أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد صموئيل فارس - الدور القبطي في أزمة مياه النيل















المزيد.....

الدور القبطي في أزمة مياه النيل


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 20:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عاد الجدل من جديد حول المياه مع دول حوض النيل وكانت اشتدت الامور بين اثيوبيا ومصر نظرا للعلاقات المضطربه التي كانت تجمع بين الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وبين زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي السابق (8 مايو 1955 - 20 أغسطس 2012) سد النهضه الاثيوبي هو محور الجدل فأزمة اثيوبيا العنيفة هى مشكلة الجفاف بسبب عدم انتظام سقوط الامطار فهناك سنوات يحدث فيها جفاف مما يؤثر على الزراعات . فهم يعتمدون على الزراعة بالمطر وهم يفكرون ان الحل لهذه المشكلة يكمن فى أقامة زراعات تعتمد على الرى المنتظم وهذا يحتاج الى خبرات تتوافر لدينا فى مصر و نستطيع ان نكتشف معهم المناطق الصالحة للزاعة ولن يوثر هذا على مصالحنا ويجب انت نتفهم ان استقرار مثل هذه المناطق وهو فى النهاية لصاحنا فهم لديهم اراضى شاسعة صالحة للزراعة لكن نظرا لفقدان الاداره للقياده السياسيه الحاليه وفقرها السياسي المدقع في مواجهة الازمات

ولكن لماذا يتم الزج بإسم الكنيسه كوسيط سياسي يمكن اللجوء اليه لحل الازمه ؟
تعود العلاقة بين الكنيستين المصرية و الأثيوبية الى النصف الأول من القرن الرابع الميلادى حين قام بابا الاسكندرية أثناسيوس الرسولي بسيامة اول اسقف لاثيوبيا وهو الانبا سلامه في عام 330م . ومنذ ذلك الحين جرى التقليد ان يكون رأس الكنيسة الاثيوبية هو اسقفا مصريا يرسله بابا الاسكندرية وبذلك تعتبر كنيسة الاسكندرية الكنيسة الام لكنيسة اثيوبيا التى اصبحت بذلك جزءا من كرازة مار مرقس الرسول و استمرت كنيسة الاسكندرية في سيامه وارسال مطران كرسي اثيوبيا حتي عام 1959 حين توجت كنيسة الاسكندرية الانبا باسيليوس كاول بطريرك اثيوبي للكنيسة الاثيوبيةبعد مراحل من المفاوضات بين الكنيستين استمرت من عام 1941 الي عام 1959م . وخلال تلك الفترة الطويلة من الزمن لعب اساقفة الاقباط دورا مهما في اثيوبيا في تنظيم الكنيسة ورعايتها وفي تشكيل تقاليد الكنيسة الاحتفالية والتعبدية.


