عروة الأحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 11:54
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ثورة المرأة في البلاد العربيّة – والتي أثبتت فاعليّتها ونشاطها أكثر من الرّجل – ليست ثورةً سياسيةُ ضد أنظمة ديكتاتورية فحسب , بل هي ثورةٌ اجتماعيّة للمرأة ضدّ مجتمعٍ عربيٍّ ذكوريٍّ غيّبها آلاف السنين وهمَّش دورها وقيّد نشاطها .
هي ثورةٌ لتلك المرأة التي جعلت العالم يقف مشدوهاً أمام حجم الشجاعة الذي تملكه , والدّور الهامّ الذي لعبته وتلعبه مع الرجل العربيّ في التحرير على الصعيد الميدانيّ الثوريّ والثقافيّ والتربويّ .
تقف اليوم أمنا لتنبّهنا بكلّ قوة إلى أنّها موجودةٌ فاعلةٌ على الأرض – لا على منابر الشعر والخطابة وفي مؤتمرات وأمسيات المثقفات فقط - تدفع ما يدفعه الرّجال على الأرض من كلفة الحريّة , تقدّم الشهيدات والمعتقلات , وترعى الأطفال , وتدعم الحراك الثوريّ بكافّة مفاصله من التظاهر تحت الرصاص والقصف إلى الخروج على منابر التعبير عن الحرية .
تضعنا اليوم أمام محاكمةٍ لأنفسنا ولمجتمعنا بعاداته وتقاليده التي ظلمتها منذ نشأت وترعرعت في وطننا .
المرأة تقول لنا اليوم : لا تليق بكم الحريّة إن لم نتساوَ معكم مستقبلاً في الحقوق بعد ما قدّمناه وإياكم على هذه الأرض .
المرأة اليوم تطالبنا بإصلاحٍ اجتماعيّ شاملٍ صادق , لا كوعود الإصلاح الكاذبة التي أعطتها الأنظمة الديكتاتوريّة القمعيّة للشعوب التي تحكمها , ولا أستبعد خروج المرأة غداُ عند أوّل تخاذلٍ من الرجال , لأنها باتت أقوى مما سبق , لأنها باتت حرةً , ولن تسمح لأحد بهضم حقوقها مجدداً .
#عروة_الأحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