أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عروة الأحمد - أيام في بابا عمرو للروائيّ عبد الله مكسور














المزيد.....

أيام في بابا عمرو للروائيّ عبد الله مكسور


عروة الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 00:26
المحور: الادب والفن
    


أحياءُ العشوائيّات .. منبتُ ثورة سوريا .. ثورة القهر الذي دام أكثر من ثلاثين عاماً , وأشهرها الحيّ الحمصيّ الذي أصبح أيقونةً حمص "بابا عمرو" .
لم يقتصر ذكره على شاشات الأخبار وألسنة الناس ولافتات ثورتهم , بل تعدّاها ليتصدّر عنوان رواية "أيام في بابا عمرو" أوّل روايةٍ تتناول أحداث الثورة السوريّة للروائيّ "عبد الله مكسور" .
صحفيٌّ هُوَ .. هجر سوريا منذ سنوات , ثمّ عاد إليها أوّل إنطلاقة ثورتها ليسجّل بعض الأفلام الوثائقيّة , لِيتمَّ إعتقالهُ , ولِتبدأَ الحكاية .
( ونلاحظُ من خلال عودة "مكسور" إلى سوريا أول إنطلاقة ثورتها , وسعيه "طوعاً" لتسجيل بعض الوثائقيّات "لعمله الخاص" لا لطلبٍ فُرض عليه من جهةٍ إعلاميّةٍ , بأنّ مكسور ترك سوريا كغيره من السوريين الذين فقدوا الأمل في تحرّر هذا البلد من سلطة الإستبداد , وسرعان ما أعادهم إليها إنبثاق الأمل من جديد ) .
ابن طيبة الإمام في حماة المُفعم بالهويّة والذّكريات , يُعتقل على طريق الحنين إلى الطفولة لعدم حوزته على "بطاقة" الهويّة , ومن ثمّ يُساق إلى المعتقل في حمص , ليخرج بعدها متابعاً رحلته إلى بلدته مستعرضاً في سرده ذكريات الطفولة , وأوّل الحبّ , وأوجاع حماة 1982 , والعمّ السجين إحدى عشر عاماً بلا جرم , وربيع دمشق , وإعتقاله الأول قبل خروجه من سوريا بثلاث سنوات .
في رواية مكسور ذات السّرد الدراماتيكيّ السيريّ تظهر شخوصٌ عدّة , ولكل شخصيّة منها حكاية , كما يستحضر الكاتب من الماضي شخوصاً أخرى قد تبدو للقارئ أنها بلا اسمٍ –لولا أن الكاتب قد ذكر اسمها- تماماً كحال الكثير من أفراد هذا البلد القابعِ قيدَ الإنتظار .
يسود النصّ العديد من المفارقات الجدليّة كقول مسكور لنفسه وهو يقف عند حرس الحدود السوريّة : هناك من ينتظر دوماً في الأوطان ليسألك عن سبب عودتك وليس سبب غيابك الطويل , ليسألك عن أولئك خلف الحدود , وليس من حقّك أن تسأل عمّن هم داخل الحدود , وإلا قماذا تعني سايكس بيكو !!
كما يغزو النصّ أيضاً على نقيض , مُقَارباتٌ مثيرة أبرزها كانت مقاربة "مكسور" بين شاعر التشيلي "فيكتور جارا" الذي سِيق والآلافُ معه إلى الملعب الدوليّ – الذي سُمّي باسمه فيما بعد- حيث حُطّمت أضلاعه وأصابعه هناك , وبين ابنِ حماة "ابراهيم القاشوش" أحد أبرز أيقونات الثورة .
نوباتٌ من الحنين تغزو نصّ "مكسور" يوجعك فيها شوقه الفاضح في الغربة للحظات الماضي كما لو أنّه يعيشها ذاتها مرّة أخرى (قهوة الأمّ , رغيف تنّور الجدّة , إقتسام الفرشة الصغيرة مع الأخ في عتمة البرد , شاي الأقران , والبلدةُ الحبيبة رغم أزلام القبيلة) , وحين يعتمر الكاتب الألم يطفو على النصّ عبثيّة المشهد حين يقاطع "مكسور" سرده مراراً بنداءاتِ من يجاورونه المكان ( في المعتقل أو الملجأ ) ليبقَ على قيد الأمل .
"أيامٌ في بابا عمرو" ليست روايةً توثيقيّةً لتفاصيلَ حدثت مع صاحبها فحسب , بل هي حكايةُ الجرح السوريّ الذي لم يعد يخفى على أحد , الجرحُ المستمرّ لأكثرَ من عامين ولمّا يندملْ .
في الفصل الأخير من الرواية (الرحيل الأخير) يظهر واضحاً أن الكاتب لم يختم روايته بل تركها معلّقةً مفتوحةً كحال سوريا , ويبدو أوضح أن الكاتب لم يشأ أن يكتب روايةً نمطيّة ذات مقدّمة وعرضٍ وخاتمة , وهذا ما دعاه ربّما إلى الإعلان عن كتابته للجزء الثاني منها .
إطلاق الطبعة الأولى من رواية "أيام في بابا عمرو" كان في معرض الشارقة الدولي للكتاب في كانون الأول 2012 , وسيتم إطلاق الطبعة الثانية في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في دورته الحالية في أرض المعارض يوم الخميس 25 / 4/ 2013 في الساعة 8:30 مساءً .
يذكر أنَّ عبد الله مكسور روائي سوري من مدينة حماة ، مجاز في الأداب والعلوم الإنسانية وحاصل على ماجستير مهني في الإعلام والعلاقات العامة من القاهرة .
صدر له رواية "شتات الروح" , ورواية "الطريق إلى غوانتنامو" , ورواية "أيام في بابا عمرو" عن دار فضاءات في الأردن ، وله قيد الطباعة رواية "زوربا العربي" , ويعمل حالياً على كتابة الجزء الثاني من رواية "أيام بابا عمرو" تحت اسمٍ مختلف .



#عروة_الأحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظرو السياسة السوريون : أشخاص في المكان الخاطئ وفي الزمن ال ...
- لله ثم للتاريخ : الشبيحة السنة في سوريا هم الأكثر تعداداً
- تشكيل الشبكة السورية من أجل الديموقراطية
- الجيش الحرّ والأزمة في سوريا
- الأسد سيفرّ هارباً وما يحدث في دمشق سيؤدي إلى تنظيم الجيش ال ...
- الجيش السوري الحرّ ومستقبل الثورة السورية
- العنف الثوري .. مطلباً شعبياً
- ما بين سوريا إسلاميّة أو علمانيّة ينام الإخوان هانئين
- خطاب الأسد الأخير تاريخيّ وهو الأفضل في خطاباته حتى اللحظة
- أزمة المحروقات في سورية واللعب بالنار .
- ثورة المرأة العربيّة : ثورة اجتماعيّة جاءَت بعد صمتٍ دامَ آل ...


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عروة الأحمد - أيام في بابا عمرو للروائيّ عبد الله مكسور