أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - هكذا كنت في حفل الكبير الذي لا يشيخ ولقاءي بالمرافق الخاص














المزيد.....

هكذا كنت في حفل الكبير الذي لا يشيخ ولقاءي بالمرافق الخاص


محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 02:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هكذا كنت في حفل الكبير الذي لا يشيخ ولقاءي بالمرافق الخاص
في كل عام من آذار الجميل,وعلى قساوة الجو هنا,احتفل بطريقتي الخاصة مع عائلتي بمناسبة 31 آذار الكبير.وحتى في العراق قبل الخروج الاضطراري في 1980 كنت مع بعض الرفاق والأصدقاء نحتفل بهذا اليوم وبصوت منخفض.وكان احد الرفاق قد قال لي بعد فراق طويل عن هذا اليوم في عهد النظام البائد يحتفل مع رفاقه بطريقة جميلة بترتيب عرس صوري لإبعاد الشبهة عن المكان حيث عيون الأوباش منتشرة,وبالمناسبة هم اليوم بدلوا الزيتوني بلحية ومسبحة ودمغة سوداء في الجبين.
هذا العام تغيرت الأمور بالنسبة لي فصادف لأكون حاضرا في احتفالية تأسيس الحزب ال79 في بودابست حيث كنت في سفرة راحة.فلهذه المدينة والمناسبة نكهة خاصة عندي,حيث التقيت بعض الأصدقاء والرفاق من لم التقيهم منذ فترة.وفي كل مرة في هذه المناسبة تمر الذكريات الجميلة وطرق التحضير إليها في شباب العمر وحيث كنا في حركة دؤوبة وحيث الجميع كانوا في مستويات الدراسات الجامعية والعليا.ويتذكر الجميع حلاوة تلك الأيام.
في حديث جانبي مع احد زملائي ورفاقي حول وضع العراقي,والذي هو الضيف الحاضر دوما في كل جلسة عراقية, حول إنهائي لقراءة أربعة أجزاء ل:برتس يانوش,سكرتير العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي المجري قبل تغيير النظام السياسي,وكان قد أصدر هذه الأجزاء بمناسبة 100 سنه على ولادة كادار يانوش سكرتير الحزب آنذاك.وطبيعي هذه الأجزاء الأربعة جديرة بالقراءة ولاسيما لمن عاش تلك الحقبة من أعوام الستينات والسبعينات والثمانينيات الى حد سقوط النظام الاشتراكي هناك.وقد أعود لبعض ما ورد في تلك الأجزاء الأربعة لاحقا.لكن المهم الذي أراه مفيدا في هذه الاحتفالية ولما لها معنى وعلاقة كبيرة لوقتنا الحالي في العراق والحزب هو ما قاله الراحل كادار يانوش في 1957 في كونفرانس الحزب بعد انتهاء الأحداث التي رافقت عام 1956,حيث قال:علينا التجديد والاندماج مع الشارع.وقال أيضا:حسب القانون ليس لأعضاء الحزب أية أفضلية في المناصب الحكومية عن الكوادر المتخصصة من خارج الحزب.ويضيف كادار يانوش:يجب أن لا يكون أول مطلب للشغيلة هو حب الحزب وإنما حب الوطن والنظام الديمقراطي الشعبي.ويضيف كادار في الكونفرانس ذاته:هناك أشخاص من الإخلاص والعمل من أجل الوطن وهم ليسوا اعضاءا في الحزب ولكن مكانتهم فيه أفضل من الكثيرين من الأعضاء في الحزب ومكانهم خارجه على ضوء أفعالهم اليومية ضد الحزب والفكر.وهذه لعمري ما لم نراه في العراق في العشرة الأعوام الأخيرة.على الدولة العراقية أن تنظر الى الكوادر العلمية من جانب الأداء والمصلحة الوطنية وليس الولاء وهذا ما ينقص تفكير من يدير الدولة لان همهم الأول والأخير الولاء لأحزاب السلطة وليس للوطن.

كنت قد قرأت كراسا لكوادر حزبية في سبعينيات القرن الماضي حول حياة الشهيد سلام عادل.ومن جملة ما قرأت هو زيارة صحفي سوفيتي لسلام عادل في بغداد في لقاء معه رُتّب له في أحدى الأوكار الحزبية وفي نهاية اللقاء ذهب الصحفي الى الباب وحاول لمس مسدس المرافق الشاب لرفيق سلام عادل بطريقة مداعبة,فعندها أحرج الشاب وأحمرّت وجنتيه وقتها.وأنا أجلس بجانب احد الأشخاص من عالم الفن والمسرح احدب واخرس لكنه يتمتع بذاكرة كبيرة ,كنت قد رايته في أحدى المناسبات في سبعينيات القرن الماضي لكني لم أتعرف عليه قط وقتها.تعارفنا في الحفل وتبادلنا الأفكار وكان يذكر بعض الأشياء عن الشهيد سلام عادل,فقلت قرأت كراسا فيه حدث ما ذكرته أعلاه,فقال هو المعني بالمرافق الشخصي للشهيد وقتها.ارتبكت ولفني حزنا كبيرا لما حل بهذا المناضل على أيدي البعث الفاشي في كلا عهديه.في عام 1963 تعرض لتعذيب وحشي على أيدي الجلاد عمار علوش وكسر ظهره وفقد النطق,فأصبح أحدبا بدرجة اقرب الى 90 درجة.وجاء الى المجر وتزوج وأنجب ولدا اسماه كريستيان,وهذا الشاب الجريء والنشيط هو المترجم لوالده بطريقة الكلام بالإشارة وحركة اليد للصم والبكم.وفي عام 1985 رجع الى العراق بعد إعلان المجرم صدام عفوا عاما فما أن حلت قدماه على أرض العراق حتى سحب الى السجن وترك طفله وزوجته,وهناك بعد تعذيب جديد كُسرت رجليه ومن ثم أرسل الى بيته مهشما في محاولة لتدميره.و في حادثة طريفة يرويها عندما كان مرافقا للشهيد سلام عادل حيث زار الأخير مقر جريدة اتحاد الشعب في شارع الكفاح فطلب حارس الجريدة أن يعرف على الشخص الذي معه حيث المرافق سبق وأن كان يتردد هناك فأمتنع عن ذلك وطلب السماح لهم بالدخول,فدخلوا,وبعد انتهاء "الزيارة"أراد حارس الجريدة أن يعرف من هو الشخص الذي كان معه بعد أن ذهب الشهيد الى مكان آخر فقال له وبعد إلحاح إنه سلام عادل ,فقد تألم على تفويته هذه المناسبة ولم يحيه حيث يجب.إن المرافق الأمين للشهيد سلام عادل هو مُقداد العامل الشيوعي الأصيل والفنان والمسرحي,شقيق الراحل الشاعر رشدي العامل.

انقضت ساعات الحفل المتواضع ,لكنه جميل, بسرعة. أتمنى على منظمي الاحتفالية في العام القادم لما لها نكهة خاصة حيث الذكرى الثمانون سوف تحل, أن يكون الاحتفال أفضل تحضيرا وأوسع حضورا. وفي كل عام سوف يبقى الحزب كبيرا ولكنه سوف لن يشيخ أبدا.
د.محمود القبطان
20130403



#محمود_القبطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات عما يحدث في العراق
- الذكرى ال79 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- كوادر طبية في حيرة من أمرهم
- علاوي..علاوي..وخميس آخر دامي
- الى من يهمه الأمر...هذا ما يريدونه للعراق
- انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب
- هل فعلا صعقت التظاهرات النخبة السياسية؟
- مقتطفات من تصريحات مقلقة
- -منجزات- واحتقان وتعنت في السلطة وما وراء التظاهرات
- الوسطاء الجدد يتسترون عن المجرمين...وماذا بعد؟
- ربيع الاسلاسياسي يرى خريفه ولو من بعيد
- نصف قرن على انقلاب شباط 1963الفاشي
- كيف سوف تُحل المعضلة العراقية؟
- حمى الإقصاء..وتفجر أزمات جديدة
- الذمم المالية لمن لا ذمم لهم..الفساد...
- المالكي وقع في المحظور
- هذا ما رايته في العراق(3-3)
- هذا ما رايته في العراق(2-3)
- هذا ما رأيته في العراق(1-3)
- يا شباب الفيس بوك:25 شباط قادم...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - هكذا كنت في حفل الكبير الذي لا يشيخ ولقاءي بالمرافق الخاص