أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد البرغوثي - سياسة زراعية من الآخر















المزيد.....

سياسة زراعية من الآخر


عبدالحميد البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إستوقفني إعلان في الصحف المحلية (21/3/2013) عن فتح باب تقديم الطلبات للإستيراد على الكوتا الزراعية 2013. وهنا أسأل قبل أن أناقش الإعلان: هل قررت وزارة الزراعة عن وجود نقص في السوق بهذه الكميات؟ وهل هذا هو التوقيت الأنسب للإستيراد؟ وهل يتم ذلك بتحفيز التجار للإستيراد؟ وهل حددت وزارة الزراعة دول الإنتاج المصدرة (أمريكا مثلاً)؟ وهل هذه جزء من مخرجات ورش العمل للتخطيط الإستراتيجي التي سبقت وضع الإستراتيجيات الزراعية (وهي خمسة في عين العدو)؟ وهل وزارة الزراعة هي الممثل لمصالح تجار السلع الزراعية أو مزارعي الدول المنتجة لتخفيف الفائض عندهم؟

وهل الكوتا جزء من إستراتيجية الزراعة الفلسطينية أم جزء من بروتوكول باريس التجاري الذي وضع لتقييد التجارة الفلسطينية في بعض جوانبه وبالتأكيد ليست هذه البنود ولا زلنا نصوب سهام النقد ضد هذه الكوتا كونها مصدر فساد وإفساد وتقييد؟

وهل وزارة الزراعة موجودة لإعطاء تراخيص التصدير لخدمة المزارعين ومراقبة الإستيراد لحماية المزارعين أم تتوسط لإيجاد فرص تجارية مربحة لتجار المنتجات الزراعية وإن على حساب المزارعين؟ أين مصلحة وزارة الزراعة إن كانت وجدت لخدمة المزارعين وتعمل الآن على الإلتفاف على مصالحهم؟

لصالح من تعمل وزارة الزراعة؟ ومن أخذ مثل هذه القرارات؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومن مصلحته في ذلك؟ ومن له مصلحة في هذه القرارات؟ ومن يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة؟ أم أنها جزء من سياسة مفروضة من الدول المانحة والإحتلال وإستغلال البعض للفرص السانحة؟

أين الحريصين على الزراعة وعلى المزارعين؟ أين المجتمع المدني الزراعي؟ أم أنه لا زال يلهث وراء تمويل لمشاريع بناء قدرات الجمعيات والحوكمة والشفافية وتمكين المرأة في مجال تربية الدواجن في الحديقة المنزلية أو توزيع حقائب مدرسية على تجمعات عزلها جدار الفصل العنصري أم توزيع سلال غذائية على مزارعين أفقدناهم فرص الإنتاج الزراعي أو ما شابه من المشاريع المدرة للدخل على المنظمات الأهلية؟

من يدافع عن مصالح المزارعين وقد زججناهم في جمعيات وتعاونيات وإتحادات ومجالس نوعية وغير نوعية ودعوناهم لتخزيق آذانهم، وبعد أن قاموا بذلك نعمل على مثل هذه المسارات الإلتفافية على مصالحهم ومن مؤسسة قيل ذات يوم أنها وزارة المزارعين وليست وزارة الزراعة، كدت أصدقهم ورب الكعبة.

الإعلان المذكور موجه للتجار لإستيراد سلع زراعية وكأن فيها حض على الإستيراد بدل وضع عوائق أمام الإستيراد وذلك لتشجيع الإنتاج المحلي ودعماً للمزارعين كما يحصل في كل دول العالم التي تحترم مزارعيها وتحترم قبل ذلك رسالتها ودورها.

ثم، لماذا لا يتقدم التجار للإستيراد وبشكل مفتوح دون الإعلان وينظر في وثائقهم من قبل الوزارة حفاظاً على مصلحة المزارعين، أم أن الأولوية للتجار والقرار لهم ومن يمثل مصالحهم.

البند الأول في الإعلان المشؤوم هو إستيراد 300 طن جبنة ونحن على أبواب الربيع. ولمن لا يعرف، والقول للأخوة في وزارة الزراعة، فإن البدو ومربي الماشية بشكل عام ينتظرون هذه الأشهر لأن فيه زبدة مبيعاتهم وخاصة هذه السنة التي منحنا فيها الرب الماء والكلأ. فهم يعتمدون على شهر نيسان والربيع في كل موسمهم بل على طول السنة. وهنا يأتي الإعلان ليقول "سنقوم بإستيراد الجبنة أوخفض الأسعار للحليب ومشتقاته"، فأي سياسة زراعية هذه؟ وأي عقل عبقري وضع مثل هذا البند في السياسة الزراعية والإعلان عن إستيراد الجبنة قبل أشهر من أهم أسابيع لإنتاج الجبن المحلي؟ لمن لا يعرف، والكلام أيضاً لوزارة الزراعة، فإن مجرد الإعلان سيعمل على بناء توقعات لدى المستهلك وسيؤثر على سعر السوق إنخفاضاً لصالح المنتج في بلاد بره (المصدر) وبقرار من راعي المصلحة الزراعية عندنا، برافو. بدل أن يتم حماية المنتج المحلي في هذه الأشهر حتى من إشاعة أن هناك نية للإستيراد، هذا إذا كانت مصلحة المزارع في خلفية تفكيرنا.

البند الثاني بذور عباد الشمس من أمريكا تحديداً (150 طن) ولماذا من أمريكا؟ ماذا لو كانت الأسعار أفضل في اوروبا أو في الشرق؟ هل هذا بند في إستراتيجية دعم المزارعين في أمريكا؟ أم لوجود فائض في مخازن أمريكا؟ أو لوجود صفقة جاهزة بإنتظار القرار؟ أم لأننا نفضل المنتجات المعدلة وراثيا وهي تمثل 100% من منتجات الأمريكية. ثم بند الحمص (200 طن) وحمدا لله أن المصدر لم يحدد بتركيا مثلاً وذلك للبقاء في حلف الناتو.

والند الثالث، والذي صدمني أكثر وهو إستيراد 200 طن زبيب من أمريكا وهو ما يعادل 400 طن عنب على الأقل ومن أمريكا. وهنا نسأل: لماذا أمريكا مرة ثانية؟ أم أن زبيبهم بدون عيدان، وأسأل مرة اخرى وللمرة الألف لماذا أمريكا؟ أم نكاية بمحمود درويش؟ ومن صاحب القرار؟ وهل ساحتنا الزراعية فلتانة لهذه الدرجة؟ وأين مجالس الزراعة كمجلس العنب والزبيب الذي يبكي كل موسم بسبب إنخفاض أسعار العنب ويهدد بإلقاء عنب الخليل في الشوارع؟ أم أننا وصلنا إلى ما كنا نخافه من أن نصبح مستوردين للعنب وخاصة منطقة الخليل؟ وهل هذا ما كانت تطمح إليه وزارة الزراعة بأن تكون راعية لإستيراد العنب والتجار بدل من أن ترعى إنتاجه ومنتجيه وأبناء الأرض والحراثين. سيقول قائل أننا لا ننتج الزبيب، فأسأل وهل ما تبيعه نسائنا على مداخل أسواق الخضار والذي يشبه العنب الجاف زبيب أم ماذا؟

نعود إلى دور مجلس العنب والزبيب، أم أن المجالس وجدت لشرب القهوة ولا دور لها في وضع السياسات الزراعية؟ فالأخيرة، اي السياسات الزراعية والقرارات المنبثقة عنها، يضعها الآخرون وهنا نسأل من يضع سياساتنا الزراعية؟

وبعد ذلك يأتي بند الفستق أو الفستق الحلبي من أمريكا، أمريكا مرة ثالثة ورابعة ودائما. ولماذا "أو"؟ وهل يعني هذا أي شئ شبيه بالفستق؟ وهو تأكيد على أن المهم هو الإستيراد. ونسأل: أليست وزارة الزراعة وراء سياسة تشجيع وتوسيع زراعة الفستق؟ وهل هذا بند من تلك السياسة أم مسمار في نعشها؟ وما رأي مجلس الفستق (إن وجد) في مثل هذه القرارات أم أنه مغيب مثل مجلس العنب والحليب والحمص ...؟

زين الإعلان بإعلان دولة فلسطين في ألأعلى وكأن ذلك يضعنا في مصف بناة الدول ويعفينا من مسؤولية أن نعمل على بناء الدولة. بالرغم من أن الإعلان فيه الكثير من المؤشرات على وضع السلطة في موضع التبعية وفك الإرتباط بين المزارع وأرضه.

أيها الأخوة، أكتب من حرقتي لأن وزارة الزراعة المعنية بالحفاظ على قطاع الزراعة تعمل جاهدة على ضرب القطاع الزراعي والمزارعين، وما هذا الإعلان سوى قمة جبل الجليد. وما هذه إلا دعوة لوضع حد لسياسات زراعية منفلتة لا نعرف من يأخذ القرارات فيها ولا كيف تؤخذ القرارات ولمصلحة من؟

الكل يتحمل مسئولية وأنا أحاول أن أقوم بدوري بالرغم من أني لا أرى كبير فائدة، فالسياسة الزراعية عندنا لا يحكمها ضوابط وطنية ولست متفائلاً في إحداث تغيير. ولهذا فما أكتبه الآن هو أقرب إلى الإعتذار من المزارعين والحراثين والفلاحين وأنني قد حاولت. وأطالب صاحب القرار والمعنيين إلى إجراء تحقيق فيما نشر وإشباع هذه المواضيع بحثاً والتأكد من أن الباحثين لا يبحثوا عن سلال غذائية.



#عبدالحميد_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد البرغوثي - سياسة زراعية من الآخر