أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان صابور - بهرجات دمشقية














المزيد.....

بهرجات دمشقية


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 19:10
المحور: المجتمع المدني
    


بــهــرجــات دمــشــقــيــة
أو رسالة إلى السوريين القادمين إلى فــرنــســا
ترد إلى فرنسا من مدة سنة تقريبا, آلاف العائلات السورية عامة, والدمشقية خاصة. عائلات غالبها يملك إمكانيات مادية واسعة, وحسابات متوفرة.. ومتوفرة جدا في البنوك الأوروبية. وحساباتهم المصرفية وعلاقاتهم التجارية هي التي وفرت لغالبهم, أكثر من كافة الطلبات العادية, على Visa Schengen السحرية.
لفت نظري هذه الأمر من رسالة فيسبوكية من دمشقي إلى دمشقي آخر, مقيمين في فرنسا من زمن قصير, يقول فيه أحدهم للآخر أنه سياتي بوالدته من دمشق, للاهتمام والعناية بها.. بادرة طبيعية سامية طيبة يشكر ويحمد عليها. لكن الأهم أنها سوف يطلب فيزا أخــرى ــ مهما كلفه الأمر ــ لخادمتها الفيلينبينية!!!... وهنا ثار تعجبي واندهاشي والكثير من الاستغراب وبعض من الامتعاض, من مظاهر هذه البرجزة والبهرجة السورية.. مظاهر سادت وهيمنت لدى الطبقات المنتفخة التي استفادت من جميع مظاهر الغنى السريع, وحتى لدى الطبقات المتوسطة ودون المتوسطة, خلال العشرين سنة الأخيرة... حيث أن أيه عائلة سورية يمكنها استخدام عاملة اجنبية, للخدمات المنزلية والطبخ والنفخ, والعديد من الحاجات الأخرى, الضرورية منها وغير الضرورية, 24 ساعة على 24 ساعة, بشروط غير إنسانية غالبا. وقد أدينت قضائيا خلال العشر سنوات الأخيرة عدة عائلات عربية أو مشرقية أو أسيوية غنية.. هنا في بعض المدن الفرنسية, لأنها تستخدم بشرا بدون أجــر. أو بمائة دولار في الشهر... وهو السعر المعروف لاستخدام العمالة الأجنبية الأسيوية أو الإفريقية في ســوريا.. قبل الأحداث.. ولست أدري إن بقي قسم من هذه العمالة الأجنبية.. بعد الأحداث...
علما بأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تمارس هذه العائلات السورية البورجوازية, دفع هذه الأجور الزهيدة في فرنسا.. إذ أن الحد الأدنى للأجور ـ قانونيا ـ حوالي 1100 أورو شهريا, لخمسة وثلاثين ساعة عمل في الأسبوع الواحد, زائد المشاركة بنفقات التأمين الصحي والتقاعد والضريبة.... حيث أن الراتب الأدنى زائد النفقات عن الشخص الواحد يكلف رب العمل حوالي 1800 أورو شهريا... والمخالفات بهذا الشأن لقوانين العمل تــدان بالسجن والغرامات الباهظة.
لذلك عندما ألفت انتباه هؤلاء المواطنين لهذا الأمر القانوني هنا في فرنسا, يندهشون ويستغربون... مجيبين أنه ما أحد تدخل سابقا بينهم وبين خادماتهم الفيليبينيات أو الحبشيات او الكامبودجيات أو باقي الجنسيات التي كانت تعمل وتصمت ,وتصمت وتعمل فقط ليلا نهارا, دون أي تدخل أو تفتيش من إية إدارة أو مؤسسة حكومية أو اجتماعية أو إنسانية... حيث أن مكاتب الاستخدام المعروفة كانت تهتم بــتــطــويــع هذه اليد العاملة الصامتة الرخيصة.. بكل أطراف المعاني اللغوية والاجتماعية لهذه الكلمة العربية, لقاء حفنة من الدولارات...
أما الأمر في فرنسا.. سوف يختلف تماما... وآمل لهذه العائلات السورية التي تريد الإقامة في فرنسا, بشكل مؤقت محدود, أو بشكل طويل مجهول الأمد.. أو الاستقرار نهائيا.. أن تتعود على ترتيب بيوتها والاهتمام بأمهاتها وآبائها المسنين وإيصال أبنائها إلى المدارس وشـراء حاجياتهم بأنفسهم... وعلى المتعبين منهم لأسباب صحية أو لقلة مرونتهم على التأقلم, فيما إذا ملكوا الإمكانيات المادية المطلوبة, اللجوء إلى مئات الشركات والمؤسسات التي تعمل باستمرار على تأمين جميع الخدمات للأشخاص والعائلات, من رعاية طفل عمره شهر واحد حتى الشيخ أو العجوز ذي المائة سنة وسنة... ولكل عمل, ولكل ساعة عمل.. تسعيرة!!!...
*********

لفتة نظر أخيرة إلى السوريين الجدد...
أحبتي وأصدقائي.. لا بد أنكم لاحظتم من بداية وجودكم هنا أن اليد العاملة غالية جدا.. رغم وجود البطالة واتساعها... وأرجوكم ألا تقارنوا ما شاهدتموه وتعودتم عليه من رخــص الإنسان في ســوريـا, مع المجتمع والحياة الاجتماعية هنا في فرنسا خاصة وأوروبا عامة... فالإنسان هنا, وبعد صراعات مستمرة دامت من مائة سنة, وتدوم أيضا, هو قلب النظام والمجتمع والقوانين... واحترام الآخر ــ رغم بعض المظاهرــ يبقى قاعدة جميع القوانين السارية المفعول. ولخدمة جميع المواطنين بدون أي استثناء...
لذلك آمل أن تفعلوا مثلي, منذ وطأت قدماي مـرفــأ مرسيليا من خمسين سنة, أن تتأقلموا مع الحياة هنا.. وعاداتها وقوانينها.. ناسين قصوركم وخدمكم وحشمكم, وما كانت قدرة اقتحام ثرواتكم لشراء كل ما ترغبون... وانعموا ــ على الأقل ــ بما يوفره لكم هذا البلد من حريات عامة.. وخاصة حــريــة الفكر والتعبير...
بانتظار أمل عودة الاستقرار والأمان إلى ســوريـا, موحدة آمنة, وأمل عودتكم إلى مدنكم و بيوتكم وقصوركم وعاداتكم, أقدم لكم أطيب تحياتي المهذبة...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار جنيف 33؟؟؟!!!...
- لوموند و الفيغارو الفرنسيتان
- رسالة إلى صديقتي ربا*
- مات جورج موستاكي
- بعد مقال البارحة...تتمة...
- ماشي الحال... كلو تمام ياخالتي...
- الخروف والثعلب
- فظائع... وبرابرة.
- تصريحات مستر كيري.. ومصير سوريا
- هذا المساء... مناقشة... واختلاف...
- كيري و لافروف... لافروف و كيري...
- شر البلية ما يضحك...
- كتاب فرنسي عن دولة قطر
- يا بائعي الموت... دمشق لن تستسلم.
- وعن الحوار...
- أبناء عمنا.. باراك حسين.. حمد.. آل سعود.. وعبدالله
- على الأرض السورية... الإرهابيون (الشيشان) يخطفون الرهبان وال ...
- مشكلة إنسانية.. أية إنسانية؟؟؟...
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...مأساتنا اليوم
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان صابور - بهرجات دمشقية