الإستعداد للأمتحانات الوزارية (البكلوريا)

واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 00:07
المحور: المجتمع المدني
    

قلق كبير وخوف ينتاب العائلة ويشاع في الأوساط التعليمية قبيل الامتحانات الوزارية , ويقال إن الأسئلة لا يمكن الأجابة عليها لصعوبتها وسميت بكلوريا ( بكا لوريا ) فإذا كان لوريا يبكي من صعوبتها كيف يمكننا النجاح فيها وقد توفرت له ظروف تختلف عن ظروفنا .
حملة من الأستنفار القصوى في العائلة لتوفير أجواء الأمتحانات وتقطع الزيارات العائلية وتخفض الاصوات , لجني ثمرة مرحلة دراسية كاملة ( ابتدائية , متوسطة , اعدادية ) , تقف العائلة والطالب لمواجهة تلك الظروف الغير إعتيادية من انقطاع الكهرباء وحرارة الصيف , الأمتحان الوزاري ( بكلوريا ) لابديل له لتحديد مستقبل الطالب والتشغيل بالوظائف الحكومية بمستوياته العلمية , المنهج الدراسي في كل السنوات مبرمج لسنة كاملة والواقع الأستثنائي وكثرة العطل الرسمية تجعل من المدرسين لا يكملون المنهج في نهاية السنة ولا تركيز على الفصول الاخيرة ويكون تدريسها مرور الكرام .
الأمتحان الوزاري يشمل السنة المنتهية والسنوات السابقة بمنهج متكامل , وشكوك لدى الطالب بالمستقبل حينما يرى من يحمل البكلوريوس موظف في استعلامات أحد الدوائر او سائق تكسي , عائلة الطالب ليس لديها كل الأستيعاب الكامل للدراسة ولا تقبل الاّ التفوق وتختلف في تعاملها مع الرسوب منها من تعتبره كارثة وأخرى تنتقم من الطالب وتدفعه لترك الدراسة او العمل الشاق في العطلة الصيفية , والشهادة الدراسية في مجتمعنا تؤسس للتمايز والقيمة الأجتماعية والمفاخرة أمام الأقارب والجيران بالأبناء وشهاداتهم , ومن الحياء رسوب أحد الابناء ويتم التستر عليه , المدرسة اليوم احد هموم المجتمع لكونها تحتاج لكلفة اقتصادية على الاسرة والبيت أصبح مكمل للمدرسة في التعليم بعدما كانت المدرسة مكملة للبيت في التربية , وينشغل الأباء وخاصة في الابتدائية بالتعليم المنزلي , والمعلم عند الكثير دوره أختصر بالاشراف ويؤشر الواجبات ويفتش عليها في اليوم التالي , وتراجع في المستويات العلمية في التعليم وتزاحم التدريس الخصوصي .
الأسئلة الوزراية في السنوات السابقة وصفت بالأنتقامية وأستعرض من وضعها العضلات لترتفع نسبة الرسوب وبمادة معينة , كأن المشرفين عليها لا يعرفون الواقع وبين جدران بعيدة عن الطالب .
التدريس لا يخضع للمنهج الموحد وحسب مزاجيات المدرسين النابعة من خلفياتهم الثقافية والعرقية بينما الاسئلة توضع مركزياً , حلول وزارة التربية كل عام بالأعتماد على الدور الثاني والثالث لتصليح صعوبة الاسئلة ومعالجة الأخطاء ولكن تلك المعالجات كانت أخطاء أكبر بوضع أسئلة سهلة للأدوار الأخرى وبذلك يضمنون النجاح الكبير ويعطي درجات عالية أعلى من المتفوقين وهنا إجحاف بحق الطلبة الأوائل حينما تتساوى درجاتهم مع الاخرين , دور التدريسي لا يقتصر على إيصال المادة العلمية فقط بل يعالج القضايا التربوية والأجتماعية والنفسية للطالب , لذلك في وضع الأسئلة ينظر للظروف المحيطة المجتمعية والتعلمية والاقتصادية ولا يدع الوزارات والعائلة تبحث عن حلول بديلة ترقعية في الوقت الضائع , ولتجاوز صعوبة البكلوريا يكون الأستعداد من السنوات السابقة ..

#واثق_الجابري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات