أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد دوير - جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية















المزيد.....



جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية


محمد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 00:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية


في هذه الدراسة أحاول الاقتراب من موضوع تكاثرت عليه سحب الزيف فكادت أن تحجب الحقائق .إنها علي أية حال صارت قضية الدخيل عليها أكثر من الأصيل فيها . فمابرح المتكلمون بغير علم أو درس يلوكونها حتى صارت عنوانا علي تهافتهم.ولكن منذ متى كانت الاشتراكية واد بغير ذي زرع ونبع بلا ماء، حتى يتركونها تنبت كل يوم في حدائقهم.

أولاً: التوظيف الرأسمالي للدين

إذا قرئ العنوان صحيحاً سيكون الدين معطوفاً علي الاشتراكية ، أي كاشفا عن رؤية الاشتراكية للدين. وإذا قرئ بطريقة خاطئة كما يحلو للكثيرين من أصحاب المصالح فإنهم سيرونه تقابلاً بين فكرتين أو مصطلحين أحدهما بديلا للآخر.
ولأن الاشتراكية العلمية مذهبا اقتصاديا ونظرية في السياسة ومنهجا للتقدم فإنها لا تتقابل أو تتضاد مع الدين الذي هو أحد المكونات الروحية للإنسان منذ فجر التاريخ. فالاشتراكية العلمية لم تظهر في القرن الأول الميلادي كرد فعل علي المسيحية ، ولم تظهر في القرن الأول الهجري كرد فعل علي الإسلام ؛ بل ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر كنقيض وبديل للنظام الرأسمالي عندما كف عن أن يكون قوة تقدمية وصار معوقا للطبقة العاملة في امتلاك حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ولذلك فعندما زاد وعيها بأنها صانعة الحياة تبلور هذا الوعي في فكر نظري صاغه كارل ماركس بعدما استوعب ثقافة عصره واكتشف قوانين التاريخ وتناقضات الاقتصاد السياسي الرأسمالي.
وإذا كانت الاشتراكية العلمية ردة فعل للنظام الرأسمالي،فإنني أعني بردة الفعل هنا المعني النيوتوني أي ستكون مضادة له في الاتجاه حيث أفكارها ونضالاتها تتجه نحو العدالة والمساواة ومحو التفاوت الطبقي الشاسع بين البشر المنتجين وغير المنتجين وإقامة المجتمع الاشتراكي القائم علي توظيف قوي الإنتاج في صالح خير الإنسان وتقييم الأفراد بحسب قدرتهم علي العمل والعطاء ، وبالتالي ستحارب الاشتراكية كل ما يمثل قوة سلبية معوقة لهذا التوجه لأنها حينئذ ستكون معادية لجوهر التقدم البشري بالمفهوم الاشتراكي. وقد دأبت الطبقات المهيمنة علي استخدام بعض رجال الدين في محاربة كل حركات التحرر ويكاد يكون توظيف الدين من قبل الملاك أو الحكام ظاهرة تاريخية تواجدت في كل الحضارات ولدي كل الأمم . يقول بوشنسكي في كتابه الهام الفلسفة المعاصرة في أوربا في هذا الصدد" .. أما من جانب المستغلين من إقطاعيين ورأسماليين وغيرهم فإن الدين في أيديهم أداة ممتازة ليس أفضل منها من أجل السيطرة علي الجماهير وكبح جماحها والتأثير فيها " عالم المعرفة ، ص117 .وسوف نتناول في هذا المقال موقف النظم المستغلة للأديان ومدي توظيفها للمقولات الدينية وفقا لظروف البيئة الاجتماعية الحاضنة.
1- الدين والتدين
الدين في المطلق يعبر عن رسالة تقدمية لخلاص الإنسان من الظلم والشر والطغيان والاستبداد،ويرسخ لقيم إنسانية رفيعة وعلي رأسها تقدير قيمة العمل و إعمار الحياة وتدبر آيات الكون وإعمال العقل، وإذا ما صلح التدين أصبح الدين قوة خلاقة تساعد الإنسان علي التخلص من أوزار وأعباء المجتمع المستغل الذي يعيش فيه، ويساعده علي التحرر من الاستغلال والتخلف والرجعية والجمود. ولكنه يضع الإطار العام للتحرر عبر تعاليم محددة وترك الممارسات الحياتية لظروف الواقع الذي نحدد من خلاله طريقة الخلاص الدنيوي من القوي المستغلة بالأخذ بأسباب و أدوات العلم في هذا التغيير، وهذا ما قصده الرسول الكريم في دعوته للمسلمين عن أنس وعائشة" أنتم أعلم بأمر دنياكم " وأمور الدنيا توجبها المصالح العامة وتنظمها العقود والتوافقات دون قوامة من طرف علي آخر . وبهذا المعني يقف الدين ضد القهر والإجبار سواء علي الكفر أو الإيمان أو اختيار شكل وطريقة إدارة شئون البلاد بما يوافق مصالح العباد ، وكما يقول ابن خزيم: أينما توجد مصالح الناس فثم شرع الله..وهو ما يعني أيضا رفض كل صور الاحتكار سواء الاقتصادي أو الديني فليس من حق جماعة أن تحتكر استثمار عوائد الاقتصاد ولا أن تحتكر تفسير قضايا الدين. والاشتراكية مذهبا ومنهجا تحارب هاتين الخاصيتين وتدعو إلي رفض الوصاية والقوامة الدينية من فئة علي أخري وكذا إلي تشاركية المجتمع في ملكية وسائل إنتاجه تأكيدا لقول الرسول - ص - " الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ والنار "رواه أحمد وأبو داود وهي قوي الإنتاج. وهذا الحديث هو نقطة الانطلاق التي تجزم بتوجهات الفكر الديني الإسلامي الحقيقية إذا ما تخلص من قوة التأثير الرأسمالي كما فعل لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية عندما وقف في مواجهة التوظيف اليميني للدين (عندما تم استغلاله في حماية الاقتصاد الرأسمالي ونمط الثقافة الليبرالية وحركة الأسواق وتبرير الربح والتجارة غير المقننة وحالة التبعية التامة ) وانحاز للتوجه الاشتراكي ولمصالح الجماهير.
2- الرأسمالية والدين
ولكن السؤال الآن ، إذا ما كانت الدعوة الدينية تتوافق مع الطبيعة البشرية التي يتساوي فيها الناس في كل شيء، فمن أين يأتي الخلل؟ أي كيف يمكن لرجال الدين الانحراف بالفهم والتفسير إلي غير ما تقتضي قيم العدل والمساواة؟ والإجابة علي هكذا سؤال قد تحتاج إلي مسح تاريخي يتناول نقاط التماس بين الدين والأنساق الاجتماعية علي الأقل في مرحلتي الإقطاع والرأسمالية. ولكن الذي نستطيع الإشارة إليه هنا أنه ليس هناك موقفا ثابتا للرأسمالية من الدين ، فحينما تتحول أوربا من العصر الإقطاعي إلي الرأسمالي وتنشط حركة العلم وتتبلور مفاهيم الدولة القومية يتكون إحساس وقناعة لدي النظام الصاعد الجديد إلي أن التخلص من زواج المصالح بين الكنيسة والإقطاع أمرا ضروريا ، بيد أن الموقف قد يتغير في ظروف أخري ، أي حينما تشعر الرأسمالية أن مصالحها الاقتصادية تفرض عليها استدعاء التفسير اليميني للدين لأجل انجاز مصالح معينة حينئذ لا تتورع الرأسمالية في توظيف كل قوي الدين في مواجهة القوي المعارضة ، حدث هذا في عصرنا الحديث حينما احتاجت الولايات المتحدة الأمريكية جماعات الإسلام السياسي كدرع بشري في مواجهة تمدد الاتحاد السوفييتي ، وعندما استخدمت الكنيسة الكاثوليكية في مواجهة لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية في ثمانينيات القرن الماضي ، وحينما دعمت القوي الغربية التيار الوهابي في مواجهة محمد علي وعبد الناصر والقوي التقدمية في العالم العربي ، الأمر الذي دفع تلك القوي إلي التعامل مع بلدان الخليج كمحمية اقتصادية للطاقة فوقفت ضد اندماج تلك الدول في القومية العربية أو استخدام مواردها في تنمية الواقع العربي. أما إذا ما تعلق الأمر مثلا بانتشار الحجاب في فرنسا- ولست معه - يواجهونه بحديث العلمانية.إن النظام الرأسمالي يريد ديننا موظفا ، وديننا موظفا لمصلحة رجال الدين أو الاقتصاد يريد نظاما رأسماليا يخدمه ويفتح له قنوات التمدد والانتشار ، وبناء عليه فإن مشروع الإسلام السياسي مؤهل وقادر علي التكيف في ظل النظام الرأسمالي ولديه الاستعداد للاندماج في الجزء التجاري التداولي منه، حيث لا توجد لديه رؤية مستقلة واضحة في الإنتاج.
ولذلك فالاشتراكيون يرفضونه تماما لأنه يخلق تفاوتا طبقيا يعارض الأسس الدينية ويختلف مع أصل التوجه الديني بشكل عام الذي جاء لنشر دعوة العدل ،فالقرآن لم يقل لقد خلقنا أقلية ذات حظوة تستبد بأغلبية ذات حظ تعس وإن امتلأ التاريخ الإسلامي بهذه السمة فإن مرجع ذلك إلي طبيعة القوي الاجتماعية الإقطاعية التي حكمت معظم فترات التاريخ الإسلامي.فعندما كان معاوية يأخذ البيعة لابنه يزيد ، خرج عليه رجلا وقال له: أبايع وأنا كاره للبيعة، فقال له معاوية :بايع يا رجل ، فإن الله يقول " فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" سورة النساء 19. فالتوريث السياسي هنا استدعي التوظيف الديني ، يقول ماركس وأنجلز في البيان الشيوعي 1848 " إن الأفكار المهيمنة في أي عصر إنما هي أفكار الطبقة المهيمنة"وتلك الطبقة لا تدخر وسعاً من أجل الحفاظ علي أوضاعها ومكاسبها من استخدام رجال الدين بل والعلم والفن والأدب أيضا فحينما تولي المعز لدين الله الفاطمي الحكم قال فيه ابن هانيء الأندلسي :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد وكأنما أنصارك الأنصار
3- الرأسمالية العربية
أما عن الفكر الرأسمالي في عالمنا العربي المعاصر فقد سمحت الليبرالية العرجاء والانفتاح المختل بظهور جماعات الإسلام السياسي التي تحاول احتكار الدين في مواجهة احتكار السياسة لدي الرأسماليين ، ولكنهما أيضا اتفقا علي محاربة الاشتراكية ، علي سبيل المثال ترك النظام المصري السابق الفرصة للأصولية لكي تفعل ما تشاء إلا أن تزاحمهم في السلطة السياسية فكان تقسيم العمل بينهما ، سلطة الرقابة والحديث باسم الدين للمتأسلمين وسلطة الدولة والحديث باسم الدولة للرأسماليين ، وهذا التقسيم انتشر وذاع كثيرا منذ سيطرت الكنيسة الكاثوليكية علي كل أوربا في العصور الوسطي.إن جماعات الإسلام السياسي تشكل عبئا إضافيا علي المجتمع وتؤخر مسيرته في النضال ضد الاستغلال بدعاوي ليست من صحيح الدين لأن الدين في جوهره ثورة علي الظلم سواء أتي الظلم من فرد أو جماعة أو طبقة أو دولة.بينما التعصب الديني فهو أحد إفرازات المجتمع الرأسمالي عندما يكون في أسوأ صوره.كلاهما يركز علي الشكل في الثقافة والدين.وكلاهما يسهم في تشكيل مناخ اقتصادي واجتماعي يستفيد منه الآخر فالرأسمالية تستغل الدين من أجل الرضوخ للواقع السياسي الاقتصادي.وضحية هؤلاء وأولئك هم الفقراء الذين تم الضغط عليهم عبر منافذ ثلاثة :الديني حيث الجماعات الدينية، والاقتصادي حيث جماعات المصالح ،والثقافي حيث ثقافة التفكيك ، فإن هاجمت الاقتصاد الرأسمالي في إجحافه للعمال المنتجين فأنت تهدد السلم الاجتماعي ، وإن تعرضت بسوء لهؤلاء الذين يجعلون من الدين أداة في يد السلطة فأنت كافر أو مرتد وإن وجهت نقدا لفلسفات التفكيك الأمريكية فأنت رجعي جاهل. هكذا أحكمت الرأسمالية بأسلحتها البالية الخناق حول الفقراء . ولن ينعم الوطن بحرية حقيقية إلا إذا أنعتق من أسر هذه القيود الثلاثة، أي إذا ما تحرر الفقراء والمنتجين من تلك التابوهات التي تقف حجر عثرة في وجه التقدم.

