أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال نعيسة - مأساة رياض حجاب














المزيد.....

مأساة رياض حجاب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 13:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جاء في أحد المقالات السياسية المنشورة، والمتداولة اليوم، وبكامل نواقصه التحريرية والإملائية، ما يلي: "اللافت في السياق مقدمات أكثر تأثيرا فالمنشق السوري الأكبر حجما رياض حجاب إشتكى مؤخرا لشخصيات مساندة للمعارضة من توقف هاتف وزير الخارجية الأردنية ناصر جوده عن الإستجابة لإتصالاته".

وطبعاً، وبغض النظر عن البعد الصحفي التشويقي في الموضوع، وفيما إذا كان السيد ناصر جودة يـُهمل اتصالات حجاب أم لا، فتلك قضية وعلاقة ثنائية تهم الطرفين، ولا تهمنا كثيراً بحال، لكن لهذا الكلام امتدادات، وخلفيات ترتبط إلى حد بعيد بالصراع، وبالتطورات الجارية على السطح، لجهة حل الأزمة السورية سلمياً، ومنها زيارة اليوم الواحد للعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، إلى روسيا، ولقائه "الرفيق" فلاديمير بوتين، ومع ما يترتب على ذلك، بالتالي، من ضرورة إزالة كل عوالق وشوائب ومنغصات تلك الزيارة من الواجهة، مرحلياً، على الأقل، وإسقاط كل توابع، وارتدادات، وأدوات هدف "إسقاط النظام"، وفق السيناريو الذي كان مخططاً له، وكان من أبرز أدوات ذاك السيناريو "همروجة" الانشقاقات، ويقف على رأس هؤلاء المنشقين، وأبرزهم رياض حجاب الذي ختم مشواره السياسي السوري الحافل والثري بمنصب رئاسة الوزراء، بعد أن داخ، ودوّخنا معه، لكثرة ما صال وجال، مع رهط من أضرابه، في الدوائر السياسية والوظيفية السورية العالية والرفيعة لعقود مؤبدة من الزمان.

ولسنا، ها هنا، كلا وأيم الله، في معرض تعنيف وتأنيب، أو تذكير حجاب وغيره بالبعد الوطني والأخلاقي لقضية التخاذل والهروب والانشقاق، في لحظات يتعرض فيه الوطن لأقسى مخاض، أو تبيان، كلا وحاشى، مصير ونهاية كل العملاء والمتآمرين، والمتاجرين بدماء وأحلام وتطلعات شعوبهم، عبر التاريخ، فتلك أمور قد تكون صعبة وعصية على آفاق "الدكتور" حجاب المحدودة، للإحاطة بها من كل جوانبها الأخلاقية والوطنية، وحتى القانونية، لكن، وبكل بساطة، وبحدسنا البسيط والعفوي، ومعرفتنا المتواضعة، وتنشئتنا البيئية العادية، كنا نتوقع هذه النهاية والفصل المأساوي الحزين، والخاتمات التراجيدية، و"القفلة" الطبيعية لهذا الحجاب، ولكل من قبل أن يضع يده بيد أطراف العدوان الخارجي على سوريا، الذين استباحوا الدم والعرض والأرض السورية الطاهرة.

غير أن الجانب الأكثر إظلاماً، وبؤساً، وإيلاماً، في الموضوع، من هذا وذاك، يعكس، وبشقه الأوجع، والأخطر، هشاشة ورثاثة ورداءة وفشل تلك الآليات التي كانت تتم بموجبها عملية انتقاء، وصعود النخب السياسية في سوريا، والدفع بمثل هذه الأنماط الهزيلة، المهزوزة، الهشة، والضحلة، والسطحية، والتي لا تاريخ سياسياً، أو ثقلاً نوعياً فكرياً، أو وزناً مجتمعياً لها نحو الواجهات السياسية، والاقتصادية، والدبلوماسية في العقود الأخيرة، وتلميعها وأسطرتها، وطبيعة خلفياتها، وأطوار تفريخها، وتوليفها، وتنشئتها الأمنية والحزبية البائسة، التي كان يجب أن تنطوي على مؤهلات خاصة بالنسبة لهؤلاء الناس، وقد لا تتوقف، في حالات كثيرة، عند ما يظهره أحدهم من مواهب في التزلف، والخداع، وتعدد الوجوه، والانبطاح، والمرونة، والحرباوية، والانتهازية، والجشع، والارتشاء.....، واعتبار هذه الأنماط ممثلة لأطياف، ولخيارات وآمال وتطلعات الشعب السوري، الذي تفصله عنها حقب ضوئية من الانفصال والتباعد والفراق. وقد كان السيد رئيس الجمهورية، واضحاً ومياشراً، وصريحاً، جداً في إشارته لهذه الجزئية الخطيرة التي تنجم عن اعتماد تلك الآليات، حين تحدث في ظهوره الثاني، إبان الأزمة، وإلقائه خطاباً أمام مجلس وزراء عادل سفر، إذ تكلم، حرفياً، عن "فجوة" تفصل ما بين المسؤول والشعب.

ومع إقرارنا بوجود شخصيات رفيعة ومحترمة ووطنية صلبة، وصلدة في مفاصل عدة، في سوريا، تـُرفع لها القبعة، لكن وجود مثل هذا الحجاب، وأمثاله، يعكر عليها صفوها، ويشوّش على وجودها، ويفقدها الكثير من بريقها وجاذبيتها وتأثيرها، تيمـّناً بالقول الشعبي المعروف: "مائة مـْدَرِّي ما بيلحقوا ع طحـّان". فالأمر، برمته، وجوهره، يتعلق، ونركـّز، هاهنا، على البعد الشخصي والتربوي والأخلاقي والتاريخ، والإنجاز الشخصي والأكاديمي والعلمي للشخص النخبوي المعني بالقضية، والذي يجب أن يكون مرتكزاً في عملية الترشيح، واختيار النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ناهيكم عن ضرورة إيجاد آلية انتخابية تمثيلية حقيقية وجدية تعكس رأي الشارع ونبضه وميوله ويكون له القرار الأول والأخير وبالتالي إعفاء أية مراجع أخرى، وجهات وصائية وتنفيذية، من أية مسؤولية، أو مساءلة، ولوم وتأنيب، في عملية الصعود والاختيار.

أقول قولي هذا واستغفر الله، لي، ولكم، و"معليش" لرياض حجاب، فاستغفروه إنه كان تواباً.




#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليج المنوي
- الصهاينة العرب وموت البعير
- المهلكة المنوية وعيد الحب الفالانتاين
- عبقرية السيدة كلينتون
- هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟
- اضحكوا على جبهة النصرة وبرنامج ما يطلبه الجمهور
- خبر عاجل: مجلس الأمن يدعو لوقف البرنامج المنوي السعودي
- هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟
- توضيح هام حول آليات ومسؤولية النشر
- ماذا قال الأسد؟
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟
- تأكيداً لشتيمة مظفر النواب: خالد مشعل ينسب نفسه لقحبة بدوية ...
- العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم
- من هم هؤلاء القتلى؟
- فظائع الوهابيين ضد الوهابيين: حرق جرذان الناتو في سوريا
- الديموخراسية وربيع العرب
- إلى وزير ما يسمى بالمصالحة الوطنية: تباً لمصالحتكم
- لماذا لم أنشق؟


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال نعيسة - مأساة رياض حجاب