أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل البدوي - تعالوا معي لنعود بالتاريخ للوراء!!















المزيد.....

تعالوا معي لنعود بالتاريخ للوراء!!


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 18:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعالوا معي لنعود بالتاريخ للوراء!!

خليل البدوي
تعالوا معي لندخل التاريخ من أوسع أبوابه!! لتشاهدون بأم أعينكم، مفاتيح الكعبة، والغطاء الذهبي للحجر الأسود، وسيوف النبي داود، وخالد بن الوليد وعمار بن ياسر، وعصا النبي موسى، وعمامة النبي يوسف، وماسة نابليون الملعقية، وكنوز آل عثمان، والقصور والمتاحف، والمعالم الحضارية والأثرية المسيحية والإسلامية في اسطنبول:

تختزن اسطنبول كنزاً لا يقدر من القصور والمعالم الحضارية والأثرية المسيحية والإسلامية ما جعلها قبلة للسياح من مختلف أرجاء الدنيا يؤمونها للاطلاع على تاريخ حقبة من الزمن حفلت بأحداث كبرى غيرت مجرى تاريخ هذه المنطقة الإستراتيجية الهامة من العالم وتركت معالم هذا التغيير تجسدت آثارها في جامع السلطان احمد المعروف بالجامع الأزرق ومتحف آيا صوفيا فقصر طوب قابي (الباب العالي)، وقصر (ضولما باخجة). ‏
وما يغريك في اسطنبول أسواقها الساحرة كـ (سوق الحميدية)، على سبيل المثال لا الحصر، فالصناعة التركية استطاعت التقدم في كل المجالات وخاصة المنسوجات الحريرية بجمال ألوانها وتصميماتها الشرقية وصناعة السجاجيد والأكلمة الشرقية والمشغولات اليدوية وصناعة المجوهرات المختلفة المتميزة وخاصة اللؤلؤ والذهب وصناعة الخزف المتميزة الموروثة من (مصنع باليدز)، لصناعة البورسلين والذي أمد القصور العثمانية بكل احتياجاتها. ‏

زرت اسطنبول (العاصمة القديمة لتركيا)، واستذكرت سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية وكيف أصبحت القسطنطينية عاصمة للإمبراطورية البيزنطية ذات الثقافة اليونانية والمركز الرئيس للمسيحية الأرثوذكسية اليونانية، حيث امتلأت بالكنائس المذهلة ومنها كاتدرائية( آيا صوفيا ـ hagiasophia) اكبر كاتدرائية في العالم، والتي احتضنت مقعد الأب الروحي للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية والذي مازال موجوداً فيها حتى يومنا هذا. ‏

واسترجعت ما اعرفه حول جعل موقع القسطنطينية الاستراتيجي المهم منها عاصمة للبلاد لنحو 1600 عام حيث تأسست قبل 2600عام وجعلها الإمبراطور قسطنطين عاصمة للرومان ثم أصبحت ولاية فعاصمة للإمبراطورية البيزنطية إلى أن سقطت عام 1453 على يد السلطان العثماني محمد الثاني وسميت اسطنبول (دار الإسلام). ‏


وأقف الآن أمام جامع السلطان احمد أو (الجامع الأزرق)، الذي هو من اكبر جوامع المدينة وأجملها، يقع قبالة متحف آيا صوفيا الذي كان في الأصل كنيسة خلال عهد القسطنطينية وجراء إعجاب السلطان احمد الذي تولى السلطة وهو يبلغ الرابعة عشرة من العمر بهذه الكنيسة العريقة وغيرته من عظمتها أمر المهندس المعماري محمد آغا أن يبني له مسجداً يحمل اسمه على أن تكون قبابه الست من الذهب وتم ذلك منذ عام 1609 حتى العام 1616. ‏
ولا بد أن أقول لكم: توجد في هذا المسجد نسخة مماثلة للكرسي الذي يجلس عليه المؤذن في مكة المكرمة(ويقال أن السلطان أمر ببناء مئذنة سابعة للمسجد الحرام في مكة المكرمة حتى تظل الكعبة أكثر عظمة من مسجده بقبابه الست)، وقد زينت جدران المسجد وأعمدته الرخامية بالآيات القرآنية، إلا انه لم تمض أسابيع قليلة على افتتاح هذا المسجد حتى توفي السلطان احمد فدفن في مكان مجاور للمسجد عام 1620 ولم يتسن له الاستمتاع بعظمة هذا المسجد. ‏

وفي اسطنبول زرت قصر طوب قابي أو (الباب العالي)، الذي كان ولمئات السنين مقراً للسلاطين العثمانيين ومركز الرئاسة للإمبراطورية العثمانية لمدة 400 عام، ويعتبر من أهم الآثار التاريخية الموجودة في اسطنبول ومن ابرز المتاحف التي يقصدها السياح من بين متاحف أوروبا، فقد وضع السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية عام 1453 الأساسات الأولى لهذا القصر الممتد على مساحة سبعمائة ألف متر مربع ويتضمن سبعة وعشرين برجاً ذي أسوار برية طولها ألف وأربعمائة متر، وللقصر ثلاثة مداخل بحرية وأربعة برية، وأطلق عليه لاحقا قصر طوب قابي أي (باب المدفع)، وكان كل سلطان يضيف إليه مبنى جديداً، إلى أن انتقل الحكم إلى قصر (ضولما باخجة)، في القرن التاسع عشر.
وما لفت نظري احتضان قصر طوب قابي لثاني أغلى ماسة في العالم كله وهي على شكل ملعقة، ولكن ليست لي معلومات عنها، فاقتربت من أحد الإدلاء السياحيين وسألته عن تلك الماسة.
قال لي: أطلق خبراء الأحجار الكريمة في العالم على هذه الماسة اسم الماسة الملعقية، وقد اشتراها ضابط فرنسي اسمه بيكون عام 1774 من مهراجا هندي وباعها في مزاد علني شاركت فيه والدة الإمبراطور نابليون بونابرت ورسى عليها المزاد,
وأضاف: وعندما تمت الإطاحة بنابليون ونفي إلى جزيرة القديسة سانت هيلانة، باعتها بمبلغ مئة وخمسين مليون دولار لتفتدي ابنها، وقد قام بشراء هذه الماسة ضابط في جيش علي باشا العالي وبهذا انتقلت ملكية هذه الماسة من الغرب إلى الشرق. ‏
سألته: وهل يوجد في قصر توب قابي كنوز أو آثار؟
قال: يحتضن قصر طوب قابي كنوزاً وآثاراً أخرى كسيوف الخلفاء الراشدين ومفاتيح مختلفة المقاسات والأشكال للكعبة المكرمة، والغطاء الذهبي للحجر الأسود وسيف خالد بن الوليد وسيف عمار بن ياسر وعصا موسى وسيف داوود وعمامة يوسف، وكنوز آل عثمان الأدوات التي كانوا يستخدمونها والهدايا التي تلقوها خلال فترات حكمهم.
ويحتوي القصر أيضاً على 76 قطعة نادرة من المشغولات والمجوهرات النادرة التي لا تقدر بثمن والكثير من الدروع المذهبة والمرصعة بالماس والأحجار الكريمة التي لا مثيل لها في أي مكان في العالم وفناجين مصنوعة من الذهب الخالص والمطلية بالماس والشمعدانات المصنوعة من الذهب الخالص والتي تزن الواحدة منها خمسين كيلو غراماً من الذهب وأدوات من الذهب وأوان من الفضة كان يستعملها السلاطين.
ويحتوي القصر كذلك على كرسي العرش الذهبي الفريد من نوعه في العالم كله والذي يعتبر أثراً فريداً من حيث تصميمه وترجع قيمته إلى زينته التي تدخل فيها كميات كبيرة من الزمرد واللؤلؤ والمرجان وغيرها من الأحجار الكريمة. ‏
قال لي أحد السياح: حين تزور اسطنبول لابد لك من أن تزور (برج غلطه)، الذي تمكن مشاهدته من كل مكان في المدينة، وأيضاً مشاهدة المدينة منه حيث يبلغ ارتفاعه نحو واحد وستين متراً.
قلت له: وأين يقع هذا البرج؟
قال: يقع في رأس تل مشرف على كل من منطقة القرن الذهبي وغلطه وبحر مرمرة، ويمكن الصعود إلى مطعم هذا البرج الذي يؤمه السياح العرب والأجانب عبر سلم حجري أو بالمصعد حيث يشاهد على كل طاولة في المطعم علم بلد القادمين منه. ‏
سألتني إحدى السائحات: وهل زرت خزان المياه البيزنطي (يره باتان)؟
قلت: لا
قالت: لا بد لك من زيارته.
قلت سأذهب..سأذهب إليه..ولكن هل لك أن تحدثيني عنه؟
قالت: خزان المياه البيزنطي (يره باتان) يعتبر ثاني اكبر الصهاريج من بين ستين صهريجاً مما أنشئ في العهد البيزنطي ويقع في مقابل كنيسة آيا صوفيا، حيث كانت المياه تصل إليه عبر (قناة والنيس)، واستخدم حتى القرن السادس عشر، وأعيد استخدامه في القرن التاسع عشر بعد الإصلاحات التي أجريت عليه.
وقد تم بناء الصهريج على أعمدة كبيرة تحمل آثار العمارة الرومانية ويبلغ طوله 140 متراً وعرضه 70 متراً وأقيم بين كل أربعة أمتار عمود ليكون عدد الأعمدة 336 عموداً أي 12 عموداً في عرض الصهريج و28 في طوله وتبلغ مساحته عشرة آلاف متر مربع ويرتفع ثمانية أمتار عن سطح البحر، ويقدر حجم الماء فيه بثمانين ألف متر مكعب، وفيما كان السياح يتجولون داخل الصهريج بواسطة الزوارق، باتوا يصلون إليه الآن بواسطة الأقدام. ‏

