أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - الرأسمالية و اغتراب الانسان ..














المزيد.....

الرأسمالية و اغتراب الانسان ..


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 14:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني / مالك ابو عليا
الرأسمالية و اغتراب الانسان ..

يعتمد النظام الرأسمالي في قوامه على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج التي تجعل اقلية تحتكر الثروة بمواجهة جماهير شعبية واسعة مهمشة بأكملها .
في المجتمعات الطبقية يسيطر الانسان على الانسان , و يسود نظام عام للعلاقات المبنية على القهر و الاستغلال الطبقي ضد الطبقة العاملة و عموم فئات الجماهير.
ان العمل هو حياة (نوع الانسان) و هو حصيلة لعملية تطور تاريخي متراكم , و يعبر عن جوهر العمل بطابعه الاجتماعي , فهو عملية اجتماعية تشاركية تتم عن طريق علاقات انتاج معينة .
في النظام الرأسمالي يفقد العامل انسانيته و يصبح (شيئا) , فيغترب في المنتوج نفسه و في عملية الانتاج ذاتها , فيسلب الانسان الأشياء الضرورية لوجوده و بالتالي وسائل الانتاج و يسلب امكانية العمل , و بدل ان تكون الثروة متعلقة بعمله تصبح تصبح مفصولة عنه و بدل ان يكون العمل مصدر سعادة الانسان يصبح مصدرا لشقائه , و يتحول الانسان الى برغي في الة الرأسمال.
قد يقول قائل ما ( لا أحد يجبر احدا على العمل ) , ان الانسان لا يملك حرية مطلقة فهناك ضرورات تحكمه , و الانسان مجبر ان يخوض علاقات الانتاج الرأسمالية و أن يعمل و الا مات جوعا , فالعمل يغدو ليس لاشباع (حاجة العمل) لذاتها بل لتحقيق اشباع حاجات حيوانية خارجة عن انسانيته و هكذا يفقد غايته .
ان الانسان أو العامل , بالمعنى الأخص , ينتج السلع المادية لكنه يفتقد حيازتها عندما ينتجها , و يكمن الحديث هنا عن اغتراب اجتماعي , أي جمعي , , فيضحي العمال الذين انتجوا سلعا مادية مفصولين عن ما انتجوه و غير قادرين على الحصول عليه, بل و تصبح هذه السلعة عدوا - (غير مدرك احيانا كثيرة) – للعامل , اذ انها تذهب للسوق و تحقق عند بيعها فائض قيمة تعود للرأسماليين فتتسع الهوة الطبقية بينه و بين مالكي وسائل الانتاج , الذي بدوره يشدد وتائر العمل على العمال .
يظهر بجلاء طابع ذي تناقض عميق لتطور الشخصية الانسانية في ظل الرأسمالية , فيظهر العامل المجبر على اداء عمل رتيب طوال حياته , فيتطور الانسان بذلك تطورا وحيد الجانب , و الحاصل ان (الانسان المغترب) يركض هاربا نحو عالم مثالي (بالمعنى الفلسفي) , يبحث لنفسه عن عزاء له يخفف من الامه , عزاء مليء بالأوهام و الاساطير و ينتقم في مخيلته من الوضع الذي يعيش فيه , الوضع الذي سبب له فعلا الكثير من الأمراض النفسية و انفصام الذات و انحراف السلوكيات و الخوف من المستقبل .
لا يقتصر الاغتراب على العامل في عمله وحسب, بل ويتعداه الى اغتراب الانسان عن كونه ذاتا فاعلة للتاريخ , فتشديد العمل , و استغلال الجماهير الشعبية الى اقصى الحدود يبعد الأفراد عن العمل المجتمعي , السياسي أو التنظيمي الذي يستطيع من خلاله الانسان ان يكون فاعلا في التاريخ و يكون له دور في تقرير مصيره , فتشغل حالة الاغتراب الانسان بلقمة عيشه اليومية ومصيره الأسود المشؤوم , ان النظام الرأسمالي يسحق الجماهير الشعبية يجعل الانسان و بالتالي الجماهير موضوعا للتاريخ و أرقاما تمر بلا عداد او تأثير.
ان الاغتراب في شتى اشكاله يخلق نوعا من الوهم عند فئات واسعة من الجماهير الشعبية و الأفراد , و فحوى هذا الوهم ان (انخراطه في هذا الوضع نابع من ارادته الحرة, و هنا موضوعيا يصبح سلوك الانسان مفصولا عن ادراكه , و الاسوأ من ذلك انه يتم القبول بهذا الوضع و السعي اليه و الدفاع عن العلاقات التي تخلقه , و الخوف من التحرر منها , و الاعتقاد بخلود هذا الوضع.
ان الحزب الشيوعي الاردني لا يدرك مدى الاستغلال الواقع على العاملين وحسب , بل ويناضل حثيثا لدعم العمال و يحقق الكثير من مطالبهم الاقتصادية , رابطا ذلك بالنضال السياسي (تكتيكيا) تبعا للظروف الموضوعية, للوصول الى حياة افضل للعمال و الجماهير الشعبية للانتقال (استراتيجيا) الى علاقات انتاجية اشتراكية عادلة لجماهير شعبنا ..



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشاؤم الاجتماعي ....
- القروض الاستهلاكية....
- اضطهاد المرأة في التاريخ
- الرأسمالية و عسكرة الأطفال
- علم المادية التاريخية / الحلقة السابعة / التشكيلة الرأسمالية ...
- علم المادية التاريخية / الحلقة الثامنة / الوعي الاجتماعي .
- علم المادية التاريخية/ الحلقة السادسة / التشكيلة العبودية و ...
- علم المادية التاريخية/ الحلقة السادسة /التشكلية العبودية و ا ...
- علم المادية التاريخية/ الحلقة الخامسة/المشاعية البدائية
- علم المادية التاريخية / المفهوم المادي للتاريخ /الحلقة الراب ...
- علم المادية التاريخية /العلاقات الجدلية بين قوى الإنتاج وعلا ...
- علم المادية التاريخية/ المفهوم المادي للتاريخ
- علم المادة التاريخية
- الرأسمالية و اجبار الانسان على الانتحار
- صندوق العولمة الدولي
- المرأة , من منظور ماركسي لينيني عام ...
- ما هي الأحداث التاريخية التي جرت و سببت انحطاط المرأة و عبود ...
- ما هي التناقضات الأساسية الملازمة للمجتمع الرأسمالي على أساس ...
- الرأسمالية و تسليع العلاقات الانسانية و الانسان
- الجزء الثاني . حول التقدم الاجتماعي


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - الرأسمالية و اغتراب الانسان ..