|
نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 01:00
المحور:
القضية الفلسطينية
نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
بقلم عليان عليان من يتابع تطورات الأمور ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويرصد الحراك الشعبي ، ضد الاحتلال الإسرائيلي ، يتبين له بوضوح ، أن كل العوامل اللازمة ، لتفجير انتفاضة ثالثة موجودة وبقوة ، وأنه لا ينقصها عود الثقاب لإشعالها. فأولاً : وقبل كل شيء ، فإن مسلسل الإجرام الذي يرتكبه الاحتلال ضد أسرانا البواسل ، كفيل لوحده ، أن يلهب نار الانتفاضة الثالثة إذ أنه وخلال أقل من شهر ، قدمت الحركة الأسيرة شهيدين على مذبح حرية الوطن والشعب ، وهما الأسير الشهيد عرفات جردات والأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية ، في حين يخوض الأسير سامر العيساوي ، أطول إضراب في التاريخ ، عن الطعام ، من أجل الحرية ، وباتت حياته مهددة بين لحظة وأخرى ، بعد أن تحول إلى هيكل عظمي ، وفقد معظم وزنه. واللافت للنظر ، أن سلطات الاحتلال لا تقيم وزناً لأي مناشدات للتخفيف من معاناة الأسرى ، بعد أن باتت مطمئنة ، بأن السلطة الفلسطينية ليست معنية في هذه المرحلة ، بمتابعة الانضمام ، للهيئات المتفرعة عن الأمم المتحدة وغيرها ، لجهة التوقيع على اتفاقية روما ، المتعلقة برفع دعاوى ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين ، ولجهة التوقيع على اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة المتعلقة بالأسرى ، وحماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال . ومصدر اطمئنان الاحتلال ، أن السلطة الفلسطينية في إطار تسهيلها لمهمة وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري ، لتنشيط المفاوضات وتوفير شروط إنجاحها ، قررت تأجيل متابعة الانضمام للاتفاقات سالفة الذكر لعدة أشهر ، علماً أن كيرى ، في زيارته الأخيرة لرام الله لم يستجيب لمطالب الجانب الفلسطيني، بشأن وقف الاستيطان ، ومرجعية الشرعية الدولية فيما يتعلق بالعودة إلى حدود 1967 ، وإطلاق سراح الأسرى ، وراح يعرض رشا رخيصة من أجل عودة المفاوض الفلسطيني للمفاوضات ، مثل الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية ، والسماح للفلسطينيين في البناء في المناطق المسماة (C) في الضفة ، ومنح نوع من النفوذ الإداري للسلطة الفلسطينية ، في هذه المناطق . وثانياً : أن الاستيطان ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدس قطعً شوطاً خطيراً ، بحيث باتت المناطق ، الخاضعة لسيطرة السلطة وفي حوزة الفلسطينيين ، بمثابة جزر معزولة محاطة من كل حدب وصوب ، بالكتل الاستيطانية الكبيرة والمواقع الاستيطانية ، التي أصبحت مضمومة عملياً ، للكيان الصهيوني ،من خلال جدار الضم والتهجير العنصري . وللتذكير فقط ، فإن العدو الصهيوني ، صادق على بناء ما يزيد عن عشرة آلاف وحدة استيطانية ، منذ مطلع العام الحالي في القدس ومحيطها ، وفي الضفة المحتلة . ثالثا: أن ما يسمى بعملية السلام - التي استثمرها العدو أبشع استثمار كغطاء للتهويد والاستيطان وللتنكيل بأبناء شعبنا - ماتت على أرض الواقع ، لكن يصر الجانب الفلسطيني ، على التمسك بها بدلاً من طرح البدائل المطلوبة ، وهي كثيرة وعلى رأسها عدم كبح جماح المقاومة ، والوحدة الوطنية الحقيقية ، وليس وحدة المحاصصات ، التي لا تمت للمصلحة الوطنية العليا . وإصراره هذا ، مرتبط بمرجعية ( لجنة المتابعة العربية ) التي أقل ما يقال عنها ، أنها تلعب دور المسهل ، - -Facilater بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للعدو الصهيوني ، للتمادي في الإجرام والتهويد والاستيطان من خلال إصرارها ، على الاستمرار ، في طرح مبادرة السلام العربية رغم أن العدو الصهيوني ، لم يتوان عن رفضها واحتقارها ، ومعارضتها ، عبر طرح شرط " الاعتراف بيهودية الدولة ". رابعاً : كما أن الأوضاع الاقتصادية ، للأهل في الضفة الغربية تزداد سوءاً ، جراء الحواجز ، والاستيطان ، والجدار ، وجراء مفاعيل أوسلو الاقتصادي ، الذي وضع عنق الاقتصاد الفلسطيني ، تحت تهديد السكين الإسرائيلي . وجراء الإذلال ، الذي تمارسه الدول المانحة ، من أجل أن تتمكن السلطة من دفع رواتب ، ما يزيد عن مائة وخمسين ألف موظف فلسطيني يعملون في مختلف المؤسسات . وجراء الدور المهين والمبرمج ، الذي يمارسه النظام العربي الرسمي لتركيع الشعب الفلسطيني ، بتوجيه من الإدارة الأمريكية ، وقد تبدى ذلك في عدم التزام هذا النظام ، بما قطعه على نفسه ، في قمتي سرت وبغداد ففي الأولى قرر دفع (500 ) مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية ، ولم يصل سوى أقل من (5) في المائة وفي قمة بغداد ، قرر توفير شبكة أمان شهرية ، للسلطة الفلسطينية بواقع (200 ) مليون دولار شهريا ، لكنه نكث بقراراته ، نزولاً عند الإملاءات الأمريكية ، حتى يعود الجانب الفلسطيني للمفاوضات ، بدون أن ينبس ، ببنت شفة ، لا شروط ولا غيره . ما تقدم من عوامل ، وفر الشروط لاندلاع الانتفاضة الثالثة ، التي بدأت نذرها تلوح في الأفق ، وصاعقها المفجر ، هو استشهاد الأسرى حيث أصبح إلقاء الحجارة ، على جنود العدو ، والمستوطنين ، وحرق الإطارات في الشوارع ، ومهاجمة الحواجز الإسرائيلية ، حدثاً مستمراً. وقد بث التلفزيون الإسرائيلي ، تقريراً السبت الماضي ، حول تخوف الإسرائيليين ، من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ، جاء فيه :" أنه ومنذ سنوات طويلة ، لم يشعر الإسرائيليون بالقلق ، حيال الجيل الفلسطيني الجديد ، الراشق للحجارة ، الجيل الذي يرفض أي حل مستقبلي " . لكن الجانب الفلسطيني الرسمي ، يرفض بقوة ، اندلاع انتفاضة جديدة ارتباطاً ببرنامجه السياسي ، والأخطر من ذلك أن جزءاً من جماهير شعبنا ، قد لا يشارك في فعاليات الانتفاضة ، في حال اندلاعها ، بحكم التجربة السابقة ، في انتفاضتي الحجارة والأقصى ، اللتان استثمرتا بشكل سلبي ، ففي حين قبرت الأولى ، باتفاقات أوسلو ، طعنت الأخرى بخارطة الطريق ، في حين ذهبت التضحيات هباءً .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال
-
صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة
-
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
-
لا خير يرتجى من زيارة أوباما
-
الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
-
استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
-
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا
...
-
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
-
شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
-
كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
-
نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
-
الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
-
باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
-
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|