الاتحاد العراقي لكرة القدم ورقصة الحرس الثوري

سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 21:19
المحور: عالم الرياضة
    

لم يستبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم المنتخب العراقي من التصفيات النهائية الآسيوية لكأس العالم في البرازيل 2014 هذه المرة بل اطيح بالمنتخب العراقي بسبب لاابالية الاتحاد العراقي وفقدانه الاحساس بالمسؤولية وانشغال ادارته بالملذات الدنيوية والتنافس الغير شريف على المناصب والصراع على المراكز،ولسان حالهم الحكومة العراقية الموقرة ووزير الشباب والرياضة الذي يستقوي برئيس حكومته للتهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي!"لا يوجد احد احسن من احد،سيروا ونحن من وراءكم وعين الله ترعاكم"!
ومنذ شروع المنتخب العراقي بخوض التصفيات النهائية الآسيوية لكأس العالم في البرازيل 2014،اشرف على تدريبه 4 مدربين،3 اجانب والمدرب حكيم شاكر!وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم يتدخل بتعسف كريه في شؤون المدربين واختيار اللاعبين!وشكى الجميع من سوء ادارة الاتحاد التي جعلت من منتخب العراق محبس تلبسه وتنزعه متى تشاء!ليتأخر لاعبوه في قاعات الترانزيت في مطارات الدنيا الساعات الطوال،وليلعب مباراته المصيرية مع عمان مساء 6/4/2013 دون خوض اية مباراة تجريبية مفيدة!واشاع مسؤولو الاتحاد العراقي لكرة القدم قبل المباراة ان معنويات لاعبي المنتخب مرتفعة للغاية وسيكسبون حتما!
ويبدو ان الهامهم هذا جاء من تجربة الحكومة العراقية في وعودها المخملية ومبادراتها الصبيانية!وبنفس الطريقة سيدخل منتخب شباب العراق تصفيات كأس العالم للشباب بتشكيلة هي غير التشكيلة التي كسب بها احترام الرأي العام الآسيوي والعالمي قبل اشهر لأن معظم لاعبي التشكيلة السابقة قد سحبتهم ادارة الاتحاد العراقي لكرة القدم الى المنتخب الوطني الذي استبعد من التصفيات النهائية الآسيوية لكأس العالم في البرازيل 2014!
في الحرب المجنونة بين العراق وايران كان الحرس الثوري الايراني يتقدمون باتجاه الجبهة العراقية افواجا وجحافلا،شيوخا واطفالا،يهتفون عاليا بشعاراتهم المدوية وضجيجهم الصاخب غير آبهين لقوة وكثافة النار المصوبة نحو صدورهم،بعد ان اقنعهم قادتهم ان الاستشهاد في ساحة القتال هو مفتاح الغفران واقصر الطرق للدخول الى الجنة!والنتيجة سقوط عشرات ومئات الآلاف قرابينا!كما شهد ويشهد العراق بعد عام 2003 وبلدان الشرق الاوسط موجة ظلامية عارمة من قوى الاسلام السياسي المسلح بالعمليات الارهابية والتفجيرات الاجرامية،ابطالها مسوخ من الشباب والنساء والكهلة يقودون السيارات المفخخة ويحيطون اجسامهم يالاحزمة الناسفة،آملين دخول الجنة من اوسع ابوابها،والنتيجة الدمار والخراب الشامل وخدمة تجار الحروب!هذه الارهاصات والاندفاعات الكارثية والاعمال الارهابية تدل على مظاهر اليأس والاحباط والجهل وقصر النظر!
ان الاتحاد العراقي لكرة القدم وخزينه من مظاهر اليأس والاحباط والجهل وقصر النظر!يتحمل المسؤولية وحده دون غيره عن الاطاحة القاسية بالمنتخب العراقي مساء الثلاثاء!ولنستعيد الذاكرة،وبعد ان جلست الادارة السابقة للاتحاد العراقي لكرة القدم على طاولة المفاوضات واحتكمت الى العقل والمنطق،وتجاوزت المصالح الضيقة ووضعت مصلحة الوطن والرياضة وكرة القدم اولا لتجاوز الازمة التي تعصف بالرياضة العراقية!واقرت بفشلها الذريع بسبب النكسات الكروية وغياب الادارة الناجحة والتخطيط الصحيح واعتماد اللعبة في قراراتها على رأي سكرتير الاتحاد وحده!...جرت الانتخابات برعاية اللجنة الاولمبية العراقية لتقود الاتحاد العراقي لكرة القدم ادارة جديدة ومكتب تنفيذي جديد!ولم تخلو هذه الخطوة من الاوهام الحكومية الدنكيشوتية بالتدخلات السافرة وتسمية علي الدباغ رئيسا للجنة المشرفة على انتخابات الاتحاد في حينها!
سبق ان اكدنا ان القرارات السليمة للجنة الاولمبية العراقية الحالية برئاسة الاستاذ رعد حمودي قبل اعوام"حل اتحاد كرة القدم وفقا للمادة 12 الفقرة 13 من قانون اللجنة الاولمبية النافذ رقم 20 لسنة 1986 وتعديلاته،وتعيين هيئة ادارية مؤقتة وفقا للمادة 8 من قانون الاتحادات الرياضية رقم 16 لسنة 1986،وتأمين اموال الاتحاد وممتلكاته لدى اللجنة الاولمبية"لم تكن تزكية للحكومة العراقية التي باتت تدخلاتها في الشؤون الداخلية للاتحادات والنقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية معروفة عند القاصي والداني!ويذكرنا ذلك بالسياسة الرعناء للمكتب المهني التابع لقيادة قطر حزب البعث المنحل.
ان دعم المنتخب العراقي لكرة القدم وكل المنتخبات العراقية الاخرى واسناد لاعبيها لا يتم بالوعود والرقص على طريقة الحرس الثوري الايراني بل بوضع الخطط والبرامج للنهوض بالواقع الرياضي وترك الميدان لوجوه جديدة وعقول نيرة وافكار خيرة!ودعوة اللجنة الاولمبية لتلعب دورها وتتجاوز مواقفها الضعيفة وتأخذ دورها الحقيقي في حل ازمات الرياضة العراقية وكرة القدم في العراق،وحل كل ما يحصل من مشاكل وازمات في الاتحادات الرياضية العراقية ومنها اتحاد كرة القدم،وبالتشاور واستشارة اللجنة الاولمبية الكردستانية!

بغداد
6/4/2013

#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات