أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - نموذج للوقاحة بعد تظاهرات الأنبار















المزيد.....

نموذج للوقاحة بعد تظاهرات الأنبار


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما يتعلق الأمر بحياة الناس، وحق الحياة أبسط حق أزلي، (وبالأخص في وقت يمزق فيه الإرهاب أجسادهم بين آونة وأخرى في عمليات جبانة غادرة لا تحمل أي قدر من الشجاعة أو الرجولة سوى الحقد الأعمى البليد) فلا مجال للمجاملة ولا مجال لحمل النفس على تجنب تسليم المسيء إستحقاقه بيده.
النائب عما تبقى من إئتلاف العراقية السيد حميد كسار قال بالحرف الواحد:
"لم تكن تظاهرات الرمادي والفلوجة طائفية أبداً وإطلاقاً"
قالها في فضائية "الحرة – عراق" / برنامج "بالعراقي" يوم 24/3/2013.
لا أقول جازماً إن السيد كسار حاول أن يخدع محاوريه ومشاهديه، إذ ربما هو مقتنع بما إدعاه من براءة تظاهرات الرمادي والفلوجة من الطائفية.، وذلك قياساً على ما قرأتُ في ملامحه وهو يطلق ذلك الكلام وغيره من الكلام المشابه، بكل يقين وإطمئنان.
أين العيب، إذاً، إذا لم يكن الرجل كاذباً أو مخادعاً؟ وما هو مصدر إثارتي حتى أصفه بالوقح؟
المشكلة هي أن السيد كسار إعتبر أن ما أطلقه المتظاهرون في الرمادي والفلوجة سواءً في الهتافات أو الصور والشعارات المرفوعة التي مثلت قمة الطائفية وقمة الرفض للآخر وطعنه في وطنيته ودينه بل وتكفيره وتهديده ب"الزحف إلى بغداد لإستردادها من العملاء ونشر الإسلام فيها" – إعتبرها السيد كسار أموراً إعتيادية لا غرابة فيها ولم تحرك فيه أي قدر من الشعور بالحياء حيال الآخرين من أبناء وطنه المُعتدى عليهم مهما كان عددهم أغلبية ساحقة أو أقلية فحرمة القيم واحدة.
لا أريد أن أخوض في تفاصيل ومفردات الإساءات الطائفية الإقصائية الرافضة للآخر ولحقوقه الأساسية في الحياة، تلك الإساءات التي إنبعثت من الأعماق بصدق ووعي وتصميم لأنها أُطلقت في ساعة حماس الجاهل الذي ظن أنه أحكم اللعبة بعد أن قصّر وفرط، عن عمد، بمصالح الأبرياء فأججهم ودفعهم لأغراضه الرامية لإسقاط الدستور والديمقراطية بحجة المطالبة بإنصافهم؛ فرفع وتيرة زعيقه وحَسِبَ أنه سيزلزل الأرض تحت أقدام "الخنازير أولاد الخنازير الصفويين العملاء" لكنه صُفع صفعة شديدة كالها له تعقل الحكومة وديمقراطيتها فخاب أمله وأسرع لتعَديل شعاراته وعاد إلى تكتيكاته المعهودة البائسة – أقول لا أريد الخوض في تفاصيل الإساءات فقد باتت معروفة للقاصي والداني لا في العراق وحسب بل في أرجاء الدنيا أيضاً (إلا للسيد حميد كسار والسيد جاسم الحلفي صاحب شعار "الحريات أولاً" والسيدة هناء أدور زميلته في منظمات المجتمع المدني وهما اللذان طلقا الماركسية ومعها الصدق منذ زمن)؛ لذا فإنها حجبت التعاطف، إلا بحدوده الدنيا، حتى عن المشروع من مطالب المتظاهرين؛ لأن الناس أينما كانوا يمتلكون وضوحاً تاماً بثقافة التظاهر من أجل الحقوق وأسلوب تنظيم التظاهرات وإدارتها وصياغة شعاراتها وبيان توجهاتها وإلتزام حدود الحريات حتى ولو أنها باتت واسعة على أرض العراق لأول مرة في تأريخه.
وبناءً على ذلك فقد رفض الرأي العام الداخلي والخارجي (على قلة إهتمامه بتلك التظاهرات) السلوكَ المشين للتظاهرات وأدركوا أن نوايا سيئة وتخطيطاًت مشبوهة تكمن ورائها خاصة وأن الأماكن التي إنطلقت فيها تلك التظاهرات أقنعت العالم منذ بداية سقوط النظام البعثي الطغموي* بأنها حواضن للإرهاب الذي أودى ويودي حتى يومنا هذا بحياة عشرات الآلاف من أبناء وبنات العراق الأبرياء، والذي أساء للأسف لإسم السنة العرب العراقيين عموماً وهم براء منه.
ثانيةً أقول: لا أريد أن أخوض في مفردات الإساءات الطائفية التي رافقت التظاهرات، بل أريد أن أشير إلى المعنى الذي يكمن متجسداً في مفردة واحدة فقط من بين العشرات لتُظهر كم كان السيد كسار وقحاً عندما تجاهل أو لم يحس بحضور النفس الطائفي قوياً في التظاهرات، ألا وهي رفع صورة صدام رئيس النظام البعثي الطغموي المشنوق قضائياً لإجرامه.
إن رفع صورة أي شخص فوق الرؤوس لهو تمجيد وتبجيل لصاحب الصورة (ما لم يُشَر إلى عكس ذلك تحديداً ووضوحاً)، وهذا ينطوي على تزكية وتأييد الأعمال التي قام بها.
وأي أعمال قام بها صــــــــــــــدام؟!!!.....
أليست هي، وبإختصار شديد جداً، التطهير العرقي والطائفي وجرائم الإبادة الجماعية بدلالة مئات المقابر الجماعية في أنحاء العراق وضرب مدينة حلبجة والأهوار بالسلاح الكيميائي وتدمير (5000) قرية كردية وقتل (182) ألف كردي في حملة الأنفال وقتل أكثر من ربع مليون مواطن في إنتفاضة ربيع عام 1991 الشعبانية؟ ألم تدخل دبابات النظام بقيادة "الفريق" حسين كامل إلى النجف لقمع الإنتفاضة وعليها لافتات بالخط الواضح : "لا شيعة بعد اليوم"؟ ألم يقترف النظام جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب؟ ألم يشعل حرباً بالنيابة (منكم الرجال ومنا المال!!) مع إيران ويحتل الكويت بدفع ممن أرادوا تمزيق حتى المتبقي الهزيل من التضامن العربي حتى أوصل العرب إلى حالة إحتمال ضياع القدس أمام أعينهم و"مناضلوا" الدوحة مشغولون في تمزيق لحمة الشعب السوري وتدمير إقتصاده وتفتيت جيشه لأنه جيش الممانعة العربية الوحيد الباقي بوجه الأطماع الإسرائيلية؟
كل هذه الأهوال لم تنتج وخزة ولو ناعمة في ضمير السيد حميد كسار!!!
إن مشكلة السيد حميد كسار الزوبعي، النائب عما تبقى من إئتلاف العراقية، بهذه الصيغة الموغلة بالإستهانة ببني وطنه، هي أكثر سوءاً مما لو كان السيد الكسار يكذب أو يحاول الخداع.
غير أن المشكلة لم تتوقف عند هذا الحد. بل أنكر السيد كسار (أو ربما رآها أمراً طبيعياً أيضاً) إستفادة الإرهابيين من التظاهرات وحضورهم المباشر فيها وظهورهم علانية على منصة قيادة التظاهرات بلثامهم وسيوفهم وخطابهم الصريح. كما أنكر تزامن توسع العمل الإرهابي في بغداد وفي الحلة والموصل مع تلك التظاهرات وهذه المدن قريبة من مواقع التظاهرات، فالعلاقة واضحة. والعلاقة واضحة أيضاً مع إطلاق سراح آلاف سواءً من المتهمين ممن كانوا ينتظرون التحقيق (وأراهن على تورط 90% منهم بالإرهاب لأن الإرهابيين ببساطة يسرحون ويمرحون في تلك المناطق ولا يقومون بالإبلاغ عنهم وهي جريمة يعاقب عليها القانون) أو الذين أنهوا محكومياتهم وأُطلق سراحهم على أمل التحقق لاحقاً فيما إذا كانوا مطلوبين لأمر آخر. أوردت فضائية الحرة في 3/3/2013 ما يلي:
ألقي القبض على حارث حسين الغريري وهو يزرع عبوة ناسفة في مرآب المحمودية علماُ أنه من الذين أطلق سراحهم قبل أربعة أيام!!!
ثم إنتقل السيد كسار في حديثه إلى صفحة النيل من معنويات القوات الأمنية والعسكرية والنفخ في جثة الإرهابيين النتنة لإنعاشها. فهو يقول:
"الوضع الأمني بيد رئيس الوزراء . عيب بعد عشر سنوات وتحدث هكذا خروقات".
ويقول:
"إذا كانت هناك أجندة خارجية وراء التفجيرات فلنسلمهم أمرنا".
