أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الاله بسكمار - العولمة المتوحشة .......من أجل ألا نصبح روبوتات غبية














المزيد.....

العولمة المتوحشة .......من أجل ألا نصبح روبوتات غبية


عبد الاله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 18:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كما لو أن الأمر يتعلق مثلما يبدو لكل من يملك تعليما متوسطا أو ذكاء متواضعا بحركة بشرية هنا والآن وفق ترسيمة محددة سلفا ، ترسيمة " مبرمجة " عبر آليات مدروسة متوقعة ، ليس وراءها سوى الشركات العملاقة والمؤسسات الجهنمية أو بمعنى أدق الشركات المتعددة الجنسيات ، فالعولمة المتوحشة الآخذة في الامتداد والانتشار تتحول تدريجيا وبانسيابية رهيبة إلى " أمركة " بما تعنيه من نشر " النموذج الأمريكي " في الثقافة والقيم والمعرفة وهو شيء خطير بالطبع لم يسبق للبشرية أن عرفته طيلة تاريخها ، إذ بمعزل عن مقولة الغالب والمغلوب الخلدونية وحتى مقولة التقدم والتخلف الحداثية فالأمركة تصادر حق الاختلاف والتعدد بالنسبة للشعوب الأخرى خاصة المقهورة والمستضعفة منها والأمر ليس تهويلا أو وهما أو هوسا ذاتيا أو هياما بخصوصية معينة ، ما دامت المجتمعات الأوربية نفسها تشكو من اكتساح الثقافة الأمريكية لرأسمالها الرمزي ، وعلى حساب ثقافاتها الخاصة ....
الآليات الجهنمية تبدأ بشيفرات الحاسوب وتمر عبر السوبير مارشي وبورصة القيم ولا تنتهي عند شبكة مطاعم ماكدونالد ، طبعا العولمة المتوحشة لا تحصر عملها في الاستهلاك المحض - وهو فعل بشري معتاد يوازي الإنتاج بمفهومه النبيل – لكن صلب الإشكال يتجلى في تحويل الإنسان نفسه إلى حيوان استهلاكي يعيش عبرقوانين العرض والطلب ويذوب في السلع ليصبح هو نفسه سلعة في نهاية المطاف ، أليست العولمة المتوحشة تنميطا للإنسان و قولبة له بحيث تعيد تشكيله وفق ترسيمتها وفي أفق إنسان ذي بعد واحد بتعبير المفكر الأمريكي الراحل هربيرت ماركيوز فيلسوف الثورة الطلابية ( ماي 1968 ) ذلك هو البعد الاستهلاكي ، يمكن أن ينحدر فعليا إلى بعد تسطيحي تضبيعي بمعنى الكلمة .... نوفر لك وبمواصفات السوق ما أنت محتاج إليه وأكثر بشرط أن تقبل بقوانين السوق ووحشيته ومنها أن تصير أنت نفسك بعضا من هذه القوانين ، بين هذا وذاك تتبخر أوهام الحرية والديمقراطية والتعددية والاختيارات البشرية ومعها خصوصيات الشعوب ورأسمالها الرمزي وحقها في العيش الكريم أيضا الشيء الذي عبرت عنه حركة احتلال وول ستريت ومعها الحركات المضادة للعولمة في القارات الخمس ثم الاحتجاجات المضادة للمؤتمرات والتمثيليات الهزلية التي يؤديها رؤساء وزعماء الدول المتحكمة في زمام الأمور حول البيئة والتصحر والفقر والجوع في العالم ، لقد سبق لمنظمة الألوية الحمراء في ايطاليا صحبة اليسار الجديد المناضل أن سجلت في أدبياتها بالحرف "إننا نعيش عصر الدولة الشمولي وإذا لم نبادر بالهجوم ابتلعتنا كما ابتلعت غيرنا " وبذلك بررت قتلها واغتيالها لرموز النخبة السياسية بأن كل رمز يسقط يوازي انتفاضة في العالم الثالث (.....) ، ألم يسبق للمفكرين والمبدعين الغربيين أن أكدوا أن قوى القمع أصبحت تستعين بكل الأساليب ديمقراطية كانت أم ديكتاتورية ؟ وعلى العكس تماما ففي الوقت الذي بشر البعض بنهاية عهد الدول ذات السيادة نلمح تغول الرأسمال المتوحش حاليا في كل مكان وعلى حساب أغلب الشعوب بما فيها الشرائح المغلوبة على أمرها في الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية نفسها وهي ومعها الشعوب المستعمرة سابقا من يؤدي فواتير الأزمة الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية الجديدة / القديمة والعولمة المتوحشة ، والغريب أن تناقض هذا النظام الفظيع تعبر عنه آليات الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك لترويج العجلة الاقتصادية لكن في نفس الوقت تتسيد الدعوات إلى شد الأحزمة وبرامج التقشف المتجهة أساسا إلى الخدمات التعليمية والصحية والوظيفية التي تستفيد منها غالبية الشعب الفقيرة أو المتوسطة .
تبعا لمنطق الأشياء نفسها فالعولمة المتوحشة الحاملة لتناقضاتها الداخلية ما فتئت تفرز هي الأخرى قوى مضادة نابعة من صلب معاناة الشعوب ومتوجهة عموما ضد هذه العولمة التنميطية وآثارها المدمرة على كل البشرية ، فلا نهاية للتاريخ إذن !!!! القوى المضادة للعولمة تشمل من وجهة نظري حركات البيئة قوى المجتمع المدني المنظمات غير الحكومية الهيات الحقوقية القوى المناضلة في العالم الثالث بمختلف تلاوينها الحركة المضادة للبورصة بعض الأقليات المضطهدة التيارات الثقافية المعبرة عن الشعوب وتطلعها نحو الانعتاق والتحررفي إطار عالم منصف للجميع ،عالم متعدد الثقافات وان كانت تجمعه الحضارة التقنية الحالية أو ما يطلق عليه البعض العالم المتعدد الأقطاب فلتوجه القوى المناضلة كل جهودها ولتتكتل في أفق عالم أفضل لنا ولأبنائنا .



#عبد_الاله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع المغربي و.....العبث في كل اتجاه
- عن الثقافة الانتهازية و....بالوعات التاريخ
- في أوهام الكتابة .....
- ملف الصحراء ....عناد التاريخ
- سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟
- محنة الفكر والموقف : أنت حقيقي ...أنت منبوذ
- فصل من رواية -قبة السوق- ج2
- بين الكونية والخصوصية ....هي فوضى ؟؟
- اليسار المغربي...والمصير المجهول
- حروب داحس والغبراء...أي أفق ؟؟
- الكاتب الصحفي عبد الكريم الأمراني في لقاء مع جمهوره بتازة: م ...
- درس عابد الجابري
- النادي التازي للصحافة يستضيف الكاتب الصحفي عبد الكريم الأمرا ...
- مشاريع مجمدة بتازة وأخرى على الرفوف
- من مجازات الديمقراطية بالمغرب


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الاله بسكمار - العولمة المتوحشة .......من أجل ألا نصبح روبوتات غبية