أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الوضع السورى .. المعقد














المزيد.....

الوضع السورى .. المعقد


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدا الوضع السورى أعقد مما كان فى الشهور السابقة، رغم أنه بدأ معقدا ومشوشا. حيث ظهر واضحا التدخل الدولى، والتدخل الذى تقوم به نظم، مثل العربية السعودية، لا تريد للثورة أن تنتصر، من جهة. وظهر اندفاع الأصولية السلفية من بلدان متعددة، منها ليبيا والسعودية والأردن لـ«الجهاد» فى «أرض الشام» من جهة أخرى.



وأيضا بدت الثورة وكأنها تحوّلت إلى حرب مدمرة. ورغم ضعف إمكانات ما يسمى بالجيش الحر، فقد لجأت السلطة إلى كل مخزونها العسكرى (المعدّ كما هو مفترض للحرب ضد الدولة الصهيونية) لكى تدمّر المدن وتقتل الشعب (وليس المسلحين) فى ممارسة توضّح بأنها تنتقم من كل من تجرأ على التمرد عليها. وهذا ما جعل الوحشية هى التى تحكم منطق الصراع، وإذا كانت هناك ممارسات سيئة وأخطاء فادحة من قبل بعض المسلحين، فإن السلطة تمارس التدمير المنهجى والإبادة الجماعية.


فى هذا الوضع وجدت تشوشات جديدة، وإرباكات أكثر، وضع يحتاج إلى تدقيق أعلى، وتحليل أدق.



أولا، علينا أن نفهم ما تهدف إليه السعودية ونظم الخليج (ومن ثم أمريكا والدولة الصهيونية)، هل يريدون انتصار الثورة؟ أليس «تدخلهم» (المالى والإعلامى حيث ليس هناك أكثر من ذلك) هو تشويه للثورة لأن كل هؤلاء لا يدعمون ثورات؟



ما هو واضح منذ بدء الثورات العربية أن السعودية خصوصا (وأمريكا والدولة الصهيونية) فى وضع مرتبك، وخوف على مسار قد يطيح بهم وبمصالحهم. السعودية تعرف بأن الوضع الشعبى لديها مهيأ للثورة، لهذا تريد أن تدمر الثورات العربية لكى لا تصل إليها. فى ليبيا دعمت تدخل الناتو، ولعبت على تشويه الثورة. وفى سوريا دعمت النظام ماليا ستة أشهر بعد بدء الثورة، وأخرجت له ما يعزز روايته عن «إسلامية» الثورة (دور العرعور وقناة الوصال)، لكنها وجدت أن الثورة تتوسع والسلطة عاجزة عن سحقها، لهذا لعبت على «الخط الآخر»، أى فرض الأصولية على الثورة، ودفع «السلفية الجهادية» لكى تمارس ما هى مبرمجة عليه، أى الأولوية للصراع ضد الروافض والعلمانيين. فـ «تحرير» الأقصى يحتاج إلى «تنظيف» بلاد الإسلام من هؤلاء!



ولهذا جرى إدخال مجموعات سلفية بالمئات من تركيا ومن الأردن. كما عملت السعودية على تقديم الدعم المالى للسلفيين والإخوان المسلمين بالتحديد. ولهذا باتت هناك خشية من أن تقامر هذه الفئات بافتعال صراع طائفى حاولت السلطة منذ البدء افتعاله لكن الشعب أفشله. هل ستنجح الآن؟ أظن لا، حيث أصبح الشباب أكثر دراية، وهو الأمر الذى جعل نقد «الجيش الحر» مسألة يومية، وجرى الدفع نحو وضع قوانين لنشاطه، خصوصا وأن تراجع سيطرة السلطة على الكثير من المناطق قد سمح بأن تعمل عصابات تحت اسم الجيش الحر، وان تمارس الابتزاز والقتل (دون أن نتجاهل أخطاء الجيش الحر ذاته).



وثانيا فرض العنف الذى تمارسه السلطة، باستخدام كل أصناف السلاح من أجل التدمير والقتل، عودة ظهور نغمة التدخل من قبل الدول الإمبريالية، وهو الأمر الذى أعاد اطلاق التخوفات من تدخل عسكرى إمبريالى. لكن هل تريد الولايات المتحدة والدول الغربية إسقاط السلطة أم يهدفون إلى اضعاف وتدمير سوريا؟


أظن أن المسألة هنا تتعلق بالخوف من الثورات أكثر من الخوف من السلطة، لهذا لن تدعم انتصار ثورة. ولا شك فى أن الوضع الدولى لا يسمح بهذا، ليس انطلاقا من الفيتو الروسى فقط، بل أساسا نتيجة التوازن العالمى الجديد الذى نتج عن ضعف الولايات المتحدة وأزمة أوروبا. ثم لماذا تتدخل إذا كانت السلطة ذاتها تنفذ ما فعلته الولايات المتحدة فى العراق، أى تدمير سوريا. وهو الأمر الذى سيفرض ضعف سوريا وبالتالى يمكن أن يجرى الدفع نحو تفككها بعدئذ.

من هذا المنظور ليس من تدخل عسكرى رغم كل التسريبات والتصريحات والخوف الذى يزرع من أجل التخويف من الثورة لدى فئات يجب أن تدعم الثورة.

الوضع السورى معقد، بالتالى يجب أن نتلمس كل زوايا المسألة لكى نصل إلى وضوح كاف.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية وطريق انتصار الانتفاضات في البلدان العربية
- عن الخطاب السياسي للمعارضة السورية
- الإمبريالية: كسياسة أم كاقتصاد سياسي؟
- الثورة ستنتصر والأسد سيسقط
- ملاحظات حول أزمة الماركسية في الوطن العربي
- الحركة القومية العربية: تجربة نصف قرن - فصل من كتاب -الهزيمة ...
- الخلافة الإسلامية وأوهام العودة إلى الوراء
- مصائر الشمولية سورية في صيرورة الثورة
- سلامة كيلة في حوار مفتوح حول: الانتفاضات في الوطن العربي، لم ...
- بعد انتصارات الإسلاميين: الفارق بين الإسلام التركي والإسلام ...
- بعد الانتفاضات العربية الإسلام السياسي في قمة مجده أو.. غرور ...
- ماذا بعد تشكيل المجلس الوطني السوري؟ حال المعارضة السورية بع ...
- عن دور الإسلاميين في الانتفاضة السورية
- حدود -الممانعة- السورية
- الماركسية و دور اليسار في الثورات العربية
- في مصر، النظام لم يسقط بعد
- إستراتيجية مكافحة الثورات العربية
- المقاومة والممانعة في زمن الانتفاضات العربية
- موجة الانتفاضات الثانية في الوطن العربي
- من أجل حزب يمثل العمال والفلاحين الفقراء في سورية - الواقع ا ...


المزيد.....




- روسيا: زلزال هائل قد يكون سبب أول ثوران بركاني منذ 600 عام
- -شريكتي بالأمومة-.. أصالة تهنئ ابنتها شام بعيد ميلادها
- بصمة يد عمرها 4000 عام على قبر مصري قديم.. لمن تعود؟
- القضية الخامسة خلال خمس سنوات: السلطات تواصل استهداف موقع مد ...
- تبادُل الاتهامات بين الجيش السوري وقسد حول قصف -منبج-
- نتانياهو يندد بمشاهد الرهائن ويصف تصرفات حماس بـ-الدنيئة وال ...
- فيديو- لحظة وصول البابا ليو الرابع عشر إلى روما للمشاركة في ...
- انفجار مرفأ بيروت: تحقيق معرقل وعدالة غائبة
- لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية
- الوقفة الشجاعة لحزب النهضة في تونس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الوضع السورى .. المعقد