أول ما أكتبه بعد ال 20 من نيسان

محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 01:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أول ما أكتبه بعد ال20 من نيسان

التزمت بما تعهدت به بان التزم الصمت الانتخابي أو ألإعلامي منذ 10 نيسان كتابيا,وكنت قد قصدت ذلك فعلا لكني لم أتعهد بالصمت الدعائي الى يوم 20 نيسان,يوم انتخاب مجالس المحافظات.فقد بقيت محرضا دعائيا بلقاءات شخصية لقائمة تحالف البصرة المدني 432 ومرشحه الثاني الرفيق جمعة الزيني والذي يتمتع بسمعة جيدة في الوسط البصري.

في المقدمة لابد من الإشارة الى أهمية انتخابات مجالس المحافظات التي حدثت حيث لأنها ممارسة ديمقراطية إنها يفترض أن تكون انتخابات خدمية تتسابق الكتل الى كسب الجمهور كل حسب برنامجها الخدمي,لكن وللأسف كانت حملات الكتل الكبيرة(ماليا) سياسية بامتياز.فقد صرفت الأموال ببذخ شديد. الدعايات التي لم يبقى مكان في الشوارع العامة إلا وامتلأت بكافة الأحجام والألوان. وقد استعمل المال العام في تلك الدعايات والكل يعلم بذلك.ومن النكات التي أطلقت على أصحاب الكروش المتهدلة:محفظتي أولا.نهب محافظتي أولا.وغيرها من النكات التي لم يبقى مواطن إلا وأشتكى من سوء الخدمات هناك.الفساد وصل الى أبعاد خيالية والفاسدين يتسترون على بعظهم البعض خوف الفضائح.الخدمات في أدنى مستوياتها."أتلال "النفايات والروائح الكريهة التي تنبعث منها شيء لا يصدق,الشوارع في أسوء أحوالها حيث يتصرف بالأرصفة أيّ كان, حيث يحوّر الرصيف حسب مزاح صاحب المحل أو الدار وليس هناك من رقيب,يوضع رصيف فوق الرصيف الأساسي لدخول السيارات الخاصة كراج البيت,تزرع بعض الأشجار حول حافة الرصيف و يسيّج الرصيف ولا يمكن المرور منه لأنه أصبح مكانا خاصا,وليس هناك من مسؤول بلدية يسأل كيف يتم ذلك.مازالت العشوائيات و الحواسم تنتشر في البصرة بشكل دمر شكل المدينة.ألأنهر الصغيرة والتي كانت ترتفع وتنخفض مع المد والجزر أصبحت للمجاري وتبدل لونها الى البني –الأحمر بسبب وجود كل أنواع النفايات, الناس تعيش بجنب هذه النفايات المدمرة,وليس هناك من محافظة ,مجلس ومحافظ,يزور هذه المناطق التي تفتقر الى أبسط الشروط الصحية,وليس غريبا أن يشاهد المرأ أطفال تعدو سن الخامسة أو أكثر بقليل وأحجام أجسامهم ليس أكثر من ثلاثة أعوام,إضافة الى سوء التغذية,هذا ما شاهدته في منطقة شط الترك,أما منطقة خمسة ميل والابلّة لا تختلف عنها كثيرا,ومنطقة شط الترك يسكنها الآلاف من البصريين بدون مجاري .أما أن يضع محافظ البصرة صوره الكبيرة والكبيرة جدا في كل مكان وخلفه أحدى المجسرات والتي لم يتم افتتاحها لا يعني انه يزور المناطق الفقيرة والتي اسميها المنكوبة.أما شط العشار فعليه الرحمة لأنه مملوء بالنفايات والقناني الزجاجية والبلاستيكية والكراسي التالفة وترمى فيه كل أنواع النفايات من مخلفات الإنسان.أما الماء فهو في الغالب لا يصلح حتى لغسل الأسنان .الكهرباء من المولدات الأهلية 10 آلاف دينار للأمبير خلافا للتسعيرة الحكومية لكن ليس هناك من يجرأ على الاعتراض.