وقد اضفى هذا هذا اهمية و نفوذ كبير للمطران القبطي مما جعله ضرورة من ضرورات الحكم ومصدرا من مصادر استقرار البلاد .
وكان الولاء الاثيوبي لكرسى الاسكندرية ومطرانهم القبطي مثار لدهشة الكنائس الاخرى و كتب عنه الغربيون باعتباره لغزا يحتاج الى تفسير فحتى فى ظل الحرب المصرية الاثيوبية فى عهد اسماعيل باشا لم يتاثر ولاء الكنيسة الاثيوبية للمطران القبطي.
وخلال هذه الحقبة التاريخية الطويلة نقلت الكنيسة القبطية تراثها الى اثيوبيا وجعلت منها كنبسة قبطية مازال يشار اليها بهذا الاسم حتي الان فى الاوساط الاجنبية.
وخلال حقبة الاربعينات سافر الى اثيوبيا عدد من الاقباط الذين عملوا بها سنوات عدة في مجالات الزراعة والمحاسبة وبعض الوزارت واطباء ومهندسون وفنيون في شركة الطيران الوطنية.
وكان الحج الي الاراضى المقدسة في فلسطين والى اديرة مصر وكنائسها مشيا علي الاقدام جزءا من عبادة الرهبان ونسكهم يحتملون في سبيله متاعب ومصاعب ومخاطر جمة .
وكانت العادة ان يتوجه الحجاج الاثيوبين في قوافل عقب الاحتفال بعيد الغيطاس فيعبرون الصحراء غربا الي النوبة في وادى النيل حيث يزرون اديرتها وكنائسها ثم يتوقفون طويلا في جبل قسقام حيت الدير المحرق الذى يعتبر عندهم اقدس المزارات فى مصر وكان لهم فيه كنيسه باسم كنيسة تكلا هيمانوت الحبشى . حيث كان الحجاج يقضون فترة راحتهم فى الدير المحرق وبالقرب منه وتستمر رحلتهم مرورا بحصن بابليون وكنائس مصر القديمة ثم المطرية حيث بئر مريم واشتهرت كنيسة مارجرجس بحارة زويلة كمحطة اخرى لراحتهم. ومع تزايد مخاطر الطريق اوقفت القوافل.
وهناك العديد من الرهبان الاثيوبين الذين استقروا في اديرة مصر وكان اشهرهم الاب عبد المسيح الحبشى وتكلا هيمانوب الحبشى .
كانت نقطة التحول في العلاقات والمطالبة بالاستقلال عام 1926 عقب وفاة الانبا متاؤس مطران اثيوبيا القبطي الذي استمر قرابه ال40 عام فى الخدمة واجتمعت بين ايدية سلطة لم تجتمع لغيره من المطارنة الاقباط , وكانت له مكانة كبيرة في اثيوبيا وبدات مفاوضات استقلال الكنيسة الاثيوبية عن الكنيسة القبطية بداية من سنه 1941 حتى سنه1959 م حين قام البابا كيرلس السادس برسامة اول مطران اثيوبي لكرسى اثيوبيا وهو الانبا باسليوس .
وقطع التواصل بين الكنيستين قيام الحكم الشيوعي عام 1974 بعد الانقلاب العسكرى بقيادة منجستو ضد الامبراطور هايل سلاسي الاول الذى تم اعدامه كما تم القاء القبض على المطران الانبا ثاوفيليس حين عجز النظام الجديد عن احتواءه وضمان ولاءه وانتهى الامر باعدامه في 14/7/1979 وتعرضت الكنيسة في اثيوبيا الي هجوم شرس من الشيوعية حتى انتهى الامر بسقوطها عام1991 وبعد سقوط النظام تم انتخاب اسقف اثيوبى جديد للكنيسة وهو الانبا بولوس.
ثم بدأت الاتصالات لاستعادة العلاقات بين الكنيستين , و في عام 1993 زار مصر وفد اثيوبي لهذا الغرض , وتم بالفعل عقد برتوكول ينظم العلاقة بين الكنيستين عام1994
الا ان العلاقات توترت بين الكنيستين عقب سيامة خمسه اساقفه اريترين فى عام 1994 ومما ادى الى توتر العلاقة بين الكنيستين بسبب حساسية العلاقة بين اثيوبيا واريتريا بسبب الحرب التى دارت بينهما وانفصال اريتريا عن اثيوبيا ورغبة اثيوبيا في ان تظل الكنيسة الاريتريا تابعة لها. ومؤخرا ( ابريل 2004 ) زار قداسة البابا شنودة الثالث اريتريا لتنصيب بطريرك جديدلها لاريتريا عام 1999 ليكون اول بطريرك لها بعد الاستقلال, وهو ما جعل العلاقات تتوتر بين الكنيستين القبطية والاثيوبية.

وقد شارك بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أبونا باولوس على رأس وفد من كبار رجال الكنيسة فى مراسم تشييع جثمان قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
كما شاركة الكنيسه الاثوبيه بوفد رفيع المستوي ضم خمسة من المطارنه والاساقفه في الانتخابات البابويه للكنيسه القبطيه التي توجت بوصول البابا تاوضروس الثاني خلفا للبابا شنوده الثالث
كما ارسل البابا تاوضروس وفدا كبيرا لتصيب بطريرك الكنيسه الاثيوبيه برئاسة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية ،وعضوية أربعة أساقفة هم الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس والأنبا هيدرامطران أسوان، والأنبا بيمن أسقف نقادة والأنبا بيشوي مطران دمياط .