ثانياً: الدين في الفكر الاشتراكي

الأصل في موقف الاشتراكية أنها نظرية أو مذهب أو فلسفة كلية تهدف ليس فقط إلي تفسير العالم بل تغييره لصالح القوي المنتجة أيا كان موقعها في السلم الاجتماعي يقول ماركس " لم يقم الفلاسفة إلا بتفسير العالم فقط بشتي الأساليب، ولكن القضية ، علي أي حال ، هي قضية تغيير العالم "
1- الدين زفرة المضطهدين
وفي مقابل هذه الرغبة في التغيير واجهت الاشتراكية العديد من الصعوبات والمشكلات المتداخلة كتوظيف الاقتصاد للاجتماع ، والسياسة للعلم، والمال للدين ، والفكر للميديا. وفي سياق تفسيرها للواقع تعارضت مع تفسيرات كثيرة للتاريخ والحياة ومنها بالطبع تفسيرات برجوازية علي الصعيد الفلسفي والسياسي والديني. وغاية التفسير الرأسمالي للدين أنه من الممكن أن يصبح أداة في يد الرأسماليات المحلية أو الأطراف من أجل تمرير أفكارها الاقتصادية أو الثقافية.بينما تنتقد الاشتراكية في الغرب العلماني بوصفها مذهبا يحارب الملكية الفردية لما لها من ثقل في نفوس الغربيين يقول فولتير في وصفه لانجلترا " أنظر إلي بورصة الأوراق المالية بلندن.. هناك يجري اليهودي والمسلم والمسيحي معاملاتهم معا وكأنهم من دين واحد، ولا ينعتون بالكفر غير المفلسين".فالدين هو المال والكفر هو الإفلاس وبالتالي يصبح حق التملك هو عقيدة الدين الرأسمالي في رأي فولتيير، وحينما يتعلق الأمر بمهاجمة الاشتراكية في الشرق الإسلامي يكون ذلك من خلال أنها نظرية تحارب الأديان لما له من قيمة عظمي في نفوس الشرقيين وقد أشار زكي نجيب محمود إلي هذا الاختلاف بين الثقافتين الغربية البرجماتية والشرقية الروحية في كتابه " الشرق الفنان".وهكذا اعتادت الرأسمالية تسخير كل قوتها لكبح جماح التقدم الاشتراكي .
وإذا ما تأملنا الدراسات الاشتراكية سنجد أنها لم تتأسس علي فكرة نقد الدين ولم تقم صرحها الكبير علي مناقشة قضايا الأديان ومسلماتها ، وإنما اهتمت كما سنري بإشكالية توظيف الدين في مصارف الحياة ومذاهبها.وما قدمه فلاسفة ومفكرو الاشتراكية من نقد للفكر الديني لا يعدو أن يكون ملاحظات هامشية لا تمثل حقيقة الفكر الاشتراكي وعندما يتم اقتباس كلمات من مؤلفات ماركس أو أنجلز أو لينين و تفسيرها تفسيرا قسريا فإن هذا لا يعكس حقيقة الموقف الاشتراكي من الدين بقدر ما يعكس منهج الرأسمالية في توظيف الكلمات والعبارت التي تتحول إلي طلقات رصاص في ميدان معركة. وأهم عبارة انتشرت ورددها المرددون منسوبة إلي ماركس هي عبارة " الدين أفيون الشعوب" والتي وردت في كتاب" نقد فلسفة الحقوق عند هيجل" والذي ألفه ماركس عام 1843 وكان عمره وقتئذ 25 سنة في مرحلة أطلق عليها المؤرخون مرحلة ماركس الشاب أو الهيجلي ونص العبارة التي لا يذكرها المتصيدون " .. إن التعاسة الدينية هي في شطر منها ، تعبير عن التعاسة الواقعية. وهي من جهة أخري احتجاج علي التعاسة الواقعية. الدين زفرة المخلوق المضطهد، روح عالم لا قلب له، كما أنه روح الظروف الاجتماعية التي طردت منها الروح، إنه أفيون الشعب". ونلاحظ من هذا النص كيف كشف ماركس عن انعكاس الواقع علي شكل التدين ، فإذا حكمت الطبقة الإقطاعية تحالفت مع الكنيسة علي تراكم الإقطاعيات والثروات وعلي تزييف وعي المأجورين لصالح استمرار هذا الوضع الاجتماعي ، أما إذا حكمت طبقة الرأسماليين والتجار فإن خطاب توظيف الوعي لصالح تلك الطبقة الجديدة يتم أيضا بحيث يضمن عجز الناس عن تغيير أوضاعهم وفقا للفكرة الدينية، وبذلك يصبح مخدرا يساعد البشر علي تحمل أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية البائسة.ولكن السؤال ،هل هذا هو المعني الذي قصده ماركس فحسب؟ . لقد وضع ماركس الطرف الآخر من المعادلة في نفس العبارة عندما أكد أن " الدين زفرة المخلوق المضطهد" أي زفرة ضد الظلم والاستغلال. وبذلك وضع – كمؤرخ وفيلسوف – مظهرا التدين فإما أن يكون الدين زفرة المضطهدين وهو هنا يشير إلي الجانب الايجابي الذي تتبناه الاشتراكية ، وإما أن يكون أفيون الشعوب وهو الجانب السلبي الذي يتبناه أعداء الاشتراكية، وقد أكدت الثورة المصرية صحة موقف ماركس عندما سعت السلفية إلي محاربة الثورة والادعاء بأن الخروج عن الحاكم كفر.وثمة سؤال آخر هل في هذه المقولة دعوة إلي نفي الدين أو نقده؟ الجدير بالذكر أيضا أن ماركس حينما علق بهذا النص العابر عن دور الدين في التغيير أو الثبات قالها ردا علي أهم فلاسفة المثالية في الغرب أي أنه كان حوار بين فلاسفة ليس بين فيلسوف ورجل دين ،لقد قال ماركس هذه العبارة حينما كانت أوربا الكاثوليكية تنهض من ثبات سيطرة الكنيسة علي السلطة والثروة والدين في تحالف هيكلي مع الإقطاع، حينئذ كانت الكنيسة تملك بمفردها حوالي ثلث الأراضي الأوربية بما عليها من أقنان وما تفيض به من محاصيل ومراعي.

2- التدين السلبي
والجدير بالذكر أيضا أن مؤلفات ماركس وأنجلز لا تتوقف عند هذه العبارة بل تذخر بالعديد من الإشارات والملاحظات التي تؤكد علاقة التدين السلبي بالرأسمالية حيث يقولا في الايدولوجيا الألمانية " إن الطبقة الصناعية الكبيرة حاولت إخفاء الدين فلما عجزت حاولت إظهاره في شكل أكذوبة مفضوحة" من خلال مؤلفات كاملة تهاجم الدين والمسيحية علي وجه الخصوص سبينوزا وهولباخ وفولتير وديدرو ودالمبير وذلك علي عكس الفكر الاشتراكي فليس لدي فلاسفة الاشتراكية كتابا خاصا عن الدين ، بل جاءت معظم ملاحظاتهم في إطار تحليلات ارتبطت بقياس مستويات الوعي عند الطبقات الاجتماعية.وذلك باستثناء موقف ماركس من اليهود في الغرب حيث وجه نقدا عنيفا لليهودية في مقاله الهام الذي نشره في مجلة الحوليات الفرنسية الألمانية الشهيرة " حول المسألة اليهودية" أشار فيه إلي أهم المشكلات التي تعوق اندماج اليهود في السياق الاجتماعي للشعوب ، وأدان دورهم التخريبي في البرجوازية الأوربية وكذا استعمارهم لفلسطين مؤكدا أن هذا الاحتلال ليس حلا لمشكلتهم الوجودية بل الحل في نظره يكمن في تحررهم الإنساني والفكري من عبودية المجتمع الرأسمالي والأفكار اليهودية وهذا لن يتحقق في تقديره إلا بثورة اشتراكية، هكذا يبقي تحليل ماركس اقتصاديا اجتماعيا في كافة قضايا الواقع.
بهذا المعني قرأ ماركس التاريخ وتوظيف الأفكار الدينية في تبرير الحكم المستبد أو تفسير أسباب الثروة الناجمة عن استلاب العامل والفلاح وهو ما يؤدي في نظره إلي الاغتراب الناتج عن كل عوامل تزييف الوعي سواء باسم الدين أو غيره. إذن فالعبارة التي اشتهرت في الشرق" الدين أفيون الشعوب "اجتزأت من سياقها ولا تعبر عن حقيقة موقف الاشتراكية من الدين .فهذا لينين يدعو إلي دعم كل تحرك من رجال الدين الشرفاء في اتجاه الحرية والعدالة والمساواة إذ يقول 1905" علينا أن نتابع مطالب أعضاء السلك الكهنوتي الواعين الشرفاء حتى نهايتها ، وأن نربطهم بوعودهم عن الحرية". لقد اتخذت الاشتراكية موقفا مركبا في هذه القضية ، حيث فصلت بين الدين والتدين ، فبينما نظرت إلي الدين كعقيدة ناتجة عن وعي الفرد وبالتالي مستقلة أو يجب أن تكون كذلك عن كل صور السيادة الاجتماعية ، نجدها من جهة أخري تدين علاقة الطبقات الحاكمة بنوع من التدين الذي يستخدم في غير صالح القوي التقدمية في المجتمع.وسوف نكشف في المقالة القادمة عن موقف الاشتراكية من الإسلام.
3- الاشتراكية كعلم
ولكن ما نستطيع استخلاصه في هذا السياق هو الآتي:
1- اعتقد أن الاشتراكية قدمت خدمة جليلة للدين والفكر الإنساني حينما نقلت الفلسفة نقلة نوعية هامة وجذرية من مجال الميتافيزيقا والفكر المثالي إلي مجال الطبيعة والحياة البشرية ، وهي بذلك حررت الفلسفة من اللاهوت ونقلتها إلي مناقشة قضايا الواقع، وخلصت الدين من الفلسفة وربطته بالعبادات. وهي نقلة- في تقدير متخصص في الفلسفة- هامة أفادت الفلسفة والدين علي حد سواء.
2- إن الاشتراكية كعلم بعيدة – كسائر العلوم – عن المعايير الدينية والإحكام الأخلاقية، لأنها علم تفسير حركة التاريخ، وعلم تغيير الواقع ، وعلم الثورة علي الاستغلال، يقول جورج لابيكا " إن الماركسية ليس لها ما تقول حول الدين ، كما أن العلم ليس له ما يقول حول الدين".
3- أكدت الاشتراكية علي فصل الدين عن التدين وفصل التدين عن السياسة، ولم تسع إلي نقد الدين كمعتقد أو نفيه من حياة الإنسان.فالاشتراكية لم تفعل أكثر مما فعل فلاسفة التنوير باعتبارها جزء من هذا المشروع الكبير، ولم تفعل أكثر مما فعل أنصار التنوير الإسلامي حينما أقاموا نظرتهم إلي الدين علي مبادئ العقل والعقلانية أمثال ابن رشد.
4- الاشتراكية تؤمن بكل تشريع بشري أو إلهي يحارب الظلم والفساد والاستبداد فإذا كان الشرع عقل خارج كما يقول حمدي زقزوق فإن العقل شرع من داخل وكلاهما متعاضدان في تدعيم مصالح البشر ، وتلك المصالح يحكمها العلم والمعرفة وتحددها أسس العدل والمساواة ولا تحددها معتقداتهم أو جنسهم أو لونهم يقول لينين " لا يجوز التمييز بين المواطنين بحسب معتقداتهم الدينية أبدا" وهو إذ يرفض ذلك التمييز انطلاقا من نقده لازدواجية المصالح بين الدين والدولة.

ثالثا: الاشتراكية والإسلام
تمكنت الأصولية الإسلامية المدعمة من الرأسمالية الطفيلية والتجارية أن تسخر جزءا كبيرا من قوتها لمحاربة الأفكار الاشتراكية والتنويرية التي تتبني موقفا اجتماعيا يعارض توجهات هؤلاء الأصوليين الاقتصادية والثقافية. وقد استطاعوا بفعل الإلحاح الإعلامي والتواصل المستمر والحفاظ علي مصالحهم من ترويج فكرة خاطئة عن موقف الاشتراكية من الإسلام .
1- في المسالة الشرقية
والباحث المدقق في كتابات المفكرين الاشتراكيين أو مواقف رجالات الأحزاب الاشتراكية والتقدمية في العالم العربي لا يجد موقفا مؤكدا أو دليلا واضحا يجزم بموقف سلبي من الدين الإسلامي فماركس وأنجلز لم يقدما عرضا كافيا للإسلام ، وقد المحنا في المقال السابق إلي أن الدين في ذاته لم يكن ضمن اهتمامات الفكر الاشتراكي بشكل عام ولم تسع الاشتراكية لتوظيف الدين أو استغلاله في صراعها الاقتصادي الاجتماعي مع الرأسمالية ، ولذلك لم نجد الدين الإسلامي علي سبيل المثال مطروحا كثيرا في فكر أي من هذين الفيلسوفين الكبيرين باستثناء ما جاء " في المسالة الشرقية " في معرض الحديث عن الاستعمار الغربي لدول الشرق ومعظم هذه الكتابات جاءت في صورة إما مقالات صحفية أو رسائل متبادلة بين ماركس وأنجلز ، والواضح منها أن أنجلز كان أكثر دراية بمسالة الشرق من ماركس الذي اعترف أن معلوماته عن هذه المنطقة ضئيلة جدا ، بينما امتلك أنجلز قدر معقول من الملاحظات حول الشرق وسماته الاقتصادية ونمط الإنتاج الخاص به وإن كانت هي أيضا غير ناضجة بالشكل الكافي وهذا ما اعترف به أنجلز أيضا حينما ذكر أنه حاول تعلم اللغة العربية لكي يقرأ تاريخ شعبها ولكنه عدل عن ذلك نظرا لصعوبة تعلم تلك اللغة واستبدلها بتعلم الفارسية ، إذن فملاحظات ماركس وأنجلز عن الشرق جاءت معظمها متعلق بنمط الإنتاج هناك . بينما سمحت الظروف للينين بالاقتراب أكثر من الدين الإسلامي لا سيما بعدما نشأت كثير من الجمهوريات السوفييتية الإسلامية داخل نطاق الدولة الجديدة بعد الثورة . ولكن مدار الاهتمام أيضا لم يكن بحث في طبيعة الدين الإسلامي بل علي العكس ستكشف النصوص التالية عن عمق إيمان لينين التام بحقوق الأقليات في ممارسة العبادات دون أدنى تدخل ،إذ يري أن الدين الإسلامي هو أحد المكونات الأساسية للدولة السوفييتية فعندما نجحت الثورة توجه لينين بنداء إلي مسلمي الدولة الجديدة يقول فيه : " أن الحكومة السوفيتية تعلن علي رؤوس الأشهاد أن عقائدكم وتقاليدكم ومؤسساتكم القومية والثقافية حرة ومصونة ، نظموا حياتكم القومية بحرية ودون أية عراقيل ، ذلك حق من حقوقكم وأعلموا أن حقوقكم ، كما هو الحال بالنسبة لحقوق جميع شعوب روسيا تحميها الثورة وهيئاتها المتمثلة بمجالس نواب العمال والجنود والفلاحين، وبكل ما أوتيت من قوة " كان ذلك عام 1917 وبعد ثلاث سنوات قال لأحد قادته وهو يهم بحكم بعض مناطق الجنوب " أرجوكم مرة أخري أن تعملوا بحذر وأن تظهروا التأكيد علي الحد الأقصى من حسن النية حيال المسلمين ولا سيما عند دخول داغستان .ما استطعتم اظهروا علي رؤوس الأشهاد التحيز للمسلمين ولحكمهم الذاتي واستقلالهم" ،وعندما استولي أحد جنرالات القيصر علي مصحف عثمان من مدينة بخاري أمر لينين بعد الثورة باسترجاع المصحف فورا وهو المحفوظ الآن بمدينة طشقند.. هذا الموقف اللينيني العظيم لم يمنعه من إدراك قوة اليمين الإسلامي الذي كان يقف بالمرصاد للتقدم الاشتراكي فحذر منه وحاربه واصفا هذا التدين الرجعي بأنه عقبة في وجه التقدم والثورة علي الظلم .
