أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - قصه قصيره -حدث في المنفى















المزيد.....

قصه قصيره -حدث في المنفى


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 1177 - 2005 / 4 / 24 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


ساءلتُ دونما كبيرامل , فيما يدي تهرش جلدي , أهذا قرارك النهائي ؟ ستتخلين عني .......
جفل سرب من النوارس ,بينما كنت مارا خلل اشجار الصنوبروعلى منبسطات العشب المتدرج الالوان , أتملى
الزرقة الفسيحة فيما الشمس اخذة سبيلها خلف امتداد البحر, عند انطباق الافق حيث مركب يبحر متضائلا في حمرة
الغروب.ريح خفيفة تهب يهفهف لها بنطالي الفضفاض , ازرع أظافري في لبدة الشعر المغبره وأحك.
أجابت الروح .. طبعا ذلك انسب لكلينا ,ولكن قل لي لماذا تحك بذلك المقدار , بح صوتي المفعم باللوعة واالاحباط
لست مقملا لا.لا أنه الجوع , بلاشك هو الذي انت تعرفين يهرس البطون ويغرس الفراغ في الراس. ولو لم تطوح
رجفة بشفتي لما احتضر عليها تساؤل ليشف عن هسيس المذلة وانا ماذا عني. فما خلا عيناي اللتان تبرقان ببريق
خابي هما تترقرقان صوب الجانب الذي ينبجس منه الليل فانني لم ابدي نأمةوأنا أبصر مبهورا كتلة هلامية, شفافة
روحي , ياه تزحف بمعية موجة الماء العائده لتذوب فيها بيسر فلم تترك اثرا سوى الزبد الذي خلفته الموجه على
الشاطئ المغمور بظلال المساء .تهالكت منهوك القوى على الاديم الرملي راميا بنظرة حسيره في كل الانحاء.
لم اعد ارى شيئا, صمتا كونيا لايخدشه الا هسيس موجات متكسره. استشعر برطوبة تتخلل عجيزتي عبر بنطالي
المتصالب بفعل العرق, يخيل لي ان سراب ينداح على الرمل البليل , ياه , روحي وددت لو كانتا قدماي لم تعقلا
في رخاوة الاديم لجريت لارتمي عليها بكامل بؤسي وضجري , أتلبث مبهورا افتح عينا كعيني السمكه , أطبق فاها
كيما أجتر دهشة بطول قامتي .. ما ان أوشك المساء على العتم حتى انهض واسير مترنحا مفخورا بالخمر ضاربا
بقدمي اصداف بحريه متناثره ملتُ بجسدي لالتقط واحدة ورحت اتاملها عبر غلالة رطيبة ثم مالبثت ان اودعتها جيبي
ليشيعني الليل حتى موقف الحافلات. فيما الاشياء من حولي تدور بعجاله مذهله حتى ساحل المحيط حيث انسلخت مني
روحي هناك تربو على الثلاث عشر ميلا , نهضت باكرا صباح هذا اليوم الاحد , مخدرا بينما صداع يضرب الراس
بدا ان قطعة منزوعة من ضوء الشفق الوردي مرتسمة على الجدار الصدئ. كان النهار يظهر حثيثا كما لوكان في غير
ثقة من نفسه اذ سرعان ما أ ضحت تلك الرقعة بهيه مشعه. صباحا مضجرا, الادق أنني لم أنهض لانني ما كنت قد نمت
طوال ليلة البارحه بينما السماء تهمر مدرارا وبقطرات تندلق كالصاعقه على سقف العربه. كانت بي رغبة تختلج في
صدري لزيارة روحي. اسير حتى مركز المدينه حيث الابنيه الشاهقه كنت ادرج على شوارعها المرصوفه بالطابوق
الاحمرحتى ساحة الكنيسه حيث هناك بحر هائج من سقط الناس من امثالي . كنا بلكاد نسند قامتنا تحت وهج الظهيره
مسبلي الايدي, فاغرة الافواه , نصغي لصوت القس وهو يبقبق عن زعمه رؤيته اله بين حشد من الملائكه الحافين به
بينا سحابة من الذباب تدوم حول أعواد السجق الباردوقدر العصير الذي يسخن في لهيب الشمس . ثقالا مضت الدقائق
وهي لاتقل ثقلا عن الوجبه التي أتيت عليها [ صوصج بارد] والتي لم أزدردها الا بعون كبير من كؤوس عصير التفاح
الفج وقد استقرت في حيز ضيق من معدتي وبلا شك ان بؤس الوجبه الربانيه لم تثبط من عزيمتي بالسير حثيثا حتى
موقف الحافلات ومن هناك كنت أسير وحيدا ملامسا برودة الماء بقدمي بينما البحر ينساب بهدوء رافلا بالحمرة الغسقيه
..كان كل شئ هادئا رائعا , السماء , الماء , والاشجار كانت كلها تلوح امامي كما انعكاس مراة . ولو لم تكن الارض
كرويه لامكنني رؤية
الضفاف شرق اوسطيه لاصرخ ملئ صوتي .. ايها القتله , كلاب
اطرح ذلك جانبا وأزرع في اللامكان نظراتي . اهمس برقة الغبطه أينك روحي .. تمر ثواني أصفر لها ثانية والبهجه
ما أنفكت تنطنط في صدري.. البث دقائق معدوده , اصفرثانية وانقل اقدامي بخطوات مبتعده . خيط من المرارة التف على غبطتي
. يأسا , كرة اخرى اطلق نداءا مبحوحا . هنيهة كانها الازل , اجفل اذ الي حركة اصطفاق مياه حيث افزع نورسة ندائي ثم اعيد زرع
نظراتي باثا اياها في كل الانحاء . فجاة حبست أنفاسي وأصخت السمع فقد سمعت شيئا كانت هي تهتف لي من بعيد .
ساءلت والبسمه تشع على شفتيها .. أثمت تغيير ؟
قلت.. تجري الامور بما لااشتهي وارغب .... أنني اعرف قبلا فلقد قرات طالعك بين حبات اللؤلؤ ....
أجفل مدهوشا .. قلت لؤلؤا .. هل لي بواحده ؟ احسب انها ستقلب حياتي راسا على عقب .. انت تعرف الروح , جسم هلامي ليست لديها
قوةعلى ملامسة الاشياء على الرغم من ابصارها والنفاذ من خلالها .. ولكن الاتعتزم ان تفعل شيئا ما ؟
حسنا , قولي لي الا يمكنك حملي الى حيث تكون ؟ انها اعمق مما يخيل اليك وهي ليست حتى في متناول احلامك تتعرف
الدموع سبيلها لعيني واخذ اليأس يتملكني .. أفجع . أفجع بينما الليل بدأ يخيم ليشمل العالم من حولي. الشتاء يقبل مسرعا
لايلوي على شئ. البرد وحش متمترس يقارعك على الدوام في ادق الزوايا حميمية وخنادق الوحده في شوارع الاختناق
حتى اخر حشرجات الاختناق. الملم أشيائي واد خل الملجأ [ الكمب] . اتمدد بطول قامتي على حشيشة انبسطت على سطح
اسمنتي بارد بين جمع اللاجئين, ثمة برد يتخلل في الضلوع, عجبا ومتى لم يكن برد في الفضاء المكفهر السابح في نعيم
المصابيح الكهربائيه .قد انصرمت اسابيع عديده دون ان اولي فيها نظافتي الخاصه اي اهتمام . ففي الليل تحت دش الماء
الدافئ كنت قد اختليت في غرفة الحمام وفركت كوعي وكعبي .يمكنني التشدق الان بانني قد تغيرت واشعرني خفيفا كالطير
. احلق ومن علو ابصر كل ذلك الفيض الانثوي . أفخاذا مخفورة بالايائل , شعورا مبتله تلتمع تحت شلال النور , وخيط
من الماء يتشظى فوق تكوير النهود حيث يختلج النور قبل تشظيه على الحلمات , حلمات تطاردني تتصيدني وتاخذ بخناقي
, اكاد الفظ انفاسي الاخيره فأهب من نومي لافاجأ أدردا يبتسم لي في الظلمه ممسكا بعصفوري المستوفز بي اصابعه وفي
