أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عصر الحرية ومفهوم الذاكرة














المزيد.....

عصر الحرية ومفهوم الذاكرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 21:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عصر الحرية ومفهوم الذاكرة

يبشرون بان عصر الحرية إنما يبدأ من نقطة تاريخية محددة تتمثل في سيادة التقنية على العلاقات الاجتماعية وان على التاريخ والزمن ما قبل التقنية إن ينتهي من الذاكرة الجمعية ليحل محله التاريخ التقني بالرغم من إيمانهم بخطورة التقنية على الإنسان ذاته,ولكن في نفس الوقت يمجدون التاريخ التقني وأحكامه الخاصة والعامة لقد كان لهيجل إذن فضل استشفاف المعالم الأولى للتحولات التاريخية المرافقة للحداثة،وفضل محاولة استخلاص أساسها الفلسفي،مستشعرا أن البشرية قد دخلت مع العصور الحديثة عهدا جديدا أنجز قطيعة جذرية مع الماضي ،معلنا عن بزوغ جديد ورائع للشمس قوامه الفلسفي الحرية والذاتية كما تبلورت في الأحداث التاريخية الكبرى الفاصلة بين العصور الوسطى والعصور الحديثة.
لقد كانت هذه الشمس التي تعطي للأوربيين حرية هي في نفس الوقت لتعلن إيذانا ببدء عصر من العبودية لجزء من الإنسان مبرر ومشرع بل له مسوغ أخلاقي عند البعض وقد حاول الكثيرون من الفلاسفة والمفكرين التبشير به متناسيا البعد الأخلاقي لخطر هذه الذاتية الحرية بمساسها بالأخر الذي يتشارك معه في الإنسانية والكونية لكنه يستجيب من جهة أخرى كما قلنا لاستحقاق التحول والتبدل في النظرة التي تنطلق من واقع مادي لا روحي ولا أخلاقي وهو استحقاق عصر التحديث والحداثة والتقنية بوجهها البشع الذي أطلع على العالم كمنتج من منتجات عصر النهضة والثورة الصناعية.
لم يكن التناقض بين الهدف المعلن والهدف الحقيقي من الفلسفات الأوربية خاليا من تصادم يعتمد على المكان كما يعتمد على قيم مثالية محافظة أخرى منبعها في الأكثر ديني,فقد شهدت أوربا صراعا حقيقيا في مسألة الحرية والذاتية هو الهدف من هذه التغيرات التاريخية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي مرت على المجتمعات الإنسانية وبها تخلق قيم جديدة منقطعة ومناقضة بالضرورة لما كان من قبل تاريخ التغير والانقلاب.
وهذا ما سعت له كل القيم والفلسفات الاجتماعية الأوربية ومن قلب أوربا ألمانيا فرنسا بريطانيا على وجه الخصوص باعتبارهما قوائم التغير الاقتصادي والمادي والفكري وركائزه في القارة الأوربية مقابل قيم وأخلاقيات تمسكت بها جنوب القارة وخاصة ايطاليا مقر الكنيسة البابوية التي وقفت موقفا مناقضا وحادا للتغير والحداثة والوجودية المادية وبتعبيراتها الخاصة والمحافظة على القيم والعادات الدينية والأخلاقية الأصولية.
لقد كان الصراع محتدما لكنه أيضا محسوما بفضل الدفق العارم الذي أجتاح أوربا بفعل المكاسب المادية وسيطرت قوى العالم الجديد على حركة الشعوب الأوربية والزخم الفكري المتواصل الذي كانت تغذي فاعليته القوى الاقتصادية الجديدة والناهضة ,مقابل عجز قوى المحافظة على الاتيان بفكر فاعل ومؤثر قادر على المواجهة مع بلادة الأسس الدينية التي يعتمد عليها والمنخر في ذاته عجزا وتخلفا وعدم توافقه على الإستجابة الحقيقة بشكل ما على الاستحقاق الجديد وبعده الطبيعي كونه تقليدي وعن المسايرة لما هو مستحكم بالزمن وضرورات الحراك التأريخي.
إن غلبة الاتجاه المادي المرافق للحداثة وقيمها ليس انتصارا للحرية بالمفهوم الذي نحدده ونعرفه اليوم ولكن كان انقلابا حقيقيا لمفاهيم تصور الحرية وفق رؤى فكرية وذات بعد اقتصادي واجتماعي على الأسس التقليدية للمجتمع الاوربي وعلى روح المحافظة التي ترعاها الكنيسة وعلى الفلسفة الاخلاقية والمثالية القديمة,وقد برز هذا الفهم في المعاناة الإنسانية من الصراع بين المصالح والنفوذ والاتجاه القومي الذي دعمته الحداثة والداعمين لها وظهور المشكل التقني ومتطلباته من بحث عن الموارد الخام والأسواق.
اضافة لما شكله النظام الطبقي البرجوازي من جشع تجاه الطبقة العاملة التي سحقتها سرعة الآلة وتزايد الطلب على الناتج الصناعي وظهور النظريات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة التي كانت تغذي الصراع أو تكشف عن ابعاده الجوهرية من ماركسيه الى ماثيوسية وانتهاء بمشروع مارشال مما أدى الى الحاجة لوجود تنظيمات اجتماعية متضادة قبال منظمة الصناعيين والتجار والرأسمالية وهي نقابات العمال والمزارعين والفلاحين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1
- الهروب من الفكر والتفكر تهرب من مواجهة الحقيقة


المزيد.....




- المرشد الأعلى الإيراني يعين مسئولين سابقين في مجلس الدفاع ال ...
- على خلفية رفض تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.. الزعيم الروحي لل ...
- قوات الاحتلال تعتقل 12 مواطنا من محافظة سلفيت
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عصر الحرية ومفهوم الذاكرة