أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عبدول - الصحابة في ميزان علي ( عليه السلام )















المزيد.....

الصحابة في ميزان علي ( عليه السلام )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 20:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية أعتبر نفسي أحد أشد وأحرص المهتمين بمسألة الابتعاد عن تناول مادة التاريخ والنأي عن الخوض بتفاصيلها ومشاهدها التي لم ولن تجر علينا سوى الويلات والنكبات والتخلف والتراجع إلى الوراء بل إنني أعتبر إن مسألة التأكيد على مغادرة مربع ذلك التاريخ المليء بالصراعات والمناكفات والتناقضات والتقاطعات هي مسألة في غاية الخطورة والأهمية وهي بمثابة فرض عين على عموم المسلمين لا سيما شريحة الكتاب والمفكرين ورجال الدين بدرجة اكبر واعم وأوسع .فنحن لا نمتلك سوى تاريخ حافل بكل ما هو منفر ومفرق ومقزز في كثير من الأحيان ,لذلك فان ترك مثل ذلك التاريخ وراء ظهورنا هو أمر لا مناص منه إذا ما أردنا الحفاظ على وحدة وتماسك مجتمعاتنا العربية والإسلامية .عملية فصل التاريخ عن مجمل حياتنا الفكرية والسياسية والاجتماعية سوف تعود على مجتمعاتنا بالفضل العميم والخير الوفير ,ولا يمكن بحال من الأحوال أن نبني مجتمعا آمنا مستقرا زاهرا ما لم نترك التاريخ ونعرض عنه ليكون من نصيب أصحاب الاختصاص حصرا لاستخلاص واستنباط الدروس والعبر التي يمكن أن تستفد منها مجتمعاتنا في مسيرتها نحو بناء تجاربها الإنسانية والتاريخية المتقدمة .لا أغالي كثيرا إنني إذا قلت إنني أصبحت أشد مناهضي ومعارضي ومبغضي ذلك التاريخ المشتعل بنيران الخلاف والاختلاف والتقاتل والتدابر والتنازع بسبب ذلك الاستثمار السياسي السيئ الذي القى بظلاله السوداء على مجمل تاريخنا ليجعل منه مادة سامة يمكن أن تأتي على أبناء الأمة في وقت من الأوقات ,إننا نمتلك تاريخا قد ساهم مساهمة كبرى في ترسيخ وتعميق واقع التجزئة والتقسيم بين صفوف أبناء الأمة الواحدة لتعود إدراجها إلى مربع الجاهلية الأولى حيث يخون بعضنا بعضا ويسقط بعضنا بعضا ويكفر بعضنا بعضا ليقتل الأخ أخاه والجار جاره والصديق صديقه ,في الوقت الذي تؤكد فيه جميع الأديان والشرائع والقوانين الوضعية والأخلاقية على كف الأذى وتعزيز جانب الإخوة (إما ا خ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) . إلا إنني مع كل ذلك أجد نفسي مضطرا مكرها مرغما على الخوض بتفاصيل ذلك التاريخ الذي أود الابتعاد عن تناوله لكنما الواقع يدفعني بقوة نحو تناوله وتقليب أوراقه بين الحين والأخر ,لا سيما وان الأجواء الفكرية والسياسية اليوم أخذت تمور وتضطرب وتتلبد بغيوم الحقد والبغضاء والكراهية والطائفية المقيتة .في هكذا ظروف لا استطيع ان انسلخ بشكل كلي عن مراجعة بعض فصول التاريخ والتركيز على بعض مفاصلة وملفاته الحساسة ذات التأثير المباشر على واقع مجتمعاتنا العربية والإسلامية .وهكذا أجد نفسي أخوض وأغوص بين ثنايا مادة التاريخ مرة أخرى لعلي أقف على مناطق ومواطن وموارد تكون سببا في التوحيد والتقريب بمستوى من المستويات .إن ما تعانيه امتنا الإسلامية اليوم من خطر إنما يتمثل بخطر الطائفية السياسية التي أخذت تستفحل يوما بعد يوم لتجعل من مجتمعاتنا عرضة للتقسيم والتفكك على أيدي أبناء الأمة أنفسهم لا سيما شريحة الشيوخ والعلماء من رجال الدين ,هؤلاء الذين يجب ان يكونوا حصنا حصينا وركنا منيعا بوجه انزلاق أبناء الأمة نحو حروب مذهبية وطائفية تحصد الأرواح والشعوب والأوطان لنكون أضحوكة الضاحكين وموضع تندر وسخرية الأولين والآخرين .الطائفية السياسية اليوم أخذت منحا غير مسبوق من قبل وذلك بفضل ذلك التقدم التقني والتكنولوجي الذي شهده العالم اليوم في مجال الاتصال والتواصل مع المتلقي عبر مختلف أنماط الاتصال المرئي والمسموع والمكتوب ,وقد اجتهدت وسخرت وجندت الكثير من تلك المحطات جهودها للخوض في مسائل تاريخية عقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع مأخوذة بهاجس النصر والغلبة على الطرف المقابل والمخالف وقد أتى كل فريق بمختلف أدلته العقلية والنقلية لغرض إثبات ما يراه حقا وما يعتبره صدقا وكلا له مصادره وكلا له مصاديقه وهم في ذلك كله يلوون عنق الحقائق الناصعة ويحيدون عن المعالم الواضحة ويبتعدون عن مقتضيات وضرورات ما تواجه شعوبنا وأقطارنا من أخطار ومؤامرات وحرائق. لأجل كل هذا وجدت قلمي المتواضع يخوض في احد أهم ملف قد اعتمده أولئك المتخاصمون إلا وهو ملف الصحابة .ذلك الملف الذي يعتبر حجر الزاوية في قضية السنة والشيعة وقبل أن نتناول ذلك الملف المهم والحساس ، علينا أن نحدد مقدما معنى للصحابة , على ماذا يدل معنى الصحابة إذ إننا بدون ذلك التحديد سوف لن نصل إلى نتيجة واضحة المعالم .هل نعني بالصحابة كل أولئك الرجال الذين صحبوا الرسول أو جالسوه أو خالطوه أو سمعوه أو التقوا به ولو على مستوى أيام أو أشهر ,كما يذهب إلى ذلك أهل السنة والجماعة هل يشتمل مفهوم الصحابة على كل من هب ودب بما في ذلك من قاتل الرسول وناصبه العداوة والبغضاء فجيش الجيوش وحشد الحشود لمقاتلة الإسلام والمسلمين حتى إذا ما تيقن إن دولة الإسلام قد قامت على عروشها دخل الإسلام عنوة مكرها مرغما خوفا وطمعا (الطلقاء وأبناؤهم )هل إن شخصيات مثل أبي سفيان أو معاوية أو زياد بن أبيه أو مروان بن الحكم يشملها معنى ومفهوم الصحابة أم إن هؤلاء يجب إن يبقوا خارج محيط ذلك المعنى الذي يجب ان لا ندرج تحت يافطته سوى أولئك الرجال الذين خاضوا غمار المعارك فركبوا الأهوال واعتلوا صهوة المخاطر في سبيل قيام دولة الإسلام فقاتلوا وضحوا بأنفسهم وأموالهم وأهليهم وأوطانهم .إذن الصحابة كمفهوم وكمصطلح يجب إن يخضع لعدة ضوابط ومحددات الصحابة مفهوم يجب إن يبقى حصنا منيعا بوجه الطارئين والانتهازيين والنفعيين الذين دخلوا الإسلام رغم أنوفهم لذلك استمرت مؤامراتهم ومحاولاتهم في ضربه من الداخل ,الصحابة كمصطلح وكمفهوم يجب ان يقتصر على الرعيل الأول من المهاجرين والأنصار فهؤلاء هم من شكل جبهة النصرة والإيواء والمقاومة والتصدي في سبيل التمهيد لقيام دولة الإسلام الموعودة , أنهم الأرضية الصلدة والصلبة التي قام عليها عمود الدين وأركان اليقين .إما ان نفتح باب المقبولية لكل من هب ودب لإن يصبح صحابيا جليلا فذلك أمر مخالف مجانب للصواب والمنطق والتاريخ بل وكل القيم الشرعية والأخلاقية .والان نأتي لنقول ما هو موقف السنة والشيعة من هكذا طرح وما مدى اقترابهما من هكذا تصنيف له ما يعضده من دلائل تاريخية ليس من اليسير التغاضي عنها أو تجاوزها .
فإما اهل السنة فانهم لم يأخذوا بمثل ذلك الطرح بل أنهم اعتبروا في ذلك مساس بشخصيات لا يمكن بحال من الأحوال إن نتعرض لها بسوء حتى وان كانت على غرار معاوية وأبو سفيان ومروان بن الحكم ,واما الشيعة فانهم أخذوا بذلك الطرح لكنهم ابتعدوا به أشواطا عندما وضعوا الكثير من وجوه الصحابة البارزين ممن شكل جبهة المهاجرين الأوائل والذين كان لهم الفضل في قيام دولة الإسلام في موضع النقد والطعن والانتقاص .لقد عمل الشيعة وفق أسلوب التركيز على جانب السلب دون جانب الإيجاب في شخصيات أولئك الصحابة على الرغم مما قدموه من خدمات جليلة لصالح دولة الإسلام والمسلمين . وهكذا ابتعد السنة والشيعة عن النظرة الموضوعية والمتوازنة لمعسكر الصحابة لينتهي بهم الأمر إلى التقاطع والتباعد والتنافر وكل ذلك إنما جاء بسبب سوء عملية التقييم لجبهة الصحابة بشكل يضمن وحدة الصف والموقف والاتجاه. يمكن القول إن السنة والشيعة لم يفلحا في اتخاذ موقف منطقي ومنصف من الصحابة فالسنة يسمون الجميع صحابة وهم كلهم عدول قبول وشعارهم في ذلك (بأيهم اقتديتم فقد اهتديتم ) ومثل الأمر يعد أمر مجانب لطبيعة الإفراد والجماعات البشرية كما ان الصحابة قبل ان يتسموا بالصحابة هم بشر يصيبون ويخطئون كما جاء في الحديث (كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ).الصحابة ليسوا ملائكة هم بشر ومن طبيعة البشر الخطأ والزلل والسهو والنسيان.
وإما الشيعة فأنهم قد عمموا نظرتهم السلبية باتجاه قطاعات عريضة من الصحابة واخذوا ينظرون إليهم نظرة يشوبها الكثير من عدم المودة والطعن والانتقاص.لقد نظر كلا من السنة والشيعة إلى الصحابة نظرة بعيدة عن الواقع ولا شك إن هكذا نظرة قد جرت بدورها على أبناء الطرفين الكثير من المآسي والويلات والنكبات والتي كان باستطاعتهما إن يتجاوزوها ا بكل يسر وسهولة لكن قلة الوعي وقصور الفهم لدى أبناء الطائفتين حال دون اجتماع الطرفين حول فهم موحد ومشترك لمفهوم ملف الصحابة كذلك فان السياسة قد لعبت دورا محوريا في إضاعة الفرصة امام السنة والشيعة من الالتقاء حول أرضية مشتركة يتمكنان من خلالها بناء جسور مشتركة بينهما . ما يزال الشيعة يرفضون مبدأ مدح أبرز وجوه الصحابة وأعظمهم قدرا عند السنة رفضا قاطعا وذلك بسبب مواقف هؤلاء الصحابة السلبية اتجاه الإمام علي بن أبي طالب في مرحلة من مراحل التاريخ ,إلا إن مثل هذا الأمر لا يمثل فكر وتوجه الامام علي ذلك الإمام الذي لم يتعامل مع هؤلاء الصحابة إلا بكل ود وطيب ومحبة وتسامح وتقدير فكان إن بقي لهم طوال سني حكمهم أخا وناصرا وناصحا ومستشارا ووزيرا.لا يزال الشيعة لا يرون في هؤلاء الصحابة إلا مادة للذم ولا يجوز عندهم بعد ذلك إن يمدحوهم بقليل أو كثير فالشخص في نظرهم إما ان يكون ممدوحا وإما إن يكون مذموما , ولا شك إن مثل تلك النظرة هي نظرة قاصرة تخالف ابسط البديهيات إذ اننا كثيرا ما نمدح فلان من الناس في موارد ثم نعود نذمه في موارد أخرى ومثل هكذا أسلوب قد استخدمه القرآن قبل أكثر من إلف وأربعمائة عام عندما كانت الآية القرآنية تبدأ بمديح لفرد أو لمجموعة ثم لا تلبث إن تذم ذات الفرد أو تلك المجموعة التي تم مدحها في صدر الآية والعكس صحيح كذلك , والأمثلة على هذا الأسلوب كثيرة فمنها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى " انَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا " 137 النساء . وقوله تعالى " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ-;- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " المائدة 39 . ولا شك إن هكذا أمر لا يدل على التناقض في الخطاب القرآني وإنما يدل على إن ذلك الخطاب إنما كان يأخذ بنظر الاعتبار طبيعة البشر وتباين وتناقض توجهاتهم من حين لأخر وهو ما يستوجب المدح في مورد والذم في مورد أخر .إن طبيعة الميزان الذي نشير إليه هنا ليس من عندياتنا ولا هو من مبتكراتنا كما يتصور البعض وإنما هو من وضع الإمام علي بن أبي طالب فلقد عمل علي ,وفق هذا الميزان اتجاه ملف الصحابة فمن جهة كان الإمام يفرق بين من ساهموا مساهمة فاعلة في قيام دولة الإسلام وبين من دخله مرغما مكرها وهو بذلك يتعارض مع التصور السني للصحابة الذي يلقي بعموم الصحابة بسلة واحدة على مستوى الايجاب , كما انه يتعارض مع التصور الشيعي للصحابة والذين يلقون بعموم الصحابة بسلة واحدة على مستوى السلب . ولا شك إننا نجد مصاديق ذلك الميزان الذي نشير إليه من خلال ما سطره الإمام علي بن أبي طالب في سفره الجليل المسمى بنهج البلاغة ذلك السفر الخالد الذي لخص فيه علي(ع) مجمل تصوراته حول خلق الكون ومراحل نشأته وتناول فيه رحلة الإنسان فوق الأرض وحقيقة ما ينتظره من مصير وأهوال واختبارات ,كما تطرق فيه الى حقيقة الطبيعة البشرية وما جبلت عليه من قوى ودوافع كذلك فقد استعرض علي من خلال النهج جوانب مهمة ورئيسية من سيرته الشخصية مع الرسول الأكرم وسائر صحابته الإجلاء ممن كان لهم الدور الأكبر في قيام دولة الإسلام وفق ميزان قرآني معتدل ومتوازن