أسألُ السيد الزوبعي: هل سلّم الأمريكيون والبريطانيون والروس والباكستانيون والهنود وغيرهم أمورَهم إلى مخططي ومنفذي الهجمات الغادرة الجبانة والمتسترين عليهم، وهذه نظم مستتبة بعضها بلغ من العمر مئات السنين لا عشرة صاخبة بالإرهاب والمخربين وليس في شعبها من تحجر عقله وجمدت بصيرته وغاب ضميره؟
أنكر السيد كسار كل ذلك أيضاً وراح يطالب بقطف ثمرة ألنوايا السيئة التي إختبأ أصحابها خلف التظاهرات إذ قال:
"لا ضير من الإستعانة بقادة أمنيين حتى لو كانوا من النظام السابق"،
وأكرر ما ذكرتُ من قول له قبل قليل:
"إذا كانت هناك أجندة خارجية وراء التفجيرات فلنسلمهم أمرنا".
إنه يعلم جيداً أن كل من أبدى إستعداده من ضباط الجيش السابق للخدمة المخلصة في الجيش الجديد قد أُعيد إلى الخدمة رغم أن بعضهم أبدى الإخلاص نفاقاً وإندساساً. فطلب السيد كسار الإستعانة "بقادة أمنيين حتى لو كانوا من النظام السابق" أي من الذين أصروا على سلوك طريق الإرهاب المباشر، وهذا طلب يرقى إلى طلب تسليم البلد وأرواح الناس بيد قاتلي العراقيين بالأمس واليوم.
إنه لا يطالب منتخبيه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية للقضاء على الإرهاب كما يفعل جميع مواطني دول العالم الأسوياء، بل يطالب بتسليم أمن العراق للطغمويين الذين ساموا أهله مر العذاب، ويطالب بالإستسلام للخارجي الشرير من الدول وهي تركيا وقطر والسعودية لتتحكم بمصير العراق والعراقيين.
إن السيد كسار يريد، كما أراد من طالب بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب والمخبر السري وطالب بتمرير قانون العفو العام – يريدون إنتزاع حق لهم في قتل العراقيين دون حساب تطبيقاً لناموس عملهم الذي مارسوه على أرض الواقع منذ سقوط نظامهم الطغموي الفاشي وهو: أحكمك أو أقتلك أو أخرب البلد.
بعد أن إستمعتُ لتصريحات النائب السيد حيدر الملا (من واشنطن بعد أن قابل وزارة الخارجية الأمريكية) الذي ذكر إسم السيد حميد كسار كأحد أبطال كيان "متوحدون" الذي شكله السيد أسامة النجيفي، وبعد أن ذكر الملا (وهو زميل النجيفي وكسار حتى قبل أيام معدودة بعد أن شكل السيد صالح المطلك والملا كياناً بإسم "إئتلاف العراقية العربي") – ذكر الملا أن كيان "متوحدون" يسير في نهج خطة نائب الرئيس الأمريكي السيد بايدن القاضية بتقسيم العراق – أقول بعد أن إستمعت لأقوال السيد الملا لم أستغرب أقوال السيد حميد كسار المبحوثة أعلاه.
إنها الوقاحة بعينها، فتباً لذلك النائب وتبا لمن على شاكلته في كل مكان وزمان في العراق والعالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل السيد محمد صادق الصدر: صدام أم الكهرباء؟
- أَفسِدوا عليهم خطتهم التخريبية
- لا تأجيل للإنتخابات ولا مؤتمر في أربيل
- ميزانية عام 2013: -الدكَاكَ يفك اللحيم-
- الأيام كشفت مصداقية التحذير من تظاهرات 25 شباط 2011(4/4)
- الأيام كشفت مصداقية التحذير من تظاهرات 25 شباط 2011(4/3)
- الأيام كشفت مصداقية التحذير من تظاهرات 25 شباط 2011(4/2)
- جزى الله الدكتور صالح المطلك ألف خير!!
- أقيلوا أسامة النجيفي3/3
- الأيام كشفت مصداقية التحذير من تظاهرات 25 شباط 2011(4/1)
- أقيلوا أسامة النجيفي3/2
- أقيلوا أسامة النجيفي2/1
- مرة أخرى، لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب!!
- أسامة النجيفي يواصل حلمه في العودة إلى المربع الأول
- إذا فرضوا القتال فليحسم لصالح الديمقراطية
- دعوة نواب إئتلاف العراقية الإتحادَ الأوربي لمحاصرة العراق
- بين تكتيك علاوي وستراتيج المالكي!!
- أهلاً بزيارة الشيخ القرضاوي ...بشروط....وإلا....
- الموقف من القضاء يكشف ضعف الوطنية لدى البعض!!
- تعقيب على رأي السيد كفاح محمود كريم بشأن الأقاليم


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - نموذج للوقاحة بعد تظاهرات الأنبار