أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة














المزيد.....

فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 10:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


على ما يبدو، أو هكذا يلوح، على الأقل، فقد خرج الفرنسيون، والبريطانيون من "مولد" التسوية، والاتفاق الروسي الأمريكي، بلا "حمـّص"، وصفر اليدين، بعد انخراط محموم ودؤوب بالشأن السوري، أو يعتقد أن الصفقة قد تمت بين القطبين الدوليين الأعظم بالتسليم الأمريكي لموسكو بنفوذ دائم وقوي في المنطقة، عكستها تصريحات، أول من أمس الأمريكية لجون كيري حول رغبته في رؤية مفاوضات سلمية في سوريا، وجلوس فرقاء الصراع على طاولة الحوار، وجاءت تصريحات فكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الأمر لتزيد من مواجع "المعارضة" وحلفائها، وتؤكد كلام كيري، حين فسـّرت بيان جنيف وفقاً للرؤية الروسية، تماماً، التي تستبعد أي تطرق أو مجرد الحديث، عن شخصنة الصراع، وبالتالي تحديد مصير القيادة السورية. وهذا ما يشكـّل بحد ذاته، تحولاً جذرياً أمريكياً في مسار الأزمة، ينحو، تماماً، باتجاه الحل السلمي، الذي يسقط معه أي خيار عسكري بعدما بدا عقم، ولا جدوى، وعبثية هذا الخيار، وبعد أن أعطت واشنطن الفرصة تلو الفرصة لـ"مقاتليها" على الأرض للحسم، لكن دون جدوى، وظلت الأفضلية والتفوق للجيش الوطني السوري، وباءت كل محاولات "تحرير" دمشق بفشل ذريع، جعل الأمريكان أقرب إلى منطق التسليم بالأمر الواقع، والإعلان عن هذا التحول المفاجئ والانصياع للواقع والكف عن المكابرة، الذي يعكس في طياته، شبه توافق، كي لا نقول اتفاقاً، بين الجانبين الأمريكي والروسي.

وفي خطوات إعلامية نارية تصعيدية، من جانب فرنسا، وبريطانيا، تعكس حالة الإحباط واليأس والخيبة لديهما، قالت هاتان الدولتان، بأنهما ستزودان المعارضة السورية بالسلاح، حتى خارج نطاق اتفاق أوروبي حول الموضوع، وخارج كل أطر وهياكل الاتحاد الأوروبي ومؤسساته الرسمية، التي تتحفظ دول كثيرة منها على هذا الأمر، ما يعكس بدوره، شروخاً عميقة ومتباينة فيما بين الأوروبيين، أنفسهم، حيال الموضوع السوري. لكن من الجدير ذكره، وبعيداً عن هذا التصريح الذي يبدو كوسيلة ضغط، وللاستهلاك الإعلامي ليس إلا، أنه في الحقيقة، وعملياً، لم تتوقف لا بريطانيا ولا فرنسا، أو تلك الدول الداعمة للمعارضة المسلحة، مجتمعة، عن تزويد هذه الأخيرة بالسلاح، منذ عسكرة "الثورة" قبل أكثر من عام ونيف على اندلاع الأحداث سوريا، أي أن الأمر تحصيل حاصل، ولن يغير شيئاً في معادلة الصراع، ويبدل من توازن القوى على الأرض. وفي الحقيقة، لقد ذهبت الدول الداعمة للمعارضة المسلحة، إلى مديات قصوى وبعيدة في تزويد "المعارضة المسلحة" بشتى أنواع السلاح التي رأيناها على الأرض، وتحفل مواقع و"تيوبات" الثوار بها، لكنها لم تفلح في كسر شوكة الجيش الوطني السوري، أو تنجح في إحداث تحول عسكري نوعي يعطي أية أفضلية لـ"الثوار" على أرض الواقع. وقد خرج الوزير الروسي أمس عن دبلوماسيته، بما يشبه "التقريع" والتأنيب لزميله البريطاني ويليام هيغ حين قال له، إن تزويد المعارضة السورية بالسلاح هو انتهاك للقانون الدولي، أي باللغة البسيطة والعادية أنت "بلطجي" وقاطع طريق، وخارج عن القانون الدولي يا مستر هيغ، وهذه الكلمات لها مغازيها، وحساباتها الدقيقة، ورسائلها التي لا تخطئ ولا تخيب في المعايير الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وتسجيل نقاط ومواقف في مرمى الخصوم والمنافسين يتم قطفها لاحقاً.

بكل الأحوال، وطالما أن فرنسا، وبريطانيا لن تدفعاً قرشاً، واحداً من أثمان السلاح، بوجود ممولين و"أشقاء" عرب، وكل الحمد والشكر لله، يتولون هذا الأمر، وطالما أنهما لا تفقدان جندياً واحداً في المعارك، فلا مانع البتة من الاستمرار، والمضي في التسعير والتسخين وتحقيق ما يمكن تحقيقه، لكن تبدو هاتان الدولتان في حال ينطبق عليه المثل الشعبي الساخر المعروف القائل:" يطعمك الحج والناس راجعة"، كناية عن التقصير أو عدم جدوى القيام بمهمة وعمل ما، لمضي وقته وزمنه وكونه أصبح من الماضي، ولسببين جوهريين، ها هنا، أولاً لجهة النية والرغبة والاتجاه الدولي الواضح والحازم لـ"الحسم" الحواري والتفاوضي السلمي، الذي ظهر وتبدى في المواقف الأمريكية المفاجئة أول من أمس، وثانيا لعجر الثوار بكل ما قدم لهم من سلاح حتى الآن عن تحقيق أي نصر أو إنجاز عسكري، مع كل ما أرسل لهم من سلاح نوعي، ومتطور، حتى الآن.

وحجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازوشية ثورية
- ماذا بعد الرقة؟
- بن أوباما: على عرش القاعدة
- لص حلب أردوغان أمام العدالة الدولية
- الجبناء
- مأساة رياض حجاب
- الخليج المنوي
- الصهاينة العرب وموت البعير
- المهلكة المنوية وعيد الحب الفالانتاين
- عبقرية السيدة كلينتون
- هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟
- اضحكوا على جبهة النصرة وبرنامج ما يطلبه الجمهور
- خبر عاجل: مجلس الأمن يدعو لوقف البرنامج المنوي السعودي
- هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟
- توضيح هام حول آليات ومسؤولية النشر
- ماذا قال الأسد؟
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟
- تأكيداً لشتيمة مظفر النواب: خالد مشعل ينسب نفسه لقحبة بدوية ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة