أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - التوافق الأميركي الروسي و... نظرية المؤامرة














المزيد.....

التوافق الأميركي الروسي و... نظرية المؤامرة


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشكل النمطي لنظرية المؤامرة في سورية انطلق من أن أميركا التي هي زعيمة الإمبريالية، والتي تحيك المؤامرات للسيطرة على العالم، والتي وضعت مخططها لـ «الشرق الأوسط الموسّع»، وصاغت نظرية «الفوضى الخلاقة»، تكمل ما بدأته في العراق من خلال استثارة الوضع السوري، من أجل إسقاط «نظام الممانعة» و «المقاومة»، حيث استغلت نشوب الثورات العربية لكي تفتعل الصراع في سورية.

والجزء الآخر من هذا الشكل النمطي قام على أساس أن روسيا هي الحليف «الطبيعي»، حيث أنها ليست إمبريالية، و «تدعم الشعوب»، لكن في خلفية كل ذلك أن روسيا هي «اشتراكية»، أو شيء من هذا القبيل، مثل تحررية أو «معادية للإمبريالية»، أو «دولة بازغة» كما يُطلق سمير أمين. ولهذا كان من «الطبيعي» أن تكون إلى جانب النظام السوري.

بالتالي فروسيا ضد أميركا، هذه الأخيرة التي هي «العدو الرئيسي»، ومن ثم فنحن حلفاء روسيا.

من الواضح أن هذا التحديد استعادة لمعادلات الحرب الباردة كما رسمها الاتحاد السوفياتي وتعممت على أساس أنها جزء ثابت وجوهري من «النظرية الماركسية». فأميركا هي الإمبريالية، وروسيا هي الاشتراكية، وفي هذا الثنائي يكمن التناقض، ويقوم الصراع. وإذا كان هذا التناقض يتأسس على التناقض بين الاشتراكية والرأسمالية، فقد جرى اختصاره لكي يتحدد في روسيا وأميركا. وهذا ما تكلس في ذهن قطاع من «اليسار»، وبات هو المنهج الذي يحكم نظرته إلى العالم. إلى حد أنه بات «القالب الجاهز» لتفسير أحداث العالم كلها.

هذا ما جعل بن لادن وتنظيم القاعدة «ثوريين»، و «معاديين للإمبريالية»، وبات وجه بن لادن يغطي وجه غيفارا. وبات الإخوان المسلمون «حلفاء» ضد الإمبريالية والصهيونية، وهم قيادة التحرر الوطني. وأصبح «الماركسي القويم» هو من يتحالف معهم ويدافع عن بن لادن، وكل من لا يفعل ذلك «إمبريالي».

في سورية انطبقت هذه «النظرية» تماماً، حيث كان النظام السوري في تحالف «مختلف» مع أميركا (وإن كان فاتحاً كل الخطوط مع أوروبا التي لم يبدُ أنها إمبريالية)، وفي حلف «مقاوم»، وضد الدولة الصهيونية. وأصبحت روسيا هي الداعم الرئيسي له. بالتالي تفعّل نشاط هذا «القالب» بشكل غريزي، وبات ما يجري في سورية مؤامرة، وروسيا هي الحليف «الاشتراكي» أو «البازغ» أو «التحرري» أو «المعادي للإمبريالية». وجرى التشكيك في كل تحليل يقول بأن روسيا دولة إمبريالية. وظلت أميركا هي التي تصيغ المؤامرة ضد سورية. وتقوم بها من خلال دول إقليمية ودولية أخرى، أو بشكل مباشر.

لهذا لم يُرصد الموقف الأميركي مما يجري في سورية بشكل جيد، وظل «الموقف المسبق» هو الحاكم لكل «تحليل» وموقف، حيث بدت أميركا بعيدة عما يجري، تترقب من بعيد، وتحاول التصريح أحياناً، أو التواصل في أحيان أخرى. ولقد حددت موقفها منذ البدء انطلاقاً من أنها غير ميالة لإسقاط النظام، وتريد الحل السياسي. لهذا لم تدعُ، كما فعلت في تونس ومصر، إلى رحيل الأسد. وقررت أنها لا تريد التدخل العسكري، وبعد انتقال الثورة إلى العمل المسلح قررت عدم تسليح المعارضة. ومنذ بداية 2012 طلب أوباما من روسيا «رعاية مرحلة انتقالية كما حدث في اليمن».

ولقد توضح موقفها أكثر منذ نهاية 2012، حيث حسمت أنها لا تريد التدخل العسكري ولا تسليح المعارضة، وترى أن الحل هو حل سياسي، ورأت بأن على المعارضة ألا تخضع لمطالب الشعب بل عليها أن تخفض من هذه المطالب. وحين دعمت تشكيل الائتلاف الوطني السوري (وهو أول تدخل أميركي مباشر في الصراع) هدفت إلى أن يكون جزءاً من «الحوار مع النظام».

وإذا كانت قد صاغت مع روسيا وثيقة جنيف، وجرى القول بأن خلافاً يقوم بين روسيا وأميركا حول «وضع الرئيس» في الحل المقترح، وهل سيبقى أو يرحل، فقد تبيّن أن لا خلاف حول ذلك. هذا ما ظهر واضحاً بعد مجيء جون كيري وزيراً للخارجية، والذي طلب من المعارضة والنظام الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وهذا ما أشار إليه لافروف مؤخراً حيث صرّح بأن روسيا وأميركا تحضران لعقد حوار بين وفد من المعارضة ووفد من النظام. وبالتالي فقضية «وضع الرئيس» لم تعد مطروحة، ولا خلاف حولها. والأساس هنا هو اتفاق جنيف الذي يدعو إلى تأسيس «حكومة انتقالية كاملة الصلاحية»، من النظام والمعارضة.

لهذا سنجد أن أميركا باتت تلعب دور السمسار للحل الروسي. وبدا أن مهمتها تتمثل في «ترويض» معارضة الخارج لكي تدخل كطرف في الحل. لسنا هنا في تقييم قيمة هذا الحل، وهل يفيد، أو هو التفاف على الثورة، على رغم أن كل «حل» ينهي العنف الدموي للسلطة، ويفتح على أن يكون الصراع صراعاً سياسياً، هو أمر مفيد في وضع سورية الراهن. لكن ما يهمنا هنا أن أميركا باتت في توافق «كامل» مع روسيا في ما يتعلق بالحل، وباتت معنية بترتيب وضع القوى التي «تمون» عليها، سواء في المعارضة أو الدول الإقليمية أو الدول الإمبريالية الأخرى. كل ذلك من أجل إنجاح «الحل الروسي». وهذا يستلزم فهماً جديداً للوضع العالمي، وتلمس المحاور التي تتبلور فيه.

فأميركا تتوافق مع روسيا في الحل. وتعترف بأن «الحل روسي». وبهذا يذوب التناقض الموهوم الذي تأسست عليه كل «تحليلات» «الممانعين» و «المقاومين»، ويتكسر «القالب» الذي تكلّس منذ الحرب الباردة. وبالتالي إذا كانت هناك مؤامرة فهي مؤامرة على الشعب السوري والثورة السورية. فكل ما جرى «دولياً» هو من أجل تدمير سورية وتدمير الثورة، في عصر ستكون الثورات سمته، ولهذا يجب تدميرها بأقسى ما يمكن من العنف. وليكون الحل بيد الدول الإمبريالية، سواء كانت فرنسا أو أميركا أو روسيا أيضاً.

لكنه عصر الثورات حتماً. الثورات ضد كل الإمبرياليات.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن «جبهة النصرة» وإنسانيتها وانضباطيتها
- عامان من الثورة
- لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟
- هذه ليست حرباً ضد عصابات بل حرب انتقام من الشعب
- رهاب النخب والخوف من الإسلاميين؟
- وضع الثورة المصرية وإستراتيجية العمال والفلاحين الفقراء
- «المنطق الفلسطيني» وفهم الثورات العربية
- لماذا أخفق اليسار في فهم المسألة السورية؟
- هل من حل بغير رحيل السلطة؟
- «هدنة العيد» وإدارة «الأزمة» السورية
- أي معنى للشعب وأي منظور له؟
- الثورة السورية في عالم جديد
- الوضع السورى .. المعقد
- الماركسية وطريق انتصار الانتفاضات في البلدان العربية
- عن الخطاب السياسي للمعارضة السورية
- الإمبريالية: كسياسة أم كاقتصاد سياسي؟
- الثورة ستنتصر والأسد سيسقط
- ملاحظات حول أزمة الماركسية في الوطن العربي
- الحركة القومية العربية: تجربة نصف قرن - فصل من كتاب -الهزيمة ...
- الخلافة الإسلامية وأوهام العودة إلى الوراء


المزيد.....




- روسيا: زلزال هائل قد يكون سبب أول ثوران بركاني منذ 600 عام
- -شريكتي بالأمومة-.. أصالة تهنئ ابنتها شام بعيد ميلادها
- بصمة يد عمرها 4000 عام على قبر مصري قديم.. لمن تعود؟
- القضية الخامسة خلال خمس سنوات: السلطات تواصل استهداف موقع مد ...
- تبادُل الاتهامات بين الجيش السوري وقسد حول قصف -منبج-
- نتانياهو يندد بمشاهد الرهائن ويصف تصرفات حماس بـ-الدنيئة وال ...
- فيديو- لحظة وصول البابا ليو الرابع عشر إلى روما للمشاركة في ...
- انفجار مرفأ بيروت: تحقيق معرقل وعدالة غائبة
- لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية
- الوقفة الشجاعة لحزب النهضة في تونس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - التوافق الأميركي الروسي و... نظرية المؤامرة