2- الاشتراكيون العرب ومواقفهم
أما الحديث عن موقف الاشتراكيين العرب من الفكر الإسلامي فلاشك أنهم أسهموا بنصيب وافر في تدعيم الرؤية العقلانية والتفسير الإيجابي للدين الذي يسهم بصورة فعالة في ضم الفكر الديني في إطار معركة التحرر الوطني والتنمية المستقلة والثقافة الوطنية الديمقراطية . ولكن الصراع الدائر بين صورتي التدين التنويرية والأصولية كان محتدما وأخذ صورة إقصائية غير مسبوقة ، وغالبا ما تلاحق الإشاعات والمحاكمات والضغوط المعنوية علي هذا التيار التنويري في الثقافة العربية بشكل عام والفكر الاشتراكي بصورة خاصة ، فقد لاحق هذا التيار الوهابي كافة المفكرين الذين حاولوا إعمال العقل وتوظيف الفكر الديني لصالح التقدم بدءا من طه حسين وعلي عبد الرازق وقاسم أمين وانتهاء بخليل عبد الكريم وحسين مروة ونصر حامد أبو زيد.
إن التنكيل بالثوار والمفكرين ذوي التوجه الاشتراكي أو الباحثين عن العدالة الاجتماعية سمة عبر التاريخ حيث تم ذلك في عصر الدولة العباسية عندما أمر المعتصم بتصفية الثورة الشعبية التي قام بها الفلاحون ضد الدولة الإقطاعية العباسية عام 223 هـ وكذلك مع ثورة الزط في البصرة حيث نقلهم المعتصم علي أطراف الدولة العباسية عرضة لغارات الروم التي قضت علي الثوار. وحاربتهم الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية في ثمانينيات القرن الماضي بدعوي أن لاهوت التحرير مروق عن تعاليم المسيح ، وأمر الخوميني بتصفية الفدائيين الماركسيين الذين أيدوا ثورته بقتلهم في الشوارع. وهكذا استخدم الإقطاعيون والرأسماليون واليمين الديني أساليب عدة في مواجهة الاشتراكيين منها نقد الفكر الاشتراكي وعقاب الاشتراكيين والتحريض ضدهم وتجاهل الفكر الاشتراكي في الجامعات ومعاهد البحوث والمؤسسات التعليمية..الخ
إن الهجوم المتواصل علي الاشتراكية ليس له ما يبرره سوي أنها تشكل خطرا داهما علي أصحاب المصالح من اليمين في صورتيه الليبرالية والدينية.بحجة الحديث باسم الدين واحتكار فهمه وتفسيره فكما تواجد في التاريخ المسيحي من يقول أن البابا هو ظل الله علي الأرض ، تواجد في التاريخ الإسلامي أيضا من قال بذلك حينما أعلن الخليفة أبو جعفر المنصور " أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده"وبسلطان الله هذا قتل من الناس الكثير وعلي رأسهم أبو مسلم الخرساني علي ما له من فضل عليه. ويذكر ابن كثير في البداية والنهاية خطبته الشهير التي قال فيها " إن من نازعنا هذا القميص أوطأناه ما في هذا الغمد ، ومن نكث ببيعتنا فقد أباح دمه لنا " هكذا تداخلت السياسة بالدين والحكم بسفك الدماء والطغيان، وكما كانت المسيحية في العصور الوسطي تري أنه لا انفصال بين العقيدة والدولة وعبر عنها القديس أوغسطين بكتابه " مدينة الله " كذلك وجد في الإسلام من يقول أن الإسلام دين ودولة. علي خلاف مقولة الرسول " ص" في حجة الوداع " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " وليس دولة.
