أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - زمن العولمة........زمن الكوليرا














المزيد.....

زمن العولمة........زمن الكوليرا


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


يخترق التقويم العولمي رأسي كما تخترق السفينة الأطلسية بحارنا......

يدمي ذاكرتي كما تدمي مجازرهم أعين الجوعى.....

تمزق مخيلتي المتبقية حدود الزمن الذي يحاولون من هلامى الوطن صناعته.....

ليهبنا التقويم حصتنا من الوطن, منفى فالوطن صار عولميا والزمن فيه تأبد......

إن الامبراطورية الجديدة تختلف عن كل الامبراطوريات السابقة

فهي لا تحتاج للتقويمات المكتشفة سابقا وستتكفل بتعويم التقويم الجديد

وستزيل من متاحف التقويم القديم هياكل الديناصورات

فهي من أجل التقويم الحديث رسمت على الراية العولمية جمجمة هندي أحمر

لتنتهي الأزمان في زمانها عند حدودها

فتنمحي أوطاننا من خرائطنا فتصبح هي الوطن والخارطة

والراية عليها جمجمة لا يهم إن كانت لهندي أحمر أو كردي أحمر أو فلسطيني أحمر

المهم أن تكون ملونة وننزع منها جمجمة جيفارا....

كم مرة بعثرتنا العولمة وكم مؤتمرا لملمت أجزائنا.....

قررت العولمة أن تكثر من أجزاءنا زمن التقويم الأبدي برعايتها

فيصير العشاق يشبه العشاق والمنفيون يشبه المنفيين

و اللاجئون يشبه اللاجئين والمواطنون يشبه المواطنين

فالامبراطورية الجديدة تريد أن توحد العالم في عصر التقويم العولمي

لينفسح الوطن شسوع المنفى ويمتد السجن ليصبح وطنا وينحصر المنفى فيصير سجنا ....

في زمن العولمة ستسحب جنسياتنا لأن الشركات المتعددة الجنسيات قررت أن تمنح العالم جنسيتها..

ليت التقويم يأخذ جنسيتنا نحن فقراء العصر العولمي

لأعود من وطن المنفى إلى وطن السجن ولو في شاحنة خراف

لأغتسل في وطن الملاحقة في الوادي تحت ضوء القمر

فأضيء نجمة و أتفصد برمال الشاطيء,أتلو تقاطيع الأرض بقرب النبع

ثم أدعو النوارس تبذرني ثم تلملمني لأعود ثانية رجلا أسمر اللون كنعاني الجبهة...

أسكن غرفة صغيرة يعيد سميح فيها توزيع أغنيته

فتنقل كلماتها الوطن المنفى إلى الوطن اللجوء

فتصبح الغرفة جنسيتي قبل أن تخلع علينا امبراطورية التقويم العولمي جنسيتها......

مفتون أنا بجنسيتي حيث يقبع ثديي أمي....

كانت أمي تعلمني العد عندما كانت تعدّ على أصابعها قتلى حروب الطبقات

وعلمتني أن نيرون لم يكن ألمعيا بل غبيا ولكنه اشتهر بحرق روما...

نيرون كان امبراطورا وروما كانت العولمة....

تستأنس أمي الغيوم المقبلة من الغرب ومن الشرق...

أمي تدعوني أن ألملم فقاعات شهواتي التي احتفظت بها في قبو نفسي نأيا من الشبهات

لأهاجر الوطن المنفى إلى وطن اللجوء ولو بكفني قبل أن تسمني قوى العولمة بختم على إليتي...

أعلم أنهم ينصبون هناك مشنقتي بحلمتي حبيبتي ولكني مللت...

مللت الشبق المنفي...

أتوق أن أرتمي في حضن الشبق السجين

فيخفيني الغجر من الجلاد في أحجار ودعهم لألطخ جسدي بين النهد والنهد أغسل خطاياي فأطهر نفسي.......

سرقنا المنفى واستغرق كل أبجديتنا لأن الوطن تمدد فينا نزوحا, لجوءا, سجنا, ملاحقة ومجزرة....

عندما بدأ التأريخ يد ملطّخة بالدم, تطرق باب الزنزانة علينا

تلقي لنا رغيفا فيه شيئا ما أو دولابا وكابلا , امتد المنفى المتعدد الجنسيات ليصير وطنا...

و نام الوطن الصغير بين تلافيف راياته فينا , فنمنا معه , وصار تعدد الأوطان جنسيتنا...

وتمدد الزمن واتخذت الذاكرة التقويم العولمي لتفسير التاريخ فصارت كل التواريخ غابرة...



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى صديق..
- حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني
- قصة قصيرة - شعور الغربة والوحدة
- حوارية
- قصة قصيرة
- سفر التغريبة في ظلال الوجه الذي لم تكتمل ملامحه بعد
- المرأة في سورية والإعتقال والقهر السياسي
- رأي حول خطاب الرئيس السوري أمام ما يسمى مجلس الشعب
- رسالة تضامن مع المتحدث الرسمي لحزب الحداثة والديموقراطية لسو ...
- معلمتي الصغيرة ...دعاء الفلسطينية
- كابوس......
- قصة قصيرة جدا.......
- من ذاكرة معتقل سابق20
- يا يا يا سيزيف
- قصة قصيرة جدا..........
- قصيدة نثرية........ حبيبتي الصغيرة
- قصة قصيرة جدا.............عهر
- من ذاكرة معتقل سابق 19
- قسم
- خاطرة .. حزن


المزيد.....




- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - زمن العولمة........زمن الكوليرا