وقد قمت بجولة بحرية في رحاب بحر مرمرة عابراً مضيق البوسفور الذي يفصل مابين جزئي اسطنبول الآسيوي المعروف كمدينة سكنية تنتشر فيها غالبية مساكن أهل العاصمة والمسقوفة بالقرميد والمطلة على بحر مرمرة، والأوروبي المشهور بأنه مدينة الأعمال والمصارف والشركات. ‏

وجلست في أحد المطاعم المطل على بحر مرمرة وعلى أنغام (معزوفة شيش كباب التركية)، ورقصات الأطفال، تناولت وجبة دسمة من السمك المشوي.
بعدها نظرت لساعتي، فقفزت من مقعدي وبيدي كاسة الشاي، هارعاً لفندق(قونيه)، حيث ودعت صاحب الفندق(رضا)، وهو (من أهالي ماردين وصديق قديم، تعرفت عليه خلال زيارتي الأولى لتركيا)، وحملت حقائبي متجهاً نحو المطار، كون لم يتبق على مغادرة الطائرة التي ستقلني لبغداد سوى ساعة ونصف الساعة.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهامفي الأمريكية المتعددة المهام، العالية الأداء، هي الأكثر ...
- لماذا غضب السادات على صديقه العزيز مناحيم بيغن؟
- اغتصاب أطفال الشوارع وقتلهم ببشاعة
- حسني مبارك رفض إعطاء جيهان السادات وسام نجمة سيناء، واستحقاق ...
- لِمَ لمْ يُحرّر الجّولانُ حتّى الآن؟!
- هل كان غاندي من مثليي الجنس حقاً؟
- ما وراء الطبيعة- الباريدوليا Pareidolia
- صاحب الزمان يرشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية!!
- حرب الأيّام الستة 1967 واللاءات الثلاثة
- هل سيتم اغتيال سوزان مبارك، إذا كشفت أسرار المخابرات الأمريك ...
- السياسيون وبطاناتهم أغلبهم لا يفهمون معنى السياسة التي ينتهج ...
- بعد ألقاء القبض على الناشط على أحمد ماهر وهو بملابسه الداخلي ...
- المخابرات الصينية تتجسس على أمريكا وتكشف طريقة إسقاط بشار ال ...
- عبد الله أوجلان الزعيم الثائر الباحث عن وطن
- سيارتا فاطمة البلتاجي (أم كلثوم)، وعبد السلام النابلسي في مك ...
- الفگر فوگ البعير وعضه الچلب!!
- رسالة مفتوحة للدكتور أياد علاوي: ألست أنت القائل: شكراً أمري ...
- كوبلر ومعسكر ليبرتي والخيارات المعقدة
- جهاز المخابرات البريطانية M.I.6 وخدمة الأمن (M.I.5)
- طائرة C130 التدريبية (ليست تدريبية)!!


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل البدوي - تعالوا معي لنعود بالتاريخ للوراء!!