أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 138: الحق في العرض















المزيد.....

جريمة الختان 138: الحق في العرض


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 22:44
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تمنع الشريعة الإسلاميّة حتّى مجرّد النظر إلى العورة. فلا يسمح بالكشف عنها إلاّ في حالات الضرورة، ومنها المداواة. ويعتمد الفقهاء في ذلك على الآية: «قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها» (النور 30:24-31)، وعلى الآية: «يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً» (الأعراف 26:7).

وقد جاء منع التعدّي على العرض في النصوص الدوليّة. فالمادّة 34 من معاهدة الطفل على سبيل المثال تقول: تتعهّد الدول الأطراف بحماية الطفل من جميع أشكال الإستغلال الجنسي والإنتهاك الجنسي. ولهذه الأغراض تتّخذ الدول الأطراف، بوجه خاص، جميع التدابير الملائمة الوطنيّة والثنائيّة والمتعدّدة الأطراف لمنع:
أ) حمل أو إكراه الطفل على تعاطي أي نشاط جنسي غير مشروع؛
ب) الإستخدام الإستغلالي للأطفال في الدعارة أو غيرها من الممارسات الجنسيّة غير المشروعة؛
ج) الإستخدام الإستغلالي للأطفال في العروض والمواد الداعرة.

هذا وجميع القوانين في العالم تعاقب على هتك العرض، أي التعدّي على جزء من جسم المجني عليه يعد من العورات التي يحرص على صونها أو حجبها عن الأنظار، ولو لم يقترف فعلاً مادّياً آخر من أفعال الفحشاء لما في هذا الفعل من خدش لعاطفة الحياء العرضي للمجني عليه من ناحية المساس بتلك العورات التي لا يجوز العبث بحرمتها.

وإذا ما إنتقلنا إلى تطبيق هذه القواعد على ختان الذكور والإناث فإنه من دون شك تعدّي على العرض لأنه يمس بالأعضاء الجنسيّة. ورجل الدين أو الطبيب أو الحلاّق أو الداية يقومون ليس فقط بملامسة الأعضاء الجنسيّة للطفل، ذكراً كان أو أنثى، بل أيضاً ببترها. وعند اليهود تطلب القواعد الدينيّة من الموهيل مص قضيب الطفل عدّة مرّات. كل هذا تحت غطاء الطب أو الدين، دون أن يكون هناك سبباً طبّياً لمثل هذه العمليّة. وكما أن هناك أطبّاء يغتصبون نساء يتردّدن على عياداتهم أو يقومون ببعض التصرّفات المشينة معهن، برضاهن أو غير رضاهن، هناك أيضاً أطبّاء يتلذّذون في تأليم مرضاهم من الأطفال. فمنهم من لا يتورّع من التعليقات المنافية للأخلاق بينما يقومون بالختان أمام الممرّضات. وهناك مجموعات مؤيّدة لختان الذكور تنظر إلى الختان بعين سادومازوشيّة وتقر أن من بين أعضائها أطبّاء. وتحت غطاء النصيحة الطبّية تقوم تلك المجموعات بالبحث عن مراهقين لكي تختنهم. وهناك روايات عن أطبّاء يثارون جنسيّاً عند ممارستهم للختان.

ومن غير المستبعد أن يكون وراء ختان الأطفال دون تخدير إعتبارات ساديّة. فمن المعروف أن اللذّة الجنسيّة تكون أشد إذا تمّت على شخص حي ممّا على شخص فاقد الشعور أو ميّت. فمن مكوّنات اللذّة الجنسيّة السيطرة على الغير. والطبيب هو شخص مثل غيره، معرّض لعمل الخير والشر. وقد يفقد إحساسه بألم مريضه إمّا لحالة نفسيّة مريضة، أو بسبب وصوله إلى نشوة اللذّة الجنسيّة، أو بسبب الإعتياد على إجراء عمليّة الختان. ففي الختان يقوم الطبيب بربط الطفل ويكشف عن جسمه ويمساك بقضيبه فيشدّه ثم يمسك سكّينا فيقطع غلفته. كل هذا والطفل يصيح بأعلى صوته دون أن يشعر الطبيب بالضيق، أو بالرحمة نحو الطفل، أو أن يحاول تخفيف ألمه. وكثيراً ما يقوم الطبيب بتلك العمليّة على عدّة أطفال بالتوالي. وبطبيعة الحال لا ينسى تسجيل عدد ضحاياه في آخر عمله حتّى يحاسب عليهم في آخر الشهر.

