أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد دوير - أهمية أن نتثقف يا ناس














المزيد.....

أهمية أن نتثقف يا ناس


محمد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 09:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا عنوان لمقال للمبدع الكبير يوسف إدريس كتبه ذات مرة كمقال في جريدة الأهرام، وها أنا ذا أستعيره منه مجددا لاعتقادي أن الحال كما كان وقتما كتب مقاله .
في العقل تكمن قوة الإنسان الحقيقية ، فليست القدرة أو الإرادة أو الشجاعة أو الإقدام سوي أدوات يوظفها ذلك العقل الواعي في خدمة قضية ما. وحديثي عن الثقافة هو حديث مباشر عن دور العقل في حياتنا ، العقل الفعال ، الذي يؤسس لذلك المثقف العضوي في اشتباكه مع الواقع ولا سيما حينما يكون واقعا ثوريا كالذي نمر به الآن.
ولقد مررت كغيري بمرحلة السؤال عن كل شيء ، الله ، الوجود ، الحياة ، الإنسان ، الفكر ، الحركة والسكون ، الإيمان ، التغيير ، الوطن ، ... الخ.ولم أخرج من هذا اللغز المتسائل في دهشة سوي بمحاولة المعرفة، القراءة، التثقيف. ولم لا ، والعلم والحضارة والتقدم والوعي هي خلاصات مباشرة لتلك المعرفة التي بدونها يصبح البشر بلا ذوات ايجابية متحققة.من هنا تأتي أهمية الثقافة والمعرفة لتشكيل الوعي.
وإن كنت اعتقد أنه ليس من حقي أو حق غيري أن يوجه أحدا لنوع معين من القراءة أو مستوي ما منها ، فأنه في المقابل أتصور ضرورة أن نتفق جميعا علي أهمية الثقافة في حياة الأمم والإفراد والجماعات. فمن خلالها يتكون والوعي الجمعي وتتوحد الرؤى والأهداف، ومن دونها تتشتت المفاهيم وتضيع بين النسبية المعرفية والأخطاء المنهجية.ونظرا لأن الثورة المصرية ظلت علي الدوام في حاجة إلي ذلك الوعي النظرية بقيمة وأهمية مواصلة البناء الثوري من أجل بناء مجتمع جديد، فإن هذا الفعل يتطلب بالضرورة حالة ثقافية عريضة تتسع لتشمل شباب الوطن حتي يتسني لنا تعميق أهداف ثورتنا و امتلاك أدوات التغيير والقدرة فيما بعد علي بناء تصور للمستقبل. وبدون الثقافة ستظل الحالة الثورية مجرد مسار يكتشف طريق تقدمه خطوة خطوة بلا استراتيجية واضحة المعالم.
وما لاحظته أن أغلب – اكرر أغلب وليس كل – شبابنا لا يميل كثيرا إلي إضاعة جزء من وقته في بناء نفسه فكريا وثقافيا ، وإن تم ذلك لدي القلائل فإنه غالبا ما يتم باجتهاد شخصي منه أو من بعض رفاقه في هذا التنظيم أو ذاك ، وخطورة هذا أنه يؤدي إلي انتقاء معرفي بحسب طبيعة الجماعة التي ينتمي إليها . فمثلا نجد الماركسيين المصريين من الشباب يبدءون مسارهم التثقيفي من حيث النهايات النظرية ، فيبدأ الشاب بالدولة والثورة ، أو الثورة الدائمة ، وهو هنا يقفز قفزة معرفية كبيرة وخطيرة جدا في المعرفة قد تؤدي إلي عسر هضم فكري يحول هذه الشخصية بالضرورة بعد حين إلي مثقف أصولي لا يتقبل الرأي الآخر أو يتقبل حتي مجرد نقده نقدا موضوعيا قائم علي الحجة والبرهان لأنه لم يعرف هذا الرأي الآخر أصلا ، بل يتعدي ذلك إلي حيث اتهامات الخيانة الفكرية واستخدام ألفاظ أقرب إلي ألفاظ التكفيريين. والمشكلة هنا أن البناء المعرفي الاشتراكي يفترض الوعي بمجري التاريخ ، ليس بوصفة قراءة محدودة لقيادة ماركسية أو زعامة تاريخية في الاشتراكية ، ولكن تلك القراءة التاريخية المفتوحة هي احدي أهم شروط المثقف اليساري الذي يريد أن يتعلم من صفحات التاريخ ليس مساره فقط ولكنه مكوناته أيضا وعناصره.إن كل اشتراكي يبدأ من النهاية ، ويتجاهل تاريخ وتطور الفكر المادي والنظريات الاقتصادية المختلفة وتاريخ الحضارة وقيم البشرية ومبادئ الرسالات وقصص البطولات والحروب وقيام وانهيار الحضارات ، إن اشتراكي هكذا هو لا يحمل من الاشتراكية سوي الاسم ، بل علي العكس يصبح عبئا عليها وربما مسييء أيضا.
علي الجانب الآخر يفعل أيضا الليبرالي ذلك حيث يفهم الليبرالية بطريقته الخاصة دون وعي بإطارها الاجتماعي المنشئ لها ولا تطورها عبر مسار التاريخ ، وتجاهل الفرق بين القدرة علي البقاء والقدرة علي الإقناع بأنها نظام صالح للبشرية . هكذا يفعل المثقف السلفي حين يصادر الواقع لصالح فكرة معينة رسخت في ذهنه وقبعت في بطون التاريخ ولا يمكن استعادتها مرة أخري بفعل عوامل كثيرة جدا.
إن التثقيف بشكل عام، في اعتقادي، التثقيف الحقيقي الشامل لهو ضرورة لكل من يشغل نفسه بالعمل العام ، فكلما اتسعت الرؤية الفكرية صار ت القدرة علي استيعاب الآخر أو فهم الواقع أمرا هينا. فالثقافة ستظل هي حامل الوعي الوحيد للإنسان ، ولا يمكن لوسائل الإعلام أو بعض أنواع الميديا الأخري أن تمد الفرد بكل ما يحتاجه من عناصر معرفية تشكل وعيه بشكل حقيقي ، ثم أيضا أن الثقافة ليست هي ذلك الوعي المبتسر والتسليم المطلق برؤية فرد – مهما عظم شأنه – غالبا لم يتطلع الشاب علي قراءات أخري أو رؤى مغايرة .
نحن نمر فعلا بأزمة فكر وجدب ثقافي وفقر معرفي وانجذاب نحو تصورات فردية وتخلف عن مواكبة كيف يفكر العالم ، وملاحقة تلك التطورات الحادثة في الفكر العالمي والعلوم .. وبدون أن نحاول فهم كل ذلك ستظل الأزمة قابعة في نفوسنا قبل أن تستوطن في أوطاننا.



#محمد_دوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الطبقة الوسطي المصرية
- هل الاشتراكية فكرة طوباوية ؟ قراءة في - مناخ العصر - لسمير أ ...
- اليسار المصري .. والأزمة العميقة
- المعهد العربي للدراسات الاشتراكية - دعوة للحوار الجاد-
- هل من بديل للاشتراكية ؟
- لماذا أنا اشتراكي ؟
- القيم الثورية .. وأخلاق الثوار
- الثورة المصرية.. تصحح مسارها بعيدا عن النخبة
- أيها السادة.. النظام لم يسقط بعد
- اليسار المصري .. مساهمة في رؤية جديدة
- التنوير العربي .. في اللاهوت والناسوت
- رسالة إلي رفاق الفكر .. الاشتراكيين الثوريين
- التحالف الديمقراطي الثوري
- رؤية معاصر للدولة في الاشتراكية
- جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية
- اللإخوان.. وصناعة الوهم


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد دوير - أهمية أن نتثقف يا ناس