دعاية انتخابية:
وزعت كارتات رصيد التلفونات لمن يأتي لوجبة عشاء أو غداء مع القسم بالقرآن على انتخاب أصحاب الدعوة الانتخابية.وقد نوهت بعض المرجعيات الى نكث القسم في حالة عدم الاقتناع بالشخص المرشح.في ميسان كما في البصرة وزعت 25000 دينار بعد وجبة الغذاء مع القسم بانتخاب المرشح المعني.
احد المرشحين صرف مليوني دولار لكي يصل الى مجلس المحافظة,فكم سوف يخصص الى انتخابات البرلمان إذا فكر بالترشيح هناك أيضا؟أو كم سوف يجني من الأموال إذا وصل الى مجلس المحافظة؟
الانتخاب الخاص لأفراد الجيش والشرطة نقلوا بالحافلات الرسمية وفي كل حافلة ضابط يطلب منهم التصويت للنزيه والمخلص ووو والذي قاد حملة صولة الفرسان ,طبعا لم يذكر اسمه,لان الأمر واضح
,شرطي يصل مع زملاءه ويقول بعد صبغ إصبعه باللون البنفسجي:استلمت استمارة الانتخاب وقد وضع علامة صح في الكتلة واسم المرشح.
وضعت سيارة تابعة لكتلة الأحرار بالقرب من الجندي الذي يشرف على تفتيش الرجال قرب المركز الانتخابي في ثانوية الأندلس للبنات وعلى السيارة صورة المرشحة حيث وضعت من كافة جوانب السيارة وأمام الجميع.
معظم صور المرشحين كانت خلف رؤوساء قوائمهم ليتعرف عليهم الجمهور من خلال رؤسائهم لانهم الشفيع لهم بعد تسلم مناصبهم حيث لا يحاسب الفاسد على أعماله.في سؤال للرفيق حميد مجيد موسى في لقاء مع السومرية حيث وجه له سؤال لماذا لم يضع صورته أمام مرشحي الحزب,فقال على الناخب أن يعطي صوته للمرشح وليس ليّ وقال رفضت أن أضع صوري مع المرشحين.

الفساد في البصرة:
مازالت أرقام الفساد المالي والإداري في تصاعد في ظل حكومة يسيطر عليها المالكيين.حفّارة كانت موجودة على الانترنيت للبيع وهي صينية الصنع ومستعملة,سعرها المثبت 2 مليون دولار,اشتراها العراق بعد التحوير في الإمارات وصلت العراق ب20 مليون دولار وهي لا تعمل وقد أرسوها على أحدى أرصفة أم قصر "كجثة" حديدية هامدة..رئيس مهندسين في المواني يحج كل عام ويقول لكي أولد من جديد كل عام لان أعمالي "كبيرة" في الهبر.

من جديد أكدت الجماهير رفضها المحاصصة الطائفية المقيتة,حيث أعلنت عزوفها في المشاركة في الانتخابات من خلال عدم الذهاب الى مراكز الانتخابات,وبالرغم من هذه السلبية فقد أكدت مرة أخرى,الجماهير,إنها لا تتفق والوجوه المتكررة حيث شابها الفساد المالي والإداري,انتشار البطالة,سوء الخدمات.كان على الناخبين الرافضين لمجالس المحافظات وأحزابها أن تذهب وتؤشر بلا حيث تهمل ولا تبقى إمكانية التزوير قائمة من خلال تقسيم باقي بطاقات الانتخاب بين أيدي الكتل الكبيرة.المؤشر الأخطر هو إن 33%من الناخبين في بغداد صوتوا في الانتخابات,وباقي ال67% كانت جالسة في البيت لعدم إيمانها بإمكانية التغيير حيث اللصوص والعقول المتحجرة هم أنفسهم باقون. في البصرة احد "الشيوخ" المعممين عضو برلمان يقف الى جانب أخيه المرشح في قائمته برقم 1.والسؤال هل هناك شخصا آخر جديرا في أن يكون نزيها و كفوءا أكثر من أخيه المعمم أيضا أم إن قائمته تتكون من اثنين أو ثلاث؟مشاركة المواطنين في البصرة كانت 42% في الانتخابات.

مهما كانت النتائج فقد وصل مرشحي التيار الديمقراطي الى مجالس المحافظات بجدارة لكفاءتهم ونزاهتهم,وسوف يعملون على تحقيق برامجهم وسوف يكونون العيون الساهرة على أعمال المجالس التي يعملون فيها وقد يستطيعون من الحد من الفساد حيث سوف يكونون الحريصين على أموال المحافظة
لتحقيق أفضل الخدمات.وهي تجربة جديدة وممارسة لفعاليات قادمة وفي مقدمتها انتخابات البرلمان القادمة والتي لا يفصلنا عنها غير 10 اشهر ولذلك يجب دراسة نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة ووضح الخطط الجديدة لإنجاح حملات الانتخابات القادمة على ضوء حملات الانتخابات الأخيرة ودراسة الإخفاقات لتلافيها والنجاحات لتعميقها.

إن مشاركة 46% من الناخبين في عموم المحافظات التي جرت فيها الانتخابات له دلالة واضحة ألا وهي رفض الفساد والفاسدين وفقدان الخدمات وانتشار البطالة.وهذا يعني أن أكثر من نصف مجموع الناخبين رفضوا مرشحي الأحزاب الاسلا-سياسية.فهل يفهم سياسيو الدولة العراقية هذا الرفض؟

#محمود_القبطان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل