لماذا يجب الحفاظ على القرآن والاهتمام به؟

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 14:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رغم كوني مسيحي، فإني اعير القرآن اهتماما بالغاً. وقد قمت بترجمته إلى اللغة الفرنسية (www.editions-aire.ch/details.php?id=1382)، وحاليا أنهي ترجمة إنكليزية وترجمة إيطالية آمل نشرهما خلال هذا العام. وقد أكون المترجم الوحيد في العالم الذي يقدم ثلاث ترجمات بلغات مختلفة للقرآن.
كما اني اعلم القرآن ضمن تدريسي الجامعي وكرست له جزء كبير من كتابي عن اصول الشريعة الذي صدر بالفرنسية (www.amazon.com/Introduction-droit-musulman-Fondements-principes/dp/1481088424) والإيطالية (www.amazon.com/Introduzione-diritto-musulmano-Fondamenti-principi/dp/1481161911) والإنكليزية (www.amazon.com/Introduction-Islamic-Law-Foundation-principles/dp/1481289462).

والمتابع لمقالاتي المختلفة في الحوار المتمدن يعرف أني شديد الانتقاد للقرآن الذي لا اعتبره كتاباً منزلاً من عند الله بل كشكولاً من تأليف حاخام يهودي مسطول. فأنا اعتبر كل كتاب كتاباً بشرياً ولا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك. وهذا ينطبق على التوراة والإنجيل أيضا. وقولي انه كشكول (أنظر هذا المقال: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331957) نابع من ملاحظتي انه لا يوجد كتاب في العالم مخربط مثل القرآن، يجمع من كل ما هب ودب دون أي ترتيب ودون أي تسلسل. وقولي انه من تأليف حاخام يهودي نابع من ملاحظتي ان المصادر التي استقى منها مؤلفه معلوماته أكثرها يهودية.

وقد اعترض أحد قرائي على موقفي من القرآن قائلاً: "كان الحري بك وأنت واحد من الأمة العربية أن تنقد التراث وتعيد تأسيس دراسة القرآن وفق منهج علمي واقعي لا ان ترفضه. وإن كنت لا تدري إن كتاباتك لا تؤثر بالمسلمين قط فهذه مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة اعظم. لماذا تتعب نفسك وتثير المسلمين عليك".

فأجبنته بأني لا ارفض القرآن، فهو جزء من حضارتي وقد ترجمته لثلاث لغات. كل ما ارفضه هو خرافة كلام الله. فما رأيك لو قلت أن ألف ليلة وليلة هي كلام الله؟ وفيما يخص تأثير كتاباتي على المسلمين، فإن بذرة البطيخ تحتاج إلى ثلاثة أشهر حتى تثمر. وافكاري قد تحتاج إلى سنين. ومن يظن انه يزرع اليوم ليأكل الثمر غدا فهو مثمول. 14 قرناً من الخرافات لا تندثر بين ليلة وضحاها.

فرد قائلاً: "ما تعرضه ليس بذرة فكر، هو هراء، وسوف يضمحل قبل أن تغادر الصفحة، القرآن موجود قبلك ومعك وسوف يستمر بعدك وأنت سوف تنقرض وتموت".

فأجبته: "أخي انا ترجمت القرآن ولو كنت اعتقد بأنه سوف يندثر لما كنت قد ترجمته. كل ما ابحث عنه هو اندثار الخرافة التي تحيط به".

فرد قائلاً: "من يحترم كتاب ويترجمه وهو يؤمن أنه سوف يدوم لا يقول إن مؤلفه حاخام يهودي مسطول! لو أن الأمر كذلك لماذا ترجمته وهو كتاب من تأليف مسطول؟ لا تتناقض يا سامي الاعيبك مكشوفة".

فأجبته: "أخي، القرآن أكثر الكتب خربطة على وجه الأرض وأكثرها مضرة. ولكن هذا لا يمنع انه جزء من تراثنا وهو أكبر دليل على غباء مجتمعنا ولذلك يجب الحفاظ عليه كدليل على هذا الغباء. وأنا شخصياً لا اعتبره كتاباً، بل كشكولاً يجمع من كل ما هب ودب. وإن زرت المتاحف فإنك تجد فيها ايضا أدوات التعذيب... وهي جزء من تراث البشرية، ويجب الحفاظ عليها".

وأضيف هنا إلى ان القرآن هو الركيزة الأولية التي يعتمد عليها المسلمون والمتأسلمون على السواء لتبرير ما يقولون وما يفعلون، حتى المجازر والدمار. وهم يتذرعون بأن القرآن كتاب الله، ولذلك يجب تطبيق ما جاء فيه. وقد استمعت إلى هتافات التونسيين عند استقبالهم للشيخ محمد حسان: "نريد تطبيق شرع الله. نريد تطبيق شرع الله. نريد تطبيق شرع الله. نريد تطبيق شرع الله". وهو ما يقوله الشيوخ المسلمون الذين يريدون قتل المرتد وقطع يد السارق ورجم الزاني والعين بالعين وفرض الجزية على غير المسلمين وملك اليمين والسبايا وهدم الأهرامات وأبو الهول ووضع النساء في أكياس قمامة وغيرها من الخزعبلات. وهو ما يعتمد عليه مجلس وزراء العدل العرب الذين وافقوا جميعاً على القانون الجزائي العربي الموحد الذي يسن على العقوبات الإسلامية المذكورة، وهذا القانون منشور على موقع الجامعة العربية (http://carjj.org/node/237). وإذا اردنا التخلص من هذه الخزعبلات لا بد من افهام المسلمين بأن القرآن ليس شرع الله، بل شرع حاخام مسطول، وأن الله بريء من القرآن براءة الذئب من دم يوسف.

--------------------------------------
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل