أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - لقاء بين سؤال واجابة














المزيد.....

لقاء بين سؤال واجابة


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 11:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقاء بين سؤال وإجابة!
حيرة السؤال وجِدت قبل أن يعرف هذا العالم أي معنى ليقين الإجابة، وقبل أن يتعرف احد على عقلانية التفسير وموضوعيته. هنا وهناك كان وربما مازال يطرح السؤال نفسه بعشوائية هوجاء ليحرك السواد في وجود تكاد تنعدم فيه روعة الدهشة ونشوة الارتباك. بين الفينة والأخرى تلقي أمواج الشكوك المتأججة بالسؤال على مرافئ نائية لكنها بكر غضة، لم تلامسها قط ذاكرة فطنة، ولم يجرؤ على محاورتها عقل متقد.

في يوم من الأيام العجاف، وما أكثرها في هذا الزمان الأغبر، كانت قلة الحيلة تنخر في ذهن السؤال حتى أعيى مداركه ضيق الأفق. شعر السؤال بضجيج وقلق.. وصخب يأبى أن يكف عن الطرق. حينها أحس السؤال بحنين للإجابة، عشيقته ورفيقة دربه الطويل الشائك.. تلك الرفيقة النضرة التي فرضها عليه القدر ورضي هو بها، فحيّاها قلبه وأصّـرت روحه على الالتئام معها إلى الأبد. هبّ السؤال مسرعا يفتش عن حبيبته الإجابة بين السطور وعند محطات الورق..وبعد بحث طويل وشاق وجد الإجابة مستلقية بروية ومتحلية بسكينة تقطن معها بإقامة دائمة..حيث كان يصاحبها هدوء لم تلحق به قط عاصفة.. فالإجابة كعادتها كانت هناك مفترشة أحضان اليقين..ترتشف كل ساعة من نبيذ الحقائق الصافي المقطر..أتى السؤال متلهفا إلى حبيبته الإجابة لتشفي غليله الدفين..فعانقها بشوق شديد وشغف ..لكن الضجر كان معه وسمات الغبن والاستياء بدأت تقضم صوته المغبون وهو يردد بحزن " لا بد أن نهاجر يا حبيبتي ..لا بد أن نهاجر ..ونبرح هذا المكان فأن الحظ صار معهم .. انه معهم ...بالتأكيد هو معهم..لذلك لا بد أن نهاجر بأسرع وقت ممكن" ارتعشت الإجابة من يأس حبيبها السؤال ومن وجهه الشاحب.. وكلامه غير المبرر..فلمّته بحميمية وهي تربت بيديها الحالمتين على ظهره .. وتهمس في إذنيه برقة ونعومة عذبة "هوّن من روعك يا حبيبي ..هون من روعك.. واسترح" لم يستطع السؤال أن يتمالك نفسة ولا أن يخفي تقاسيم خيبة الأمل التي خيّمت على معالمه.. فقال ونبراته تكاد تفر من حنجرته " صدقيني يا حبيبتي الإجابة... صدقيني إن الزمن والحظ صارا حليفين دائمين لهم.. لم يعد لنا مكانا في هذا العالم.. صادروا الفرص وزورا المعرفة وخنقوا الفكر واختطفوا العقول واستعمروا النفوس.. لم يتبق لنا سوى أن نلم أمتعتنا ونرحل.." سكت السؤال وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه المنهكة بصعوبة واضحة..ومن ثم سحب نفسه لينهي عناقه مع رفيقة العمر والعبرة تكاد تخنقه.. بعدها تابع القول "يا حبيبتي إن الأرض صارت ملكهم..السلطة المطلقة بين أيديهم..يَعلون ولا يُعلى عليهم...صاروا يأمرون وينهون..يُحيون ويُميتون..يَعفون ويعاقِبون...يرزقون ويحرمون.. يُعزّون ويُذلُون ..يُبيحون ويَحرمون..وان لم نكن معهم ناصبونا العداء واعتبرونا ضدهم..هل تريديني أن أكمل؟؟ "الإجابة تراجعت بدورها للوراء ووجها يعج بكل علامات الاستفهام والتعجب..تود أن تجد معنى لما يقوله السؤال وتحاول أن تمسك بأي خيط يوصلها لشيء ذو دلالة ويكون مفهوم وسهل الهضم..بخفة الإجابة المعهودة التي لا تترك أبدا ساحة للحيرة لكي تحل عندها..نفضت عنها غبار المبهم فبادرت السؤال بطرحها قائلة "اخبرني ..يا حبيبي.. الزمن تحالف مع مَن..؟؟ من هم هؤلاء الذين تصفهم؟؟" لم يتمالك السؤال نفسه فقد فلَت منه الزمام وضاعت من عنده مفاتيح التحكم فرفع صوته قائلا "حبيبتي ...كيف تسأليني من هم الذين تحالف الزمن والحظ معهم...؟؟ انظري حولك وستجدينهم في كل مكان نتن وفي كل زاوية فيها عفن...أنهم متواجدون في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب ..يتوالدون ويتكاثرون كدود هذه الأرض.. إنهم متطرفي هذا العالم والمتشددين فيه من جميع الأطياف والمشارب من اليسار واليمين..هم أشراره ومجرميه وسفاحيه وجلاديه...هم الذين يريدون أن يسيّرون دفة الكون حسب أهوائهم وكيفما يتوافق مع مصالحهم... إنهم يرفعون كل يوم رايات برّاقة تحمل شعارات رنانة لكنها لا تغني ولا تسمن من جوع...يتاجرون بكل القيم والمبادئ ... ويرخصون بكل الأرواح لأنهم دائما يرون أنفسهم الأحق والأصوب.."

سكت السؤال فجأة وخيّم صمت مرتبك واخذ الوجوم يحوم في المكان ثم عاد السؤال يتساءل والخوف يقطر من عينيه "حبيبتي اصدقيني القول أرجوك...يقال البقاء للأصلح ..واليوم لا نرى سوى الشر..الخراب واقصاء الآخر هو السائد..هل الفكر المتطرف هو الأصلح لهذا العالم ..؟؟ اهو الأصلح بالفعل؟؟؟" فجعت الإجابة من حبيبها ومن ارتيابه في أمر مثل هذا مما جعلها تتكور وتذبل...تود ان تصرخ بصوت عال " لا بالطبع لا..لأن فيه دمار للانسانية ..وحياة بلا انسانية تحول ارواح البشر برخص التراب والحجر" لكن الإجابة لم تحرك بنت شفة لتيجبه ..هذه هي المرة الأولى منذ دهور..الإجابة تكاد تشك والسؤال يكاد يتيقن...

وجيـهة الحويـدر



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!
- خصوصية أم إرهاب مرضي عنه؟؟؟
- كفوا عن هذا الردح المبتذل..فقضايا النساء العربيات حقوقية
- متى بدأت الدائرة؟
- من أين تبدأ الدائرة؟
- ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-
- انا سوسنك يا والدي
- مناجاة بين طهران والظهران
- سُخف واستخفاف حتى الثمالة
- من اجل ذاك القنديل
- العالم يقطر انسانية
- رغد وعائشة ورانيا..حالات عَرَضية أم عاهات مستديمة؟
- إن كيدهم أعظم
- الى متى سيظل تاريخ الحضارة الإنسانية يُلقن مبتورا؟
- هل توجد هناك علاقة بين تناسق الجوارب وإزهاق الروح؟
- قذارة امرأة وازدواجية عالم ذكوري
- لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربي ...


المزيد.....




- محامية المغربي حكيمي واثقة من براءته من تهمة الاغتصاب
- فضيحة في مستشفى فرنسي: تحقيقات تطال ممرضة وشريكها بتهم اعتدا ...
- استرخاء بعد النشوة.. وهذا ما يحدث بعد ممارسة الجنس قبل النوم ...
- -امرأة لا مثيل لها-.. مجلس الشيوخ يصادق على تعيين جانين بيرو ...
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة نسوية
- تحقيقات موسعة في فضيحة اعتداءات جنسية على رُضع بمستشفى فرنسي ...
- ما هو رأي قائد الثورة في مشاركة النساء بمسيرة الأربعين؟
- مصرع امرأة وإصابة آخرين وقطع طريق رئيسي جراء السيول في ذمار ...
- لحظات تحبس الأنفاس لغرق سيارة تقودها امرأة في بحيرة مليئة با ...
- النيابة تطلب إحالة أشرف حكيمي إلى المحاكمة بتهمة الاغتصاب


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - لقاء بين سؤال واجابة