مع هذه الاطلاله التاريخيه التي تبين وضع الكنيسه القبطيه في اثيوبيا واريتريا ودول حوض النيل من البديهي ان تلجأ السلطه الحاكمه في حال حدوث اي توتر بين هذه البلدان وبين مصر الي بابا الاقباط للحيلوله دون وقوع اي اضرار تعكر صفو العلاقات الاخطر من وجهة نظري بيننا وبين دول المنابع ولكن مع ذلك ان يوضع في الاعتبار

ان الوضع السياسي السئ الذي يعاني منه الاقباط داخليا واستهدافهم وما يراه العالم شرقا وغربا كل يوم من اعتداءات واخرها ماتم في الكاتدرائيه لن يمر دون ان تكون هناك مواقف ضغط من هذه الدول فعلاقة اثيوبيا بالكنيسه والازهر ليست بالمستوي المتدني الذي يتصوره النظام الحالي وما تم ضد المؤسستين الاكثرتا شهره في الشرق أثار الكثير من القلقل وخاصة علي مستقبل الاقباط

ولا نستطيع ان ننكر ان تراجع الدور السياسي المصري في الاعوام الاخيره وتهميش مصر لوجودها في هذه الدول جعل من التواجد الاسرائيلي فاعل هناك فسد النهضه برعاية شركات اسرائيليه وتواجد اسرائيل في المنطقه مرصود منذ عقود ومع الاضطرابات الداخليه في مصر والعبث السياسي الحالي استطاعت ان تكون مؤثره في قرارات هذه الدول

الي جانب ايضا ان النظام الحالي المصري لايمانع في اي دور اسرائيلي في المنطقه لذلك جاء قرار تحويل مجري النيل ببرود سياسي مصري وكأن الامر تم باتفاق وبعلم مسبق لجماعة الاخوان المسلمين فالمعلوم ان اسرائيل تريد خط مياه يصل الي اراضيها وهو مالا تمانعه الجماعه في سبيل دعم دولي اسرائيلي للجماعه وخاصة في البيت الابيض

قد تكون وساطة الكنيسه القبطيه مؤثره علي ارض الواقع بحكم العلاقات التاريخيه بينها وبين الاثيوبيين ولكن هذا لا يكفي امام العبث السياسي والخطر الراديكالي الذي تعيشه مصر والمنطقه الان !

مراجع
تقرير صحفي عن علاقة الكنيستين الاثيوبيه والمصريه
( مجدي سمعان )
ويكبيديا الموسوعه
وزارة الري
تاريخ الكنيسه القبطيه في اثيوبيا
موسوعة تاريخ البطاركه



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقباط وحكم مصر ؟!
- دوله في الآسر ؟!
- سيدة مكتب الارشاد !
- المصريين يتظاهرون يسخرون واخيرا يتمردون ؟!
- هل جلس الشاطر مع السيسي في تركيا ؟!
- عاجل لكل اقباط مصر والمهجر2
- إستقالة مكي مناوره مكشوفه !
- عاجل لكل اقباط مصر والمهجر
- عن نفسية الذمي أتحدث !
- حديث السيسي عن الغدر موجه لمن ؟
- سر الاعتداء علي كاتدرائية الاقباط ؟
- نظرة الاخوان المسلمين للاقباط والسلفيين ؟!
- اللحيه العنكبوتيه !
- هل بات السقوط وشيكا ؟!
- الزي العسكري صفقه اقتصاديه ام كارثه اخوانيه ؟!
- مرسي والاقباط
- عن اصالة المصريين أتحدث
- نتائج زيارة كيري للقاهره
- لهذه الاسباب وجبت مقاطعة الانتخابات ؟!
- الجيش والجماعه ضربات تحت الحزام ؟!


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد صموئيل فارس - الدور القبطي في أزمة مياه النيل