أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - الصوفي المتمرد















المزيد.....

الصوفي المتمرد


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 15:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


**مقدمة**

قبل أن أزهد في كل شيء.. سأستزيد من كل شيء .. لأن كل شيء وافر .. فلماذا هذا الشح ومم الخوف ..لماذا كل هذا الشعور الأحمق بالذنب .. اذا نحن حلمنا.. أو تمنينا.. أو اشتهينا .. أو طمحنا.. لماذا الخوف من النفاد … ان كان ما نخاف من نفاده لا ينفد

ان التكيف مع القليل فضيلة اذا كانت الفضيلة تعني كل ما يفضي الى راحة البال وقلة الألم للكل… هنا يصبح التكيف مع القليل فضيلة .. لأن المتكيف مع القليل في هذه الحالة يصبح مرتاح البال من الرغبة في المستحيل .. ولكن هذا صحيح فقط في حالة المستحيل … اي حالة من لا يعرف أي طريقة يستزيد بها ويحقق مشتهاه… أما لمن وجد السبيل… ولو كان صعبا … فالتمرد بالنسبة له يصبح الفضيلة … التمرد على الواقع الذي يمكن تغييره..

أما في حالة ذلك العاجز .. الذي عليه أن يتكيف مع القليل… فهو يستطيع ان يتمرد رغم تكيفه … هذا التناقض موجود … يتكيف مع القليل كي يستحمل العالم … وتحمل العالم اللامعقول هو تمرد على طبيعة هذا العالم … .. الذي لا يحتمل … وأفضل استجابه للاجدواه …

ضمن تكيفك تمرد .. واخلق عالمك الخاص… ولو كان ضمن حدود عقلك …. فهذا العالم بظواهره وبناسه وبتاريخه يريدك ان تفكر بطريقة معينة .. فإذا أنت تمردت على هذه الطريقة في التفكير كنت متمردا … رغم تكيفك مع بؤسك أو ضعفك أو قبحك



**هو**


لما كان “النظام‎”‎ طريقة لتهذيب الحقيقة وكأنها غير مهذبة، أو كأن التهذيب شرط لتقبلها، كان من الطبيعي أن تنشأ وتحت وطأة النظام نفسه ردة فعل تعيد الاعتبار للحقيقة، شيء من الصعلكة الجامحة التي هي مع كل جموحها ردة فعل “مهذبة” كونها رغم حساسيتها النقدية المفرطة للترتيب الموجود، غير معنية بدخول صراع تناحري يؤجل الحقيقة، حجتها الشرعية هي الحقيقة الغائبة أبدا، والرفق المطلوب أبدا، والحب الدائم أبدا ،وإذا كانت -ردة الفعل- في تجاوبها مع ما هو موجود هنالك “مهذبة”، فهي وقحة بحب، تحتقر تهذيبها الذي لا غنى عنه،و تتمرد على ما هنالك بتجاهله وعمل كل ما يتصور النظام أنه تمكن من أن يكون عائقا في وجهه

تبطل النظام دون أن تتحداه، وتنهي فاعليته دون أن تصارعه، بالحقيقة والحب تتكيف، وبهما تتمرد

ومن هنا انطلق الصوفي المتمرد، دون أن يعرف نفسه أو يثقلها بالوصف، هو ببساطة الشاهد المحب العاذر المشتهي، هو المتجرد دون تكلف، هو الذي يتذكر أنه وراء كل شيء، وراء كل حادث أو صراع أو غاية أو صورة، مساحات شاسعة من اللا شيء، لذا لا يجد صعوبة في أن يتقبل كل شيء، و أن يبدأ من جديد في كل لحظة

هو ذلك الذي يعيش مع تناقضاته، يتمرد عليها بقبولها، يثور بالاستسلام للجبرية مع الشهادة الساخرة عليها .. تمرد على المصير وتكيف معه

حياده تجاه نفسه، مقابل بابه المفتوح أبدا للملذات والموصد أمام الأوجاع

فتوره تجاه العالم، مع كل هذا التعاطف مع الآخرين

هو المحب وإن كره … المتقلب كيفما اتفق .. المعتذر كثيرا … الفاتر وإن أبدى الاهتمام … خمرته لا تسكر ولا تعربد.. بل يخوض بها خروج نفسه إلى الخارج .. وحشيشه لا يغيبه ولا يفسد حضوره… بل يخوض به دخول نفسه إلى الداخل…

هو الشاهد أبدا … لا ليصدر الأحكام ولا للمعرفة ولا للعبرة… هو المحايد تجاه نفسه، الساخر من ضآلتها إذا ما شعر لصوفيته أنه الكل، المتعالي على ضآلتها بالحلم، إذا ما ألح عليه تمرده

هو الذي إذا رأى أن شيئا ما قد غلب، اشتاق إلى نقيضه

هو الذي يجد في الاحتيال على النظام تحديا أكبر له من إسقاطه

هو الذي يستسلم لأعتى شهواته بلا اي شعور بالذنب ولأنبل ساعاته بلا أي شعور بالرضا عن النفس

وهو الذي لا يهتم لكونه كذلك، إنه أنت حين تعيش كل شيء تمليه عليك اللحظة، لذا أحبك لأنك أنا و هم، أيها الأنت

أليس كل واحد من السبعة مليارات، على الأقل، هو ذلك الأنت؟



**اللوحة الناقصة**

حدثني الصوفي المتمرد عن اللوحة الناقصة .. وذلك حين سألته عن طابع هذا العالم

هذا الماتريكس .. التجربة الواعية الذاتية المنفصلة … التي ينفرد بها كل واحد منا … فهي عالمه .. هي كل ما هنالك بالنسبة له ..

فقال لي:

إن هذا الواقع الافتراضي مشروط بالانفصال … وجود تجارب واعية ذاتية منفصلة ينتج عنها لكل واحد منا إيجو أو (أنا) تخوض العالم بنفسها …

وحين سألته : هل من سبيل إلى اللاعنف المطلق .. أو اللاحكمية المطلقة … أو اللاسلطة المطلقة .. أو المحبة المطلقة … أو المعرفة المطلقة؟

أجابني:

إن هذه هي كلها سبل الاستنارة وجوهر ما هنالك .. ولكن شرط هذا العالم أن لا تكتمل هذه السبل ..

فاللاعنف سبيل … امض فيه قدر استطاعتك … تجنب العنف .. لكن اللاعنف المطلق لا يمكن تحقيقه كاملا في هذا الواقع … فبعض العنف مشروط من طبيعة الواقع الافتراضي نفسه .. مفروض بقوانين الطبيعة التي تفرض سلما غذائيا وكائنات تسبب الأمراض منها ما هو مجهري .. عنف لا غنى عنه .. وألم لا غنى عنه .. حتى عند غلي الماء قد تموت بعض الكائنات .. وكذلك عند العلاج … وإقناع الكائنات الأخرى باللاعنف غير ممكن … اللاعنف المطلق لا يمكن تحقيقه ضمن هذا الواقع إلا بالموت .. بالكف عن الفعل .. أي أن شيئا من العنف هو من شروط الحياة

واللاحكمية سبيل … لا تخرج منه ما استطعت … لكنه أيضا لا يكتمل كلية إلا بالكف عن الفعل والانفعال … أي بالموت .. وضمن هذا الواقع الافتراضي أو العالم، ستكون بعض الأحكام من شروط الحياة نفسها …

وكذلك السلام الكامل .. والعدالة الكاملة … واللاسلطة الكاملة

المحبة اللامشروطة مثلا ،، ستفلت منك حتما في بعض الأحيان لأن استحضار اللاشيء الذي هو كل شيء لن يكون بوسعك دائما …

كل هذه السبل لا تعرف الكمال ضمن هذا العالم … وكأن البشرية هي –كما يخلص البير كامو في “السقطة”- لا يمكن أن تتخلص من الخطئية …

ولما سألته: كيف نمضي في هذه السبل قدر استطاعتنا

قال لي:

لست حرا ما دمت تسعى .. لا تسع إلى الخير .. وبقدر ما تكون صادقا في كل شيء في شهادتك على التجربة الذاتية الواعية التي أنت محصور فيها طالما كنت “أنت” فقط.. وفي حالة الانفصال.. أي في الحياة … بقدر ما تمضي في تلك السبل دون أن تسعى إليها

والأهم .. أن لا تسعى إلى إثبات أي شيء …

ولكن مهلا… أليس الحرص على عدم محاولة إثبات شيء .. سعيا .. يتحول في النهاية عادة إلى محاولة لإثبات أنك لا تحاول الإثبات

ان شيئا من كل ذلك هو شرط هذا الوجود المنفصل في تجربته الواعية … لا يمكن الافتكاك من الايجو تماما الا عند الموت

لذا فالعيش بتلقائية كبيرة .. وعدم محاولة الظهور بأي مظهر … وعدم الحرص على أي شيء .. هي سمات الصوفي المتمرد.. الذي لا يمانع أن يموت في سبيل الحق .. ويذكره التاريخ على أنه أخس خسيس … ويبصق الناس على قبره كل يوم … ان يعيش في سبيل اللاعنف.. فيموت على أيدي من يزاودون عليه بالإنسانية .. الصوفي المتمرد يصل إلى الحياد إزاء نفسه … فهو الشاهد أبدا … ولو أنه يرى حياته تعرض أمامه من موقع ال”هو” .. فقد يدين نفسه ألف مرة قبل الآخرين … ويتلذذ ويشفى صدره حين يعاقب على شيء ما …

فالأنا ليست حقيقية … بل هي ورطة الشهادة … هذه التجربة الواعية الذاتية هي ما “قدر له” أن يشهد عليه… لكنها ليست هو .. لأنه لا هو .. فالكل هو.. وهو الكل

هو لا يهمه أن يظهر بمظهر الحكيم … او بمظهر من لا يشتهي .. حتى أخس الأشياء .. أو بمظهر من يبالي لوجع الآخرين دائما .. أو بمظهر من لا يحقد … فإذا كره .. بدا عليه .. ولم يزعجه ذلك …

وفي سبل تمرده التي يسير فيها بتجرد .. قد يحب أضعاف ما كره .. وتبقى عند “الآخر” صورته ككاره هي ما رسخ وبقي .. أو ربما صورته كقاتل حتى … وهذا لا يخدشه ولا بالحد الأدنى…

وبهذا فإن عدم محاولة ترك أي شيء للذكرى … بل عدم محاولة حمل أي ذكرى .. هي من سمات ذلك الصوفي

هذه الشهادة المجرد ،، تصبح هي الجوهر حين يأتي الاتصال … وينتهي الانفصال … ويسقط كل شيء دونها …

ولما سألته: ماذا يريد الصوفي المتمرد… هل يريد أن لا يريد ؟ أم لا يريد أن يريد؟

قال:

هو لا يريد شيئا .. وهو مع ذلك يريد كل شيء



**الذات الممتلئة أبدا**


منذ أن حدثني الصوفي عن العالم باعتباره لوحة ناقصة، نقصانها هو شرط وجودها ووقود حركتها ومحفز تناقضاتها.. وأنا متمرد على نقصانها بعدم التذمر عليه.. وكأنها بنقصها تكتمل رغم أنفها … وأستسلم لنقصانها بالشعور بالعرفان لكل ما يخلقه هذا النقص من لذة … متعة الصراع المؤقت .. واللذة المؤقتة … التي ينبغي أن أخوضها ما استطعت إليها سبيلا .. قبل أن أقرر تركها لأوفر على نفسي عناء فقدانها رغما عني..

ولكن يبقى ذلك الشعور بالضآلة … بالضعف .. بالانهزام .. رغم استشعاري لحياد الكون تجاهنا جميعنا … تجاه المليار القطيع .. وتجاه الفرد المتمرد … لم أتمكن من هزيمته … فاللا-انفعال سبيل مثل سبل اللوحة الناقصة.. تخاض ولكن لا تستحضر في كل لحظة …

فكيف أهزم شعوري بالوحدة .. بالخوف من الشماتة .. بالخوف من اتفاق الجميع على أنني كنت خاطئا.. أصبحت عبرة بسوء خاتمتي… وما انتهى إليه مصيري .. وكأن المصير عقوبة … أخاف أن أصبح عند الجميع عبرة … ويثبت برهانهم الكاذب على أنني الشر.. أشعر بالهزيمة وأشتاق إلى أي قطيع … إلى أي طمأنينة

وحين لجأت إلى الصوفي المتمرد

قال لي بأن إحساسي بأني وحيد هو محض وهم يخلقه الانفصال.. ويجليه استشعار الوحدة والاتصال .. وأن الذات بطبيعتها ممتلئة… لا تفرغ أصلا لتمتلئ… وبأن هذا الواحد الذي يدينه الباقي .. هو نفسه الباقي الذي يدين الواحد … وبأن تجربته الواعية الذاتية (الأنا) … هي شهادة .. وبأن الرغبة في ملء النفس التي تشعر بالضآلة هي المشكلة وليست الضآلة التي ليس لها وجود…

وذكرني الصوفي المتمرد بالتماهي (استحضار شعور الآخر)

كنت قد نسيته … كان قد أصبح بالنسبة لي “أداة أخلاقية” … شيئا مثاليا أتصور أني يمكن أن أستخدمه لأفهم الآخر ..

في حين أن التماهي لا يتم إلا باستشعار تجربة الآخر .. بحيث لا يعود آخر .. بحيث أستشعر تلك “الأنا” التي تدينني وتريد قتلي وتتلف أعصابها مني … فأدرك صميم غيظها .. أهو سوء فهم… أم حسد .. أم جهل .. أم حاجة وجدانية تتصل ببواطن البواطن…

هل بعد كل هذا ضآلة .. أو لا طمأنينة … أو خوف من مصير يظنه الآخرون عقابا ..

أراحني كلام الصوفي .. ولم أدر هل كان علاجا أم كان حقيقة …

وسألته … إلى أين أمضي بذاتي الممتلئة … وهل أبشر بذلك .. هل أواصل البحث عن الحق والمعنى؟

فقال الصوفي: نية البحث .. تخفي وراءها كل شيء … و كذلك تخفي اللا شيء … وهنا متعة الاختيار … بشر اذا اردت ذلك.. ولا تبشر اذا لم ترد .. ابد للناس حكيما .. أو ابد سفيها… ابد جميلا أو ابد قبيحا… ابد قليل الكلام مهيبا .. أو ابد كثير الكلام مهينا … ابد كما تريد … وكما لا تريد .. ولتكن الشهوة متقطعة والحكمة متقطعة .. والغاية مفقودة

… ولا حاجة لك بشيء مما قلناه .. فالصوفي المتمرد الحقيقي لا يشغل باله بكل ذلك … بل يعيش وكفى



**خلاصة**


إذا كان الصوفي المتمرد يتمرد بالتكيف ويتكيف بالتمرد ويمثل بوعيه وسلوكه حالة من الحقيقة، كشاهد لا ينزه نفسه ولكن نفسه ممتلئة دائما، فإلى متى.. إلى متى كل ذلك… وما المصير، وهل من مصير في دائرة اللانهاية المتجددة، وهل من سعي إلى مصير ما…

يقول الصوفي المتمرد “لست حرا ما دمت تسعى”

فحين يعترف المرء بجبريته ويدرك ضعفه وميكانيكيته ويمل الكفاح وتحدي الواقع ليسبر جوهر “اللاجدوى”، فإنه سيصل أخيرا إلى حالة اللاغاية النيرفانية التي لا تطلب شيئا ولا تمانع شيئا ولا تتعلق بشيء، فينصاع راضيا مرضيا إلى المسيرة والمشيئة، ويصبح التكيف هو ردة الفعل الدائمة، في حالة توحد مع الكل يتلاشى فيها كل شيء سوى الشهادة على الكل، وهذه هي حالة اللاشيء الواعي…

فما بال المتمرد يحدثنا عن اللوحة الناقصة “طبيعة العالم الضرورية” ويمشي بذات ممتلئة ويعيش الوجود كنزهة طالما أنه يبصر الوجهة النهائية، فهي وإن تجددت لتشتعل عند البداية والنهاية دون الطريق بينهما ودون السبل التي تكتنفها الضرورة والنقص، فلماذا يؤجل “اللاشيء الواعي”، الذي هو البهجة اللامنتهية، والممكنات اللامحدودة؟ لماذا يؤجل المصير..

