أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - فن الرواية














المزيد.....

فن الرواية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


الرواية عالم متداخلة عوالمه,يقتفي كل الآثار الممكنة,يخلدها إن كانت تاريخا,معلنا أو حتى سريا,يسبر عمق الخفي,فينبه إلى المتلاشي و المنسي في حياة الأفراد و الجماعات,دون أن يعلن تحيزه كما ينتظر منه السياسي دائما,هنا ليست الرواية غير الروائي,أي ما أراد لها أن تكون في البداية,و كلما عجز عن توجيه أحداثها,ازداد قدرة على الإبداع فيها بما ينتجه,فكيف ينفلت المخلوق من سلطة الخالق و المبدع له؟؟؟
الرواية,لا تحايث التاريخي,بل تخدعه بتطاولها عليه,تشعرك بإمكانية معايشته رغم بعد الأحداث عنك سنين,بل ربما قرونا و عقودا,فهي لا تصرح كنص بوثائقها,إن وجدت,كما الروائي,لا يخلص للتاريخ,كوقائع,بل يمكن أن يطل عليها من خلال شخص حقيقي أو مفترض,و هنا تنضاف براعة أخرى,تلك التي تحول المتخيل لحقائق,في كيفيات البناء و التأثير الجمالي في اللغة,و بها,بحيث تصير حاملة لحقائق سرعان ما تمزقها الرواية و تتبرأ منها,لتسمح للقارئ باكتشاف متاهاته و العودة للبدايات,باحثا عن ضلالاته,التي يعتبرها غفلة منه,بينما هي منفلتات قصدية,تترك فراغات لفتح باب التأويل علي مصراعيه,فالروايات,ليست عالم شخوص فقط,بل يمكن للشخوص أن تحيل على أفكار,و هي تصارع بعضها دفاعا عن حقيقة ما,ربما أقل أهمية من ذاك الصراع نفسه,لكن الحصيلة عندما تكون مدوية تخلق عالما موازيا لعالمنا الحقيقي,أو ما نعتقد أنه حقيقي,كما نها تشتغل على ذاتها كما حدث مع الرواية الجديدة,التي أبدعت تاريخ الكتابة الروائية,بحيث تصير الحبكة مرتبطة بزمن تأليف عمل ما,إبداعي روائي,و كأن الروائي يشتغل على نفسه سيريا,ذاتيا دون التصريح بذلك علانية,أو على غيره من الكتاب و الفنانين الذين باعد بينه و بينهم الزمن,سنين و عقودا,لكأن الرواية بتاريخها لم تكن إلا تاريخ تنويع طرق الإبداع فيها,و النقد يحاول جاهدا بناء نظريات حول طبيعة السرد الروائي و آليات اشتغاله,كأننا أمام مهارات قابلة للنقل,و ربما للتعلم فيما بعد,إننا في عالم,يحاول تحويل كل المهارات لمعارف تقنية,تتكرر,و تعيد إنتاج ذاتها,لتضمن لها وجودا في عالم متعالي عن الأصيل و المبدع بآليات لا يمكن حصرها,فهي كثيرة الولادات و التآلفات و التركيبات,و لكل روائي,ما يدرك كآليات سرعان ما يهتدي صدفة,لما لم يقصده و يفكر فيه,لكنه خوفا من الإقرار بضعفه,و تمكين آليات اللاشعور الملاحقة له,يتهرب من إعلان هذه الحقيقة,و إن لم يجد النقد له سبيلا,ليدحرجه تجاه آليات التحيليل البنيوية أو اللا شعورية,اعتبر عمله تجريبا,لكن حقيقة الرواية ,و بكل الوضوح لا يحملها إلا الروائي نفسه,فملاذه اللغة,التي لم تستطع كل الدراسات الإحاطة بعالمها المتداخل بعناصر غير ثابتة في تاريخ الحضارات و الشعور و الإحساس المتبدلين في اللحظة نفسها,فلا يمكن قياس امتداداتها مهما تعمق الفكر في عالم الإنسان,و المبدع إنسان بأبعاد جديدة,تخفيها اللغة,و لا أمكر من اللغة في عالم الإنسان,فدعونا نكتشف بها مالا نعرف عنه إلا القليل مهما قلنا و أضفنا.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي
- العلمانية و إمارة المؤمنين
- تاريخ المغرب
- الحركات الإسلامية
- قتل المرتد و المجلس العلمي المغربي
- الديانات والعلمانية
- السرد المعاصر المغربي
- الحكومة المغربية
- الثقافة عربيا
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية
- المرأة و السياسة
- الحكومة المعارضة


المزيد.....




- موت إيجه إعلان حصري ح 36.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 والأخيرة ...
- هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب ...
- “باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC ...
- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...
- مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي ...
- بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان ...
- عز وفهمي وإمام نجوم الشباك في موسم أفلام عيد الأضحى 2024
- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة
- الروسي بيفول يهزم الليبي مالك الزناد بالضربة الفنية القاضية ...
- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - فن الرواية