أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام البغدادي - أخيرا .. لاح نور الديمقراطية الباهت في نفق العراق














المزيد.....

أخيرا .. لاح نور الديمقراطية الباهت في نفق العراق


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 06:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مهما قيل في الانتخابات العراقية وما افرزته تحت مظلة الاحتلال لم يكن هناك من بديل يعجل بدفع الوضع العراقي نحو الافضل ـ لم يكن هناك افضل من خيار الانتخابات لايجاد مفتاح للخروج من عتمة الوطن المحتل الى نور الوطن المحرر وكتمرين تنفيذى للديمقراطية التى نرغب ان تسود العراق مستقبلا وهي فترة تمرين ونقاهة نفسية وضميرية لمن لا يستطيع التعامل مع الديمقراطية فالبعض يعتقدها عدوى متل الاصابة بالبرد تبدا بالرشح وتنتهي بالانفلونزا الشعبية.
الاجيال العراقية منذ وصول العسكرتاريا الملثمة بلثام الوطنية والى هذا اليوم السادس من شهر نيسان الذى عقدت فيه الجمعية الوطنية جلستها الاولى لم تكن على خبرة ودارية او تملك جذور ديمقراطية في سلوكها فقد حرم عليها استنشاق هواء الديمقراطية كما حرمت من متعة استنشاق عطر الزهور واطيابها واليوم وبترشيح رئيس جديد للعراق وهو المواطن العراقي قبل الكردي جلال الطالباني والذى اسوء ماقيل عنه - انه نموذج سياسي صنعه صدام حسين وانقلب كل منهما على الاخر بعداء شديد مثلما صنعت امريكا نموذجها اسامة بن لادن وانقلب كل منهما على الاخر- ومهما قيل عنه، هو اولا واخيرا احد ابناء هذا الوطن المكلوم والسياسة لا تؤمن بقيم اخلاقية ولا مفاهيم ثابتة ازلية وكما عرفها ديغول في كتابه الامل: امراة داعرة على استعداد ان تنام في احضان كل الرجال. وكما لعب صدام حسين على حبال السياسة الدولية والاقليمة واخطأ ودفع الثمن غاليا، لعب بعض قادة الكورد على تلك الحبال لكن بدهاء وربحية عالية ووفق ميكافلية مجدية.

كنت احلم ان ارى رئيسا للعراق شابا رشيقا مثقفا ومتكلما فيه حيوية روح الشباب وليس عجوزا تجاوز السبعين عاما وقصيرا وسمينا وضعيف البصر لكن المشكلة انه لا يوجد من نحلم به نحن العراقيين غير المتوفر من (انتيكات) معروضة علينا بفعل الايادي الخفية التى تعمل من وراء الستار وايضا مهما يكن فقد كانت الكلمة التى القاها في الجمعية والمعدة سلفا بعناية تامة لما تحوي من تأكيد على مشروع الفيدرالية التى يطمح اليها الكورد والتاكيد على قانون ادارة الدولة المشرع في عهد بريمر فقد كانت الكلمة مؤثرة في النفوس فهي اول كلمة هادئة من رئيس عراقي منتخب لم يوزع نظرات الغضب الخفية والتوعد الصامت هنا وهناك وهي اول كلمة لرئيس دولة عراقية لم يقف حراسه خلفه يتطلعون للحضور بكفاءة رادارية عالية.

جاءت الكلمة التى القاها في الجمعية هادئة ملئية بالامال والتعهدات والقبول بالمنصب كخدمة للعراق والعراقيين لا هبة ازلية يستعصى الخروج منه الى الابد. اعلم ان السماح لصدام حسين واركان نظامه السابق بمشاهدة حية لوقائع الجلسة هى من اجمل طرق العقاب الذهنية لهم لكي يعرفوا ان لكل زمان رجاله وان الذى يسعى لكي يخلد اسمه في تاريخ شعبه هو فقط من يحب الشعب ويتفاني في خدمته لا في سلخ ظهر الشعب ودفنه حيا في ثرى التخلف والافلاس.

اول قرار اتخذته الجمعية بالاجماع هو اختيار مكان لها، وحسب التقرير الذى تلاه الدكتور احمد الجلبي فقد تم الاتفاق عليه بالاجماع والموافقة عليه بالاجماع، فلا وجود لكائن من دون مكان، والانسان يحتاج الى ثلاثة اماكن اساسية : مكان لولادته ومكان لحياته ومكان لدفنه ومنذ نزوله في مكانه الاول لحين انزاله في مكانه الاخير يبقى هم المكان الامن لحياته الذى يجد فيه دراسته وعمله وسعيه وسعادته شغله الشاغل فالانسان والمكان علاقة جذرية لا انفصام فيها، فكم من ناس ساروا في الارض بحثا عن المكان وكم من امكنة استعصت واجدبت في وجه نزلائها وضيوفها وروادها وكم من امكنة قدمت الخير الوفير لوافديها.


من هنا نجد ان الجمعية الوطنية قد اختارت مكانها في المجلس الوطني السابق الذى شيد في عهد الجمهورية وسبق ان شغله بعض قادة العراق السابقين ولهذا المكان ارتباط بتاريخه المعاصر ، لقد وجدت الجمعية مكانا تعيش فيه ، وتتجنب الاهانة من جند المحتلين عند تفتيشهم للسماح لهم بالمرور الى المنطقة الخضراء التى استقر فيها الامريكان (وكما عرف عنهم انهم يجتهدون في اختيار الاماكن المفضلة لتامين راحتهم وامنهم اولا) فعسى ان تبدا حياتها الجديدة من هناك بكل ثقة واخلاص ونزاهة وامانة لتاريخ شعب وطن اسمه العراق استغرقت رحلة البحث فيه عن الديمقراطية اكثر من ثمانية عقود ولا نود ابدا بعد الان ان تحمل الجمعية الوطنية الى مثواها الاخير بسرعة قبل ان تترك للتاريخ بصماتها الخالدة في هذا المكان.


عاش المكان.. ويحيا المكان بالوفاء له.



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الاجتماعية
- ثلاثة عقود مختلفة
- بريد الياهو المجاني 1 جيجابيت اعتبارا من منتصف الشهر المقبل
- الا يستحق هذا الرجل جائزة نوبل؟
- الشرق الاوسط يكافح من اجل الديمقراطية
- في يوم المرأة العالمي
- كلمات قليلة في رثاء المريواني الكبير
- الحروب القادمة
- مجرد سؤال
- مفاهيم فكرية-الاتوقراطية والديمقراطية
- الراقصة والطبال! عفوا أعني الوزير والمحتل
- مفاهيم فكرية- الوجودية
- مفاهيم فكرية- علم الجمال –ج2- أراء الفلاسفة فيه
- مفاهيم فكرية- علم الجمال –ج1- التعريف والاتجاهات والتصنيف
- شبكة بغداد بانكوك
- الصحافة الالكترونية ودورها-الحوار المتمدن نموذجا
- اشلاء على الطريق
- ريتشارد ماثيو ستالمن
- كولن باول وكونداليزا رايس -ج4 من اربعة أجزاء
- كولن باول وكونداليزا رايس -ج3 من اربعة أجزاء


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام البغدادي - أخيرا .. لاح نور الديمقراطية الباهت في نفق العراق