حتى إلى المقطم للقاء بديع، ومن حق الدكتور أبو الغار (وهو قامة وقيمة) أن يتمسك بشروطه للحوار مع القتلة والفاشيين، وأن يذهب للحوار مع محمد مرسى فيما لو أقال وزير الثقافة، لكن ليس من حق أصحاب مثل هذه الرؤى ان «يتشعلقوا» بقطار تمرد الذى لا يبحث عن حوارات ولا يرفع شروطا، ولا يتوقف أمام وزير ثقافة أو نائب عام، إنما يذهب مباشرة إلى محطته الأخيرة «سحب الثقة من مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة»، فالتأرجح فى المواقف، ووضع قدم هنا وقدم هناك، ليس من صفات المناضلين.
احترام الاختلاف فى الرأى شيء، وتجميع المختلفين قسرا فى كيان واحد شيء مختلف تماما، فالأول (احترام الاختلاف فى الرأى) يفتح الأبواب على مصراعيها أمام حوار وصراع ديمقراطى تحكمه وتحكم عليه الجماهير صاحبة المصلحة فى الثورة، بينما الثانى (التجميع القسرى) يقود إلى «دكانة» جديدة أقرب ما تكون إلى مقهى أو نادٍ للمحاربين القدماء وعواجيز الفرح، يتبادلون الثرثرة لتمضية الوقت، ويأخذون نصيبهم من كاميرات الفضائيات ومساحات الصحف، ثم ينصرفون دون قرار لا يعرفون كيف يتخذونه، لأنه ليس من بين وظائف المقاهى اتخاذ قرارات ملزمة لكل روادها.
قطار تمرد يسير بسرعة نحو هدفه الواضح «إسقاط النظام» بينما جبهة الإنقاذ مازالت تقف على الرصيف تلوح للقطار، وبين أعضائها من يتعين عليهم الانضمام لجمعيات أصحاب المعاشات أو منتديات المحاربين القدماء.
جبهة الإنقاذ تحتاج بسرعة إلى «تمرد» بين صفوفها، إن كان هناك بينهم من لم يزل يراهن على الشعب، ولا ينتظر رضى العصابة الحاكمة، واستجابتها لشروط التفاوض، ولن يضيرها فى شيء أن تنقسم ما بين جبهة إنقاذ «الوطن» وجبهة إنقاذ «الإخوان»، بل أجدى للطرفين معا.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار العملة والدين عندما يصدرون قانونا!!
- عن جريمة خطف الجنود: عشر حقائق ثابتة
- سحل مواطن ونطاعة سلطة وهموم نائب عام
- وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام
- عن العنف والحوار والإنقاذ
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... جبهة «إنقاذ» من؟
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... مقدمة فى نقد الذات
- خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟
- ضع القلم!!
- بين سفاح دمشق وطاغية القاهرة: طريق واحد ونهاية واحدة
- «أرحل»... كشف حساب الرئيس الإخوانى
- هل تستطيع الجماعة حكم مصر؟
- حاكموا الرئيس
- دماء غزة والموقف المصرى المطلوب
- عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه
- الرئيس يناشد الفاسدين ويهددهم بثورة جديدة!!
- وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على
- دستور 2012.. قراءة أولية فى مسودة أولى
- بؤس المثقف وثقافة البؤس.. د. رفيق حبيب نموذجا
- بديع يتكلم...!


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة اشتباك مسلح بين الشرطة الأمريكية ومشتبه به.. ...
- هذا الفيديو لا يتعلق بمحاولة اغتيال مزعومة لولي العهد السعود ...
- فرار 10 آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية على خلفية الهجوم ...
- خريطة توضح آخر تحركات القوات الإسرائيلية في عملياتها بغزة
- خطوة بخطوة.. كيف ستمر مساعدات غزة عبر الرصيف العائم؟
- هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم ...
- ترامب يعد ببناء -قبة حديدية- فوق الولايات المتحدة
- إجلاء 10 آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الر ...
- -طائرات حربية مصرية في سماء سيناء-.. ما حقيقة الفيديو؟
- -أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية يرون هجوم حماس عملا من ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - «تمرد» داخل جبهة الإنقاذ... هل من سبيل؟