أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - ماذا وراء حمّى التسليح في سوريا؟














المزيد.....

ماذا وراء حمّى التسليح في سوريا؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 19:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حاول كثيرون، في بداية ما يسمى بالربيع العربي، تمرير عملية تغيير نظام الحكم في سوريا تحت تلك اليافطة كي يبدو الأمر وكأنه حدث داخلي، وأن رحيل النظام، الذي هو صيد ثمين، وهدف استراتيجي لكثيرين، قد تم بمشيئة شعبية "ثورية" جماهيرية، ويكون بذلك قد تحقق الهدف الرئيس، وإعطاء عملية إسقاط النظام، بعداً أخلاقياً ووطنياً ورومانسياً زاهياً يفضي إلى خلاصة أن "الشعب" انتصر على نظام ديكتاتوري قمعي استبدادي إلى آخر تلك المصفوفة اللفظية المحفوظة عن ظهر قلب، ولكن في الحقيقة المنتصر في تلك الحالة، لو تمت ستكون أمريكا وإسرائيل، وشقيقاتها العربيات اللواتي سخـّرن كل ثرواتهن البترو-غازية لهدف، وحيد، هو تدمير سوريا.

طبعاً سيناريو الربيع العربي الزاهي البراق، أي الحرب الناعمة، لم يفلح في تحقيق الهدف المنشود فانطلق "القوم"، للمرحلة الثانية، وبعد فشل "المتظاهرين السلميين"، في اقتلاع النظام، وهروب القيادة السورية على طائرة رئاسية علي السيناريو التونسي، وكان عصب المرحلة الثانية هي تسليح نفس "المتظاهرين السلميين"، حـَمـَلة أغصان الزيتون، الذين تحولوا بين ليلة وضحاها، وهكذا فجأة، إلى وحوش كاسرة خبيرة ومدربة ومقاتلين أشداء ذوي بأس وخبرات عسكرية عالية التقنية والتدريب، بدؤوا بنشر القتل والموت والدمار في عموم سوريا. طبعاً بكل أسف هذا السيناريو فشل، أيضاً، ولم يستطع المقاتلون، تحقيق ما عجز عنه المتظاهرون السلميون، وبدأت ملامح هزيمة لهذا السيناريو أيضاً، ما زاد من سعار وهياج وهيستيريا تلك القوى الدولية التي تقف وراء تسعير الأحداث في سوريا.

واليوم نشهد مطالبات حثيثة، ودبلوماسية نشطة لكسب التأييد لخطة تسليح ما تسمى بالمعارضة السورية التي أصبحت "تلم" وتضم لمامات "إرهابية" ( وباعتراف أمريكا)، من كافة دول العالم، كي تساعد هذه "الثورة" على الانتصار ولكن من دون أي أمل على ما يبدو. فما معني أن يدعو سعود الفيصل لتلسيح المعارضة، وكأنه لم يسلحها حتى اللحظة ويغرقها بالسلاح والبترودولارات؟ وليطلع له حمد بن جاسم، من برلين طالباً مساعدة ألمانيا المتمنعة حتى اللحظة، في الموافقة على التوجه الأمريكي البريطاني الفرنسي لتسليح المعارضة السورية، ثم "ينط" على الخط، ويليام هيغ، وزير خارجية بريطانيا العظمى، كي يعلن أن بريطانيا قررت تزويد ما تسمى بـ"المعارضة السورية" بمدرعات ودروع واقية رصاص، وأسلحة نوعية، وأنها ستعمل على إنهاء الحظر الأوروبي المفروض على تصدير السلاح إلى سوريا، علـّها تفلح في إحداث تحول نوعي على الأرض، وتغيير في ميزان القوى الحالي، المائل بكليته لصالح الجيش الوطني السوري.

لا شك تحمل هذه الدبلوماسية والنشاط الدؤوب، في أحد وجوهه، ملامح إحباط مما آلت إليه أوضاع الثورة الميدانية على الأرض وضرورة إنقاها من المأزق العسكري الذي وصلت إليه، والعنوان الوحيد لكل هذا الحراك والسعي المحموم، هو الفشل الجلي لخيار إسقاط النظام بالقوة المسلحة وعبر إدخال مجموعات من المسلحين والمرتزقة، وتقديم شتى أنواع الدعم اللوجستي والمادي اللامحدود لها، وقد يكون، أيضاً، في نفس الوقت، تبريراً لذات الفشل، بالزعم أنه لو تم تقديم السلاح المناسب للثوار لأسقطوا النظام، ولما كان وضع الثورة هو ما عليه الآن من عجز عن تحقيق نصر تآخر كثيراً.

لكن لا بد للمرء أن يستفسر، بارتياب، عن مآلات ودقة كل تلك البلاغة والخطاب "الثوري" المتضارب، الذي يقول بأنه يسيطر على 70% من سوريا، وما الذي كانت تفعله "الثورة" خلال سنتين، وما هو مصير كل تلك الانتصارات "الوهمية" والتلفزيونية، وطرق أبواب دمشق، والقصر الجمهوري، التي تم التسويق والتهليل لها، وما هي الحاجة للتسليح، في هذه الحالة، والانتصارات تغمر "الثوار"، فيما تشي وتقول الحماسة والسعي للتسليح بغير هذا الاتجاه، على الأرجح؟ وإذا لم يكن هناك تسليح، سابقاً، فمن أين أتت، إذن، الانتصارات والفتوحات العسكرية المزعومة؟

تعيش "الثورة" السورية اليوم، مع الجهات الداعمة لها حالة واضحة من الإفلاس، والعجز البادي عن تحقيق أي إنجاز يمكن أن تبنى عليه أية تسوية، وهذا بعض سر هذا الاستعصاء وعدم التقدم على الجانب السياسي من الأزمة، وتبرز مع حمى التسليح، أيضاً، أسئلة من مثل هل نضب مخزون الأسلحة الليبي، والمصري والعربي الآخر، مثلاً، حتى تعلن دول العالم "المتحضر" عن رغبتها بتسليح المعارضين السوريين، فهل لم يسلحوا، ولم يكونوا متحمسين سابقاً ومجتهدين، كما اليوم لتسليح "الثوار"؟ لكن السؤال الأهم، الآن، ما الذي سيتغير مع رفع جرعة ومنسوب التسليح، وما هي ضمانات النجاح، وهل سيقف الجيش الوطني السوري، إزاءها مكتوف اليدين، أم سيتعامل معها بذات الطريقة الذي تعامل مع الشحنات السابقة وحسمها لصالحه، وهل ستفلح أسلحة "الخواجات"، فيما عجزت عنه أسلحة "العربان"؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد الرئيس باراك أوباما
- لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد بيونغ يانغ
- لماذا نخجل من ثقافتنا؟
- بيان هام من نبيل العربي: هذه هي قراراتنا
- سوريا: نعم إنها حرب كونية
- لكم أزلامكم ولي أزلام
- فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة
- مازوشية ثورية
- ماذا بعد الرقة؟
- بن أوباما: على عرش القاعدة
- لص حلب أردوغان أمام العدالة الدولية
- الجبناء
- مأساة رياض حجاب
- الخليج المنوي
- الصهاينة العرب وموت البعير
- المهلكة المنوية وعيد الحب الفالانتاين
- عبقرية السيدة كلينتون
- هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - ماذا وراء حمّى التسليح في سوريا؟