هناك إذاً آلاف من الأطفال الذكور والإناث تنتهك أعراضهم يومياً في عمليّة الختان دون أن يثير هذا رد فعل من المشرّع أو القضاء أو المفكّرين أو العامّة. إلاّ أن بعض التحوّل بدأ فيما يخص ختان الإناث. فمعارضو ختان الإناث يحاولون كسر الهالة الدينيّة التي تحيط به معتبرينه جريمة إنتهاك للعرض يجب أن يعاقب عليها القانون. تقول الدكتورة سهام عبد السلام: يقسم الطبيب في البند الثالث على ما يلي: «أن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عوراتهم». أي حفظ لكرامة الفتاة في إنتهاك سلامتها البدنيّة وأنوثتها السويّة بناء على رغبة ولي أمرها؟ وهل يعتبر الطبيب في هذه الحالة ساتراً لعورتها أم هاتكاً لعرضها.

ونشير هنا إلى أن الفقهاء المسلمين يعتبرون الختان أمراً موجباً للنظر إلى العورة. إلاّ أن بعضهم قد شدّد في ذلك. فإذا تم الختان في الصغر والطفل لم يبلغ السابعة، فلا حرمة في النظر إلى عورته. أمّا إذا بلغ الشخص دون ختان، فالأصل هو أن يختن الرجل نفسه إن كان يحسن ذلك ولا يخشى عليه التلف. فإن كان لا يحسن الختان ختنه رجل مثله والأنثى يخفضها أنثى مثلها. وبعض الفقهاء رأى أن الختان يسقط في البالغ إذا لم يتمكّن من ختان نفسه لأنه لا يحق له كشف عورته.

ونشير هنا إلى أن الفقه في مصر يدخل الختان ضمن هتك العرض لأنه يتم فيه كشف العورة دون سبب طبّي. وهنا يستوي كل من ختان الذكور والإناث. فيذكر جميل عبد الباقي الصغير أن نيابة الدرب الأبيض عام 1994 أسندت إلى المتّهمين الأول والثاني في واقعة ختان تهمة هتك العرض لأنهما قاما بإجراء جراحة للمجنى عليها في حضور باقي المتّهمين وكشفا عن موضع العفّة لديها، علاوة على ملامستهما له، الأمر الذي يتحقّق به الركن المادّي لجريمة هتك العرض. كذلك أحالت عام 1995 نيابة شمال الجيزة الكلّية ممرّضاً في واقعة ختان ذكر إلى محكمة الجنايات بتهمة هتك عرض المجنى عليه الذي لم يبلغ سنّه سبع سنين كاملة لأنه خلع عنه سرواله وكشف عن عورته.

--------------------------------------
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يجب الحفاظ على القرآن والاهتمام به؟
- جريمة الختان 137: الحق في عدم التعذيب
- جريمة الختان 136: الحق في سلامة الجسد والحياة
- جريمة الختان 135: أولوية الحقوق الفردية على الحقوق الجماعية
- جريمة الختان 134: عقدة أُوديب... وعقدة سامي الذيب
- جريمة الختان 133: الختان والحقوق الدينيّة والثقافيّة الجماعي ...
- احمر يا بطيخ: خرافات الدين
- الله يعلن استقالته
- الإسلام لا وجود له، هناك الف اسلام واسلام
- هل سامي يتطاول على الله ويسب ابراهيم؟
- جريمة الختان 132: عدم وجود سبب للتمييز بين ختان الذكور والإن ...
- جماعة الإخوان الحمير
- لا تزعجونا بصلاتكم وصيامكم
- جريمة الختان 131: التمييز بين ختان الذكور وختان الإناث جريمة
- جريمة الختان 130: سكوت المشرّع عن ختان الذكور
- جريمة الختان 129: منع المشرع الدولي ختان الإناث
- علماء دين مغاربة اغبياء يرأسهم ملك المغرب
- جريمة الختان 128: منع ختان الذكور في العصور الحديثة
- جريمة الختان 127: منع ختان الذكور في العصور القديمة
- هل نمنع الكتب المقدسة؟


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 138: الحق في العرض