ولنستمع إليه وما يقوله في الصحابة الأوائل ، وان بدا من بعضهم تقصير أو تهاون أو تجاوز على حقوقه الشرعية والإنسانية فمن خطبة له يعنف فيها أصحابه ويمدح فيها صحابة الرسول يقول الإمام (وقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء الثواب )(نهج البلاغة ج1 ص189 ـ190 ) ومن خطبة أخرى له عليه السلام يقول فيها (ولوددت ان الله فرق بيني وبينكم وألحقني بمن هو أحق بي منكم ,قوم والله ميامين الرأي ,مراجيح الحلم ,مقاويل بالحق ,متاريك للبغي ,مضوا قدما على الطريقة ,واوجفوا على المحجة فظفروا بالعقبى الدائمة والكرامة الباردة )(ج1 ص230 ) ومن خطبه له يمدح فيها عمر بن الخطاب(ر ض ) يقول (لله بلاء فلان فقد قوم الأود وداوى العمد خلف الفتنة وأقام السنة ,ذهب نقي الثوب قليل العيب ,أصاب خيرها وسبق شرها ,أدى الى الله طاعته واتقاه بحقه )(ج2 ص222 ) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج (وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب ,وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع كتاب النهج وتحت فلان عمر ,وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي :هو عمر ,فقلت له :اثنى عليه أمير المؤمنين عليه السلام ؟فقال :نعم )(شرح النهج المجلد 3 ص 12 ) وقال ذاكرا عمر أيضا (ووليهم وال فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه )(نهج البلاغة ج4 ص 107 .قال الميثم البحراني شارح النهج (ان الوالي عمر بن الخطاب )(شرح النهج ج5 ص463 ) ويقول ابن أبي الحديد :وهذا الوالي هو عمر بن الخطاب وهذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته يذكر فيها قربه من النبي واختصاصه به وإفضاءه بإسراره إليه حتى قال : فأختار المسلمون بعده بآرائهم رجلا منهم فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وجد كانا فيه ثم وليهم وال فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه (شرح نهج البلاغة ج4 ص519 ) . لقد واجه علي )ع ) الكثير من الغبن والإقصاء بعد وفاة الرسول الأكرم لكنه حرص كل الحرص ان يبقى صادقا للوعد الذي قطعه على نفسه في الحفاظ على كينونة الإسلام وسلامته وصيانته من كل طارئ .
لقد بقي الإمام حريصا على دوام جسور المودة والإخوة مع سائر الصحابة كما بادله معظمهم الإجلال والتكريم والتعظيم وطلبه في كل صغيرة وكبيرة ,وشاردة وواردة ,والإشارة إليه والإشادة به فكان لسان حالهم جميعا يقول (مصيبة وليس لها أبا حسن ). أخيرا إذا ما توصل السنة والشيعة إلى هكذا مقدار من الفهم لكانا قد قطعا أشواطا بعيدة في طريق التواصل والاتصال ولكانا قد نالا رضا الله ورسوله وأهل بيته وصحابته وحققا مصالحهما المشتركة في بناء أوطان آمنة مستقرة مزدهرة لا تشوبها شوائب الطائفية ولا تدنسها أدران الجاهلية ,أما إذا بقيا يتنازعان ويتقاطعان ويضعان الأمور في غير مواضعهما فان النتيجة ستكون بضياعهما في دروب الفتن ومسالك الهلكة .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب ليست قطيعا
- البعث مرة اخرى
- شعب الله الثرثار
- الطائفية السياسية ..بين الواقع والشعار
- علي بن ابي طالب رائد المصالحة التاريخية
- ثنائية الخوف والطمع
- موتانا وموتاهم
- النص والمرأة
- مطر السوء
- القوم الكافرون
- أضغاث أحلام
- الإنسان أم الأديان
- هل يمتلك العراقيون دينا خالصا
- طقوس كربلاء من منظار اخر
- ما هو المطلوب من رجال الدين تحديدا؟
- شيوخ العطب والهلاك


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عبدول - الصحابة في ميزان علي ( عليه السلام )