أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد البرغوثي - فوضى المؤسسات الزراعية في الضفة الغربية وغياب المأسسة















المزيد.....

فوضى المؤسسات الزراعية في الضفة الغربية وغياب المأسسة


عبدالحميد البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الناظر لخارطة العمل الشعبي والجماهيري (خاصة الزراعي) في الأراضي المحتلة سيصعب عليه شمل هذه المنظمات والجمعيات بنظرة واحدة وسيعجز عن تصنيفها وتبويبها وتأطيرها من أجل دراسة منطقية لها، فهناك منظمات جماهيرية ومراكز بحوث بمستوى الأحزاب تعمل على توزيع الأرانب وسلال الغذاء على الفقراء والمزارعين وتبذل الجهود المضنية لمحو الأمية لدى بعض القرويين، وهناك بالمقابل جمعيات ومجموعات خرجت للتو من البيضة أو التسجيل في الدوائر المختصة وتتنطح لجلب التمويل لدراسات وأبحاث ومؤتمرات ومشاريع ... المهم جلب التمويل. وفيما بينها عشرات بل مئات أو ألوف الجمعيات والمنظمات والإتحادات والمجالس الموجودة وشبه العاملة وغير الفاعلة والتي تنتظر التمويل المباشر وغالبيتها غير المباشر، للمباشرة في مشروع ما لتنمية جانب ما ومآرب أخرى تعلمونها.

للتبسيط نذكر وجود ثلاثة إتحادات أو نقابات للفلاحين والمزارعين على الأقل، بعضها يتبع منظمة التحرير الفلسطينية ويتقاضى التمويل من صندوقها وبعض آخر يعتمد على ثلة من المزارعين. كما أن هناك عشرات المنظمات الجماهيرية غير الحكومية والخيرية وما شابه والتي تحمل بعضها (مالياً) أكبر من حقيبة وزارية وتناضل غالبيتها من أجل تمويل بناء جدار لمقبرة أو ما شابه. وتضم هذه وتلك تشكيلة واسعة من مراكز البحوث ومراكز الدراسات وما شابه وتمارس العمل الخيري أحياناً والإستشارات الخاصة أحياناً أخرى وليس مستبعداً أن تحصل على تمويل من جهة ما لتنفيذ مشروع تنموي ما وتنمي أشاء ما ... كل هذا يعتمد على رأسمالها الإجتماعي (يعني قدرتها على الوصول ومتانة الواسطة والعلاقات لديها) وهي أيضاً مغطاة بالقانون إياه.

يضاف إلى ذلك ألوف الجمعيات التعاونية و بضع الإتحادات التعاونية والتي يتجاوز عددها ضعف عدد التجمعات السكانية وبدأت بالإنتشار مثل الشجر وتحصى بالعدد في التجمع الواحد (مبالغة) وغالبية هذه الجمعيات غير فاعلة ولا تملك من متاع الدنيا سوى سجلات أو كمبيوتر أو بعض الموجودات التي جاد به عليهم بعض الأجاويد من المنظمات الدولية عبر بعض المنظمات الأهلية وبتمول من المانحين. كما ظهرت بعد أوسلو مجموعة من المجالس الزراعية (الدواجن والزيتون أولاً) وأصبحوا حوالي ستة وعشرون مجلس نوعي في عين العدو.

يضاف إلى هذه الأجسام عدد لا بأس به من الشركات الخاصة وغير الخاصة التابعة للمنظمات الجماهيرية أوالأكثر إستقلالية من تمارس التجارة العادلة أو الأقل عدالة ومن تصنع أو تصنع المواقف ... وهي تلعب أحياناً أدوار مهمة خاصة تسويق المنتجات أو تسويق الجهود التنموية ولكنها جميعاً مبدعة في تسويق ذاتها وخدماتها المبجلة.

كل من هذه المجموعات (التعاونية والإتحادات والمنظمات الجماهيرية والخيرية ومراكز الأبحاث والأندية والمجالس ... الخ) يتشابك ويتعقد عملها ويكتنفها الكثير من الفوضى في عملها وبيئة عملها تحديداً وتستدعي وقفة جادة ومراجعة لعملها إذا ما شئنا بناء وطن قابل للحياة، بغض النظر عن المساحة والتوزع أو التشتت، حتى لو كان مثل الجبنة السويسرية، مبخوش. فقد قال عظيمنا: "ما أعظم الفكرة، ما أصغر الدولة".

لا شك أن النية في كل هذه المؤسسات والجمعيات والمنظمات طيبة وبريئة ولكن ما هو ليس ببريء، هو موقف صاحب القرار ومن بيده وضع الأمور على نصابها ومأسسة هذا العمل الجماهيري بحيث يتعاظم ويتكامل جهدها وفعلها وتأثيرها. نقول، ورزقنا على الله، أن صاحب القرار يتجنب مأسسة العمل في القطاع الزراعي أو يتحاشاه لا لعجز عن عمل ذلك فقط ولا خوفاً من مراكز قوى يفضل عدم إثارتها فقط، ولا لوجود مصلحة للبعض من أصحاب القرار يستوجب التستر عليها وعدم إيقاظها فقط، أو تجنباً لوجع الرأس وحسب، بل لكل هذه الأسباب معاً، فالمأسسة تعني توصيف المهام والمسؤوليات وبالتالي تقليل فرص إستفادة الأقويات والعدالة في إستغلال الفرص وكفاءة في بناء الوطن ولكنه كذلك يسهل عمل المسائلة والمحاسبة ومن منا مع المسائلة والمحاسبة فعلاً لا قولاً. ونعيد التأكيد أن من

نعرف أن العمل الجماهيري المنظم (العثماني والخيري والتعاوني) قد بدأ منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ربما لم ينتشر في الأرياف ولكنه مورس بشكله الجنيني في "العونة" منذ عرف المزارعين الحصيدة وقطف الزيتون، أي منذ وجد بعل على أرض آرام وكنعن بما فيها فلسطين. كما تطور العمل الجماهيري وغير الحكومي وولدت الجمعيات والمراكز والمنظمات في ظل غياب سلطة مركزية قبل أوسلو مثل لجان الخدمات والإغاثات وغيرها أوبتمويل من الدول المانحة في الفترة الأولى من قيام السلطة (مجلس الدواجن ومجلس الزيتون) أو من أجل تنظيم العمل فيما بعد 2005 كالمجالس النوعية ... الخ وجائت إما مشلولة أو مكبلة وغير فاعلة وتحمل بذور شللها وتقاعسها في هيكلها وبنيانها ونظامها أيضاً، لا نشمل الجميع فهناك من المجالس الزراعية من يحاول وسيستمر في المحاولة.

تاريخياً، فقد أخذ العمل الجماهيري (في الضفة الغربية) زخمه وبعده الرسمي في أواسط السبعينيات من القرن الماضي في تعاونيات رعتها المملكة الأردنية الهاشمية وذلك من أجل تقنين الدعم المالي للمزارعين في مواجهة الإرتفاع الحاد في الأسعار وإستمر ذلك في اللجنة الأردنية-الفلسطينية المشتركة بعد الإنتفاضة الأولى. وكانت هذه بداية التدخل الرسمي-الحكومي، البريء، في العمل الجماهيري. أما تسييس العمل الجماهيري وخاصة المنظمات غير الحكومية فقد بدأ فعلياً بعد نضوج العمل التنظيمي الفلسطيني وبدأ إنتشاره في الوسط الشعبي في غياب سلطة مركزية، فكانت مراكز الخدمات والإغاثة واللجان والمراكز وغيرها الكثير تتكاثر وتعمل لمئ الفراغ، بدأت بتلاوين سياسية محددة ثم ما فتئت وإختلطت، وهذه وتلك يغطيها نظام وقانون واحد رغم التباين الواضح في أهدافها ورسالتها وممارساتها وقانون آخر يغطي التعاونيات والعمل التعاوني، لا زال قيد الدرس.

سنفرد لكل نوع من هذه المنظمات والجمعيات والتجمعات والمجالس ورقة وبحث مستقل وما نرجوه من هذه الورقة هو إثارة النقاش وإغناء الحوار في هذا المجال ووضع شمعة تحت طبخة المأسسة للعمل المدني في القطاع الزراعي على أقل تقدير والذي يحظى بأكبر عدد من المنظمات والجمعيات وأعلى درجة من الفوضى.



#عبدالحميد_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسملة الزراعة وضرب البنية الإجتماعية للإقتصاد الفلسطيني سياس ...
- إستراتيجية زراعية، الإستراتيجية؟
- من وحي يوم الأرض: رسالة مفتوحة إلى وزير الزراعة الفلسطيني
- إنذار مبكر، الزراعة في خطر
- سياسة زراعية من الآخر


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد البرغوثي - فوضى المؤسسات الزراعية في الضفة الغربية وغياب المأسسة