|
زعيم حزب الله يتوعد السورييين ويهددهم بالتدخل الايراني
برهان غليون
الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خطابه هذا المساء ٣٠ نيسان ٢٠١٣ على القنوات الفضائية، نصب زعيم حزب الله نفسه مدافعا عن النظام السوري، وردد كل افتراءات هذا النظام التي لم يكف السوريون عن سماعها منذ سنتين ونيف من عمر الثورة، عن المنظمات الارهابية والتدخلات الأجنبية والمؤامرة المبيتة على سورية، والتي قادها شعبها في تظاهراته السلمية التي لم يخرج عنها إلا تحت تهديد السلاح وتعميم القتل الجماعي اليومي والمنظم. والمتهم اليوم من قبل النظام وقادة حزب الله بتدميرهاوتقسيمها إرضاءا لاسرائيل وأمريكا وربما في نظر نصر الله نكاية بإيران وجبهة الممانعة والمقاومة الحزب الاهية.
لم ير نصر الله خلال كل الأشهر الماضية من القتل والقتال والتدمير والحرق لا طائرات قاذفة ولا صواريخ سكود ولا مدفعية ميدان ولا مروحيات. كل ما رآه هو أمريكيون وغربيون وعرب يرسلون يدكون بمعاولهم بلد الأمويين ويقتلون شعبه. لم ير نصر الله أن في كل ما حصل أي يد لبشار الأسد الذي جعل من حرق البلد وتدمير البيوت على رؤوس أهلها استراتيجية الابتزاز والتهديد والوعيد لثني الشعب السوري عن غاياته وإكراهه على الاستسلام. رأى فقط الغربيون والامريكيون يفعلون ذلك وهم الذين أظهروا من الجبن والتردد حتى في إسعاف المنكوبين ما لم يكن في حسبان. إذا كانت هناك مؤامرة بالفعل على سورية، فهي المؤامرة التي خططت لها ولا تزال تقودها ايران بمساعدة قادة حزب الله لمنع سورية، كما قال نصر الله تماما من الخروج مما تسميه محور الممانعة والمقاومة، حتى لو كان ثمن ذلك قتل نصف شعبها وتدميرها بالكامل ودفعها إلى الفوضى والتقسيم للحفاظ على سيطرتها عليها أو على جزء منها، وهذا بالنسبة لها أفضل من أن تتخلى عنها لشعبها، بل أن تشاركه في حكمها. ولم يكن في الميدان لا أمريكيين ولا غربيين. وما كان لأي دولة، بما في ذلك أكبر أعداء الشعب السوري، مهما بذلت من جهد وأنفقت من مال، أن تنجح في تدمير سورية بالشكل الذي حصل، وقتل مئات الألوف من أبنائها، وتشريد ثلث سكانها، كما فعل الأسد بأيدي جيشه السوري وخبرائه الايرانيين وحلفائه من أنصار "السيد" وما حشدوه معهم من قتلة ومجرمين دمويين.
أما في ما يتعلق بإرادة التقسيم فليس لها حامل في سورية اليوم سوى شراذم النظام التي تسعى إلى الهرب من العقاب إلى دولة الطوائف والطائفيين. وليس حزب الله هو الذي يحق له أن يدافع عن الدولة المركزية وهو الذي بوجوده نفسه يجعل من الدولة المركزية اللبنانية أثرا بعد عين. لكن ليس في كل هذا الكلام ما هو جديد. هذه مواقف طبيعية لحزب لم ينف يوما تمسكه بولاية الفقيه الايراني والتزامه بكل ما تتطلبه وتأمر به.
الجديد في ما قاله أو أراد أن يقوله نصر الله اليوم، وهو يرى المياه تصعد من كل الجهات لتغرق نظام القتلة في دمشق، يتجاوز تذكيرنا بأن ثمن ذهاب الأسد هو حرق البلد، ليشمل تهديد المنطقة العربية كلها بالحرق إذا لم توقف دعمها للثوار السوريين. وهذا ما قصده عندما قال إن حزبه وايران لم يتدخلا بعد تدخلا حقيقيا، وأن القتال في مواجهة الثوار اقتصر حتى الآن على جيش النظام وميليشياته الموالية، ومع ذلك لم يستطع الثوار أن يحسموا المعركة. فما بالك لو تدخلت ايران وحزب الله بكل قوتهما. وهما لن يترددا في التدخل الواسع إذا شعرا بأن نظام الاسد مهدد بالسقوط، فايران لن تسمح لسورية أن تخرج من سيطرة محور الممانعة مهما حصل. وستكون حرب مدمرة للمنطقة كلها.
جزء من هذا الكلام يهدف إلى تطمين جمهور حزب الله الخائف من التورط في حرب قاتلة ومدمرة ضد اشقائه العرب في سورية لصالح ايران، وجزء منه يهدف إلى تخويف الثوار السوريين وتهديدهم لدفعهم إلى القبول بما سماه التسوية، والتسوية على أرضية العودة إلى نظام الاسد والحوار مع حكومته.
لكن الحقيقة تبقى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، شريك كامل المسؤولية في استباحة دماء السوريين، مع سبق الاصرار والنشوة الغامرة التي جعلت ابتسامته لا تبرح فمه خلال كل الحديث عن القتل والدمار والتشريد. منذ سنوات طويلة بقي حزب الله يعاني من بطالة وكساد دائمين بعد أن رسمت المنطقة العازلة بينه وبين اسرائيل. وهاهي قيادته لا تكاد تخفي في تعطشها للانتصارات التي أصبحت أكثر من نادرة تعطشها للدماء التي من دونها لا مبرر لها ولا وجود.
#برهان_غليون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول موقف الغرب من الثورة السورية ومسؤولية المعارضة
-
حذار من الجري وراء سراب اوسلو جديدة
-
نحو مرحلة جديدة في مسيرة الكفاح الوطني السوري
-
عن العدالة الانتقالية والمحنة السورية
-
المسؤولية الدولية في بقاء النظام السوري المدان
-
الاتحاد من أجل الحرية
-
في خطر التفاهم الروسي الأمريكي على الثورة السورية
-
فشل مؤتمر جنيف ٢
-
من أجل حل سياسي ينصف المظلومين لا حل يكافيء المجرمين
-
خيار الاسد الأول والأخير
-
البرنامج المرحلي للثورة السورية: خمس مهام مستعجلة امام إئتلا
...
-
سوريا: إعلان هدنة العيد .. تقهقر مستمر لميليشيات بشار الأسد
-
وسام الحسن ضحية جديدة لنظام الارهاب
-
المجلس الوطني السوري امام تحدي الاصلاح
-
رؤية للمرحلة الانتقالية بعد الأسد
-
الوضع الراهن للثورة ومهامنا المرحلية القادمة
-
نداء من ثورة الحرية والكرامة والمؤاخاة.
-
المجلس الذي لا يحترم حق الآخر في الاختلاف والحرية لا يمثلني
-
النظام السوري وقبول المبادرة العربية
-
حول المبادرة العربية
المزيد.....
-
واقعية بشكل لا يصدق..رسومات لشاحنات استغرق صنعها 500 ساعة تق
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية برية جديدة في لبنان: -محد
...
-
في ذكرى 7 أكتوبر.. هذا ما قاله كل من رئيس إسرائيل وخالد مشعل
...
-
علماء روس يبتكرون منظومة -لاقطة للضوء- للألواح الشمسية
-
درون روسي خفيف يدمر طائرة مسيرة أوكرانية مدرعة (فيديو)
-
خلال العام.. كيف تعاملت إدارة بايدن مع حرب غزة؟
-
ماذا حدث منذ السابع من أكتوبر؟
-
صبيحة 7 أكتوبر.. حماس تصف -طوفان الأقصى- بمحطة نضالية وخامنئ
...
-
مراسل RT: مقتل 4 بغارة استهدفت منزلا في بلدة صريفا جنوب لبنا
...
-
الحرس الثوري الإيراني يؤكد جاهزيته للرد على أي -عدوان يستهدف
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|