أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي















المزيد.....

كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 14:43
المحور: القضية الفلسطينية
    



جاءت نتائج الانتخابات الاسرائيلية ، والاصطفافات التي تبلورت لحظة إعلان النتائج ، لتشكل لطمةً لرهان البعض ، في الساحة الفلسطينية وللجامعة العربية على معسكر ما يسمى " بأحزاب اليسار " والوسط الصهيونية ، بحيث بات بوسع نتنياهو ، أن يستمر ، في سياسة تكثيف الاستيطان ، والحرب والعدوان ، والمضي قدما ، في تهويد القدس والتنكر لقرارات الشرعية الدولية .
صحيح أنه حصل تساوي ، بين مقاعد اليمين واليسار ، بواقع 60 نائباً لكل معسكر ، لكن هذا التساوي ، لا يعكس وحدة الاطراف في كل معسكر حيال القضايا الداخلية ، وإن كان يعكس القواسم مشتركة بين المعسكرين حيال المفاوضات ، مع الجانب الفلسطيني ، بمعنى ان الخلاف بين اليمين واليسار الصهيوني ، حيال الموقف من الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ، يتمثل في الفرق في درجة التطرف وليس اكثر .
لقد تمنت القيادة الفلسطينية ، أن تشكل أحزاب ما يسمى باليسار والوسط الصهيونية ، بالاضافة للقوائم العربيىة" 12 " نائباً كتلة مانعة ، تحول دون تشكيل نتنياهو للحكومة القادمة الذي حصل مع ليبرمان في إطار تكتل " ليكود بيتنا " على (31 ) نائباً ، بتراجع مقداره 11 نائباً ، عن انتخابات الكنبست السابقة ، لكن حزب (هناك مستقبل ..يش عتيد ) الوسطي " 19 نائباً " بزعامة يائير ليبيد ، خذل المراهنين عليه ، في أن يكون خشبة الخلاص ، لمعسكر ما يسمى باليسار الصهيوني .
وبالتالي لم يعد بمقدور (حزب العمل ) ، بزعامة شيلي يحموفيتش " 15 نائباً " ، ( وميريتس ) " 6 نواب " (وحزب الحركة ) بزعامة تسيفي ليفتي " 6 نواب " (وحزب كاديما ) " نائبان " أن تشكل مع القوائم العربية " 12 نائباً " الحكومة القادمة.
ليبيد الوسطي ، وجه ضربة لاطراف ما يسمى باليسار والوسط " حزب العمل + ميريتس ، كاديما + حزب الحركة + القوائم العربية ، حين أعلن أنه ليس معنياً ، بتشكيل جبهة في مواجهة نتنياهو ، وانه مستعد للمشاركة في حكومة برئاسته ، طالما أنه يستجيب نسبياً ، لمطالبه في قضايا إدارة الدولة ، وتغيير في وسائل الحكم وفي القضايا الاقتصادية ، المتعلقة بالميزانية ، والبطالة ، وكلفة السكن وغيرها.
ومن ثم فإن ليبيد ، سهل مهمة نتنياهو ، في عدم الخضوع لاحزاب الحريديم ، المتطرفة جداً " شاس ، البيت اليهودي ، يهدوت هتوراه " التي في حال ضمها ، وفق برنامجها ، ستزيد من عزلة (إسرائيل ) الدولية أكثر مما هي معزولة ، وبالتالي فقد بات مؤكداً ، أن تحالف نتنياهو ليبرمان ليبيد هو الذي سيشكل الحكومة بأغلبية معقولة .
فالليكود في ضوء هذه الخارطة التحالفية ، سيظل على ذات مواقفه في تكثيف الاستيطان ، وتهويد القدس ، والرفض عملياً لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ، ورفض حق العودة .. ألخ وليبرمان سيظل على ذات الموقف ، مع نتنياهو بنكهة أكثر تطرفاً .
أما ليبيد فيشاطر نتنياهو في كل مواقفه السابقة ، ويشاطره في ذات الموقف ، الخاص بالبناء الاستيطاني ، في منطقة (E1 ) شرق القدس لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ، ولعزل القدس بشكل كامل ، عن محيطها العربي ، لكنه يمايز نفسه شكلاً في سياق تكتيكي ، وليس أكثر ، بالحديث عن حل الدولتين .
ما يجب التأكيد عليه ، هنا أن تراجع " الليكود بيتنا " ، ليس مرده جنوح الرأي العام الاسرائيلي ، نحو الوسط واليسار ، وليس لأن جمهور اليمين أراد معاقبته ، على موقفه من المفاوضات مع الفلسطينين ، بل مرده يعود إلى عدة عوامل أبرزها :
أولا : فشله الذريع ، في العدوان على قطاع غزة ، وانتصار المقاومة التكتيكي في حرب الأيام الثمانية في تشرين ثاني من العام الماضي.
ثانياً : فشله الاقتصادي ، الذي تمثل في عجز الموازنة ، ومقداره (10) مليار دولار ، وانعكاس هذا العجز ، عبر إجراءات اقتصادية قاسية شملت تقليص الإنفاق على الخدمات العامة ، وزيادة في قيمة الضرائب المباشرة وغير المباشرة ، وغلاء كبير في الأسعار ، وإقالة آلاف الموظفين من القطاع العام ، وتأجيل مشاريع البنية التحتية وغيرها من الإجراءات التي تثقل كاهل الإسرائيليين .
لكن هنالك عوامل أخرى ، صبت بطريقة غير مباشرة ، في خانة تراجع " الليكود بيتنا " لصالح ما يسمى بمعسكر اليسار ، تتمثل فيما يلي :
أولاً: ارتفاع نسبة التصويت في الوسط العربي في متاطق 1948 مقارنةً بالانتخابات السابقة ، لصالح القوائم العربية ، حيث وصلت إلى نحو في المئة ( 53,5 ) في المئة ، ناهيك أن كماً لا بأس به ، من الأصوات العربية ، صب لصالح ، ما تسمى بالأحزاب اليسارية الصهيونية. .
ثانياً : العامل الدولي ، الذي كان له تأثيره على الناخب الإسرائيلي بشكل عام ، وعلى الكتلة المترددة العائمة ، المحايدة الواقفة ، بين معسكر اليمين وما يسمى بمعسكر اليسار والوسط ، بشكل خاص ، حيث صوتت هذه الكتلة ، في جزء كبير منها ، لصالح المعسكر الثاني .
وقد تمثل هذا العامل ، بشكل رئيسي ، في تحذير حليفين رئيسيين ( لإسرائيل ) وهما الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، ووزير خارجية بريطانيا وليام هيج ، عشية الانتخابات الإسرائيلية ، من أن سياسات نتنياهو ، في مجال المفاوضات والاستيطان ، وإفشاله حل الدولتين ستزيد من عزلة اسرائيل الدولية ، وتجر عليها عواقب كارثية .
ثالثاً : اكتواء هذه الكتلة العائمة ، شأنها شأن بقية أطراف ( المجتمع الاسرائيلي ) بنار سياسات نتنياهو الاقتصادية ، واستخدامه الفزاعة الايرانية ، لتمرير مشاريع مكلفة ، كشف النقاب عن بعضها كشراء غواصات لا لزوم له بقيمة 500 مليون يورو- حسب مواقف قائد سلاح البحرية الإسرائلي ، وجهاز الأمن الإسرائيلي - ، في حين لم يكشف النقاب عن البعض الآخر ، حيث يرى قطاع واسع من الإسرائيليين ، أن هذه المشاريع ، لصالح مجده الشخصي ، على حساب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للإسرائليين.
رابعاً : شعور هذه الكتلة العائمة ، أن حرب نتنياهو ، على غزة أحدثت نتائج سلبية ، على أمن الكيان الصهيوني ، وفقدان الاستقرار فيه وأنها عكست ضعفاً ، في القدرات التخطيطية ، وفي قراءة قدرات المقاومة الفلسطينية ، وعدم إيلاء المجتمع الدولي ، الأهمية المطلوبة ، ما أوقع ( إسرائيل ) في عزلة خانقة .
ما يهمنا ، ونحن نتابع نتائج الانتخابات ، وتداعياتها ، أن نشير إلى أن مسألة اليمين واليسار نسبية ، وشكلية ، بالنسبة للموقف من الموضوع الفلسطيني ، بحيث يمكننا الجزم ، أن كل الاحزاب الصهيونية على اختلاف تلاوينها ، " عدوة " للشعب الفلسطيني ، ولتطلعاته وثوابته الوطنية وأن الفرق بينها ، هو في درجة الغلو والتطرف ، وفي طريق إدارة الصراع فالبعض يستخدم الوضوح الكامل ، في رفض ، حقوقنا الوطنية والتاريخية والبعض الآخر ، يستخدم أسلوب القفاز الناعم ، وهو أكثر خطورة لأنه يحقق اختراقات هائلة ، لجهة دفع الجانب الفلسطيني ، الاستمرار في نهج المفاوضات ، دون أي تثمير لها.
كفى رهانا ، على لعبة اليمين واليسار ، في الكيان الصهيوني ، كفى رهاناً على الانتخابات الاسرائيلية ، التي لم تخرج يوماً ، عن التنكر للثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني ، وعن التنكر ، لكل قرارات الشرعية الدولية وللقانون الدولي ، واتفاقات جنيف.
كفى رهاناً على لعبة اليمين واليسار ، فاليمين واليسار المزعوم تجمعهما قواسم وثوابت مشتركة ، هي : القدس بشطريها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني / ضم الكتل الاستيطانية الكبرى للكيان الصهيوني / بقاء قوات الاحتلال والمستوطنات في منطقة الاغوار ، واستثمارها اقتصاديا لمصلحة (اسرائيل ) / رفض العودة إلى حدود 1967 وخطوط الهدنة لعام 1949/ الرفض المطلق لحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وأخيراً وفي ضوء ما تقدم ، يترتب على القيادة الفلسطينية ، أن تغادر خيار الرهان ، على تغيير قواعد اللعبة السياسية ، في الكيان الصهيوني ولو نسبياً ، لصالح القضية الفلسطينية ، وأن تجري مراجعة شاملة لنهج المفاوضات البائس ، باتجاه مغادرته نهائيا ، في إطار استراتيجية تعتمد الوحدة الوطنية ، وخيار المقاومة بكافة أشكالها ، كخيار رئيسي ووحيد لدحر الاحتلال ، وبحيث يكون العمل السياسي ، والدبلوماسي ، في إطار تثمير المقاومة ، وليس على حسابها.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
- الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
- باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
- على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
- مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
- مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
- حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
- فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
- اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
- صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس ...
- الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
- ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
- مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
- المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
- رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر
- فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها
- قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
- مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
- أوسلو وأخواتها : خسائر صافية للقضية الفلسطينية
- أسئلة على هامش الحراك الفلسطيني في مواجهة الغلاء


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي