ارفع رجليك أنت إرهابي

خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 15:12
المحور: كتابات ساخرة
    

أثناء حفلة القاء القبض على الحمير هرب حمار دون أن يراه أحد، واستقر في مزرعة بعيدة، وبدأ من هناك ينادي بني جنسه للأخذ بالثار وغسل العار، لكن اليد الطولى للمخبر السري امتدت إليه وأتت به من المزرعة البعيدة، وأنزلته إلى القبو المخيف حيث اجري معه التحقيق التالي:
المحقق: ما اسمك يا حيوان؟!
الحمار: اسمي حمار سيدي.. حمار بن حمار!
المحقق: ليش هربت يا حيوان يا زمال؟!
الحمار: والله كنت خايف سيدي، لذا هربت...وآني حمار مو زمال
المحقق: ليش أنت تعرف اسمك أكثر منا ، مجرم حقير واطي مندس! لو ما كنت مجرم وعامل شغلات فظيعة ما كنت هربت، بس وين تهرب يا ارهابي؟ لو رحت للمريخ إحنا نجيبك. شو ما تعرفنا ولك حيوان؟
الحمار: بلى.. سيدي شلون ما أعرفكم، وعلى هذا الأساس هربت، بس ما كنت اعرف أيديكم طويلة لهل درجة!
المحقق: اخرس أنت ما شفت شي لهسه قول لي ليش كنت تنهق وترفس، منو داعمك ومنو دافعك ومنو يعلمك وشكد يعطيك؟!!
الحمار: والله يا سيدي ما أحد داعمني ولا دافعني ولا معلمني ولا معطيني!! بس أنا كنت جوعان وبردان و مرضان وتعبان و زعلان، وفقير ومبهذل، وكنت أشوف الحمير بالمزارع التانية شلون عايشين عيشة حلوة، مدللين ومبسوطين ونظيفين ومرتبين.
والله يا سيدي أنا كنت أنظف منهم وأذكى منهم، بس شوف همه وين صارو وأنا وين صرت!! صرت أتمنى أصير متلهم، فقلت لحالي: خلي أنهق يمكن تسمعون صوتي وتهتمون بأمري.
المحقق: اخرس ولك.. حيوان! هذا الحچي ما يمشي علينا.. فهمت ولا؟؟!! ارفع رجليك ولك حيوان...إرهابي!!
(يرفع الحمار رجليه، فيضربه المحقق ورفاقه على كل جسده بالهراوات وقضبان الحديد، وبالصوندات فينهق الحمار نهيقاً عالياً من شدة الألم الشديد) ويصرخ متألماً: سيدي أنا مستعد احچي اللي تريده.
المحقق: احچي ولك.. أنت حيوان.. ما تجي إلا بالضرب!!
الحمار: شو تريدني أحچي سيدي؟
المحقق: أريد أعرف منو داعمك ومنو دافعك ومنو يعلمك وشكد يعطيك؟!!
الحمار: يا سيدي ما أحد داعمني ولا دافعني ولا معلمني ولا معطيني!! بس انا حبيت احتج على أكل الحصة التموينية، فحب الشعير اللي تعطوني إياه بالحصة طعمه مو طيب، وينفخ المعدة ويسوي سهال، وكله نشارة حديد.. وخالصة مدته يعني(اكس باير)، بس عند جارنا المسؤول حمار يأكل شعير أحسن، لأنه مستورد خاص، يشترون اله من أسواق جميلة.
المحقق: اخرس ولك حيوان!! شايف لسانك شكد طويل، يعني انت تشكك بوزارة التجارة؟
الحمار: والله سيدي حتى الحصة كطعوها منا.. أنا احجي من وجعي يا سيدي! ليش أكو شي اسمه وزارة تجارة؟
المحقق: اخرس.. أنت حيوان ما بتجي إلا بالضرب والبهذلة.. ارفع رجليك!! جيبوا الواير وخلوه بالكهرباء خلي أكهربه
الحمار: لا تتعب نفسك سيدي الكهرباء مكطوعة..وما كو كهرباء بالعراق. وأقترح عليكم تلغون وزارة الكهرباء.
المحقق: ارفع رجليك انت جاي تحجي على الدولة...يعني أنت إرهابي!! تشتغل لأجندات خارجية...احجي بسرعة أي دولة داعمتك وأي تنظيم؟
يرفع الحمار رجليه، فيقلع المحقق حوافره، فيغمى عليه من الألم.
يرتاح المحقق قليلاً ثم يقول: جيبوا ماي وصبوه عليه حتى يفوق.
فيفتح الحمار إحدى عينيه ويقول: ليش اكو ماي؟
المحقق: شو ولك حيوان؟ اسكت!!
الحمار: ها..... سيدي سكتت
المحقق: يالله احجي
الحمار: تريد الصراحة الصراحة؟؟!!
المحقق: إي ولك حيوان.. اريد الصراحة الصراحة.
الحمار: والله انتم اللي لاعبين بينا طوبه.. ومرمرين عيشتنا...وما عدنا بس هالصوت اللي نرفعه حتى بلكن تسمعونا.هههههههههها هاااااااااااااااااااا هااااااااااااااااااااا... وهم كاتمينه.
المحقق: والله لألعن أبوك لا بو أبو أبوك، يا كلب يا ابن الكلب... ارفع رجليك.
انتهى محضر التحقيق، ومازال الحمار رافعاً رجليه، ومازال المحقق يضربه بـ(بكل أنواع أدوات التعذيب) ليعرف (مين دافعه، وكم يعطيه)!!

#خليل_البدوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل