أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نقولا الزهر - عيد الجلاء في سوريا قبل نصف قرن














المزيد.....

عيد الجلاء في سوريا قبل نصف قرن


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 1171 - 2005 / 4 / 18 - 10:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في صباح هذا اليوم، الأحد، كعادتي من كل أسبوع، أخذت سيارة أجرة وقلت للسائق: من فضلك شارع العابد.
انطلق السائق وبعد فترة وجيزة قال لي: غريب، يوم الأحد ولا يوجد أي ازدحام وحتى الشوارع شبه خالية من الناس .
قلت له: اليوم عيد الجلاء وهو يوم عطلة. فلم يعلق السائق بشيء. بطبيعة الحال لم استغرب عدم اكتراث السائق بكلامي، فهو لا يزال شاباً في مقتبل العمر، ويصغرني على الأقل بثلاثة عقود.
طلبت منه أن ينزلَني أمام مقهى الروضة بالقرب من بناء البرلمان. اشتريت جريدة الحياة ودخلت المقهى فوجدت الطاولة التي أجلس إليها فارغة. طلبت فنجان قهوة ورحت أقرأ جريدتي.
دخل (نمرود) وجلس إلى طاولتي، طلب نرجيلةً وكأساً من الشاي وراح يتكلم على مدينة القامشلي كيف كانت تحتفل بعيد الجلاء في الخمسينات وعلى الأغاني والرقص والاجتماعات التي تجري بهذه المناسبة، ثم جاء سليم أبو يوسف الذي قطع السبعين وطلب نرجيلته وقهوته، ثم جاء صديقنا الفنان التشكيلي الحمصي غسان السباعي، وهو أيضاً قد غادر السواد شعره تماماً، فطلب قهوته وشرع في الكلام مباشرة على عيد الجلاء وكيف كانت تحتفل به حمص وراح يروي لنا:
- كانت تجري في حمص مسيرات ليلية حتى الصباح وتنشد الأناشيد والأغاني الوطنية، وكان الحزب( طبعا هنا يقصد الحزب الشيوعي) يعقد اجتماعات بالمناسبة، وكان الحزب في كل عام يستأجر قاعة سينما ويقيم احتفالاً عاماً، وفي أغلب الأحيان في كل عام كانت هنالك قصيدة للشاعر(وصفي القرنفلي) ويلقيها شاعر آخر لأن صوته لا يساعده على الإلقاء، ثم ينهي غسان كلامه فيقول: يا جماعة عيد الجلاء في سوريا كان عيد فرح وبسط وسرور........
لم أستطع إلا أن أتكلم على عيد الجلاء وكيف كنا نعيش هذا اليوم الوطني في سوريا:
- كنت في التاسعة تقريباً حينما اشتركت في احتفالات عيد الجلاء في مدينة دمشق؛ وأتذكر أن الشباب في بلدتنا صيدنايا وكان أخي المرحوم أسعد منهم قد استأجروا حافلةً(بوسطة بلغة تلك الأيام) للذهاب إلى دمشق للفرجة على العرض العسكري واحتفالات الجلاء، ولم يكن لدينا نحن الصغار فرصة لأن نجلس على المقاعد في داخل البوسطة، فتعربشنا على ظهرها وجلسنا وثبتنا أيدينا بشبك الشمسية التي كانت توضع على الظهر المخصصة للأمتعة.
نزلنا أمام المنشية بالقرب من جودت الهاشمي ورحنا نتفرج على العرض العسكري وعلى الدبابات ونقرأ أسماء الشهداء المكتوبة عليها ولا يزال عالقاً في ذهني منهم:مارسيل كرامة وطيب شربك وسليم القنواتي.....في ذلك اليوم كان يبدو أن كل أهل دمشق قد تجمعوا في شارع بيروت وأمام جودت الهاشمي وفي جسر فيكتوريا ومحطة الحجاز وشارع النصر.
ولكنني وعيت تماماً على احتفالات عيد جلاء الفرنسيين عن سوريا في الخمسينات. فكان كل أهل دمشق يحتفلون بهذا العيد شباباً وشيوخاً وأطفالا، وفي هذا اليوم مثلما تكلم غسان على حمص، ففي دمشق أيضاً كانت القوى السياسية والأحزاب تقوم بمسيرات ليلية وكانت شوارع 29 أيار وبوابة الصالحية وجسر فيكتورية إلى محطة الحجاز تغص بالمحتفلين والناس على الشرفات، وكانت تهزج الأغاني وتقام حلقات الدبكة، وكان اللاجئون السياسيون من العراق ومن الأردن يشتركون في هذه الاحتفالات. و بعد سقوط الشيشكلي في شباط من عام 1954 كان الحزب الشيوعي السوري يستأجر قاعة (سينما الرشيد الصيفي) ليقيم مهرجاناً بهذه المناسبة وفي أحياناً نادي الأبولون اليوناني في حي القصاع أو حديقة (السلوى) الصيفية في ساحة التحرير وفي إحدى أعياد الجلاء طلع اللاجئون العراقيون بأغنية جميلة يقولون فيها:اليوم اليوم اليوم...عيد الجلاء اليوم
أهل العراق اليوم جايين يغنوا لسوريا بعيدها
كل تقاليد الجلاء الجميلة انبترت دفعة واحدة بعد قيام الوحدة بين سوريا ومصر، وكأن الاحتفال بهذا العيد يؤثر على الوحدة العربية!! وكأن الوطني متناقض مع القومي!!!!!
ولم يبق منذ الثامن من أذار من عيد الجلاء وتقاليده سوى العطلة الرسمية.
هنا قال بركات أبو يوسف الذي كان يجلس معنا في القهوة:
- ياجماعة أنا عمري الآن 48 سنة ولا أعرف شيئاً عن كل الذي كنتم تتكلمون عليه.......



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى صديق بعيد...ولا أقرب
- مذكرة دفاع شخصي
- الساحة الفلسطينية ما بين الأمل بالسلام والتقاط الأنفاس
- المراة في سوريا...أحوال وآفاق
- العالم العربي يدخل في حقبة نهايات الأحكام السلطانية
- علمانية طه حسين ومواقف اليمين واليسار
- رسالة إلى غابة السنديان
- مفهوم العالم ما بين اللغة والفلسفة
- مداخلة حول - علمانية لايربطها رابط بالإلحاد
- في عالم المفاهيم - الفرق بين الأصول والهويات
- حوار ذو شجون حول السجون
- حكاية النذور المتراكمة
- خبر من مقبرة الزمان عن الزيت الغريق
- في عالم المفاهيم(حول العلاقة بين النسبي والمطلق)
- سياتل بداية النقد العملي للعولمة
- سوريا في الخمسينات
- قصيدة قصيرة من أخدود دمشقي
- من وادي الآلهة إلى وادي القديسين
- الحوار المتمدن طريق رحب من الرؤوس والقلوب إلى الورق
- العلمانية تحرر الدولة والدين من طغيان التحالف السلطوي -الفقه ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نقولا الزهر - عيد الجلاء في سوريا قبل نصف قرن