يا حوتة يا منحوتة

حبيب العربنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 23:07
المحور: كتابات ساخرة
    

يگول علم النفس إن الإنسان يتوجه إلى قوة خفية حقيقية أو وهمية من يحاصره اليأس، وهذا التوجه هو أساس الديانات، وين أكو فقر أكو عمائم مسيطرة، وين أكو بؤس أكو مدارس دينية لزرع الوهم بجنة موعودة وبحوريات لم يطمثهن أنس ولا جان !
ورسمياً...العراق الدولة الاولى في اليأس عربيا، والسابع عالميا. السابع عالميا بعد دول مليانة بؤس وفقر ودجل وفشل إقتصادي مثل غانا ونيجيريا وصاحبة الفشل الإقتصادي اليونان والدولة الحائرة في نسبها مثل النغل فيجي...دولة هندية أو دولة تابعة لأستراليا !
الجهات العراقية أذاعت الخبر بطريقة متناقضة، صياغة الخبر تحسسك أن الدولة والحكومة فرحانة فرحانة واح واح والي فرحانة والطيحان الحظ ويانا...هني لي ما ما هني لي الحظ طايح ويانا واح واح والي فرحانة ! لان بنفس الخبر أن دولة آل سعود في المرتبة الاولى في الإلحاد (گالها المذيع بطريقة شماتة) عربياً والصين في المرتبة الأولى عالميا وبعدها اليابان !
ووبعد سطرين من الخبر...نسمع أن التدين يزداد في الدول الفقيرة !!!!
يعني العراق دولة فقيرة بميزانية تتجاوز 123 مليار دولار !
شنو ومنو وشلون ؟
پمپ ضخ الدجل مستمر بالعراق اليائس بحسب الرؤيا الإستراتيجية العراقية إنما الحياة ضوجة فأين يوللي الواحدُ ! ما كو چارة إلا التمسك بعباءة الملا والشيخ وحتى والتمسح بنعل فلان ومسح الوجوه ببول فلان ليزداد الوجه توهجاً حتى مع إستمرار قطع الكهرباء في ليالي الصيف المملة ! الدين بيت اليأس، والتوجه إلى الدعاء حتى في كل الاديان هو قمة اليأس الدنيوي وفي العراق قمة الياس السياسي والپرلماني بعد جولة ناجحة جدا من الخداع الشعاراتي وللمرة الثالثة على التوالي مع الإحتفاظ بكأس الغشمة للشعب الغشيم إللي ذابح روحه علمود بطانية مقلمة أو الصوبة أم الفتيلة أو بطاقة ذهاب لحضور العمرة في موسم الهجرة إلى الغفلة !
العراقي اليائس إللي لحد هسة من يوگف بالسرة لساعات يگول للواگف يمه إشوكت نوصل لشباك الحضرة ! الشيخ والإمام والملا بالنسبة للعراقي هو الهروب من اليأس وحتى من الحلول ومن هذا أخترع العراقي المثل العبقري " خليها على العالم وأطلع منها سالم " والعالم بالنسبة للعراقي هو الشيخ أو الملا لان هذه هي حدود العلم عد الناس الجاهلة واليائسة والبائسة وحتى الناعسة !
الصين الأولى في الإلحاد (بس آني أسميه عدم اليأس) بعد نجاح التجربة الإقتصادية الصينية مو بسبب المنتجات الصينية والتقليد الصيني ، وفرنسا الأولى أوروبياً والثالثة عالميا بسبب مساحة الحرية في فرنسا، هاي الحرية إللي تبعد الناس عن الهروب إلى الوهم الديني ودگ باب أم الخيرة لو فتاح الفال...هسة جماعة راح يگولون بس مكاتب الخيرة تزداد بفرنسا ! أگول أي وهذولة لو عرب لو غجر من الرومان وإللي يروحولهم لو لواعيب عرب لو فنانين عرب لو سياسيين عرب لو لاجئين عرب أو أفارقة يائسين !
مبارك للشعبنا هذا التدين وهاي الشهادة الممهورة بختم الجهل ! وأكيد هسة أهل العمائم والشيوخ فرحانين وسعداء بهذا النصر على قوى الظلام أتباع أبي جهل وأبي لهب لأن بهاي المرتبة الاولى والشهادة إللي تنافس شهادة هارفرد في الاكاديميات العالمية راح يصير العراق ملتقى كل اليائسين، وين أكو واحد أسمه سعيد اسعد مسعود راح يجي للعراق الملىء بالإيمان حتى يشحن نفسه شحنات دينية، شلون طريقة الشحن هاي بحسب المانوال إللي يستلمه من شيخ الطريقة أو من الوكيل الحصري لمنتجات آل كلاو !
شوفوا إللي سواه التدين بالعراق وشوفوا إللي سواه الإلحاد بالصين واليابان وفرنسا أو حتى السعودية رغم الإرهاب الديني ! شوفوا إحنا بالعراق وين وصلت الحال بينا ! إلى درجة يطلع نائب رئيس الجمهورية - سابقا – شايل صينية توبة مليانة لفات گص بلكن يتعالج من سولة سيئة عنده وهي سرقة البنوك ! اليأس العراقي من أعلى سلطة الدولة ! رئيس الحكومة يدز برقيات تعزية بمناسبة وفاة شخص مر على وفاته مئات السنين ! شنو هاليأس من الحاضر؟
الدول تحتفل من تصير بالمرتبة الأولى في إنجاز معاملاتها بالسرعة وإستخدام أنظمة إدارية متقدمة أو المرتبة الأولى في التنافسية السياحية أو في تصنيف مؤشر الثبات الإقتصادي أو فرص الإستثمار، مو نجي هسة نحتفل لأن إخذنا المرتبة الأولى في التدين مع كل ما نشوفه من جرائم دينية بكل مكان ! يعني إحتفال العراق بحصوله على المرتبة الأولى في التدين هو إقرار وإعتراف رسمي بمساندة الإرهاب الديني !
يللا...راح نرجع لعهد الفلقة...والملا...وجلسات المولود والذكر واللطم والقرايات ويا حوتة يا منحوتة ! وراح نظل نتصور أن زلزال سومطرة كان بسبب تعب الثور من حمل الأرض على قرنه اليمين فنقلها إلى قرنه الشمال، تلك الحركة نتجت هاي الهزة والزلزال العملاق، لأن الثور كبر...والهموم كبرت حتى على راس ثور يحمل الكرة الأرضية !
[email protected]

#حبيب_العربنجي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل