أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - عبدالحميد البرغوثي - فلسطين حل الدولة، دولتين ... أم ثلاث دول















المزيد.....

فلسطين حل الدولة، دولتين ... أم ثلاث دول


عبدالحميد البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 14:18
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


في حاضرة النكسة أو النكبة تثار الأسئلة حول ما آلت إليه القضية الفلسطينية، تزدحم الأسئلة وأكثر منها علامات التعجب والإستهجان. ولكن المراقب والمتابع عن كثب ومن يعمِّل عقله لا قلبه في مجريات الأحداث وتسلسلها لا بد يكتشف أننا أمام عدو متمرِّس ويعرف منذ البداية، وقبلها، ما يريد ويعمل بكل ما أوتي من قوة وخبرة ومصادر وموارد وأدوات لتحقيق أهدافه وقد نجح بشكل عام ولكنه تعرض لعدد من النكسات أيضاَ.

وهنا سأتجرأ وأكتب أن إسرائيل لم تؤمن منذ البداية إلا بإسرائيل الكبرى يسمونها دولة ولكنها مفتوحة قابلة للتوسع كلما سنحت لها الظروف. إلا أن الإنتفاضة "الأولى" شكلت منعطف خطير بالنسبة لإسرائيل، فإنتقلت من إسرائيل الكبرى إلى إسرائيل العظمى وهي رؤيا شيمون بيريز وكجزء من الشرق الأوسط الجديد وكانت أوسلوا (1994) محطة أساسية فيها وقبلها كامب ديفيد ووادي عربة. وخلاصة هذه الرؤيا دولة فلسطينية تابعة بجوار إسرائيل قوية لتشكل جسر عبور لإسرائيل العظمى إلى العالم العربي والشرق الأوسط الجديد، والذي بدأ التعامل معه على أساس الشرق الاوسط وشمال أفريقيا أو حوض المتوسط وذلك للإلتفاف على الوطن العربي وجامعتة. حلم الدولة الفلسطينية المستقلة على أجزاء هامة من الضفة الغربية وقطاع غزة كان واقعياً حتى نهاية 1998 وحتى قانا الثانية.

تعرض هذا "الحلم الفلسطيني" والكابوس الإسرائيلي، وأعني أوسلوا، للضربة القاضية في إنتخابات إسرائيل والتي نجح فيها نتنياهو وكان خطابه الإنتخابي في هرتسليا عشية هذه الإنتخابات تحت شعار "السلام الإقتصادي"، للأسف لم ينتبه أحد إلى هذا الخطاب في تلك الأثناء، فقد كان العمل حثيث لقطف ثمار إنتفاضة النفق (1996) أو الإرهاصات الأولى للإنتفاضة الثانية. وتأكيداً لمقولة صائب عريقات "بأننا نعرف أن نزرع ولكننا نفشل في حصاد النتائج"، كانت النتائج مخيبة جداً للآمال وكرت بعد ذلك سبحة تنازلات السلطة الفلسطينية على كل الجبهات. كانت البداية في قبول السلطة لمبدأ إعادة التفاوض على ما إتفق عليه في أوسلوا، حيث خرج علينا العقل الصهيوني بإتفاقات جديدة الخليل 1 والخليل 2 وتم تثبيت مبدأ "إمكانية التراجع والتفاوض على ما تم الإتفاق عليه".

من 1998 لا أظن أن هناك عاقل، فلسطيني أو غيره، كان يعتقد بإمكانية إقامة دولة فلسطينية بأي قدر من الإحترام للحدود أو القرار المستقل، ومن يكرر القول بدولة مستقلة ذات كذا وكذا، هو من يذر الرماد في العيون ويعرف أكثر من غيره أن الأمر تعدى بناء الدولة.

طرح مبدأ دولة واحدة ثنائية القومية وهو كما طرح في عقل إدوارد سعيد، حلم صيف أو كمن يعمل على إستخلاص العسل من الحنظل. جزء من ميثولوجيا اليسار أو طفوليته، وطرح من قبل السلطة الفلسطينية، ولا زال، كأداة لتحصيل الدولة الفلسطينية أو تحسين شروط ولادتها أو تحسين معطياتها، وصاحب القرار الفلسطيني يعرف أكثر من غيره أن إسرائيل لن تتنازل بمحض إرادتها، والعاقل يعرف أنها ستزيد إصراراً على عدم التنازل بعد أن خبرت يسر تراجع السلطة الفلسطينية عن الإتفاقات السابقة وطيعيتها في تنفيذ خارطة الطريق!! فزادت وتيرة الإستيطان والسيطرة على الموارد والإعتقال ... الخ، دون أن يتحرك ساكن (نيويورك أو البيت الأبيض) وبذلك تم إطلاق رصاصة الرحمة على حل الدولة الفلسطينية ذات كذا وكذا أو حل الدولتين الجارتين (إسرائيل وفلسطين).

الأمور تسير بشكل حثيث بإتجاه الحل الثالث وهو ما عملت عليه إسرائيل منذ البداية، وهو الطريق الثالث بين التهجير والتوطين في دول المهجر والإستيعاب في كيان فلسطيني مشتت وكونتونات تربطها أنفاق حتى في الضفة الغربية (سميت دولة الأنفاق) حيث قسمت الضفة الغربية إلى معازل تربطها ببعض أنفاق، لإسرائيل السيطرة فوق سطح الارض وللسلطة الفلسطينية المرور من الأنفاق، إذا إستطاعوا إلى ذلك سبيلا.

لم يبق من حلول للقضية الفلسطينية سوى صيغة مخففة وضعيفة وإسرائيلية لكيان فلسطيني وظيفي تتقاسم فيه وظائف "إدارة الحكم" مع الأردن بعد أن يتم الضغط على الأخير للقبول وتحت تهديد زعزعة نظام الحكم هناك ودعم المعارضة فيه ... الخ، خاصة في سياق الحل المنتشر حالياً والذي يبنى على الزواج غير الشرعي بين الإسلام السياسي والنظام العالمي المنسحب "الغربي بقيادة أمريكا" والذي يضم كذلك إسرائيل. وحتى هذا الحل لا زال يواجه معضلتين أساسيتين. فمن ناحية لا زالت سوريا صامدة في قلب محور المقاومة والممانعة وتعرقل حل الشرق الأوسط الجديد وسطوة إسرائيل على المنطقة وهي تشكل عقبة كأداء أمام هذا الحل وأي حل تفرضه إسرائيل. ومن ناحية ثانية إسرائيل ترفض التنازل وتعرف أن أي تراجع من قبلها يعني بداية النهاية أو خطوات واسعة بإتجاه النهاية، على إعتبار أن إنتصارات جنوب لبنان (200، 2006 وحتى اللحظة) وجنوب فلسطين (2008، 2010 وحتى اللحظة) وصمود سوريا، بل إنتصارها وحلفائها، في حربها على إرهاب العالم (2011 وحتى اللحظة).

إسرائيل أمام حلين ونتائج الحرب على سوريا حاسمة في هذا الحل. فإما كيان فلسطيني مشتت وتتقاسم إدارته ثلاث دول إذا ما صمدت (زمطت) سوريا وهذا يتطلب ضخ الأموال في أراضي السلطة للإبقاء على جذوة الإنتفاضة خامدة أو أن تتحول الإنتفاضة في وجه السلطة الفلسطينية في أسوأ الحالات بالنسبة لإسرائيل ويتطلب ذلك ضخ مزيد من الدعم والقوة والسلاح إلى المعارضة السورية لإبقاء جذوة الحرب هناك. فأي حل يخرج فيه النظام السوري حياً حتى لو منهكاً هو خسارة كبيرة لإسرائيل وخطوة إضافية في جنازتها. إسرائيل تحسب حساب هذا الحل وهي تضع العمليات وتوسع الإستيطان وتعيد التوزيع الديموغرافي في الأراضي المحتلة لتقليل مخاطر مثل هذا الحل وآثاره السلبية على إسرائيل وعلى المدى المتوسط والقريب.

أما الحل الآخر فهو توطين وتهجير الفلسطينيين بعد أن تنتفي أي مقاومة وممانعة لمثل هذا الحل ويتم السيطرة الإسرائيلية بالكامل على المنطقة وطاقتها وراسمالها وبالتالي قرار السيادة فيها.

في الخلاص، من يقول بحل الدول أو الدولتين أو إستقلال شبر من الأرض الفلسطينة بدون حرب مع إسرائيل واهم. والحل بما فيه كيان فلسطيني مشتت ومقطَّع وموصَّل بأنفاق يتوقف على نتائج الحرب على سوريا.



#عبدالحميد_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الزراعي، أعلى أم إستشاري أم نوعي أم ...؟؟ أونو، دويتو ...
- إستراتيجية زراعية، من الدفع الرباعي إلى الدفع الذاتي
- رسالة قصيرة ... إنشطارية
- التعاون، وما أدراك ما التعاون في الضفة الغربية
- الزراعة سيادية رغم أنوفنا
- بعل أولاً، سياسة زراعية لتجذير الوجود والصمود
- فوضى المؤسسات الزراعية في الضفة الغربية وغياب المأسسة
- رسملة الزراعة وضرب البنية الإجتماعية للإقتصاد الفلسطيني سياس ...
- إستراتيجية زراعية، الإستراتيجية؟
- من وحي يوم الأرض: رسالة مفتوحة إلى وزير الزراعة الفلسطيني
- إنذار مبكر، الزراعة في خطر
- سياسة زراعية من الآخر


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - عبدالحميد البرغوثي - فلسطين حل الدولة، دولتين ... أم ثلاث دول