أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟














المزيد.....

هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 13:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في صياغة البيان الرسمي السوري، هناك إشارة واضحة على أن المركز هو: " أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق وذلك بعد أن قامت المجموعات الإرهابية بمحاولات عديدة فاشلة وعلى مدى أشهر الدخول والاستيلاء على الموقع المذكور". (انتهى الاقتباس). وللقارئ أن يتخيل ما تسببه كلمة مقاومة من حساسية للإسرائيلين، وتثير شهيتهم المفتوحة أبداً للقتل والتدمير، فهل كان هذا الكلام مجرد تسريب استخباراتي سوري سابق للإسرائيليين لإيهامهم بوجود هدف مغر ودسم وثمين، ووصلهم عبر أزلامهم، لاستدراجهم للحقل السوري، ومن ثم إشراكهم في الصراع، بشكل مباشر، ما يشكل مكسباً ومغنماً للسوريين، يؤكد الخطاب السوري عن ضلوع إسرائيلي واسع باملف السوري، بعد أن اقتصرت مشاركاتهم السابقة عبر تقديم السلاح والدعم الاستخباراتي، وكانوا يقومون بذلك بالوكالة عن طريق عصاباتهم المزروعة في سوريا، وتمثل هذه الغارة، بحد ذاتها، تعبيراً عن فشل "وكلاء" إسرائيل في المهام الموكولة لهم، عندما تمت هزيمتهم، وإلحاق الخسائر الفادحة بهم في كل بؤر التوتر التي يتجمعون بها.

لا يعقل أبداً، في ظل ظروف وقواعد اشتباك معقد، وعدوان إقليمي ودولي بإت معلناً، أن يدفع أكلافه وأثمانه الباهظة طرف واحد دون آخرين يمضون جل أوقاتهم بالتفرج على، ومتابعة النزف والاستنزاف الأليم فهناك نقطة وحد فاصل يجب أن تتوقف عندها الأمور. ومن هنا، فإن أحد سبل الخروج من عنق الزجاجة ومن حال "الستاتيكو"، والاستعصاء الذي أصاب الأزمة السورية، هي أقلمة الصراع وتوسيع دائرته وإخراجه من نطاقه السوري، ونقله إلى ساحات أخرى، وإلى نطاقه الفعلي الإقليمي والدولي ومراكز انطلاقه التي تقف ورائه وتؤججه وإشراك تلك القوى التي تشعله فيه على نحو مباشر وفعلي، ومن ثم إيلامهم عبر ضرب أوكارهم في العواصم الإقليمية المعروفة التي تدعم وتطيل أمد النزاع. وكنا قد أشرنا لذلك في أكثر من مداخلة ومقال. لكن مع رفض تلك العواصم الامتثال للشرعية والقانون الدولي والإحجام عن التورط في سفك الدم السوري، صار من الواجب نقل ساحة الصراع إلى قلب عواصمهم ومدنهم، وبات الأمر مطلباً سورياً شعبياً واسعاً وملحاً لا يمكن عودة الأمن والاستقرار إلا من خلاله فردع هؤلاء لن يتم إلا من خلال تجرعهم ذات السم الذي يرسلونه لسوريا. ولذا، فإنني أرى، من خلال هذه الحماقة الإسرائيلية، نجاحاً أمنياً واستخباراتياً سورياً، إن صحت التوقعاتي والقراءات للعملية، يؤكدها البيان الصادر عن السوريين، المتوعد بجد برد سيؤلم الصهاينة، وحينها ستهرع، ولا شك، أدوات العدوان، لإنقاذ إسرائيل من ورطتها السورية.

ورغم أن البيان السوري توعد بالرد السريع، وسيكون ساحقا وفي العاجل لا في الآجل، وأن زمن التصريحات السياسية وزمن التجاوب مع الوساطات الديبلوماسية ولى وسيتلقى الصهاينة درسا لن ينسوه، وما فعلوه اليوم من اعتداء سافر على السيادة السورية لن يمر دون عقاب عاجل ، ولن تنفع الوساطات ولا النصائح المحايدة ولا تهديدات الأعداء في تمرير الغارة دون رد سوري يناسب الفعل الاجرامي الذي قام به الصهاينة بهدف اعانة ازلامهم ممن كشفت الغارة الصهيونية عن عملهم لصالح العدو بشكل مباشر، ومع ذلك، فالرد السوري، بالحسابات السورية الدقيقة والمتأنية، غير منفعل أو متسرع، وهو محكوم، قطعاً، بشروط أقليمية عسكرية واستراتيجية دولية. فسوريا، ليست وحيدة في هذه المواجهة بل تقع ضمن منظومة أمنية وعسكرية، ومحور إقليمي، وأي رد سيكون بتنسيق وتشاور استخباراتي وأمني وعسكري إقليمي ودولي عالي الدقة والمستوى يعكس مدى التحالف والتنسيق وقوة ومتانة ذاك التنسيق مع الأطراف المعنية التي أثبتت وتثبت في كل مرة قدرات عالية واستثنائية مرعبة في مجالات الردع وامتلاك أدواته، بحيث ستنخفض احتمالات المغامرات الخاسرة، وغير المحسوبة إلى الصفر، وربما يكون الهدف من توريط إسرائيل بهذه المغامرة غير المحسوبة، عبر إغرائها بالدخول إلى الحلبة السورية، هي لتثبيت مكانة القوى الجديدة والصاعدة على الساحة الدولية والإقليمية، وإعلان رسمي لتشكل القطبية الجديدة التي سترث حقبة القطبية الأمريكية، والتي سيناط بها إنجاز التسويات التاريخية "المؤلمة" التي تحدث عنها مسبقاً السيد فاروق الشرع نائب الرئيس السوري. فالمفاوضات والتسويات هي حروب بلغة وأدوات أخرى، ولا تجري الحروب عادة إلا من أجل المفاوضات، وحين تفشل المفاوضات وتنعدم فرض الحوار تقع الحروب، إنها العلاقة الجدلية الأبدية بين الحرب والسلام.

المواجهة الإقليمية المرتقبة، باتت قاب قوسين أو أدنى، إن لم تكن قد بدأت مع الغارة الإسرائيلية، وهي-المواجهة- السبيل والمخرج الوحيد والمتاح للخروج الحافظ لماء وجه الجميع من مستنقع الدم السوري الذي تورطوا فيه. والعدوان الإسرائيلي، في أحد قراءاته، كان مطلوباً وضرورياً، على أكثر من مستوى، لاختبار عملي للقوى والنوايا ولمدى جدية وصدقية والتزام حلفاء دمشق وإلى أين سيذهبون بالوقوف معها، ومنع تحولها لضفاف استراتيجية أخرى، وعن الكيفية التي سيترجمون بها مواقفهم وتصريحاتهم الداعمة لها على الواقع وتبيان مدى قوتهم الفعلية على الأرض؟ وبذا ستودع المنطقة واحدة من أسوأ مراحلها، وسيناريوهاتها المرعبة، لتدخل حقبة جديدة من الجغرافيا السياسية التي ستحكم العالم للقرن القادم على الأقل.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضحكوا على جبهة النصرة وبرنامج ما يطلبه الجمهور
- خبر عاجل: مجلس الأمن يدعو لوقف البرنامج المنوي السعودي
- هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟
- توضيح هام حول آليات ومسؤولية النشر
- ماذا قال الأسد؟
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟
- تأكيداً لشتيمة مظفر النواب: خالد مشعل ينسب نفسه لقحبة بدوية ...
- العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم
- من هم هؤلاء القتلى؟
- فظائع الوهابيين ضد الوهابيين: حرق جرذان الناتو في سوريا
- الديموخراسية وربيع العرب
- إلى وزير ما يسمى بالمصالحة الوطنية: تباً لمصالحتكم
- لماذا لم أنشق؟
- ثورات بلا ثوار...وربيع بلا أزهار
- خبر عاجل: انهيار اسعار المواشي والنعاج
- متى يتوقف أردوغان؟
- مصر: ملهاة مرسي العياط
- زين الهاربين بن مرسي


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