أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - أوتوجروت الألماني وإعلام جحر الضب العربي














المزيد.....

أوتوجروت الألماني وإعلام جحر الضب العربي


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 22:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


الذين روجوا للوحة القبلة للفنان النمساوي " جوستاف كليمت " على أنها واحدة من أعظم لوحات التصوير الزيتي فى التاريخ، هم أنفسهم الذين روجوا لأوتوجروت الألماني على أنه عالم عبقري فى علوم الإعلام وصاحب أهم نظرية تعريفية لذلك العلم ، وقد جرى خلفه الباحثون العرب بسذاجة تدهشك من التناول العربي للأفكار المطروحة غربيا ، طالما تم طرحها باسم جوزيف أو جورج أو هارولد ، فالعقل الذي لم يقبل النقد الذاتي يوما، لا يمكننا أن نتوقع منه سوى قبول الآخر دون مناقشة موضوعية لقيمة العمل المطروح ، فى استرخاء تام لقبول أفكار المتفوق حضاريا حتى لو كانت محض عبث وربما تخاريف لغوية ، ليس لها علاقة بالمطروح لغويا أو اجرائيا .
قبل الولوج إلى نقد تعريف أوتوجروت الألماني لمعنى الإعلام وقبل أن نعلن بجرأة بحثية بأن ما طرحه العالم الشهير ، لا يرتقي إلى تعريف طالب فى المرحلة الثانوية يكتب موضوعا تعبيريا ، ربما يعطيه المصحح صفرا . نرجو القارئ العربي أن يضع لوحتى " القبلة لجوستاف كليمت " إلى جوار لوحة " الكورس الشعبي " للعبقرية المتفردة عبدالهادي الجزار ومنهما يعود لقراءة كتاب التراث المسروق لجورج جيمس ، وإن كنا نراهن على نتاجنا العربي فلننحي جيمس جانبا ونبحث عن ابن وحشية النبطي و" ذوالنون المصري " اللذين خاضا غمار تجربة فك رموز الكتابة المصرية القديمة قبل شامبليون بمئات السنين ، وعلى الرغم من ذلك يظل شامبليون هو العلامة التاريخي فى فك رموز الكتابة المصرية القديمة ، وعلى هذا المنوال نسير خلف نتاج الغرب دون احقاق حق أو عمل جدل حضاري ، يجعلنا نثق فى قدراتنا كعلماء وباحثين عرب . فما طرحه أوتوجروت بسذاجة مخيبة للآمال مع حجم شهرة صاحب التعريف جلعنا نبحث فى التعريفات المختلفة للإعلام بدأ بابن منظور فى لسان العرب وحتى أحدث تعريف أكاديمي على مواقع البحث العلمي ، لنفاجأ "بمارثون" النقل الأكاديمي العربي عن أوتوجرت صراحة أو اشتقاقا ، لكن الجدير بالذكر وعي الباحث الكبير الدكتور إبراهيم إمام الذي لم ينجرف وراء الزبد المعرفي المستورد ، فى مخالفة واضحة لما طرحه العالم الألماني بأن الإعلام هو : : التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه .
قبل التعرف على تعريف إبراهيم إمام ، لابد من نقد وتحليل تعريف أوتوجروت دون تحامل أوانحياز مؤدلج . لذا كان لابد من طرح سؤال مهم عن صحة الترجمة للتعريف وهل هو صحيح أم لا ؟ كي لا نتحرك فى مسارات خاطئة . فبالبحث تحققنا من صحة الترجمة والتي كنت أشك فى كونها " عن عقلية الجماهير .... إلى آخر التعريف " وليس " لعقلية الجماهير " فإن كان التعريف باللام صحيحا فنحن أما كارثة علمية ، أما إن كان الثاني " عن " هو الصحيح فنحن بصدد مصيبة أكاديمية . فلنفترض جدلا صحة هذا وذاك . فإن التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها ، يعنى نظريا تقديم رسائل ممنهجة تملأ فراغا معرفيا أو تثبيتيا لمعارف مسبقة ، وهذا التعريف هو دعوة رسمية لتعطيل جميع الميكانيزمات الحسية للإنسان واحالته إلى متلق سلبي ، فاقد لمنهجية البحث العلمي واعمال العقل ، لأنه بهذا الوصف سيتلقى رسائلا معبره عن عقله وروحه ومشاعره ، دون البحث والتقصي عن صحة الرسالة فالتلقي أصبح علما مستقلا ، قد أفردنا له بحثا كاملا بعنوان " الفضائيات العربية الطريق إلى الجهل " وليس مجرد مشاهدة سلبية توافقية مع أفكار مسبقة أو وجدان يرغب فى التلقي بما يوافق الوهم والحالة التي عليها المستقبل . أما إذا افترضنا أن التعريف جاء ب " عن " فهذا يعني بناء الرسائل بما يوافق عقلية وميول واتجاهات المتلقي ، وليس لهذا التعريف إلا توصيفا واحدا وهو : صياغة الرسالة بحالة توافقية سواء كانت كاذبة أو صادقة . لذا كان تعريف إبراهيم إمام أكثر عمقا من تعريف أوتوجروت الذي لا يعد تعريفا من الأساس . فقد عرف إبراهيم إمام الإعلام : هو تزويد الجماهير بأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة التي يمكن التثبت من صحتها، أو دقّتها، بالنسبة للمصدر الذي تنبع منه، أو تُنسب إليه .
هنا يتضح الفارق بين أوتوجروت وإبراهيم إمام ، فالأول يدعو إلى الكسل العقلي وتعطيل الميكانيزمات الحسية حال استقبال الرسائل التليفزيونية ، والثاني يدعو إلى البحث والتقصى من قبل المتلقي كي يتأكد من صحة ما يقدم إليه والتعرف على السليم والمعيب فى المادة المقدمة . فقضايا الفكر العربي عامة والإعلام خاصة لا تخرج عن دائرة حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه ، ربما خوفا من النقد أو استحياء من الإعلان عن نظرية عربية جديده تنافس أو تتفوق على غيرها . لذا أقدم تعريفي الخاص بالإعلام بلا خوف من النقد ، فنحن لا نكتب كتبا أو أبحاثا مقدسة . محض أفكار إنسانية قابلة للصواب والخطأ ، فالإعلام عندي : هو أداة تحريضية على الثقافة والمعرفة الصحيحة . أي هو دافع لعدم استقبال الرسائل دون بحث وتحقيق وتقصي لمضمون الرسالة التي تعرض إليها . فالحيادية فى الإعلام تشبه تماما مدينة أفلاطون المثالية والموضوعية المفترضة ما هي إلا أحلام باحث عن فردوس مفقود ، والعمل الأكاديمي العربي الذي وقع فى خطئية الهرولة خلف المفاهيم المغلوطة دخل جحر ضب التفوق الحضاري دون أن يثق فى قدراته التي إذا ما إستطعنا الترويج لها لكانت " الكورس الشعبي " أهم عند العالم من قبلة كليمت . فاخرجوا من جحر الضب يرحمكم الله



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان من السياسة إلى المخولة.. الرئيس مرسي يستخول للبقاء ف ...
- دعوة إلى الكفر
- (سورة الإنسان -- إلى ملح الأرض عمال مصر ) قصيدة للشاعر سامح ...
- فى انتظار المسيح
- برامج النميمة من قناة الجزيرة إلى تليفزيون الحارة
- إزميل و- استراكا - ويد واحدة للحفر
- النقد التليفزيوني - من المنهجية إلى الارتجال -
- - إختشي يا صلاح -
- الشيخ الشوارعي - محمد عبدالله نصر -
- الفريق شفيق .. المنتخب مرسي
- جماعة الاخوان وجماعة عبدالحميد أبوصبري
- على حد علمي
- من الحاج محمد هتلر إلى الحاج شيمون بيريز
- يسألونك عن الطماطم
- هذيان الليل
- سر الدفتر
- تحرشوا إني لكم ناصح أمين
- الإعلام المصري - بين الركل والعقل وحد المقصلة
- الكسل العقلي وتعطيل الميكانيزمات الحسية فى استقبال الرسائل ا ...
- الشاشة العربية . امتهان النقد وانتفاء نقد النقد


المزيد.....




- بعد تحرير 4 رهائن.. مسؤول أمريكي يدعو لاتفاق وقف إطلاق النار ...
- كيف ساعدت أمريكا في مهمة إسرائيل لإعادة 4 رهائن؟ جيك سوليفان ...
- ردا على وضع -خطير للغاية-.. شقيقة الزعيم تحذر سيول
- -هاي شكل وحدة مخطوفة إلها 9 أشهر-.. قناة إسرائيلية تفصل مذيع ...
- العاهل الأردني: بنينا وطورنا واجتهدنا .. نجحنا وأخطأنا وحرصن ...
- سكوت ريتر: مهمة -إنقاذ الرهائن- في غزة فاشلة
- -على بعد أمتار ومن بين الردم تطلق القذائف-..-القسام- تستهدف ...
- الخارجية الصينية: واشنطن تخلق خطر نشوب صراع جيوسياسي في منطق ...
- ناريندرا مودي يؤدي اليمين الدستورية رئيساً لوزراء الهند لولا ...
- نائب رئيس وزراء مولدوفا السابق: الغرب يدفعنا نحو الحرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - أوتوجروت الألماني وإعلام جحر الضب العربي