شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 20:31
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كوريا الشمالية ليست بلدا إشتراكيّا
( ( " الثورة "- جريدة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية- عدد 301 ، 14 أفريل 2013 )
تدّعي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أنّها إشتراكية – شيوعية . وتُوصف فى الغرب بأنّها بلد شيوعي " متزمّت " و " صرف" و لأجل الحصول على صورة شاملة عن القوى التى تقف وراء النزاع بين كوريا الشمالية و الولايات المتحدة الأمريكية ، من المهمّ فهم ما هي الشيوعية وما هي الإشتراكية و ما هي الطبيعة الحقيقية لمجتمع كوريا الشمالية .
1- ما هي الإشتراكية و الشيوعية الحقيقيتين ؟ تقوم الشيوعية على ما أسماه كارل ماركس " القطيعتين الأكثر جذرية " : القطيعة مع الملكية التقليدية و القطيعة مع الأفكار التقليدية . و الثورة الشيوعية تعنى تفجير المجتمع برمّته . إنّها تعنى القضاء على كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد . إنّها تعنى تمكين جماهير الشعب عبر إيجاد سلطة دولة جديدة و مختلفة تماما من أن تتحمّل بصورة متصاعدة مسؤولية تسيير المجتمع و من أن تغبيّر أكثر و دائما بوعي ، العالم و ذاتها – بهدف إيجاد مجتمع إنساني عالمي أين ستكفّ عن الوجود الإنقسامات الطبقية و اللامساواة الإجتماعية و سيكفّ عن الوجود العداء الإجتماعي . و يتطلّب بلوغ الشيوعية قيادة طليعة ثاقبة النظر تعتمد على فهم علمي للواقع و كيف يمكن تغيير المجتمع و العالم خدمة لتحرير الإنسانية .
و هذا لا ينطبق على كوريا الشمالية !
2- ليست كوريا الشمالية بلدا إشتراكيّا . الإشتراكية نوع جديد من السلطة السياسية فيه الذين كانوا سابقا مضطهَدين و مستغَلين ، فى تحالف مع الطبقات الوسطى و أصحاب المهن و الغالبية العظمى من المجتمع ، تتحكّم فى المجتمع بقيادة ذات نظرة ثاقبة و حزب طليعي . و الإشتراكية نظام إقتصادي حيث الموارد و القدرات الإنتاجية للمجتمع منظّمة بوعي و بتخطيط لتلبية الحاجيات الإجتماعية و لتجاوز لامساواة المجتمع الطبقي الرأسمالي و بأكثر جوهرية ، الإشتراكية مرحلة إنتقالية – تاريخية بين الرأسمالية و الشيوعية .( و من أجل المزيد بشأن ما تعنيه الإشتراكية ، أنظروا " كلّ ما قيل لكم حول الشيوعية خاطئ : الرأسمالية فشلت ، الثورة هي الحلّ " ).
كوريا الشمالية مجتمع معسكر أبوي تحكمه طبقة ضيّقة من رأسماليي الدولة البيروقراطية . إنّها مجتمع راكد وخانق يسير وفق عقد إجتماعي قمعي : سيتمّ الإعتناء بالجماهير إن عملت بجهد متزايد من أجل البقاء على قيد الحياة و مصلحة الأمّة . و تبقى الجماهير سلبية و مقموعة فى دولة الصّلاح العام الرأسمالية الجديدة . لا شيء ثوري ... لا شيء تقدّمي ...لا تغيير جذري فى كوريا الشمالية .
3- لا يسير إقتصاد كوريا الشمالية وفق المبادئ الإشتراكية . و قد تمّ التطوّر الإقتصادي عبر التعبئة الواسعة و حملات التسريع فى النسق لرفع الإنتاج و الإنتاجية القائمين على نداءات القومية و الوعود بالمكافآت المادية و الشرف .
4- الشيوعيون أمميّون ينطلقون من مصالح شعوب العالم . و تحت تهديد الإمبرياليين ، نظر حكّام كوريا الشمالية للعالم و لمهامهم من خلال مصفاة إيديولوجية الحفاظ على الإستقلال القومي و بناء قوّة إقتصادية – عسكرية لمواجهة التهديد الإمبريالي . و ثورة إشتراكية حقيقية فى بلد من بلدان ما يسمّى بالعالم الثالث لا تُواجه مهمة الدفاع عن إستقلاله على هذا النحو و إنّما يجب أن يتمّ هذا كجزء من و خدمة لسيرورة أكبر من إنجاز ثورة إجتماعية عميقة تكون جزءا من تقدّم الثورة الشيوعية و تساهم فيها .
==========================================
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