أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ثامر - شكيرة المغربية














المزيد.....

شكيرة المغربية


محمد ثامر

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 18:57
المحور: الادب والفن
    


شكيرة المغربية
د. محمد ثامر
كان النادل بالإضافة إلى أناقته فانه دقيق .. حيث بعد نصف ساعة دخلت كوكبة من جوار سمر بثياب نصف عارية كزفة نحل .. كانت شكيرة أطولهن .. فدعى النادل :
- أريد هذه ..
- أي واحدة ؟
- الطويلة
أومأ لها فدنت إليه مثل حمامة تنتظر الذبح .. عصفور ارقه زحف الصيد ورهبة القنص .. أتت تسير بهيبة الفرس الأصيل ..
- اجلسي
- طبعا سأجلس .. وتبسمت
- مغربية ؟
- نعم
- من أين ؟
- الساحل
- كلكن مغربيات ؟
- نعم
- ولكنك لا تشبهينهن
- لا اعرف
- كانت اللكنة المغربية .. واتساع الأنف .. والسمرة الذهبية تؤكد هويتها .. كان يغمس انفه وسط شعرها المسترسل وهو يصوغ أسألته ليستنشق شذاها الرباني .. عطر النساء الحار القادم من زحف الأنوثة والسكينة والدفء .. وهو يقترب بادره دفئها .. كان يلامس أشياءها الدافئة .. خصلات شعرها المتناثرة..... الأبية على الانصياع .. وجنتيها ذات الحمرة المندثرة .. ثم ابتسامتها المتكررة والمتزايدة .. ما أن اطمأنت له قالت :
- أنت عراقي ؟
- نعم .. وهل هنا غير العراقيين ؟
- نعم ولكني أفضل العراقيين ؟
- لماذا ؟
- العراقي إذا تحضر .. اختزل كل حضارات الدنيا .. لأن المدنية حاضرة في كل شيء فيه.
- لماذا قدمتِ إلى هنا ؟
- قدمتُ للعمل كراقصة في سوريا .. ثم انتقلتُ إلى العراق ..
- لماذا لا ترقصين في المغرب ؟
- فرص العمل هناك ضئيلة والمردودات لا تساوي شيئا وأنا نادمة .. ولكني لا أستطيع الرجوع لأن الدخل هنا لا يساوي شيئا أيضا .. عندي بنتان في المغرب وأمي يقتاتون من انحناءات خصري .. كانت شكيرة تقترب منه شيئا فشيئا .. وكان يتطعم دفئها ولكنه تطعم أكثر مأساتها وهي تبكي .. قاطعهما النادل :
- أستاذ .. هل تود إن تبقى شكيرة معك على نفس الطاولة .. ؟
- نعم !
- يجب إن تدفع .. !
- ماذا ادفع ؟؟
- تدفع لها العشاء والعصير
- كم ؟
- خمسون دولا أخرى ..
- ألم تقل انك لا تأخذ مني أي شيء بعد ؟
- الأمر اختلف .. أنت قلت انظر فقط .. ألان جلست مع امرأة وشغلتها .. وإذا كنت ترغب في إن تستمر معك يجب إن تدفع ..
- أمهلني أفكر ..
- خمس دقائق فقط ..
قالها وكأنهما في غرفة حركات ..
- شكيرة ؟
- نعم
- هذه خمسون دولا لكِ .. خذيها وانهضي فورا ..
- دعني أقبلكَ ..
- لا
- قبلنيّ
- لا
- انهضي
نهضت شكيرة .. واظلّم المكان مرة أخرى .. وانتهت إلى حشد النساء الساريات كما سرب قوافل يندب المساء .. وضاق المكان .. فعدل إلى آخر .. شرفة تستقبل دجلة .. وقف يستنشقه يذود عن ذاكرته .. رائحة النساء التي تراكمت في أنفه .. حتى انتهت إلى مسامعه أبواق الرقص .. وضحكات النساء . ثم فجأة ..... سكن الضجيج .. وانسحبن من سلم الصالة .. حيث يستبدلن ثيابهن .. فلمحها .. شكيرة .. ملابس جديدة لا تظهر من أنوثتها شيئا .. بدت سيدة محترمة محتشمة متقدمة في السن .. نظرت إليه .. كان بينهما رقائق من زجاج طري ... لا تحول بين أي منهما .. فراقبها وهي تستدير .. وهي ترتقي السلالم .. إلى غرفة نومها .. أمعن النظر .. ثيابها .. مشيتها .........
دجل هذا .. أم رياء .. أم سيدة بارت تجارتها ..؟؟



#محمد_ثامر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية الحزبية
- التعليم مخرجات وتوصيات ونفقات
- لافتات احمد مطر
- ان الانسان لفي خسر
- الاساس القانوني للقرار 687
- الصحفي والمراسل الحربي طبقا لاتفاقيات جنيف 1949
- الممتلكات الثقافية في القانون والعلوم والتأريخ
- قصيدة هندباء DANDELION
- الجدار The Wall
- فاتنة LSCIOS
- قصيدة : -ضجر- BOREDOM
- زائري
- ويسألونك عن الحرية


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ثامر - شكيرة المغربية