أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الاله بسكمار - عن الثقافة الانتهازية و....بالوعات التاريخ














المزيد.....

عن الثقافة الانتهازية و....بالوعات التاريخ


عبد الاله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 03:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عن الثقافة الانتهازية و....بالوعات التاريخ

تتشكل الصورة النمطية للفاعل التقدمي أو الحداثي عموما من تشكيلة خطابية أساسية تقوم على مفاهيم التحرر والديمقراطية كبعد كوني ثم أولا وأخيرا مركزية العدالة الاجتماعية ، وهناك تداخل بين القراءة الليبرالية واليسارية لهذه المفاهيم ، لست منظرا فكريا لكني أومن بالرصيد النظري لكل فاعل تقدمي أو حداثي ،بالطبع الرصيد المعرفي المفصول عن أفقه النضالي اليومي يظل مجر د لغو أو ظاهرة صوتية وهذا بالضبط ما وسم كثيرا من التنظيمات المحسوبة إما على المعسكر التقدمي أو الحداثي عامة وتتسع الفجوة بشكل رهيب حينما يتعلق الأمر بدخول بعض هذه القوى نفسها إلى معسكر السلطة أو ما يتوهم أنه كذلك ، وعبر هذه الفجوة ينفصل الفكر والنظروحتى الموقف السياسي عن الناس عن الشعب وتغدو الممارسة السياسية مجرد خوض في الماء العكر وسلسلة من المناورات الدنيئة وترتيب لأولويات معكوسة وسعي لتحقيق المصالح الخاصة بكل الطرق والوسائل مع أن الهدف الأصل للتشكيلة الخطابية المعنية لايشك في نبله ورفعته و " صفائه "...
ما دمر الفكر اليساري في مختلف أنحاء العالم العربي ومنه المغرب هو هذه الفجوة بالضبط بين النظرية والممارسة بين الشعارات وواقع الحال والمفجع أن اليسار المغربي كان دائما يقدم نفسه كطليعة مؤطرة للناس والشعب من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، فلما بدأ الدخول إلى المؤسسات منذ 1975 بدل أن يؤثر فيها ويصبغها ببعض قيمه تغلبت الأخيرة ووقع تدجينه تدريجيا ( نقصد من قبل منه الدخول في نفس المؤسسات ) عن طريق الامتيازات واللهاث على المواقع والكراسي ، فأصبحت اللعبة السياسية عند الاتحاد الاشتراكي كحزب كان يعتبر يساريا هي الارتقاء الاجتماعي أو التشغيل والبحث عن مواقع هنا و هناك ناهيك عن التماهي مع السلطة وتقليد أساليبها حذو النعل بالنعل ، ومن ذلك نجاح استراتيجية نسف الخصم من الداخل وبواسطة " المناضلين " أنفسهم ، عبر حروب المواقع والزعامات الوهمية والاحتراقات الداخلية التي أودت أول ما أودت بالمناضلين الشرفاء الذين ابتعدوا أو تم تهميشهم و محاربتهم إلى درجة أن الاتحاد الاشتراكي أصبح لا حزب الجماهير أو بسطاء الشعب ولكنه أصبح حزبا للأعيان مثله في ذلك مثل باقي الأحزاب الإدارية...وقد أدى الحزب الثمن غاليا لتحالفه مع المخزن منذ تجربة التناوب التوافقي ناسيا أو متناسيا أن للمخزن حساباته البراجماتية والمصلحية في اطار استراتيجية لن يتخلى عنها ، فلما انتهت مهمة الاتحاديين في ما سمي بتجربة التناوب ترك الحزب المعني لمصيره المفجع بعد أن أنهكته 13 سنة من التسيير الحكومي المشكوك في نجاعته ونتائجه ، فجاء العقاب لا بسبب المخزن أو قمعه المعروف ولا نتيجة ضرباته التي طالما صمد لها هذا الحزب خلال سنوات الرصاص ولكن عبر المناضلين وهذه الجماهير نفسها التي كان الحزب يدعي الدفاع عنها ... فتقهقر حزب المهدي وعمر وعبد الرحيم إلى المرتبة الخامسة حاصدا بضع عشرات من المقاعد(أغلب أصحابها لم ينتخبوا بصفتهم الحزبية بل العائلية والقبلية ) في مجلس النواب ولم يحرز على أي مقعد في انتخابات الإعادة .
لسنا مع نظرية تقديس الجماهير أو تحويل الشعب إلى ملاك طاهر فمفهوم الجماهير والشعب أيضا قابلان للأخذ والرد والجماهير وكذا الشعب فئات اجتماعية بالطبع مختلفة المنازع والحسابات والمصالح ، ولكن في المقابل فأزمة الاتحاد الاشتراكي تكمن في الثقافة الانتهازية التي انتشرت بين صفوفه وأصبحت هي القاعدة بدل أن تكون الاستثناء ، وكاتب هذه السطور ينطلق من تجربة ملموسة مريرة عاشها لسنوات وانفق فيها أحلى أيام العمر ، حينما أصبح النضال خدمة يؤدى عليها ومن الصعب جدا إيجاد حل لمعضلة الثقافة الانتهازية وهي في أبسط تعريف لها : استغلال شعارات وأفكار نبيلة خيرة من اجل تحقيق مصالح خاصة فردية أو عائلية أو فئوية ، وتسير الوصولية أيضا بموازاة مع الثقافة الانتهازية ، إذ إن فلانا مثلا دخل إلى الحزب لا لتنفيذ برنامجه وشعاراته بل من اجل الاستوزار أو الاستشوار( مستشار جماعي ) أو الاستنواب( نائب برلماني ) وذلك كبديل عن كل شعارات الحزب التي طالما مطرق بها الناس كالتحرير والديمقراطية والبناء الاشتراكي من هنا تحولت أزمة ما كان يعتبر أكبر حزب يساري في المغرب إلى مأساة يونانية ستؤذن بنهاية تراجيدية أسفل بالوعات التاريخ إذا لم تنطلق انتفاضة قاعدية حقيقية تعيد الاعتبار لقيم اليسار وهو شيء مستبعد حاليا وللأسف الشديد....



#عبد_الاله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أوهام الكتابة .....
- ملف الصحراء ....عناد التاريخ
- سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟
- محنة الفكر والموقف : أنت حقيقي ...أنت منبوذ
- فصل من رواية -قبة السوق- ج2
- بين الكونية والخصوصية ....هي فوضى ؟؟
- اليسار المغربي...والمصير المجهول
- حروب داحس والغبراء...أي أفق ؟؟
- الكاتب الصحفي عبد الكريم الأمراني في لقاء مع جمهوره بتازة: م ...
- درس عابد الجابري
- النادي التازي للصحافة يستضيف الكاتب الصحفي عبد الكريم الأمرا ...
- مشاريع مجمدة بتازة وأخرى على الرفوف
- من مجازات الديمقراطية بالمغرب


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الاله بسكمار - عن الثقافة الانتهازية و....بالوعات التاريخ