وفي عينيه يشع تضرع مميت .كان ذلك الادرد من ابشع واقذر مارأيت في حياتي ولقد لبث ملازما لي عدة ليال حتى خيل
لي انه قد يتسبب في طردي من الملجأ .
كانت عيناي حمراوين شاردتين , امسك راسي في اطراقة فيما انا اقتعد رصيفا في محظة انتظار , اشعل عقب لفافة ,
اسحب نفسا وازفره وارسل عيني الفاترتين في فراغ الشارع جتى قدوم الحافله. على امتداد رخاوة اللسان الابيض , كنت
انقل خطوي بتثاقل , ثمةظلال لكلاب مهذبه بمعية اصحابها متنزهين على الشاطئ , تترامى على البعد , بينا سماء شفيفه
الزرقه تترقرق على صفحة المحيط على شكل مويجات تنداح على حافة اللسان الرملي . كنت ابح , بينا اقدامي تجوسان
على غير هدى .أبصرت ظلال قاتمة لمراكب تذوب على البعد , في زرقة البحرفيما قرص الشمس البرتقالي يتخطى وراء
المشهد اللازوردي . مضى طويل وقت وانا اهتف بلا صوت , يتسرب اليأس لقلبي ويتمالكني الغيظ, تخونني قدماي ,
اشعرني أغور وتتسرب الدموع لعيني . في البدء كانت الدموع تنهمر ببطء قطره اثر قطره ثم صارت تقطر مدرارا سخيا
وجدت نفسي انشج نشجات متقطعة هزتني حتى اعماقي ومن أقصاي الى اقصاي لم استطع ان اوقف ذلك الارتعاش ولم
أقو على رأب أخاديد الدمع المتخذه سبيلها لقلبي .
أخذت الدقائق تمر , اتمدد بطولي , ممتقعا وجهي كان , ياه , احبس انفاسي وافح بوني , اينك ,اجهد مفكرا ,كم سيسرني
خروجها وعمن سأحدثها وهذا العالم الجديد على الابواب بصخبه وأفراحه , اصداف الذكرى , لتنفخ في جمرات جسدي
الخبيئه تحت كم هائل من الرماد , أطلق نظرة واهنه عبر الرحاب الازرق . الم بي الجوع والتعب قد برح بي .اطوي نظري
واتمتم متمنيا لها [ سنه طيبه] لكن كلماتي أحسها تجر عجيزتها عبر مفازات من الجدب والاحباط .. وددت أن استجمع قلبي
لاطلقه صرخة وارتاح , جعلت أفعل ذلك أحسبني أفلحت وعندما هممت بالصراخ فلم تند عني سوى أنة مكتومه .
وحانت مني التفاته الى ظلال المتنزهين حيث كف كلب عن تشممه وتطلع ناحيتي .. هر قليلا ثم هز ذيله بلا اهتمام فيما
صاحبه كان يقرب زورقا نائيا , شاقا عباب المحيط , بمنظار . أحس بمجرى الدمع وثقله على بشرة وجهي الممتقعه والتي
ترتاح قليلا لنداوة الرمل البليل بمويجات منسحبه لطرف البحر , مخلفة رغوة تتطاير فقاعاتها مع نسيم المغيب للمرة الاخيره
وددت ان اصرخ لكنني عدلت عن رغبتي وتطلعت بعينين مخضلتين صوب الجهه التي تغسق فيها الشمس , عند انطباق الافق
الذي كانت تنبض فيه ومضة فنار بعيده ......


هاتف بشبوش/ الدنمارك



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسدُّ يعبقُ بالخوف
- قصيده
- يكتنزكَ اللهيبُ وأنت عابراً
- الغدُ الغجريُ
- دمعتين لقلب الزنبقة
- منْ يكون
- العزف الاخير
- حينما تهرمُ الاخطاء
- هوامشُ الفصول الموحله
- نصوص بمناسبة الملف الخاص بشهداء التحرر والاشتراكيه
- اناشيد الى 31 اذار
- ذكراك أقساط ُّ أبديه - الى الشهيد الشيوعي جمال وناس السماوي


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - قصه قصيره -حدث في المنفى