يقول الصوفي المتمرد “المصير ليس عقوبة وليس مكافأة”

فلو تحدثنا عن حياة ذلك المادي الذي يعيش ظانا أنه شعلة توهجت للحظة في الكون ثم تنطفئ نهائيا بالموت، حياة ذلك المادي إذا ما نظر إلى المصير تقوده إلى الانتحار، ففيم يؤجل الموت، إن إجابة ألبير كامو على ذلك كانت “بالتمرد”، وتمرد كامو يمثل جوهر الصوفي المتمرد، فهو يتقبل كل شيء، ويتمرد على كل شيء، وإذا ما كان انشغاله اليومي لا مجديا في جوهره، فلذة الكفاح تملأ قلبه، واختياره لأي شيء حتى للون قميصه، وسط كل هذه الجبرية هو حرية، في حين أنه غير مهتم للون القميص فلا يتعلق به ولا يمانع غيره، وسط هذه الواقع العبثي، وضروراته الجارفة، الألم والتعلق، يتكيف سيزيف مع عقابه فيحمل صخرته التي تتدحرج في كل مرة قبل أن يصل إلى القمة، ليعود ويحملها من جديد، وهذا التكيف هو تمرد على العقاب إذ أن التكيف مع العقاب يفرغه من مضمونه كأداة للكسر والقهر…

فالتمرد بالتكيف والتكيف بالتمرد لا يتضمن قرارا بالسعي إلى المصير أو الامتناع عنه، ولعله يشتعل على طول الطريق، لا في البداية والنهاية فقط، فيتيقظ منذ البداية إلى النهاية، فلا هي غفلة عن المصير، ولا هي انشغال بالمصير عن السبيل، لذا قال الصوفي منذ البداية “قبل أن أزهد في كل شيء، سأستزيد من كل شيء”

وسط كل هذا الضجيج، كيف يكون الصوفي المتمرد حرا إذا كان فعله الرئيسي هو الشهادة؟

يقول الصوفي المتمرد “قد أجد في صمت وهدوء الشاهد حرية لا يضاهيها شيء سوى اللاشيء”

يستشهد وودي آلن في بداية فيلمه الشهير آني هول باقتباس يقول : “لن أرغب أبدا في الانضمام لناد يقبل بشخص مثلي عضوا فيه”

ألا تعبر هذه الجملة الساخرة عن الهيستيريا الفجة لدى من يريدون التحرر من التحرر من الحرية وأن يؤنركوا الأناركية ويسفسطوا في دوائر منع المنع ثم منع منع المنع ثم منعه إلى ما لا نهاية، ليسبقوا العالم إلى ما بعد بعد بعد الحداثة ، والواقع أنهم مكبلون بنرجسيتهم، كون الحرية المطلقة موجودة في ثنايا الهدوء واللاشيء، لا في الصوت العالي



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإفلات من إله الشر - الماتريكس
- الماتريكس الحقيقي – الشيطان
- هل الكون يتآمر عليك - عودة للماتريكس الحقيقي
- اليأس من وجود الله
- حين اكتشف الله أنه الله
- تناسخ الأرواح، تلك المعضلة
- معنى النسيان
- معنى الذاكرة
- دوامة الوعي
- المتصوف المتمرد 5
- النوم كغاية يومية
- ثوري .. وهذه الثورات لا تمثلني
- المتصوف المتمرد ... 4
- المتصوف المتمرد ... 3
- صهيونية، بما لا يخالف شرع الله
- المتصوف المتمرد ... 2
- المتصوف المتمرد ... 1
- لست حرا ما دمت تسعى
- هل يمكن أن نصبح أنا وأنت والآخرون.. أنا فقط
- كيف نعيش ما تبقى من وقت للعالم


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - الصوفي المتمرد