3- الاشتراكية ولاهوت التحرير
إن السؤال الذي طرحه لاهوت التحرير: ما فائدة الإيمان في الحياة ؟ إن لم يكن رد الظلم والبحث عن العدل والحرية فماذا يكون؟ .. ولذلك فقد قرروا أن يأخذوا الدين بأيديهم بعيدا عن هؤلاء المتحدثين باسمه لينجزوا به ثورتهم نحو العدالة الاجتماعية.ودائما ما تواجد في كل مراحل التاريخ من يدعو إلي حقوق الحرية والعدل والمساواة ، والمسح التاريخي المدقق يكشف عن مثل هذه الدعوات التي أخذت صورا ثورية في بعض الأحيان. وفي مقابل ذلك أيضا تواجدت أفكار تحاول عبثا أن تربط التوجهات الدينية بالفكر الرأسمالي ، وسنعرض هنا بشكل عاجل لملامح تلك التوجهات .
اختلف مفهوم العدالة وتفسيراته في الفكر الإسلامي السياسي ،وإن دارت فحواها حول ما ذكره سيد قطب في كتابة العدالة الاجتماعية في الإسلام " حق الفقراء في ثروة الأغنياء" ص 18.وهو حق يكرس التفاوت الطبقي بغير سند لديه يجزم بذلك الحكم، وحينما يحاول الاستدلال يفسد من بين يديه، حين يؤكد أن " احترام الملكية الفردية شرط من شروط احترام الطبيعة الإنسانية " ص 104 وهو بذلك يتفق مع الفكرة التي أسس لها هيجل ونقدها ماركس بأن مبادئ الرأسمالية متوافقة مع الطبيعة البشرية ،وهذا الرأي الذي قال به قطب لا يمنعه من الدعوة بعد قليل في نفس الكتاب إلي الملكية العامة والتأميم.، إذ عادة ما تختلط أفكار الإسلاميين في الموقف الاقتصادي. ومرجع ذلك يعود إلي إشكالية اختلاف أو اختلال التعامل مع النصوص وخاصة ما يتعلق منها بالإطار الاجتماعي، الأمر الذي يفسر قيام ثورات اجتماعية عديدة في المجتمعات الإسلامية، ثورات معظمها بني علي قاعدة اجتماعية اقتصادية أو قومية عرقية.فالقرامطة علي سبيل المثال جعلوا الدين شكلا من أشكال الوعي الاجتماعي حينما استخدموا النص القرآني في الدعوة للعدالة الاجتماعية والمساواة التامة بين الناس في توزيع الثروات.
من جهة أخري فان القول بأن الإسلام يدعو إلي الاشتراكية ليس مقصدنا علي الإطلاق ، لأن الأديان تدعو إلي قيم إنسانية واحدة متعلقة بمبادئ عامة وأحيانا مطلقة ، ولكن ما قصدناه هنا هو ضرورة فصل الدين عن التوظيف السياسي والاقتصادي ،يقول سمير أمين أن القول باشتراكية إسلامية أو اشتراكية مسيحية قول لا معني له ، كان نقول أن هذا الرقم اصفر اللون.فانحطاط أو تقدم المسلمين لا يرجع إلي الإسلام بل إلي العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تحكمها ظروف الوضع الدولي والصراع المحلي فالنص هو هو ولكن التعامل معه يختلف باختلاف الأفراد وفي هذا الإطار يقول الأمام علي" وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين، لا ينطق بلسان ، ولابد له من ترجمان ، وإنما ينطق به الرجال". إذن فالثابت في الدين هو العقيدة أي الإيمان والتسليم بينما المتغير هو الشرع الذي يتم بحسب مقتضي الأحوال ومصالح الناس وقد اختلف فقه أبو حنيفة عن فقه مالك لاختلاف البيئة الاجتماعية التي كان يعيش فيها أبو حنيفة في الكوفة المدينة التجارية عن تلك التي كان الأمام مالك يحيا فيها في المدينة حيث حياة البداوة.
خلاصة القول.. إن ما يوجه من نقد للاشتراكية في موقفها من الدين لا سند له في الفكر أو الواقع ، إنه موقف إيديولوجي دعمته الرأسمالية الطفيلية والإسلام الوهابي وأصحاب المصالح الرأسماليين الذين يضيرهم صحوة بلدان الشرق وامتلاك مصيرهم التنموي بأيديهم.



#محمد_دوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللإخوان.. وصناعة الوهم


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد دوير - جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية